961 ــ محمد بن علوان السورائي (توفي 706 هـ / 1309 م)

الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن علوان بن علي بن حمدون بن علوان بن المرزبان بن طارق بن يزيد بن قيس بن جندب بن عمرو بن يحيى بن جندب بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة الشيباني السورائي الحلي ويعرف بـ(ابن الرفاعي) و(ابن علوان)، و(الربعي)، و(البغدادي)، عالم وفقيه وشاعر.

محمد بن علوان السورائي (توفي 706 هـ / 1309 م)

قال في تخميس لامية العجم للطغرائي وجعل موضوعها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (59) بيتاً:

كمْ قد ســــــــــــفكتمْ لأبناءِ النبيِّ دما 

وكم أبـــــــحتمْ له في (كربلا) حَرما

قتلتمونا علـــــــــــى بعدٍ وعظمِ ظما 

(وضجَّ مِــن لغبٍ نضوي، وعجَّ لِما

يلقي ركابي، ولجَّ الركبُ في عذلي) (1)

الشاعر

الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن علوان بن علي بن حمدون بن علوان بن المرزبان بن طارق بن يزيد بن قيس بن جندب بن عمرو بن يحيى بن جندب بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة الشيباني السورائي الفقيه الشاعر المقرئ. الحلي ويعرف بـ(ابن الرفاعي) و(ابن علوان)، و(الربعي)، و(البغدادي) (2)

لم تذكر المصادر تاريخ ولادته ومكانها وعبرت عنه: بـ(الحلي) مرة وبـ (البغدادي) أخرى، ويحتمل أنه ولد في بغداد وعاش في الحلة التي كانت مركزاً علمياً مهماً من مراكز الشيعة في القرن السابع الهجري

أما قصيدته المخمسة فقد نقلتها مجلة تراثنا وجاء في قصتها: (أورد له ابن الشهرزوري الموصلي في مجموعته المخطوطة - في الورقة 114 وما بعدها - قصيدة غديرية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام، وعبر عنه ب‍ (نصير الحق والدين ابن علوان).

كما أورد له في نفس المجموعة - في الورقة 146 - قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام صاغها تخميساً للامية العجم المعروفة.

ووصفه ب‍ (ابن علوان الرفاعي الربعي البغدادي).

هذا ما استفدناه من المجموعة المخطوطة التي جمعها العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي في تراجم المنسيين والمغمورين من السابقين، وهي مجموعة ضخمة قوامها أضابير عديدة، وفقه الله لتبييضها وطبعها فإن فيها فائدة للباحثين كبيرة وقد تفضل مشكوراً بإعارتنا مصورته من مجموعة ابن الشهرزوري التي ننقل عنها هذا التخميس) (3)

أما الشاعر فقد قال عنه ابن الفوطي: (كان أديباً فاضلاً وفقيهاً شاعراً، حسن الشعر، طيب الانشاد، فصيح الايراد، كريم الأخلاق والشيم، ممتع المحاضرة والمذاكرة، كثير المحفوظ، حسن المحاورة، كتبت عنه، وكان ينعم ويشرفني إلى منزلي، وكتب لي الإجازة نظما) (4)

وقال عنه أيضاً: (من أكابر العلماء وأفاضل الأدباء والفقهاء، كتبت شعره في ( أشعار أهل العصر ) ومما أنشدني وهو متوجه إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام..) (5)

ووصفه ابن الشهرزوري الموصلي ب‍ (نصير الحق والدين ابن علوان). (6)

وقال عنه الشيخ عبد الحسين الشبستري: (أبو جعفر وأبو الفضل، وقيل أبو عبد الله... عالم حلِّي، وكان فقيهاً، حافظاً، مقرئاً، فاضلاً، أديباً، شاعراً حسن الشعر، طيب الانشاد، حسن المحاورة) (7)

وقال عنه الشيخ جعفر السبحاني: (ابن الرّفاعي محمد بن علي بن محمد بن علوان الشَّيباني، الفقيه الشيعي المقرئ، أبو جعفر وأبو الفضل السورائي البغدادي، يُعرف بابن الرفاعي، وبابن علوان الرفاعي). (8)

وقال عنه السيد محسن الأمين: (عماد الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علوان الشيباني الحلي الفقيه المقري الأديب يعرف بابن الرفاعي. من أكابر العلماء وأفاضل الأدباء والفقهاء) (9)

شعره

قال من قصيدته المخمسة التي قدمناها:

لولا إبــائي بـنفسي عن ذوي الـــــــــــبخلِ     

وصونُ مدحـي عن الأنـــــــــــذالِ والسفلِ

ما كنتُ أنــــــــــــــــــشدُ والآفاقُ تشهدُ لي     

(أصـــــــــــالةُ الرأي صـانتني عن الخطلِ     وحليةُ الفضلِ زانـتني لـدى الـــــــــــعطلِ

صبراً فليسَ لما قد فـــــــــــــــــاتَ مرتجعُ 

فالصبرُ ينفــــــــــــعُ إذ لا ينفعُ الــــــجزعُ     

والـــــــــــــدهرُ يخفضُ أقواماً وإن رُفــعوا 

(مجدي أخيراً ومجدي أولاً شـــــــــــــرعُ     والـشمسُ رأدُ الضحى كالشمسِ في الطَّفلِ)

