أكد الامين العام للعتبة الحسينية الاستاذ حسن رشيد جواد العبايجي، أن الصورة اصبحت اليوم في العصر الحديث تمثل العمود الفقري للثقافة السائدة حاليا على المستوى العالمي فكريا، ودينيا، واخلاقيا، وانسانيا، وفي نصرة الشعوب المظلومة حقا وعدلا، جاء ذلك خلال كلمة له في حفل توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة (خطوة) الدولية الثالثة للتصوير الضوئي التي ينظمها قسم الاعلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للفنون التصويرية والجمعية العراقية للتصوير/ المقر العام،
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، إن "الصورة الواحدة قادرة على ايصال رسالة عميقة، والتأثير في المشاعر والعقول، وايصال المعاني الانسانية السامية بسرعة تفوق الكلمة احيانا، لذلك فان دعم هذا الفن والاهتمام به يعد من الوسائل المهمة في ترسيخ المبادئ والقيم، ونشر ثقافة السلام، وتعزيز الوعي المجتمعي، وابراز القضايا الانسانية العادلة".
وأوضح أن "الصورة لها تأثير روحي ونفسي في تشكيل الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية، ولها مساهمة كبيرة في صناعة رأي عام يحافظ على هوية الأمة، فمن خلالها يمكن الغوص في أعماق الوعي العربي والإسلامي، وبالتالي التأثير فيه وتوجيهه الوجهة التي نريد تحقيقها، لأنها تخاطب الضمائر والوجدان والعاطفة قبل العقل".
وتابع أن "صورة واحدة قد تغير رأيا عاما، أو تساهم في تشكيل الرأي العام حول قضايا معينة، أو تثير تعاطفا، أو تحرك الغضب، فالصورة كما هو معلوم تثير المشاعر بسرعة، مثل الحزن أو الفرح، وأيضا هي وسيلة سياسية وإعلانية لتوجيه بوصلة الجمهور وتعبئة الرأي العام في القضايا المصيرية ورفع مستوى التوعية الجماهيرية".
وأضاف أن "الصورة أيضا يمكن أن تستخدم لنشر الوعي والتربية الجمالية، لكنها قد تستعمل أيضا في التضليل ونشر الأكاذيب، لهذا يجب أن نتعلم كيف نفرق بين الصورة الحقيقية والمزيفة، والتي تميز بين الفضيلة والرذيلة، وبين الخير والشر، وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار".
وبين أن "أصبحت الصورة من الأساليب الحديثة التي تستخدم في مجال الصحة النفسية والعلاجية، كأداة فعالة للتعبير عن المشاعر والأفكار الداخلية، ومن هذه المفاهيم والواقع جاءت فكرة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بدعم هذا النشاط الذي يقيمه قسم الإعلام المتميز بفكرة هذه المسابقة، بالإضافة إلى أبعاد ثقافية كثيرة في مقدمتها المحور الديني والأخلاقي والتربوي، وتعزيز القيم والمبادئ التي جسدها وضحى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الغر الميامين".
وأشار إلى أن " الصورة اصبحت اليوم في العصر الحديث تمثل العمود الفقري للثقافة السائدة حاليا على المستوى العالمي فكريا، ودينيا، واخلاقيا، وانسانيا، وفي نصرة الشعوب المظلومة حقا وعدلا، بعد أن هيمنت ثقافة العولمة وسيطرت على عقول الناس بأساليب غير أخلاقية وغير تربوية، بفرض منطق القوة والتجبر على مقدرات الشعوب وحقوقها، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على شعوبنا".
وفي الختام دعا الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة إلى أن " الاستمرار في فكرة المسابقة والتنوع والتوسع أكثر، بما يؤكد عظمة الرسالة والحضارة الإسلامية ورموزها وقادتها الذين أعطوا وأفنوا الحياة الدنيا وثمرة أعمارهم في إحياء قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف والدفاع عن الحق والعدل".

اترك تعليق