678 ــ شاعر من القرن السابع الهجري

شاعر من القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (15) بيتاً:

بِبُقعَةِ (كربلاءَ) أرَيتَ سِبْطاً     لخيرِ المرسَلين لَقىً صَريعا

رُزِئنا ابنَ البَتولِ وأيُّ رُزْءِ     جـلـيـلٍ قد رأى خَـطْباً شَنيعا

أثارَ لـنـا اكـتـئـابـاً وانـتحاباً     وأجَّـحَ لـفـحُـهُ من الـضُّلوعا

الشاعر

ذكر القصيدة الشيخ محمد صادق الكرباسي (1) نقلا عن كتاب الجوهرة في نسب الإمام علي وآله (عليهم السلام) (2) لمحمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المعروف بالبري الذي فرغ من تأليف كتابه (الجوهرة) عام 645 هـ، وقال التلمساني في مقدمة الأبيات:

وقال بعض من وقذ رُزء الحسين فؤاده، وألف الحزن على مصابه الجلل واعتاده نفعه الله بما قاله، من عثرات الذنوب أقاله:

أيا رُزء الــرِّضَى الزاكي حُسينٍ     أسَـلْتَ مـــع الدموعِ لنا نَجيعا

بِــبُــقــعَةِ (كربلاءَ) أرَيتَ سِبْطاً     لخيرِ الــمــرسَلين لَقىً صَريعا

رُزِئنا ابنَ الــبَــتــولِ وأيُّ رُزْءِ     جـلـيـــلٍ قــد رأى خَـطْباً شَنيعا

أثارَ لـنـــا اكـتـئـابـاً وانـتــحــاباً     وأجَّـــحَ لـفـــحُـهُ من الـضُّلوعا

وكَم مِن أجلهِ صــبــرٌ تَــوَلَّــــى     وكم عينٍ لــها هَجَرتْ هُجوعا

وكم قلبٍ به أضــحــى مَــرُوعاً     ونَفْسٍ فارقَـــتْ جَـــلَداً ورُوعا

فيا صَبْري على بَلْوى حُــســينٍ     ألا ودِّعْ فــــــؤاداً لي جَــزُوعا

وما عافَ الأسى والوجدَ مـثلي     عليـهِ ولا الــكــــآبة والخُشوعا

دَهاهُ ابنُ الـــدَّعـــيِّ بــشرِّ ناسٍ     فجـدُوا الأَصلَ مـــنهُ والفروعا

لقد خسِروا بما اكتَسَـبوا فَمنْ ذا     يكـونُ لهم إذا بُــعـــثـــوا شَفيعا

هُمُ وَتَـروا شفيعَ الخلقِ فـي ابْنٍ     لديـهِ كان مــحــفـوظاً رَفــيـــعا

فلا سقتِ الغَـوادي قبــرَ رجسٍ     زَنيـمٍ لِلغَرورِ غَـــداً مُــطــيـــعا

تَحكَّم في بنـي الـمـخــتارِ قَسراً     وأجـرى من دِمـــائــهـــمُ رَبيعا

وعن ماء الـفراتِ حَمَى كِـراماً     لِرَعْي حقوقِهمْ أَضـحـى مُضِيعا

أتى في الذِّكـرِ ذِكـــرهُمُ بـقُدْسٍ     فــكــن يا من تَلاهُ لــه مُــذيـــعاً

..................................................

1 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن السابع ص 113

2 ــ ص 49

كاتب : محمد طاهر الصفار