لـــــــــــــــواعجُ الشوقِ تطويني وتنشرني     

إلـى بلادي ومَــــــــــــــن خلّفتُ في وطني

وا طـولَ شوقي ووا وجــــــدي ووا حزني     

(فــيمَ الإقامةُ بالزوراءِ، لا ســـــــــــــــكني     بها، ولا نـــــــــــــــاقتي فيها ولا جملي؟)  

مثلَ الــحسينِ بـــــــــأرضِ الطفِّ حينَ غدا 

لـهفي عليهِ، وحيداً بـــــــــــــــينَ جمعِ عِدا     

لا يـــــــــــــــــــــــــــــرقبونَ لديهِ ذمَّةً أبدا 

(نـاءٍ على الأهلِ صــــــــــفرَ الكفِّ مُنفردا     كــالسيفِ عُرِّيَ متناهُ عن الــــــــــــــــخللِ)

يــــــــــــــــشكو إلى اللهِ ما يلقى مِن المحنِ     

ويحــتمي بظــــــــــــــــــــبا الهنديِّ واللدنِ

يقولُ: هل ناصرٌ للهِ ينصــــــــــــــــــرني؟     

(فـلا صـــــــــــــــــديقٌ إليهِ مُشتكى حزني     ولا أنيـــــــــــــــــــــسٌ لديهِ مُنتهى جذلي)     

ماذا أردتمْ - لُعِنتمْ – مِــــــــــــــن مكاتبتي 

أبـــــــــــــــــــعدتمونيَ عن جدِّي ومنزلتي

برحلةٍ قُتلتْ أهـــــــــــــــــــــــلي وقاطبتي 

(طــــــــــــــالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي     ورحـلها وقـــــــــــــــــــرى العسالةِ الذبلِ)

كمْ قد ســـــــــــــفكتمْ لأبــــــــناءِ النبيِّ دما 

وكـــــــــم أبـــــــحتمْ له في (كربلا) حَرما

قتلتمونا عـــــــــلـــــــــــى بعدٍ وعظمِ ظما 

(وضجَّ مِــن لغبٍ نــــــــــضوي، وعجَّ لِما     يـــــــــلقي ركـابي، ولجَّ الركبُ في عذلي)

أما نهـــــــــــى عن بني الزهراءِ نورُ نهى

بقتلِهمْ قد ملأتــــــــــــــــــــــــــم قلبَها ولها

أتـــــــــــــــــــــيتُ أطلبُ حقاً ليسَ مُشتبها 

(أريدُ بسطةَ كــــــــــــــــــــفٍّ أستعينُ بها     على قـــــــــــــــــــضاءِ حقوقٍ للعلا قبلي)

خرجتُ للأمرِ بالمعــــــــــروفِ مِن وطني 

والنهيُّ عن منكرٍ واللهُ يأمــــــــــــــــــرني

فـــــــــــــــــجاءَ يخذلني مَن كانَ ينصرني 

(والدهرُ يعـــــــــــــــــــكسُ آمالي ويقنعني     مِن الغنيمةِ بعدَ الكدِّ بالقفـــــــــــــــــــــــلِ)

إن تظلـــــــــــــــــموني فجدِّي خاتمُ الرسلِ 

غـــــــــــــــــــريمُكم وأميرُ المـؤمنينِ علي

ولي تأسٍّ بيحيــــــــــــــــى وهـوَ خيرُ ولي 

(وذي شطاطٍ كعقدِ الرمــــــــــــــــحِ مُعتقلِ     لمثلهِ غير هيَّــــــــــــــــــــــــابٍ ولا وكلِ)

شـــــــــــــقيقي الحسنُ المسمومُ مَن فرجتْ 

لفقدِهِ الأرضُ والأفـــــــــــــلاكُ وانزعجتْ

والنفسُ بعدَ أخي – العبــــاسِ - ما ابتهجتْ 

(حلو الفكاهةِ مرّ الجدِّ قد مـــــــــــــــزجتْ     بـــــــــــــــــــــقسوةِ البأسِ منه رقَّة الغزلِ)

فجعتمُ المصطفـــــــــــــــــى الهادي بعترتِهِ 

قــــــــــــــــــــتلى وأسرى لكمْ، يا شرَّ أمَّتِهِ

وابني علي فلــــــــــــــــو لا عظمَ مرضتهِ 

(طردتُ سرحَ الكرى عـــــــــن وردِ مُقلتهِ     والليلُ يــــــــــــــــغري سوامَ النومِ بالمُقلِ)

غادرتمُ اللهَ والمختــــــــــــــــارَ في غضبِ 

والأنــــــــــــــــــبياءَ وأهلَ الحقِّ في حربِ

أتقتلونا بلا ذنــــــــــــــــــــــــبٍ ولا سببِ!   

