طالب ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الجهات القانونية بمحاسبة كل من يستخف بالقرآن الكريم على اساس القانون الدولي، واحترام الحقوق المتبادلة، مبينا أنه لابد ان يكون هنالك قانونا يحترم حقوق الاخرين، جاء ذلك في كلمة له خلال مراسيم استبدال راية قبة الإمام الحسين (عليه السلام) من الحمراء إلى السوداء، القاها نيابة عنه رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة الشيخ أحمد الصافي.
وقال رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة خلال مراسيم استبدال الراية في الصحن الحسيني الشريف، إن "الامام الحسين (عليه السلام) له منزلة عند الله (عز وجل)، فالامام الحسين (عليه السلام) عندما قام بنهضته هذه انما قام برفض الظلم والانحراف، وليبين ذلك ويصلح ما تم افساده في المجتمع الاسلامي، فعندما جاء فإنه جاء بالانسانية، جاء بالقانون، جاء بالدستور، وحب الخير، وجاء بالقوانين الاجتماعية ومحبة الاخوان".
وأوضح "نحن اليوم نريد أن نشير الى قضية مهمة إننا نخاف أن يرجع مجتمعنا الى تلك الامور من الفساد، ففي مدينة كربلاء، أو أي مدينة مقدسة بدأت تظهر بعض مظاهر الفساد، واقامة الحفلات التي لا يمكن أن تكون متلائمة مع مجتمعنا في عاداته وتقاليده، ولا مع ديننا، ولا مع توصيات ائمتنا ومراجعنا الكبار، حيث أن انسانيتنا سوف نفقدها اذا استمرت الامور هكذا، نحن ننتقد هذه الحالة، ونطلب من المسؤولين ان يضعوا حدا لهذه الامور، لأن هناك قانون يحفظ قدسية المدن المقدسة، ولا توجد مدينة اقدس من كربلاء، دماء الحسين (عليه السلام) لم تسيل فقط في هذا المكان، وانما امتدت الى مسافات بعيدة، لان المعركة كانت كر وفر بالفرسان، فالارض كلها توشحت بدماء الحسين واصاحب الحسين واخيه ابا الفضل العباس (عليهم السلام)، فهي طاهر ومقدسة ولا بد أن تكون محترمة عند الجميع، فكيف نقبل بهذا الذي يحصل في مدينتنا".
وأضاف "الآن في بعض الشوارع لا يوجد التزام في الحجاب، الحسين (عليه السلام) قاتل من أجل حرائر الامة، قاتل من اجل الحفاظ على حجابها، فعندما ذهب ليشرب الماء وهو في تلك الحالة قيل له أن حرمك قد انتهكت فترك شرب الماء ورماه، وعاد الى المخيم حماية لحرمه، وحرائر آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أين وصل الأمر بنا، نحن في خطر، اخلاقنا في خطر، وبناتنا في خطر، لابد أن يكون هناك اجراء حازم وعادل للحفاظ على مبادئ الحسين (عليه السلام)، وكذلك باقي المدن المقدسة لأن هذه المدن طاهرة".
وتابع "نحن نرفع اشارة الخطر حتى يلتفت جميع الاخوة، يلتفت اصحاب المواكب وهيئات العزاء، فعليهم الانتباه واتخاذ خطوات ايجابية في سبيل مكافحة هذه الحالات، المدينة تحتاج الى مشاريع جيدة (تنموية، تعليمية، صحية، تجارية) لكن لا على حساب ثوابتنا، إن لدينا ثوابت علينا احترامها، و الا ما فائدة البكاء والحزن على الحسين (عليه السلام)".
ونوه "نحن نطالب بتفعيل قانون قدسية كربلاء، وتوسعة دائرته، وأن لا يقتصر فقط على ما بين الحرمين ومحيطها، وإنما لابد أن يتسع ليشمل كل ما يطلق عليه مدينة كربلاء، وأن يشمل الجامعات، والمعاهد، وللمستشفيات، والمناطق التجارية"
ولفت إلى أن "هناك استهدافا للمدينة فهي ليست قضية مؤامرة، لكننا نراها بام عيننا، حيث كما نعتني بالنظافة يجب أن نعتني بالاخلاق، والا فما معنى قضية إننا بدئنا في خط الدفاع عن مبادئنا".
وأشار إلى أن "القضية الاخرى إن هناك هجمة اخرى لعلها عالمية، وهذه الهجمة على مقدساتنا على قرآننا، على كلام الله، نحن نطالب الجهات القانونية بمحاسبة كل من يستخف بالقرآن الكريم على اساس القانون الدولي، واحترام الحقوق المتبادلة، ولا بد أن يكون هنالك قانونا يحترم حقوق الاخرين".
ولفت إلى أن "القرآن كلام الله، وهو الذي نزه الانبياء مما كان يتهمون به في كتب اخرى، القرآن اعطانا قواعد اخلاقية، وايمانية، وحفظ كرامة الانسان، القرآن مع الحرية لكن مع احترام حقوق الاخرين، وافضل رد لابد ان يكون منا على اولئك الذين هتكوا حرمته، هو أن نحيي القرآن بالتدارس، والقراءة، ونطبق ما اوصاه النبي بقوله (لا تهجرو القرآن)، والإمام الحسين احيى ليلة العاشر بقراءة القرآن، و امر اصحابه وكأنه يعلم أن هنالك من سيعتدي على القرآن، فبعد اعتدائهم على الحسين (عليه السلام)، بدأوا يعتدون على القرآن، فلابد من احياءه بتلاوته، ونتعلم منه الاحكام، والاخلاق، ونأخذ كل خير منه، ونثبت ديننا وانسانيتنا منه".
اترك تعليق