من خصائص الإمام الحسن عليه‌ السلام القيادية

القائد أو الإمام أو الخليفة الذي يخلف رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ينبغي أن يكون متصفاً بأمثل الصفات وأفضلها. ويفهم من آراء العلماء والباحثين في علم السياسة والاجتماع أنّهم يقدّمون الأفضل. قال ( ج. كورتوا ) : « على الرئيس أن يكون أكثر يقظة من الآخرين ، وأكثر ذكاءً ، وأكثر دقة ، وأسرع في اتخاذ القرار ، وأشجع في الأخطار ، وأكثر صراحة ، وأكثر ثباتاً في العمل ، وأكثر دماثة وغنىً بالعواطف النبيلة »(1). ويرى الدكتور عبد العزيز القوصي أن يكون القائد شديد الايمان بالهدف والخطة ، وأن يكون شخصية متميزة على غيرها ؛ في الفعل والخُلق ، والقدرة البارزة على التأثير ، وأن يتميز بذكاء نادر ، وبصيرة نافذة ، وخلق عالٍ ، ويتميز بقوة الارادة ، وتمثيل آمال الجماعة وطموحاتهم ، وأن يتميز بالتضحية الكاملة (2). والأفضلية في حال تسلسلها تصل إلى أعلى المراتب ، وهو ما يسمى بالعصمة ، والإمام الحسن عليه‌السلام باعتباره الإمام والقائد المنصوص عليه فهو يتمتع بخصائص وصفات تؤهله للموقع الريادي في حركة المسلمين ، فقد كان عاقلاً حليما محبّاً للخير فصيحا من أحسن الناس منطقا وبديهة.

وفيما يأتي أهم صفات الإمام الحسن عليه‌السلام وخصائصه القيادية :

١ ـ العصمة : وقد تقدم ما يدل عليها من كتاب الله العزيز ومن أحاديث رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم، ولا حاجة إلى إعادة ذلك كله.

٢ ـ العلم : أخذ الإمام الحسن عليه‌السلام العلم عن جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ كما تقدّم ـ حيث كان ملازماً له في أغلب جلساته ولقاءاته وحركاته ، وكان يستمع للوحي وهو يلقى في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويستمع إلى أحاديث جدِّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ العلم عن أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي لازمه أكثر من أربعين عاماً ، وأبوه عليه‌السلام كان أعلم الناس بشهادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » (3). وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أعلم الناس بالسنة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب »(4).

وقال عثمان بن عفّان في علم الحسنين عليهما‌السلام : « اولئك فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة ». قال الشيخ الصدوق : « معنى قوله : فطموا العلم فطماً أيّ قطعوه عن غيرهم قطعاً وجمعوه لأنفسهم جمعاً » (5). وقال محمد بن طلحة الشافعي : « كان الله عزّ وجل قد رزقه ـ يعني الإمام الحسن عليه‌السلام ـ الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعانيه ومنحه الفطرة الصائبة لاصلاح قواعد الدين ومبانيه وخصّه بالجبلة التي درت لها أخلاق مادتها بصور العلم ومعانيه » (6). وقال الحافظ إسماعيل بن كثير : « أحد علماء الصحابة وحلمائهم وذوي آرائهم » (7). وكتب إليه الحسن البصري : « أما بعد فانكم معشر بني هاشم الفلك الجارية واللجج الغامرة والأعلام الشاهرة ، أو كسفينة نوح عليه‌السلام التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون » (8). وقد تتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفقهاء والعلماء ورواة الحديث. وروى عن الإمام الحسن المئات من الصحابة والتابعين وأشرفهم : أخوه الإمام الحسين ، وابن أخيه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وجابر بن عبدالله ، وعبدالله بن عباس ، وعائشة ، وابنه الحسن بن الحسن ، والمسيب بن نجبة ، وسويد بن غفلة ، والعلاء بن عبد الرحمن ، والشعبي ، وهبيرة بن بريم ، والأصبغ بن نباتة ، وجابر بن خالد ، وعيسىٰ بن مأمون ، وعمير ابن سعيد النخعي ، وإسحاق بن يسار ، وعبد الرحمن بن أبي عوف ، وسفيان بن الليل ، وعمرو بن قيس ، ومعاوية بن حديج ، وإسحاق بن بشار ، ومحمد بن سيرين ، وعكرمة ، وجبير بن نفير وغيرهم (9).

٣ ـ الارتباط باللّه تعالى : كان الإمام الحسن عليه‌ السلام دائم الارتباط بالله تعالى ، ودائم التوجه إليه ، وكان مرتبطاً به في عقله ومشاعره وإرادته ، وصار هذا الارتباط حقيقة ايجابية متحركة استقرت في أغوار النفس والضمير وتحولت إلى واقع في صورة أعمال وممارسات وحركات دائمة صادرة عن وعي ومتجهة إلى غاية ، فهي ليست مظاهر وطقوس مجردة بل هي حركة وفاعلية تعبر عن اخلاص لله وتجرد له تدفع إلى العمل الصالح الذي هو انعكاس لهذا الارتباط الدائم.