(والركبُ مِيلَ على الأكوارِ مِـــــــن طربِ     صـــــــــــــاحٍ وآخرَ مِن خمرِ الهوى ثملِ)

أدعو الشــــــــــــقيَّ ابنَ سعدٍ كي يساعدني 

وقد جرى الدمُ مــــــــــن رأسي ومِن بدني

دعوتُ نذلاً لئيماً لا يجــــــــــــــــــــــاوبني 

(فـــــــــــــــــقلتُ: أدعوكَ للجلّى لتنصرني     وأنـــــــــــــــتَ تخذلني في الحادثِ الجللِ)

جيوشكمْ بإلهِ الـــــــــــــــــــــــعرشِ كافرةٌ 

دنيا طلبتمْ فــــــــــــــــــــــــــفاتتكمْ وآخرةٌ

لتندمنَّ إذا ضـــــــــــــــــــــــــمَّتكَ ساهرةٌ 

(تنـــــــــــــــــامُ عيني وعينُ النجمِ ساهرةٌ     وتستحيلُ وصـــــــــــــــــبغُ الليلِ لمْ يحلِ)

فقالَ كلُّ امرئٍ منهم لصــــــــــــــــــــاحبِه 

هذا الــــــــــــــــــــــحسينُ أتـانا في أقاربِهِ

وعــــــــــــــــــــزمنا الفتكُ فيـهِ معْ حبائبِهِ 

(فهلْ تعينُ على غـــــــــــــــــيٍّ هممتُ بهِ     والغيُّ يصرفُ أحياناً عـن الــــــــــــفشلِ)

فـــــــــــــــجرَّدوا كلَّ عـضبٍ صارمٍ خذمِ 

وأقبلوا نــــــــــــــحوَ خيرِ العربِ والعجمِ

ماذا تريدُ؟ فقالَ الـــــــــــــسبطُ ذو الكرمِ: 

(إنّي أريدُ طــــــــــروقَ الجزعِ مِن إضمِ     وقد حــــــــــــــــمته حماةُ الحي مِن ثعلِ)

قلتمْ لنا: الدينُ أضــــــــــــحى مِن جوانبِهِ 

قد هُدَّ، والكفرُ في أعلى مـــــــــــــــراتبِهِ

وجــــــــــــــــــــــئتمُ بابنِ سعدٍ في كتائبِهِ   

(يحمونَ بالبيضِ والـــــــــــسمرِ اللدانِ بهِ     سودَ الغدائرِ حمرَ الحـلي والـــــــــــحُللِ)

أجـــــــــــــــــــــــبتكمْ بـرسولِ اللهِ مُقتدياً 

والعدلُ والفضلُ والمعـــــــــروفُ مُرتديا

وقلتُ للصحبِ: عادَ الـدينُ مُــــــــــــبتديا 

(فسرْ بنا في ظـــــــــــــــلامِ الـليلِ مُهتديا     فنفحةُ الطيبِ تهدينا إلى الـــــــــــــــحللِ)

فجاءتْ الــــــــــخيلُ منكمْ وهـيَ راكضةٌ 

والعهدُ والدينُ والأيـــــــــــــــمانُ ناقضةٌ

وفي دما خـيرِ خلقِ اللهِ خائـــــــــــــــضةٌ 

(فالحــــــبُّ حيث الردى والأسـدُ رابضةٌ     حولَ الكناسِ لــــــــــها غابٌ مِـن الأسلِ)

لبئسَ ما شـــــــــــــاهدتْ عيني وما لقيتْ 

منكمْ ومِن بعدكمْ يا لــــــــــــــيتَ لا بقيتْ

يا قومِ جدُّوا فإنَّ النـفسَ قد شُــــــــــــقيتْ 

(نؤمُّ ناشــــــــــــــــــئةً بالجزعِ قد سُقيتْ     نصالها بمياهِ الغنـجِ والــــــــــــــــــكحلِ)

جنَّاتُ عدنٍ كـــــــــــــــساها اللهُ ثوبَ بها 

عدوُّنا لجحيمٍ والولـيُّ بــــــــــــــــــــــــها

بها تولّهَ أربابُ الـــــــــــــــــــــصفا ولها 

(قـد زادَ طيبُ أحاديـــــــــــثِ الكـرامِ بِها     مــا بالكرائـمِ مِن جبنٍ ومِن بــــــــــــخلِ)

عُــوجوا علـيها ولا تـــــــــلووا عـلى أحدِ 

فالعــيشُ في نغصٍ والدهـــــــــرُ فـي نكدِ

ولا تـــــــــــــــــــــميلوا على حيٍّ ولا بلدِ 

(تبيتُ نـــارُ الهوى مــــــــــــنهنَّ في كبدِ     حرَّى ونارُ الـــقِرى منهمْ علــــــى القُللِ)

أمـــــــــــــــــــــرُ الغرامِ مُطاعٌ في تقلّبِها 

فلا يفـيدُ نهىً عــــــــــــــــن حبِّ تلكَ بها

بها أسـودُ شرىً غـــلبٌ وفـــــــــــتكُ مها 

(يـــــــــــقتلنَ أنضاءَ حـــبٍّ لا حراكَ بها     وينحـرونَ كــــــــــــرامَ الــــخيلِ والإبلِ)

نأيتُ عـنهمْ وقلبي فــــــــــــــــي ربوعِهمُ 

مُقيَّدٌ مُـــــــــــــــــــــــغرمٌ صَــــبٌّ بحبِّهمُ

ومـا لدائي دواءٌ غيرُ وصــــــــــــــــــلِهمُ 

(يـشفى لديغُ الــــــــــعوالي في بــــيوتِهمُ     بنـهلةٍ مِن غديرِ الخمرِ والعـــــــــــــسلِ)

