الجواب :
الشيخ المفيد من أكبار علماء المذهب وهو من أسس الحوزة العلمية في بغداد ومن أشهر تلاميذه السيد الشريف المرتضى والسيد الشريف الرضي والشيخ الطوسي شيخ الطائفة وأشتهر برعاية الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف له من خلال تشريفه بالمراسلة .
وروي أن الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف رثاه عند موته. وله مؤلفات كثيرة جدا كانت ومازالت الأساس في دراسة الحوزات العلمية والبحث في العلوم الاسلامية، ومن هنا فإن ما أشيع من البعض من أن الشيخ ينكر ظلامة الزهراء عليها السلام أنما هو كذب وتدليس، والدليل على ذلك ما صرح به في كتابه الاختصاص ص 185 وعنه في البحار ج29 ص 192 ما نصه:
(ان عمر قد رفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنيها قد نقف. ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت).
وقال في الاختصاص ص 344 وعنه في البحار ج29 ص 192 وج 28 ص 227 وج 7 ص270 مانصه: (إن الثاني قد ضرب الباب برجله فكسره وأنه رفس فاطمة برجله فأسقطت المحسن ). وقال في الاختصاص ص 244 عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في حديث جاء فيه: ( وقاتل أمير المؤمنين وقاتل فاطمة وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسين في النار).
وفي كتاب المقنعة للشيخ المفيد ص 459 قال: (السلام عليك أيتها البتول الشهيدة الطاهرة).
وأما ما ذكره في كتاب الإرشاد فلا ينافي ماذكرنا فقد قال في ج1 ص 355: (وفي الشيعة من يذكر أن فاطمة صلوات الله وسلامه عليها أسقطت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ولدا ذكرا كان سماه رسول الله عليه السلام محسنا فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ثمانية وعشرون).
وهنا يظهر بشكل واضح أن الشيخ كان لديه بحث حول عدد أولاد أمير المؤمنين عليه السلام، وتكلم حول رأي بقية طوائف الشيعة ومن ثم ذكر رأي الطائفة الامامية وعلى رأيها يصبح العدد 28 ولدا فلا دخل لهذا بأنكار ظلامة الزهراء عليها السلام .
أما كلمة الشيعة فكانت تطلق في زمن المفيد على الإسماعيلية والزيدية والمعتزلة وغيرهم، وليس فقط على الإمامية كما هو الحال اليوم، فكلمة الشيعة عند أطلاقها اليوم يتبادر للذهن هم الأمامية الاثنا عشرية لا غيرهم .
ومعروف وواضح أن الطائفة التي تقول بإسقاط المحسن وكسر الضلع وضرب الزهراء عليها السلام هم الإمامية، ولدينا فرع في الدين وهو البرائة من أعداء ال محمد صلوات الله عليهم على عكس الزيدية والأسماعيلية، فلا يقولون بذلك بل يقولون بصحة إمامة الفاضل على المفضول، ويعطون شرعية لخلافة الاول والثاني، ويعملون بالقياس، ويقولون بصحة صلاة التراويح، ويبترون في الأذان، وغيرها من الأمور.. وهم بذلك أقرب للتسنن منهم للتشيع.
وبرزت منهم فرقة من الزيدية وهم البترية هؤلاء قد بتروا الدين فلا يتبرؤن من أعداء محمد وال محمد صلوات الله عليهم ولا يقولون بأمامة حتى علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام وقالوا: (لولا وجود النص من النبي على أمامة الحسن لما قلنا بأمامته).
فضلا عن ذلك كله فالشيخ المفيد في زمانه كانت الطائفية على أوجها وخاصة على الأمامية دون غيرهم، فقد كانوا يعانون من هجمات الحنابلة في الرصافة على القلة في الكرخ من الشيعة الامامية في أيام المحرم، فكانوا يهاجمون المجالس ويقتلون الشيعة حتى بلغ عدد الشهداء بالالاف، فكان لابد للشيخ من إنتهاج منهج لا يسبب الأذى للأمامية، وعلى إثر تلك الأحداث الدامية أضطر الشيخ الطوسي؛ تلميذ الشيخ المفيد إلى نقل الحوزة العلمية إلى النجف الاشرف، خاصة بعد سيطرة السلاجقة على الحكم في بغداد، وهزيمة البويهين الذين سمحوا بإقامة مجالس العزاء على سيد الشهداء الحسين عليه السلام .
وفضلا عن ما تقدم كله فإن الشيخ الطوسي وهو تلميذ الشيخ المفيد قد أثبت ظلامة الزهراء عليها السلام، ولم يصرح بشيء يخص رأي أستاذه، وسمي بشيخ الطائفة وهو الاسم الذي اشتهرت به الأمامية وكذلك أسم الروافض.
وبعد ما تقدم يثبت بالدليل القاطع أن الأصوات النشاز والتي تتهم الشيخ المفيد رضي الله عنه أنما تكذب وتدلس في سبيل أرضاء المخالفين لا أكثر ولا أقل .....
اترك تعليق