عن المفضل بن عمر قال : « قال الصادق عليه‌ السلام : حدّثني أبي عن أبيه عليه‌السلام أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً وربما مشى حافياً ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها ، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجل ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار ، وكان عليه‌السلام لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلاّ قال : لبّيك اللهمّ لبّيك ، ولم ير في شيء من أحواله إلاّ ذاكر الله سبحانه » (10). وروي أنّه : حج خمس عشرة حجّة ماشياً ، وخرج لله من ماله مرتين ، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات (11).

وعن الإمام محمد الباقر عليه‌ السلام : « أنّ الحسن عليه‌ السلام قال : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمشي إلى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه » (12). وكان إذا بلغ المسجد رفع رأسه وقال : « ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم » (13). وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح (14). وكان يقرأ كل ليلة سورة الكهف في لوح مكتوب يدور معه حيث دار من بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش (15). وكان إذا فرغ من الوضوء تغيّر لونه ، فقيل له في ذلك ، فقال : « حقّ على من أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغيّر لونه » (16).

٤ ـ الكرم : وهو صفة محمودة في جميع الأحوال وسائر الناس ، وانتصار على النفس والغلبة على الشهوة ؛ لأنّ النفس الانسانية مرتبطة باثقال الدنيا ، فلا يتعالى الإنسان على هذه الاثقال إلاّ بالكرم والجود ، والذي يدفع الإنسان المؤمن إلى الكرم والانفاق هو دافع أقوى من شهوة المال وقيود الحرص ، والطمع وهو دافع التقوى وحب الخير وحب الكمال والسمو ، والتقرب إلى الله عزّوجلّ.

والكرم صفة ملازمة للقيادة الصالحة الناجحة ؛ فبها يستهوي الناس ويشدّهم إلى ما يمليه عليهم من مفاهيم وقيم ومن نصائح وارشادات ، ويدفعهم لمراجعة أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم واصلاحها حياءً أو قناعة في مقابل الكرم والجود والإحسان إليهم. وقد امتاز الحسن عليه‌السلام بهذه الصفة وكان قمة في الكرم والجود والإحسان إلى الآخرين. فقد روى أنّه : « لم يقل لسائل قط : لا ، وكان لا يأنس به أحد فيدعه حتى يحتاج إلى غيره ، حتىٰ عُرِفَ عليه‌السلام بكريم أهل البيت عليهم‌السلام. واشترى حائطاً من قوم من الأنصار بأربعمائة ألف فبلغه أنّهم احتاجوا ما في أيدي الناس فردّه إليهم » (17). وهذه ممارسات نادرة لم يحدّثنا التاريخ أنّ كريماً ـ من غير أهل البيت عليهم‌السلام ـ لم يقل لسائل قط : ( لا ). ومن كرمه وجوده أنّه يوصل بعض الذين يكرمهم إلى مرحلة متقدّمة من العيش الكريم بحيث لا يحتاج إلى الآخرين ؛ لأنّ ما يحصل عليه يسعفه للاعتماد على نفسه وامكاناته. قال ابن كثير : « وقد كان من الكرم على جانب عظيم ، قال محمد بن سيرين : ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف ». وقال : « وذكروا أنّ الحسن رأى غلاماً أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلباً هناك لقمة ، فقال له : ما حملك على هذا ؟ فقال : أنّي أستحي منه أن أكل ولا أطعمه ، فقال له الحسن : لا تبرح من مكانك حتى آتيك ، فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه ، فاعتقه وملكه الحائط » (18). وروي أنّه « وقف رجل على الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال : يابن أمير المؤمنين بالّذي أنعم عليك بهذا النعمة الّتي ما تليها منه بشفيع منك إليه ، بل إنعاماً منه عليك إلاّ ما انصفتني من خصمي فإنّه غشوم ظلوم ، لا يوقّر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير ، وكان متكئا فاستوى جالساً وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ فقال له : الفقر ، فأطرق عليه‌السلام ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له : احضر ما عندك من موجود ، فاحضر خمسة آلاف درهم ، فقال : ادفعها إليه ، ثم قال له : بحق هذه الأقسام الّتي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائراً إلاّ ما أتيتني منه متظلماً » (19). وقال ابن شهرآشوب : « ومن سخائه عليه‌السلام ما روي أنّه سأل الحسن بن علي عليهما‌السلام رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار ، وقال : ائت بحمال يحمل لك ، فأتى بحمّال فأعطاه طيلسانه ، فقال : هذا كرى الحمال. وجاءه بعض الأعراب ، فقال : اعطوه ما في الخزانة ، فوجد فيها عشرون ألف درهم ، فدفعها إلى الأعرابي » (20). وقيل له عليه‌ السلام : لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة ؟ فقال : « إنّي لله سائل وفيه راغب وأنا أستحيي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً ، وإنّ الله تعالى عوّدني عادة ؛ عوّدني أن يفيض نعمه عليّ ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس ، فأخشى أن قطعت العادة أن يمنعني العادة ، وأنشأ يقول :

إذا ما أتاني سائل قلت مرحباً 

بمن فضله فرض عليّ معجل 

ومن فضله فضل على كل فاضل 

وأفضل أيام الفتى حين يسأل » (21).