تـرقّبوا دولةَ الــــــــــــــــــــــمهديِّ دانيةً 

تـجلو قلوباً لأهلِ الحقِّ صــــــــــــــــاديةً

لا تـــــــــــــــــــــيأسـوا هذهِ الآياتُ باديةَ 

(لعلَّ إلمامةً بـالجــــــــــــــــــــــزعِ ثانيةً     يــــــــــــدبُّ مـنها نـسيمُ البرءِ في عللي)

إنّي إذا بــــــــــــــــدتِ الآياتُ، وارتفعتْ 

أنـــــــــــــــــوارُها تـملأ الآفاقَ إذ لمعتْ

وأدبرتْ دولةُ الــــــــــــــــكفارِ وانقشعتْ 

(لا أكرهُ الطعنةَ النجـلاءَ قـــــــــد شفعتْ     برشقةٍ مِن نــــــــــــــبــالِ الأعينِ النجلِ)

وآخذُ الثأرَ مِن ضدٍّ يــــــــــــــــــــعاندني 

في حبِّ آلِ الحسينِ الــطهرِ والحســـــــنِ

وأصــــــــــطلي الــحربَ بالهنديِّ واللدنِ 

(ولا أهابُ الـــــــــصفاحَ البيضَ تُسعدني     باللمحِ مِن صفحـــــاتِ البيضِ في الكللِ)

ولا أحولُ إذا مـا حـــــــــــــالَ بي زمني 

لكن أصـولُ ولو أدرجتُ في كـــــــــفني

ولا أبـــــــــــــــــــــقّي على أسْدٍ تنازلني 

(ولا أخـلُّ بغزلانٍ تُــــــــــــــــــــغازلني     ولو دهـــــــــــــــتني أسودُ الغيلِ بالغِيلِ)

أتقتلــونَ حسيناً مـــــــــــــــــــــعْ مناقبِهِ! 

واحــسرتاهُ مـــــــــــــــذوداً عن مشاربِهِ

لهــفي له حينَ يدعو مــــــــــعْ مصاحبِهِ 

(حــبُّ السلامةِ يثني عزمَ صـــــــــاحبِهِ     عـن المعالي ويـــــغـري المرءَ بالكسلِ)

صبراً ولا تنكلوا جــــــــــــــبناً ولا فرقا 

ضرباً يقدُّ الظبا والبـــيضَ والـــــــــدرقا

فـــــــــــــــكيفَ أطلبُ فـي دارِ الفناءِ بقا 

(وإن جنـــــــــــــــــحتُ إلـيها فاتخذْ نفقا     في الأرضِ أو سُلّماً في الــجوِّ واعتزلِ)

سبقٌ إلى قصباتِ الـــــــسبــقِ واسمِ عُلا 

فــالطعنُ في أعينٍ والـضـربُ فوقَ طلى

وإن عــــــــــــدلتَ بنفـسٍ فـي البلى ببلا 

(ودعْ سبيلَ العُـــــــــــلا للمـقدمينَ عـلى     ركوبِها واقتنعْ منهنَّ بـالــــــــــــــــــبللِ)

تهوى العُلا وســــــــــبيلُ المجدِ تـبغضُه 

كمبتنٍ لـــــــــــــــــــــــبناءٍ وهـوَ ينقضُه

لا ترضَ بالدونِ مِــن دنــــــــياكَ تقبضُه 

(يرضى الذليلُ بخـفـضِ العيـــشِ يحفظه     والـــــــــــــعزُّ عـندَ رسـيمِ الأينقِ الذللِ)

لا تتركِ النفــــــــــسَ فـي الأهواءِ غافلةً 

وخذ لدينِكَ مِــن دنيـــــــــــــــــــاكَ نافلةً

وحثحثِ الــــــــــــــعيسَ نحوَ العزِّ قافلةً 

(وادرأ بــها في نحــــــــــورِ الـبيدِ جافلةً     مــــــــــــعارضاتٍ مثاني اللجمِ بـالجدلِ)

واعلمْ بـأنَّ ذرى الــــــــــــــــعلياءِ رائقةٌ 

بحبِّها أنـفسُ الــــــــــــــــــــعشّاقِ وامقةٌ

ولا تعقْـكَ عـــــــــــــــــن الإدلاجِ عائقةٌ 

(إنَّ الـعُلا حدثتني – وهـــــــــيَ صادقةٌ     فــــــــــــيما تحدِّثُ - أنَّ العزّ في النقلِ)

فخُذ لنفسِـــــــــــــكَ عن دارِ الفنا وطــنا 

فكيفَ تظفرُ في دارِ الــــــــــــــفنا بــهنا

ولا تقلْ مسكناً فــــــــــــارقتُ أو ســكنا 

(لو كانَ في شرفِ المــأوى بلوغُ مــنى     لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الــــــــحملِ)

