سؤال : ماهو السبب في عدم تأثير الخطباء والرواديد والشعراء في نفوس الناس وخاصة فئة الشباب كما كان في الأجيال السابقة هل الخلل في الناس أم في المتصدين؟!!
الجواب ...
القاعدة في القبول والتأثير تقول ( ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب ) .
ولأجل أن يكون ما يخرج من المتصدي سواء شيخ أو رادود مؤثرا في النفوس يحتاج إلى شيء مهم وهو الخلوص فكلما كان الشخص مخلصا كان مؤثرا .
ولعل السائل كان معايشا لفترة سابقة كان فيها شابا فيقارن بين ماكان في السابق واليوم من حيث التأثير ولنأخذ مثلا فترة التسعينات كونها قريبة وملاصقة لهذه الفترة فقد كان الشيخ الذي يعتلي المنبر يضع دمه بكفه لانه في اي لحظة يتم اعتقاله وكذلك من يحضر يكون بنفس المستوى من الخطر فهنا قد حضروا جميعهم نصرة للحسين عليه السلام مع وجود خطر الاعتقال ومن ثم السجن لسنوات على اقل تقدير فضلا عن الإعدام .
ومن هنا يكون كلامه مؤثرا والمتلقي يستوعبه تماما وهذا ينطبق على الرادود والشاعر ومن يحضر المجالس لوجود رابط روحي بين الجميع بلا جهوية حزبية ورياء وسمعة ووالخ وإنما الجميع في نفس السفينة وهي سفينة الحسين عليه السلام لاحظ في السابق كنا نقرا القصيدة في بيت ومن ثم الخروج إلى موعد في بيت آخر لقراءة قصيدة أخرى وهكذا المحاضرة وفي الأغلب الأعم تكون مختصرة على الثقات خوفا من دخول وكلاء الأمن وكل هذا للتمويه والهروب من قبضة البعثية لعنهم الله هذا من جهة ومن جهة أخرى لم يكن الشيخ أو الرادود يشترط مبلغا من المال وفي الأغلب يقرأ مجانا ولربما نجمع له مبلغا فيما بيننا بعد انتهاء عشرة محرم وهو لايعلم لمعرفتنا المسبقة بحاله أو نجمع له المواد الغذائية وهكذا ؟!!
أما اليوم تلاحظ الاشتراط بالمال حتى الشاعر والرادود فضلا عن الخطيب وهذا الأمر وأن كان جائزا لكن من يقوم به قد أخذ أجره في الدنيا ولا شيء له عند الحسين عليه السلام فليعلم ذلك الأمر فلا يمكن أن تطلب شيء من الحسين دنيوي أو شفاعته في الأخرة وانت تشترط الملايين حتى تقرأ محاضرة.
أما من لا يشترط فهذا جيد له وله أجرا عند الحسين عليه السلام .
اما المتلقي فكما قلنا في السابق هناك الخلوص والأقدام هو العنوان لذلك يكون مؤمنا قويا أما اليوم فلاحظ أن الرياء منتشر عند الأغلب وأصبح شكليا في بعض الأحيان الحضور للمجلس ويبحث الشاب عن أمور أخرى في المجلس منها على سبيل المثال الجهوية هل هذا المجلس تابع للجهة الفلانية يحضر أما تابع لجهة أخرى لايحضر وفي العام الماضي حضرت مجالس لجهات مختلفة أردت معرفة ماذا يقولون في مجالسهم فوجدت حضوري مستغرب منهم اي الجميع لأني لا انتمي لأي جهة لا فعليا ولا قلبيا حتى ظهر الامتعاض منهم ووجدت خطابهم موجه لجهتهم في داخل المحاضرة وحتى في اللطمية مع الاختلاف في النسبة بين هذا وذاك من المجالس .
اما مسألة الطعام ففي السابق كان ممنوع منعا شديدا حتى كان يقوم بعض المؤمنين بالتوزيع سرا ووقت الظهر بلا شوشرة ومن يريد توزيع كمية كبيرة فعليه أن يأخذ اجازة ولا يمكن أن يتحصل عليها الا بعد واسطة في حزب البعث وتكون تحت المراقبة وكأنك لاتوزع طعام وإنما متفجرات؟!! فهذا الظلم والتضيق جعل من يقوم بذلك يعرض نفسه للخطر وقد يحاسب ولاحظت بعيني البعثية هجموا على قدور الطعام وركلوها بأرجلهم واعتقلوا مجموعة بما فيهم صاحب الطعام .
اما اليوم فلا شيء من ذلك فغاب الخلوص في النية وأصبح هناك تباهي بما يوزع من طعام والحقيقة أن طعام الحسين لو وجد فيه الخلوص من جهة ومن جهة أخرى من مال حلال لحلت فيه بركات الحسين ولأصبح دواء من كل داء وبركة في المال والولد .
الان بعد ما تقدم اختصارا يخطر في الذهن ماهو الحل للرجوع إلى ما كان عليه الحال في فترة التسعينات؟!!
بأعتقادي تحصيل الخلوص وتنقية النفس بالسؤال هل ماأقوم به هو خدمة خالصة للحسين عليه السلام أم لا ؟!!
هنا الحل! فعلى الجميع سواء الخطيب أو الرادود أو المتلقي أو صاحب المآتم أن يحاسب نفسه وليعلم كل جهوي أن الحسين عليه السلام لاجهوية فيه وليس لأحد وإنما الحسين لكل المخلصين والأبتعاد عن التناحر والتباغض بين المواكب وحتى بين خدام الموكب الواحد .
اما غير ذلك فلا شيء لك لو لطمت طول المحرم واطعمت الملايين وقرأت الآلاف من المجالس اخي ...
أخلص نيتك ....
اخلص نيتك ....
اخلص نيتك ....
نقي نفسك ....
من أمراض الرياء والجهوية والتكبر فهي أيام وفرصة لنيل شفاعة سيد الشهداء عليه السلام ...
اترك تعليق