٥ ـ البلاغة والفصاحة : من الصفات المحبّبة لدى القائد أن يكون بليغاً وفصيحاً في أقواله وكلماته التي يخاطب بها العقول ، والمشاعر ؛ لتنفتح أمام الحقائق وأنوار الهداية. وهي ضرورية في استجاشة عناصر الخير والصلاح ، ومطاردة عناصر الشر والانحراف ، واستثارة حالة الحذر من مزالق الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء ، وكان الإمام الحسن عليه‌السلام أفضل الناس بلاغة وفصاحة في زمانه ؛ يحث الناس من خلالها على تبني المفاهيم السليمة وممارسة القيم الصالحة. وكان عليه‌السلام يمارس الخطاب البليغ والفصيح لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه الوجهة الصالحة. وفي هذا يقول ابن كثير : « وكان علي [ صلوات الله عليه ] يكرم الحسن اكراماً زائداً ويعظمه ويبجله ، وقد قال له يوماً : يا بني ألا تخطب حتى أسمعك ؟ فقال : إنّي أستحي أن أخطب وأنا أراك ، فذهب علي فجلس حيث لايراه الحسن ، ثم قام الحسن في الناس خطيباً وعليّ يسمع ، فأدّى خطبة بليغة فصيحة ، فلما انصرف جعل عليّ يقول : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) » (22). ورُوي أنه : « طعن أقوام من أهل الكوفة في الحسن بن علي عليهما‌السلام ، فقالوا : إنّه عيّ لايقوم بحجّة ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه‌ السلام فدعا الحسن فقال : يابن رسول الله إنّ أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها ؟ قال : وما يقولون يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقولون : إنّ الحسن بن علي عيّ اللسان لا يقوم بحجة ، وإن هذه الأعواد فاخبر الناس فقال : يا أمير المؤمنين لا أستطيع الكلام وأنا أنظر إليك ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام إنّي متخلّف عنك ، فناد أنّ الصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون فصعد عليه‌السلام المنبر ، فخطب خطبة بليغة وجيزة فضجّ المسلمون بالبكاء ثم قال : أيّها الناس اعقلوا عن ربّكم إنّ الله عزّوجلّ اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريّة بعضها من بعض والله سميع عليم ، فنحن الذريّة من آدم ، والاسرة من نوح ، والصفوة من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، وآل من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نحن فيكم كالسماء المرفوعة ، والأرض المدحوة والشمس الضاحية ، وكالشجرة الزيتونة ، لا شرقية ولا غربية التي بورك زيتها ، النبي أصلها ، وعلي فرعها ، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن تخلف عنها فإلى النار هوى » (23). فقد صاغ الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضائل أهل البيت عليهم‌السلام صياغة بلاغية جميلة ، وتمثلت بلاغته بالخطاب وبالقاء الشعر ، ومنه :

أغن عن المخلوق بالخالق 

تغن عن الكاذب والصادق 

واسترزق الرحمن من فضله 

ليس غير الله بالرازق 

مَن ظن أن الناس يغنوه 

فليس بالرحمن بالواثق 

مَن ظن أن الرزق مِن كسبه 

زلت به النعلان من حالق (24)

الهوامش:-------

(1) لمحات في فن القيادة / ج. كورتوا : ٢٣.

(2) علم النفس أسسه وتطبيقاته التربوية / عبد العزيز القوصي : ٣٩٦ و ٣٩٨.

(3) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٧ ، وكفاية الطالب : ٢٢١.

(4) بحار الأنوار ٤٠ : ١٥٠.

(5) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٣.

(6) مطالب السؤول / محمد بن طلحة الشافعي ٢ : ٦.

(7) البداية والنهاية ٨ : ١٦.

(8) تحف العقول : ١٦٦.

(9) يُنظر : رجال الشيخ الطوسي : ٩٣ ومابعدها ، أصحاب الإمام الحسن السبط عليه‌السلام.

تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ١٦٣ ، وأسد الغابة ١ : ٤٨٨ ، والإصابة ٢ : ١١.

(10) أمالي الصدوق : ١٥٠ / ٨ ، مجلس ٣٣.

(11) المنتظم / ابن الجوزي ٥ : ١٦٤ ـ ١٦٥.

(12) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٩.

(13 و 14) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٣٩.

(15) البداية والنهاية ٨ : ٤٢.

(16) مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور ٧ : ٢٥.

(17) إسعاف الراغبين / الصبّان : ١٩٦ ، ( مطبوع بهامش نور الأبصار ).

(18) البداية والنهاية ٨ : ٣٨.

(19) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٥٠ / ٢٢.

(20) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٠.

(21) نور الأبصار / الشبلنجي : ١٣٥.

(22) البداية والنهاية ٨ : ٣٧.

(23) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٥٨ / ٣٧.

(24) نور الأبصار : ١٣٤.

: سعيد كاظم العذاري