فالـــــــحظّ والفضلُ في دنياكَ ما جُمـعا 

لواحدٍ مِــــــــــــــن جميعِ العـالمينَ مـعا

ولو أجابا جواباً أو لـــــــــــــــو انخـدعا 

(أهـــــــــــبتُ بالحظِّ لـو ناديتُ مُستـمعا     والحظّ عنّيَ بــــــــــــالجُهَّالِ في شـغلِ)

أنا الحسينُ بجدِّي الطـــــــــــــهرِ فـقتهمُ 

والعدلُ والصدقُ والمعـروفُ جـــــزتهمُ

والدهرُ حــــــــــــربٌ لأمـثالي وسـلمهمُ 

(لعلّه إن بدا فضـــــــــــــــلي ونــقصهمُ     لعينِهِ نـــــــــــــــــامَ عنهـمْ أو تــنبّه لي)

كواهلي بعد خفِّ الـــــــــــــحــملِ مثقلةٌ 

وحالتي عندَ أهلِ الجهلِ مـهـــــــــــــملةٌ

فإن تولّتْ حـــــــــــــياتي وهـــيَ مُرقلةٌ 

(لم أرتضِ العيشَ والأيـــــــــــــامُ مقبلةٌ     فكيفَ أرضى وقد ولّتْ علــى عــــجلِ)

صفتْ مواردُ شـــــــــتى كــنتُ أشـربُها 

عـــــــــــزَّاً، ولستُ بـذلِّ النــفسِ أقربُها

رجـاءَ نعمـــــــــــــــةِ ربي مــنهُ أطلبُها 

(أعـلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقـــــــــــــــــبُها     ما أضـــــيقَ العيشِ لولا فــسحةُ الأملِ)

أبي عـليٌّ ونــــــــــــــفــسي جلَّ شيمتِها 

كلُّ المــــــــــــحامدِ مِــن أبعاضِ قيمتِها

أضحتْ ترى الـقتلَ مــن أسنى معيشتِها 

(غالى بنفسيَ عـــــــــــــــرفاني بقيمتِها     فصنتُها عن رخـــيصِ القــــــدرِ مُبتذلِ)

فلا أطــــــــــــــــــــــيعُ يزيداً في تكبُّرِهِ 

إذ ساءَ في وردِه قدمـــــــــاً ومصـــدرِهِ

أنا ابنُ مَن ليسَ في الدنيا كــــــمـــفخرِهِ 

(وعــــــادةُ النصلِ أن يزهى بـــجوهرِه     وليسَ يعــــــــــــملُ إلّا في يـــدِ البطلِ)

خلافةُ اللهِ إرثي مِــــــــن أخـــي الحسنِ 

عن والدي ثم جدِّي، أنـــــــــــــتمُ بمنِ؟

يزيدُ يحكمُ في مالي وفــــــــــــي بدني! 

(ما كنتُ أوثرُ أن يـــمتدَّ بي زمـــــــني     حتى أرى دولـــةَ الأوبــــــاشِ والسفلِ)

لا خيرَ فـــي العيشِ معْ قـــــومٍ عقولهمُ 

كدينِهـــمْ في البرايا ناقصٌ وهــــــــــــمُ

أنا ابـــــــــــــنُ مَن عمَّ خلقِ اللهِ فضلهمُ 

(تقدَّمتني رجـــــــــــــــالٌ كـانَ شوطهمُ     وراءَ خطوي إذا أمـــشــــي على مهلِ)

عن نصرِنا إذ دخـــلنا مصرَهمْ خرجوا 

فــــــــــليسَ لـــي في حياتي معْهمُ فرجُ

فإن أمُتْ مـــــــــــــــنهمُ غبناً فلا حرجُ 

(هذا جزاءُ امرئٍ إخـــــــوانُه درجـــوا     من قبلِه وتمنَّى فسحةَ الأجـــــــــــــــلِ)

نــــــــــــفوسُنا بالظبا والسمـــرِ تُستلبُ 

نساؤنا كـــــــــــــــسبايا الـــرومِ تُنتهبُ

فابكوا علينا دماً يــــــــا قـــومِ وانتحبوا 

(وإن علانيَ من دونـــــــــي فلا عجبُ     لي أسوةٌ بانحطاطِ الشـــمسِ عن زحلِ)

فـإنْ نصِرْ في البرايــا عـبــــــــرةَ العِبرِ 

كـما بدا سيعودُ الديـــنُ فاعــــــــــــــتبرِ

بِنا ومـــــــــــــــــــــــِنّا وفينا سيدُ البشرِ 

(فاصبرْ لـها غـــيرَ مـــحتالٍ ولا ضجرِ     في حادثِ الــــدهرِ ما يُغني عن الحيلِ)

وليسَ فـــي أمـرِنا شيءٌ بـــــــــــمشتبهِ 

فيما مـــضـى والذي لم يأتِ فانــــــــتبِه

ولا تــــــــــــصاحبْ رفيقاً إن ولعتَ بهِ 

(أعـــدى عـــــــدوِّكَ أدنى مَن وثقتَ بهِ     فــحـاذرِ الناسَ واصـــحبهمْ على دخلِ)

كـتبٌ مطوَّلةٌ جاءتْ ومــــــــــــوجـــزةٌ 

أنْ سـرْ إلينا فإنَّ الأرضَ مُحـــــــــرَزةٌ

وحـــــــــــــــسِّنِ الظنَّ فالأيامُ منـجــزةٌ 

(وحسنُ ظـــــــــــــنِّكَ بالأيامِ معـــجزةٌ     فظنَّ شرَّاً وكنْ منهـــــــا على وجــــلِ)

وثِقْ بربٍّ به لانتْ جلامـــــــــــــــــدُها 

للعـــــــــــــارفينَ وقد هانتْ شــــدائـدُها

تنلكَ في جنَّـــــــــــةِ المأوى فــــوائـدُها 

(فإنَّما رجلُ الدنيا وواحـــــــــــــــــــدُها      مَـــــن لا يعِّولُ في الدنيا عــــلى رجلِ)

فجئــــــــتُ إذ شدَّتِ الكــــفارُ وابتهجتْ 

إلى قتالـــــــي وبابُ الــغــدرِ قد ولجتْ

فقلتُ: أيمانُكـــــــــــــمْ مــا بالها فلجتْ؟ 

(غاض الوفاءُ وفاضُ الــغدرُ وانفرجتْ     مــــــــسافةُ الخلفِ بــين القولِ والعملِ)

أجابني الـــــــــــــــــحرُّ: إنَّ القومَ ربُّهمُ 

عليهمُ ساخطٌ إذ جــــــــــــــــــــلَّ ذنبهمُ

بدا لهمْ بــــــــــــــــغضكمْ والضدُّ حبُّهمُ 

(وشانَ صــدقِك عنـــــــــدَ الناسِ كذبُهم     وهلْ يطــابقُ مُـعوجٌّ بمعتـــــــــــــــدلِ)

فاقتلْ لـــــــــــــــمَن يتعدّى مِن طغاتِهمُ 

ولا تــبقِّ بحالٍ مِـــــــــــــــــــن بغاتِهمُ

فلستَ ترجو ســـروراً مِن ســـــــراتِهمُ 

(إن كــــــــــانَ ينـــجعُ شيءٌ في ثباتِهمُ     على العهودِ فـــــــســبقُ السيفِ للعذلِ)

قـــــــــل لابنِ سعــدٍ: لحاكَ اللهُ يا عمرُ 

قتلتَ قــــــــــــــــوماً بهمْ جبريلُ يفتخرُ

حصلتَ في شـــرِّ نــــــــــارٍ كلها شررٌ 

(يا وارداً ســـؤرَ عيشٍ كلّـــــــــــه كدرُ     أنــــــــــــفقتَ عمرَكَ في أيامِكَ الأولُ)

أتسخـــــــــــــطُ اللهَ والمختارَ تغـــضبُه 

بقتلِ أبنائهِ طرَّاً تـــــــــــــــــــــــحاربُه

والآلِ والــــــــــــــــمالِ تسبيهِ وتنــهبُه 

(فيمَ اعتراضُكَ لجَّ الــــــــبحرِ تـــركبُه     وأنتَ يكفيكَ منه مصّةَ الوشـــــــــــــلِ)

غادرتَ ســــــــبطَ رسولِ اللهِ مُـــنجدلاً 

طلبتَ مُلكاً كســــــــــاكَ اللهُ ثـــوبَ بلا

ولو قنعتَ لزادَ اللهُ فـــــــــــــــــيكَ عُلا 

(مُلكُ القناعةِ لا يخشى عــــــــــليهِ ولا     يحتاجُ فيهِ إلى الأنصارِ والـــــخــــولِ)

ويلٌ لمَن حاربَ ابنَ المصطفــــى ولها 

عـــــــــــن نصرِه وتعدَّى أمــــرَه ولها

يا بائعَ الديـــــــــــــنِ بالدنــــيا وأخذِلها 

(ترجو البقاءَ بدارٍ لا بـــــــــــــــقاءَ لها     فهلْ ســـــــــــــــمعتَ بظلٍّ غيرِ مُنتقلِ)

كُنْ مسلماً صانَ عهدَ المصطفى ورعى 

فـــــــــــــــــــي آلهِ وبنيهِ وادَّخِرْ ورعا

ولبِّ عبدَ بني الــــــــــــــديَّانِ حينَ دعا 

(ويا خبيراً على الأسرارِ مُـــــــــــطّلِعا     اصمتْ ففي الصمتِ منجاةٌ مِن الـزللِ)

أدِمْ مـــــــــــــــــــفصَّل حمدٍ ثمَّ مجملَه 

لمَن لخلقِكَ بالإيمــــــــــــــــــــانِ حمَّله

ثمَّ الصلاةُ لمَن بالــــــــــــــــحقِّ أرسله 

(قد رشَّحوكَ لأمرٍ إن فطنـــــــــــتَ له     فاربأ بــــــــنفسِكَ أن ترعى معَ الهملِ)

ولابن علوان قصيدة (غديرية) تبلغ (174) بيتاً ذكرها أسد مولوي وقال عنها: (مضت ترجمة الشاعر في العدد 6 ص 201 من تراثنا في تقديم تخميس لامية العجم له، وهذه وغديريته نقلناها من مجموعة ابن الشهرزوري الخطية نفسها، فما قلناه هناك نقوله هنا، ولم نتوسع في التخريج واقتصرنا على ما لا بد منه علما أن هذه الغديرية من الشعر المنسي الذي لم ينشر لحد الآن)

يقول السورائي فيها:

بهِ هـــــــــــدانا الإلهُ مِن بُهمِ الـ     ـكفرِ إلى نورِهِ رحـــــــــــمتهِ

ومِن لظى الـنارِ والسلاسلِ والـ     ـخزي إلى عـــــــفوِهِ ورحمتهِ

وفي غدٍ عندَ شدَّةِ العطشِ الأكبـ     ـرِ يــــــــــــسقي عطاشَ أمَّتِه

كأساً رويَّاً مِن حــــوضِ كوثرِهِ      يشفي الصدى مِن زلالِ نطفتِه

بكفِّ هارونِــــــــــــــه وآصـفِه      يـــــــــــــوشعِه في قيامِ حُجَّتِه

إدريسِه شيثِه بمظـــــــــــــــهرِهِ      شمعونِه فــــــي لزومِ حجرتِه

ناصــــــــــــــــــرِه سيفِه مؤيِّدِه      مفني أعاديهِ بابِ حـــــــــطّتهِ

ربـــــــــــــــيبِه وابنِ عمِّهِ نسباً      أبــــــــــــــي بنيهِ وزوجِ إبنتِه

نــــــــجيِّهِ حين أشفقوا وعصوا     فـــي صدقاتِ النجوى لأمرتِه

وصيِّه نــــــــــــــــــفسِه مُغسِّلِه      مــــــــــودِعِه في قرارِ حفرتِه

قاضيهِ قاضي ديونِـــــــه وأخيـ     ـهِ الصـــــــادقِ الودِّ في محبَّتِهِ

صــــــــــاحبِه المفتدي بـمهجتِه      مهجتَه عندَ كـــــــــشفِ كربتِه

قالوا غــــروراً قد كان مـا وعدَ      الله نبيَّ الهدى بنـــــــــــصرتِه

ويومَ أحدٍ وفــــــــي تبوكَ وكـلٌّ     ضنَّ عن نــــــــــصرِه بمهجتِه

وغادروهُ فرداً فنـــــــــــاداهُ مِن      يثربٍ لبّى نداءَ صــــــــــرختِه

فشتَّتَ الشركَ وانجـــلتْ بُهمُ الـ     ـشـــركِ عن المصـطفى بنجدتِه

وخيبرٌ حينَ فرَّ مَن حـــــــــملا     لــــــــــرايةٍ مِن مرحـبٍ بخيبتِه

فامتعضَ المـــصطفى وقالَ لهم      لأعطينَــــــــها غداً أيـداً بمنعتِه

يحبُّه اللهُ والـــــــــــــرسولُ ولا      يرجعُ إلّا بنجـــــــــــــــحِ بغيَتِه

وكانَ إذ ذاكَ حيدرٌ رمــــــــــداً      تـــــــــــــــــنوءُ آلامُه بـنهضتِه

فأصبحَ المـــــصطفى وقالَ لهمْ      نادوا عـــــــــــــــلياً يأتـي بعلّتِه

فمُذ أتى بادرَ الــــــــــــنبيُّ إلى      عـــــــــــــــــينيِه داواهما بتفلتِه

وقالَ خُــــذ رايـةَ الهدى يا ولي     اللهِ وأســـــــــــــرعْ إلى كرامتِه

واستقبلَ الــــحــصنَ حالَ خندقِهِ      مِن دونهِ جازَه بــــــــــــــــوثبتِه

ويومَ عمرو بـــــــنِ عبدِ ودٍ وقد      وافــــــــى كليثِ الشرى وقسوتِه

يــــــــــؤمُّ جــيشاً عـرمرماً لجباً      قـــــد طبَّقَ الأرضَ عـظمُ وطأتِه

وقد كما قـــــــالَ ربُّنـا زاغتِ الـ     أبصــــــــارُ عباً مِـن فرطِ خيفتِهِ

وبلــــــــــــــغتْ منهمُ القلوبُ إذا     حناجرَ القـــــــــــــومِ عندَ رويتِه

وأحفرَ الــخنـــــــــــدقَ الـنبيُّ له     مُذ قيــــــلَ يأتي مِن هولِ روعتِه

كبَّرَ جــبريلٌ ثمَّ صــــــــاحَ بأعـ     ـلى صـــــــــوتِه مسمعاً بصيحتِه

لا ســــــــــيفَ إلا ذو الفقارِ ولا      ســــــــــــــوى عليٍّ فتىً ونخوتِه

فكبَّــرَ المصـــــــطفى وقالَ لهمْ      كبَّرَ جبريلٌ مِــــــــــــــــن مسرَّتِهِ

فكبَّــروا كبَّرتْ إذا عصبُ الإسـ     ـلامِ بـــــــــــــــشراً بنصرِ دولتِه

وابــتدرَ المسلمونَ وانهزمَ الأحـ     ـزابُ كلٌّ ولّى لــــــــــــــــوجهتِه

فــكانَ نصرُ النبيِّ إذ ذاكَ والإسـ     ـلامِ مِن بــــــــــــــأسِه وضربتِه

مـــــــولىً رقا منكبَ النــبيِّ وألـ     ـقى هبلاً عن عليّ كــــــــــــعبتِهِ

وافتــــــــــتحَ اللهُ بابَه بــحمى الـ     ـمسجدِ كالـــــــــمصطفى ونسبتِه

إذ سُدّ بالــوحي كلُّ بــابٍ إلى الـ     ـمسجدِ مِن صحـــــــــبِه وعترتِه

ويــــــــومَ أعطى الــنبيُّ صاحبَه      بـــــــــــــــراءةً وانبرى بسورتِه

أن لا يـــــؤديَ عــني سواكَ فتىً      أو رجلٌ منـــــــــــكَ أصلُ نبعتِه

فاللهُ قد شـــــــــــــاءَ أن تكونَ لها      مُبلِّغاً عنه يا ابنَ بــــــــــــــجدتِه

فليتَ شعــري لــــم كانَ مبعثُ ذا      وذاكَ لِــــــــــــــــمْ رُدَّ بعدَ بعثتِه

ويومَ وافــى جبريلُ الطائرَ المشـ     ـوي والمصطفـــــــــــــى بعقوتِه

فقالَ ربِّ أئــــــــــــتني يشاركني     في أكــــــــــــــــــلِه وانتهازِ لذّتِه

أحبَّ كلِّ الـــــــــــورى إليكَ فوا     فاهُ عليٌّ شــــــــــــــــــقيقُ فطرتِه

فهوَ أحــــــــــــبُّ الورى إلى الله     إذ كــــــــانَ هـوَ المجتبى بشركتِه

ويومَ أعطى الفـــــــــــقيرَ خاتمَه      وهوَ يصــــــــــلّي مِن دونِ رفقتِه

فأنزلــــــــــــــــــــــتْ إنّما وليُّكمُ     بعدَ إلهِ الورى وخــــــــــــــــيرتِه

هوَ الــــــــــــمقيمُ الصلاةَ للهِ والـ     ـمؤتي زكـــــــــاةً في حالِ ركعتِه

ويومَ آخى بيـــــــن الصحابِ فلمْ      يرتضِ منهمْ ســـــــــــــوى أخوَّتِه

ويومَ بدرٍ إذا قالَ قــــــــــــــائلهمْ      أطالَ نــــــــــــــــجواهُ عندَ خلوتِه

قالَ لهمْ ما انـــــــــــــــتجيته إنما     اللهُ انتجاهُ بسرِّ حــكـــــــــــــــــمتِه

فالــــــــــــــــــحمدُ للهِ إنني رجلٌ      قد صـــــــــــــيغَ قلبي على ولايتِه

معـتــــــــــــقداً أنّه هوَ النبأ الأعـ     ـظمُ للهِ فـــــــــــــــــــــــــي خليقتِه

نــادى وفي كفِّه الشريفِ على الـ     ـمنبرِ كــــــــــــفُّ الوصيِّ صفوتِه

هذا عليُّ مـــــــولى لمَنْ كنتُ مو     لاهُ بوحي في نــــــــــــــــصِّ آيتِه

فعادِ يا ربِّ مَن يــــــــعاديهِ وانـ     ـصرُ ناصريهِ في وقـــــــــتِ شدَّتِه

يا ربِّ بلّغتُ ما أمِـــــــــــرتُ بهِ      فاشهدْ على جـــــــــــمعِهمْ بصحَّتِه

الصابرُ الصادقُ المجـــــاهدُ والـ     ـحاكمُ بالعدلِ في قـــــــــــــــضيَّتِه (10)

وقال في أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً:

يا اماماً ما فـــي الأنامِ لهُ مثلُ     ولا للورى ســــــــــــواهُ إمامُ

غــيرِ أبنـــائِه الـهداةِ أولي الـ     ـذكرِ فأنــــهم على الإلهِ كرامُ

ولأنـــــــتمْ أحقَّ بـالمدحِ ممَّنْ     صاغَ هذا أو صِيغ فيهِ الكلامُ

خيرُ أعضائنا الرؤوسُ ولكنْ     فـــــــــــضَّلتها بسعيها الأقدامُ (11)

................................................

1 ــ مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت ــ العدد ٦ ص ٢٠٤ ــ 216 ــ من ذخائر التراث (10) تخميس لامية العجم في رثاء الحسين عليه السلام ــ أسد مولوي

2 ــ نفس المصدر ص ٢٠٢ عن تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 2 ص 831 رقم 1218

3 ــ نفس المصدر ص ٢٠٢ 

4 ــ مجمع الآداب في معجم الألقاب ج 2 ص 148

5 ــ تلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 2 ص 837 برقم 1226

6 ــ مجلة تراثنا ج ٦ ص ٢٠٢ عن مجموعته المخطوطة - في الورقة 114

7 ــ مشاهير شعراء الشيعة رقم 942 

8 ــ موسوعة طبقات الفقهاء ج 8 ص 212

9 ــ أعيان الشيعة ج ٩ ص ٤٣٢

10 ــ مجلة تراثنا من ذخائر التراث العدد 9 ص 153 ــ 167

11 ــ أعيان الشيعة ج 9 ص 432

كما ترجم له:

السيد عبد العزيز الطباطبائي / معجم أعلام الشيعة ص 408 ــ 409  

الشيخ محمد علي اليعقوبي / البابليات ج 1 ص 82

الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 47

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار