سلمان التاجر البحراني (1307 ــ 1342 هـ / 1890 ــ 1924 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (47) بيتاً:
ألا بـأبـي أفـدي شهيداً بـ (كربلا) غـسـيـلَ دمٍ قــانٍ تــريـبَ الترائبِ
قضى بعدما وفّى المعالي حقوقَها وأدّى إلـيـهـا كـــلَّ نـــدبٍ وواجبِ
وجسمٌ كبلّورٍ نـقـشـنَ بــه الــظـبا كما نقشتْ في الطرسِ أقلامُ كاتبِ (1)
وقال من أخرى تبلغ (76) بيتاً:
أخـي أيــا ســـابقاً في (كربلاءَ) كبا ما جـازه سـابـقٌ في حلبةِ القصبِ
أخــي أيــا مــيــتـــاً ملقىً بغيرِ رِدا حـاكـتْ له الريـحُ أثواباً مِن الكثبِ
يا (كربلا) طلتِ أطباقَ السما شرفاً كمْ صُنتِ مُنتجباً في جنبِ منتجبِ
وقال من أخرى تبلغ (24) بيتاً:
سَلْ (كربلا) كمْ فيهِ قد خُسفتْ لِـفـهـرٍ مِن أهلّه
وافــى الــهــلالُ كـأنّه شـيـخٌ كــساهُ السقمُ حلّه
ينعى الحسينَ ورهطَه ويجرُّ في الأحزانِ ذيلَه
وقال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام) تبلغ (54) بيتاً:
حتى إذا حطّ الرحالَ بـ (كربلا) وجــدَ الضلالَ بها عليهِ تجمَّعا
رامـتْ أمـيـةُ أن يُـبـايعَ خاضعاً وأبى الكريمُ بأن يُذَلَّ ويخضعا
فوقته بالبيضِ الظبا سمرَ العدى صـــيدٌ بموقفِها تُشيبُ الرضَّعا
ومنها:
واسى أباهُ بـ (كربلا) حين العدى حاطتْ به فـسـطـا بِــهــا وتطلّعا
ويـذبُّ عــن حــرمِ الـنـبـيِّ محمدٍ ويصونُ حرمتَها إلى أنْ صُرّعا
ومـن الـقـضــا نَفَرَ الجوادُ به إلى جـيـشِ الــعــداةِ فغادرتْه موزَّعا
وقال من أخرى تبلغ (117) بيتاً:
يا (كربلا) ما أنتِ إلّا بـقـعـةُ الــمــجــدِ الأثيلِ
مـا أنـــتِ إلا جـنَّةُ الّـ ـفردوسِ أو بيتُ الخليلِ
قامتْ قــواعــــدُه بكـ ـلِّ مــبــجَّـــلٍ شهمٍ نبيلِ
ومنها:
الـضـيــغمُ العباسُ والـ ـبسَّامُ في اليومِ المهولِ
ساقي عطاشى (كربلا ءَ) بـبــــاردٍ كالسلسبيلِ
ضحَّى بـمـهـجـــتِهِ ففا زَ وحازَ للذكرِ الجميلِ
ومنها:
بــاللهِ عـــجِّـــلْ يا رسو لَ وبـثّ شـكـوى للرسولِ
قُلْ يا حبيبَ بـ (كربلا) صُرِعَ الهزبرُ مع الـشبولِ
ونــســاؤهــمْ بعدَ الأرا ئكِ رُكّبتْ أقـتـابَ شــــولِ
وقال من قصيدة في عبد الله الرضيع (عليه السلام) تبلغ (57) بيتاً:
عـلـى قـمـرٍ أوداهُ كــســفٌ بـ (كربلا) وخـسـفٌ دعـــاهُ داميَ النحرِ والخدِّ
عـلـى الـكـوكـبِ الـدرِّيْ أطـيحَ بنينوى بـسـهــمٍ برى منه الوريدَ على عمدِ
على مرضعٍ بالطفِّ ماتَ على الطوى ثلاثاً ولمْ يُفطمْ بغير الردى المُردي
وقال من قصيدة تبلغ (52) بيتاً:
لا تـبـقِّـي لآلِ حـــربٍ شـــــآماً فـهـيَ للشامِ جعجعتْ بِنسَاكِ
وحـمـاهـا احـرقي بنارِ كما في (كـربلا) أحرقتْ بنارٍ خباكِ
ارفعي في الرماحِ منها رؤوساً فهيَ شالتْ بها شموسَ إباكِ
وقال من قصيدة تبلغ (32) بيتاً:
وقد جاءَ في بعضِ الأحاديثِ مُرسلاً بأنَّ كريمَ السبطِ زينبَ أوصلا
إلــى طــيـبةِ الغرَّا ومنها لـ (كربلا) أعـيـدَ فيا حسنى حلاهُ ومعناها
الشاعر
الشيخ سلمان بن أحمد بن عباس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن حسين بن حاميم آل نشرة البحراني، الملقب بـ (التاجر)، ويأتي باسم (سليمان)، ولد في قرية الماحوز بالبحرين، وهو شقيق الأديب والمؤرخ والمحقق محمد علي التاجر صاحب كتابي (منتظم الدرين في أعيان الأحساء والقطيف والبحرين) و(عقد اللآل في تاريخ أوال) وسبط العالم الكبير الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي البحراني (2)
درس التاجر على يد الشيخ محمد صالح بن أحمد آل طعان، والشيخ علي بن حسن الجشي وكانت دراسته أولاً في الهند لدى السيد أحمد بن علوي البنادرة البحراني وغيره من الأفاضل ثم عاد إلى البحرين وأكمل علومه على يد أساتذته المذكورين
كما درس التاجر في العراق ثم عاد إلى بلاده، لينشئ مكتبة تجارية كان يديرها بنفسه وعرفت باسمه (مكتبة التاجر)، وكانت منتدى يلتقي فيه صاحبها مع الأدباء والشعراء، كما اشتغل بالتأليف، وله شعر ودراسات غير منشورة، وكان عضواً مؤسساً لمكتبة إقبال أوال (1913) التي كانت نواة لنادي إقبال أوال، وهو من طليعة المثقفين. (2)
له مجموعة قصائد نشرت في بعض الكتب منها: (رياض المدح والرثاء) للشيخ حسين القديحي، والدر النضيد في مراثي السبط الشهيد للسيد محسن الأمين العاملي، وله من المؤلفات:
شرح المزمور الخامس والأربعين من كتاب المزامير
رسالة في أسرار اللغة العربية
نظم كتاب (جوامع الكلم) لجوستاف لوبون.
رسالة في جواب أسئلة السيد عبد القادر المسقطي (3)
قال عنه أخوه الشيخ محمد علي التاجر البحراني: (الفاضل الجليل، الأديب الكامل النبيل.. كان ينظم القصيدة في مجلس واحد وله شعر كثير في مواضيع شتى ولكن أكثره في مدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام وكان كثير منه قد ضاع في حياته، إذ لم يحتفظ به) (4)
وقال عنه الأستاذ كامل سلمان جاسم الجبوري: (وهو من عائلة تميزت بالعلم والأدب، كان على قدر كبير من الثقافة العربية، وشيء من الثقافة الغربية التي عرفها أثناء دراسته في الهند، وقد درس في العراق فأخذ قسطاً وفيراً من اللغة العربية، والفقه الإسلامي، وكتب عدة رسائل في مواضيع مختلفة، ولكن لم يتم شيئا منها، ضاع أكثر شعره أثناء دراسته في الهند والعراق، وله مكتبة من أنفس وأكبر مكتبات البحرين، وكان من طليعة المدرسة الإحيائية في البحرين ومنطقة الخليج العربي، وله شعر كثير خصوصا ما يتعلق بمدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام) (5)
قال السيد محمد علي الحلو عن قصائده: (القصائد التي قدّمها الشاعر سلمان البحراني ترجمة للحركة الأدبية البحرانية الناضجة، وهي تحمل في طياتها عمق الانتماء للمدرسة المقدسة، وتؤكد في دلالتها أصالة الانتماء البحريني إلى الأئمة الاطهار (عليهم السلام). (6)
شعره
ذكر له الشيخ حسين بن علي القديحي أربع وثلاثين قصيدة في كتابه (رياض المدح والرثاء) إضافة إلى تخاميس كثيرة وقد أوردنا هنا نماذج لهذه القصائد.
وقال من أخرى تبلغ (76) بيتاً:
أبــتْ حــمــيَّـــتُـــه إلّا مــحــاربةً ولا يصافقُ ذلّاً عـــاصــرَ الــعنبِ
حتى إذا ما الوغى أغلتْ مراجلَها بالنبلِ والـبـيــــضِ والخطيَّةِ اليلبِ
تـقـدَّمــتْ لــلـــردى من دونهِ نفرٌ تأخَّرتْ عن ركوبِ العارِ والرهبِ
كلٌّ تراهُ فريداً فــي مــحــاســــنِهِ لـكـنـه فـي الوغى عن جحفلٍ لجبِ
كـأنَّ كــلَّ حــســامٍ مــنــهــمُ بــيدٍ برقٌ تــألّــقَ في خمسٍ مِن السحبِ
وقال من أخرى تبلغ (62) بيتاً:
آلــتْ أمــيَّــةُ إلا أن تــهــيــنَ عُلىً إلـيـكـمُ وأبــى إلا الـعـلـــى الـحـسـبُ
حاشا الحسين بـأن يعنو ولو نُسفتْ من تحتِهِ الأرضُ أو تـعـنو له الرتبُ
متى ابنُ حـيـدرةٍ يخشى يزيدَ وهلْ إلّا إلـيـهِ الــنـدى والـبـأسُ يُـنـتـســبُ
مُذ أعجبَ الناسَ سلماً حسنَ مقولِهِ أجابَ حسنُ فعالي في الوغى العجبُ
وقـادهــا بيضَ أحسابٍ على شهبٍ تـخـالها الشهبَ تسري تحتَها السحبُ
وقال من قصيدة في الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:
إنَّ رزئـي بــالــسـبـطِ رزءٌ عظيمٌ ومصابٌ مرُّ المذاقِ كصابِ
غـيـلَ في ناقعٍ مـن الــســمِّ دافــتـ ـه إلــيـهِ ضـغـائـنُ الأحزابِ
فقضى بعد قذفِ أحشاهُ في الطسـ ـتِ شهيداً تنعاهُ آيُ الــكـتابِ
ونــعــاهُ جبريلُ في الحجبِ للأمـ ـلاكِ والأنـبـيـا بــأيِّ انتحابِ
وبكاهُ الـمـحـرابُ والمسجدُ الأعـ ـظمُ والمنبرُ الفخيمُ الــجـنابِ
وقال من قصيدة تبلغ (19) بيتاً:
أبا صـالـحٍ حـتّـى مـتــى وإلى متى حسامُكَ لا يُنضى ولـمْ يُـرَ مُـصـلـتا
أما قرعتْ منكَ الـمـســامـعَ وقــعـةٌ لدى الـطـفِّ شـملُ الدينِ فيها تشـتّتا
غداةَ ادلهمَّ الخطبُ واحتشدتْ على أبـيــكَ أمـيٌّ جــيـشَ بــغـيٍ تــعـنَّــتا
أحـاطَ بـه حـوطَ الـســـوارِ بمعصمٍ لقىً فغدى قطبُ الرحى شبلَ لا فتى
ألا سـوَّدَ الــرحــمـنُ وجــهَ أمــــيَّةٍ وألـجـمـها خزياً مدى الدهرِ مُصمِتا
وقال من أخرى تبلغ (46) بيتاً:
رامـتْ أمـيُّ قــودَه ضـارعـاً فـقـادهـا شـعـثَ الـنواصي عوادْ
لـمْ أنـسَ لـلأنـصــارِ إذ دونه قد عانقوا البيضَ وسمرَ الصعادْ
قومٌ رأوا شرعَ الهدى نُكّستْ رايـاتُـه والـغـيُّ غـطّـى الـرشادْ
فـثـارَ مـنـهـمْ كـلُّ ذي لـبــدةٍ عبلُ الـذراعـينِ طـويـلُ الـنـجـادْ
يـحـسبُ مرَّ الطعنِ شهداً إذا طارَ شـرارٌ مـن نـعـالِ الـجـيــادْ
وقال من قصيدة أخرى تبلغ (35) بيتاً في رثاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وما جرى على آل بيته بعده:
قـضـى فـقـضـتْ مـا تـشـتهيهِ بآلهِ عـديٌّ وتـيـمٌ وهـوَ غـيـرُ مـلـــحَّدِ
زووا صنوَه عن حقِّهِ ورقوا عـلى مـنـابـرِه يـهـذونَ هـذّيَ الـمـعربدِ
خـلا مـنـبـرٌ مــنـه بــنـاهُ بــسـيــفِهِ ولم يخلُ متنُ الطرفِ منه بمشهدِ
وحاطوا بنارِ الجزلِ للوحي منزلاً وقـادوا عـلـيـاً فـي نـجـادِ الـمـهنَّدِ
وفـاطـمـةٌ بـالـبـابِ اسـقِـطَ حـمـلُها بـعـصـرٍ شـديـدٍ مـؤلــمٍ عن تعمُّدِ
وقال من قصيدة في عبد الله الرضيع (عليه السلام) تبلغ (57) بيتاً:
فإن أنسَ لن أنسى ذكا الحلمِ والحجى وكـعـبـةَ وفــدِ الــقــاصدينَ إلى الرفدِ
غـداةَ بـه لـلـقـومِ أقـــبـــلَ يــســتــقي لـه عـذبَ مـاءٍ حــلَّ لـلـحـرِّ والــعـبدِ
كأنَّ أبـاهُ الــبــدرُ يــحــمــلُ كــوكــباً أو الشبلُ في حضنِ الغضنفرةِ الوردِ
فوافـاهُ سـهـمٌ زاحَ مـنـه حشى الهدى جـريـحـاً جــوابـاً منهمُ من يـدي وغدِ
وظلَّ أبـو الأرزاءِ يـلـقــفُ دمَّــــــــه ويـقـذفــه نــحـو الــسـمـا بــيـدِ المجدِ
وقال من أخرى تبلغ (64) بيتاً:
فتيةٌ شـاركـتْ حـسـيناً على الكر بِ وعافتْ مقاصراً وقـصورا
كـتـبـتْ آيــةَ الــثــنــاءِ عـلـيـهـمْ أنّــه كــانَ سـعـيـهـمْ مــشكورا
فترامتْ على الرَّدى بالوجوهِ الـ ـبيضِ من دونه تحاكي البدورا
ووقَته النفوسَ أوجــهُــهـا تكسى بـبـشـراهُ نـــــضـــرةً وسُرورا
لبسوا لـلـوغــى دروعَ حــفـــاظٍ قدّرتْ سردَها الــعــلــى تقديرا
وقال من قصيدة في رثاء الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) تبلغ (30) بيتاً:
غـيـلَ فيها الرضا عليٌّ ولكنْ غيلَ فيه موسى الكليمُ ومـوسى
خـانَ فيه المأمونُ عهداً وثيقاً مـعـهـدُ الدرسِ فـيه عادَ دريسا
هل درى أنّه بسمِّ ابنِ موسى غالَ نـفـسـاً أمـــاتَ فيها نـفوسا
أويدري مِــن العلومِ دهى فيـ ـهِ بطمسِ معقولِها الـمـحسـوسا
جعلتْ تـنـدبُ المعالي معاليـ ـهِ وتنعى الدروسُ فيه الـدروسا
وقال من قصيدة له في رثاء الزهراء (عليها السلام) تبلغ (28) بيتاً:
قِفْ على قبرِ فـاطـمٍ بـالـبـقـيــعِ بعدَ مرقِ الحشا وسكبِ الدموعِ
قـد أحـاطـوا بالنارِ منزلَها الـسا مـي بـتـطـهـيـرِه بـشـأنٍ رفــيـعِ
أسقطوها بالبابِ محسنَ عصراً بعدَ تـألـيـمِـهـا بـكـسرِ الضلـوعِ
دخـلـوا بـيـتَـهـا عـلـيـهـا وقادوا بعلَها المرتضى بـحـالٍ فـظـيــعِ
عـجـبـاً كـيـفَ فـي نـجـادٍ له قُيِّـ ـدَ وقـد كـانَ قــائـداً لـلـجـمــوعِ
وقال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام) تبلغ (54) بيتاً:
رامـت أمـيَّـةُ أن يـبـايعَ خاضـعاً وأبى الكريمُ بأن يُذَلَّ ويـخضعا
فوقته بالبيضِ الظبا سمرَ الـعدى صـيـدٌ بموقفها تُشيبُ الـرَّضّعا
كالأكبرِ الـشهمِ الذي أضـحـى له ثديُ الـنـبوةِ والإمامةِ مَـرضعا
حلوِ الشمائلِ ناصعِ الحسبينِ مَن مِن بَينِ غرِّ بني الملوكِ تـفرَّعا
شبلِ الـحـسينِ عليِّ لستَ بجاهلٍ جاهاً إليهِ مِـن الـمـجــرَّة أرفعا
وقال من قصيدة تبلغ (52) بيتاً:
لستُ أنسى الحسينَ والصحبَ لمَّا أن تراموا على الردى في الـعراكِ
أسُــدٌ أبــرقــوا الــظــبــا فـــأهلّوا سـحـبَ قــانٍ هــمــى بــلا إمـساكِ
أنهلوا الــبيضَ مِن عِداهم إلى أن أوردوها عـمـيـــقَ بحرِ الــهـــلاكِ
وهووا عـن ســروجِــــهمْ كبدورٍ عـن بــروجٍ لـكن عــلــى الأحـناكِ
وغدى أوحدُ الــزمـــانِ وحــيــداً في جموعٍ من عـصـبـةِ الإشــراكِ
وقال من أخرى في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (79) بيتاً:
الضيغمَ الــبـــسّـامَ والـ ـعــــباسَ في جودٍ وجـــولَه
قمرَ العشيرةِ قرمَــه الـ ـمعهودَ فــي حــــلٍّ ورحله
أنـدى الأنــامِ يـداً وخيـ ـرَ الـنــــــاسِ محمدةً وخصله
وَرِثَ الشجاعةَ من أبيـ ـهِ وهلْ يخونُ الفرعُ أصله
مـهما نسيتُ الفضلَ لن أنـسـى أبـــا فـضلٍ وفضله
وقال من أخرى تبلغ (117) بيتاً:
اللهُ شـــرَّفــهــمْ وطــهـ ـرَّهمْ مِـن الـــدَّنسِ الوبيلِ
خيرُ الـشـبـابِ شـبابهمْ وكـهـولُــهـم خـيرُ الكهولِ
وشـهـيـدُهمْ نعمَ الشهيـ ـدِ كحمزةَ الأسـدِ الصؤولِ
وكجعفرِ الطيَّارِ في الـ ـسما وبــنـــي عـــقــيـــلِ
وكـقــرَّتيْ عينِ الرسو لِ وقـطـعـتـيْ كـبدِ البتولِ
وقال من قصيدة في القاسم بن الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام) تبلغ (36) بيتاً:
إن باتَ جفني لـيـسَ بــالـنائمِ حقَّ له يبكي عـلـى الــقـاسمِ
فتىً كأنَّ الـشـمـسَ في وجهِهِ تـطـلـعُ فـي صـبحٍ بـها دائمِ
تجري مياهُ الحسنِ في وجهِهِ في وردِ روضِ خـدِّهِ الناعمِ
تـقـسَّـــمَ الــحـسـنُ فنصفٌ بهِ ونصفُه الآخـرُ في الـعـالــمِ
فقمْ نُعزِّ الـحـسنَ الـمـجـتـبـى فيهِ ونـنـعـاهُ إلــى فـــاطـــمِ
وقال في رثاء الإمام علي والزهراء (عليهما السلام) واسقاط المحسن وتبلغ (50) بيتاً:
فغشى الخــطبُ أرضَ كوفانَ حتى زلزلَ الحيرةَ الأســــى والغريَّا
فـارَ تــنُّـــــورُ نــوحِــهـا بــزفــــيرٍ فــاضَ فيه طـــوفانُ نوحٍ دويَّا
ولأهـــــــلِ الـسـمـاءِ قـــامَ عـــزاءٌ ودَّ عــرشُ الإلــهِ فـيه الـــهويا
غيلَ شهرُ الصيامِ في خيرِ مَن صا مَ وصــلّــى بــه ونـاجـــى مليا
فـخـلا مــنــبــرٌ حــلا فــيـهِ بالوعـ ـظِ وأضحى بالعطلِ يُكسَ حُليّا
وقال من قصيدة (بكائية) تبلغ (31) بيتاً:
حـجَّـةُ اللهِ إمــامُ الـــثــقــلــين جَرِّدِ السيفَ لثاراتِ الحسينْ
رزءُ آبائِكَ أدمى الــمـقـلـتـينْ وأسـالِ الـعينَ فوقَ الوجنتينْ
فإلى مَ الكلُّ يدعـو الغيثُ أينْ لاطماً صفـحـةَ خدٍّ مِن لجينْ
عـجَّــلَ اللهُ إلــيــكَ الــفـرجـا ولنا سهَّلَ منكَ الـمـخـــــرجا
وبـمـدحٍ فــيــكَ ســلــمانٌ نجا صبَّه في قالبِ الشعرِ لــجـينْ
وقال من حسينيته التي تبلغ (47) بيتاً وقد قدمناها:
ولا مثلَ يومِ الطفِّ إذ فيه أمسكتْ عن الجري في الأفلاكِ سبعُ الكواكبِ
إذا بـهمُ نادى منادي الردى نضوا صـوارمَ عــزمٍ بــرقُــهـا غـيـرُ كاذبِ
لسانهمُ الـسـيـــفُ الصقيلُ ومالهمْ مـنـابـرُ إلا فــي مــتــونِ الــســـلاهبِ
فكمْ لظباهمْ في الـجـماجمِ والطلى مِن الـخـطـبِ الـلائي أتـتْ بــالغرائبِ
أمـيَّــةَ هـل مِــن مـــنقبٍ تــدَّعينه كـمـا لـحـسـيـنٍ مِــن عــلــىً ومراتبِ
وقال من قصيدة في رثائه (عليه السلام) أيضا تبلغ (82) بيتاً:
أيّ يومٍ للحشرِ غـضٌّ جـديدُ شـابَ فيه الزمانُ وهـوَ ولـيدُ
يـومَ فـيـهِ لـهـاشـمٍ جُذّ أنـفٌ أرغِـمـتْ فـيـه عـادُهـا وثمودُ
مشهدٌ لا العيونُ تـبـصرُ فيه قد تساوى فيه الخفا والشهودُ
فللمعِ الـسـيـوفِ فـيـهِ بروقٌ ولـقـصـفِ الرماحِ فيهِ رعودُ
قـامَ فـيـهِ بذي الفقارِ خطيبٌ وعظه ابـيضَّ فيهِ للطفلِ فودُ
وكمياً في الطفِّ يكلؤ خدراً هـوَ فـي ظـلّـهِ بـنـاءٌ مـشـيــدُ
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (87) بيتاً:
لـهـف نــفــســي لــه وللصحبِ كالأنـ ـجمِ حفَّتْ بالبدرِ وهيَ خوابِ
أكـلـتـهـم وكـــادَ أن يـــأكـــلــــــــوها وقــعـةٌ أفجعتْ مثاني الكتابِ
كـم بـهـا انــشــقّ بــعـــــدُ مِن قمرٍ قد أذنــتْ ســاعــــةٌ له باقترابِ
غادرتهمْ كالشهبِ في التربِ صرعى من كهولٍ وصــبــيـةٍ وشبابِ
سـلـبـتـهـا أيــدي الــطــغــامِ ثــيــــاباً أخــلـفـتـهـا حـمرُ الدما بثيابِ
وقال من قصيدة تبلغ (123) بيتاً:
فـلـئـنْ نــســيتُ فما نسيتُ نزولهم بالطفِّ إذ خِـيَـمُ الـمـنيَّةِ خيَّموا
حتى إذا الحربُ الضروسُ تزيَّنتْ مثلَ الـعروسِ إلى لقاها يمَّموا
مِن كلِّ أصـيـدَ بـاسـلٍ ذي نـجــدةٍ مِـن بـأسِـهِ جسمُ النوائبِ يهرمُ
قومٌ تودُّ الـشـمـسُ تـصـبـحُ نـعلَها والبدرُ أرضاً أنجدوا أو أتهموا
كلٌّ فريدٌ في الـمـحـاسـنِ غـير ما في الحربِ جيشٌ للإلهِ عرمرمُ
وقال من أخرى تبلغ (57) بيتاً:
كأنَّ مـحـانـي الـطـفِّ حـيـنَ تـوسَّدوا رُبـاهـا كـرامــاً لـلـنـجـومِ مـواقعُ
نعتْ حاصدي الهاماتِ تقريهِ وحشَها كأن لظباها في الطفوفِ مـزارعُ
ومـستنهضينَ الموتَ في يومِ زحـفِهمْ لجيشِ الردى حفَّتْ لواهمْ طلائعُ
تـدرَّعــنَ عـزمـاً نـاطحَ النجمَ لم يكنْ بـمـدَّرعٍ إيّــاه فــي الـروعِ دارعُ
إذا غرَّدتْ فوقَ الـجـمـاجـمِ سـمـرُهم تقولُ حمامٌ فـي الـغصونِ سواجعُ
وقال من قصيدة تبلغ (49) بيتاً:
تغضُّ فدتكَ النفسُ عن صرخةِ اليتمِ وعن نسوةٍ إن نُحنَ سُكِّتنَ بالـشتمِ
عـقـائـلُ مِـن أبـنـا عـلـيٍّ وفــاطــــمٍ تجاذبُها ذيلَ العفافِ يــدُ الـخـصمِ
تراءى عـلـيـهـا لـلـمـهـابـــةِ والعُلى أشـعـةُ أنــوارِ الــريــاسةِ والحكمُ
وتبدو عليها مـسـحـةُ الـشـرفِ الذي له بخبخَ الشيخانُ من قبلِ في خمِّ
ومِن بعدِ ما جـبـريلُ سجَّفَ خـدرَها بياسينَ والأعرافِ والنورِ والنجمِ
يـؤلّــمُــهــا زجــرٌ بــزجـــرِ كلامِه عـلـى ناقةٍ عجفا بغيرِ غطا يحمي
وقال من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:
فيا بأبي أفدي على الأرضِ جسمَه ورأسـاً بـرمحِ بالبها العقلَ أدهشا
ويـا بــأبــي أفــدي نــسـاءً ثواكلاً على فقدِه في الدمعِ أرسلتِ الحشا
كأنْ يدَها إذ كفكفتْ دمــعَ عــيـنِها دلاءٌ وأهـدابُ الــجــفونِ لها رشا
كأنَّ سياطَ المارقــيـــنَ وقد مشتْ عـلـى مـتنِها كانـت أفاعـيَ رقّــشا
مشينَ بها للشامِ عجـفٌ وفي البكا عليها لما قـد نـالـها الركبُ أجهشا
وقال من أخرى تبلغ (69) بيتاً:
قـريــعُ وغــىً تـنـبيكَ عنه عداتُه غــداةَ ســطـــا فيها بــهــمَّةِ باسلِ
فـتـىً فيه دينُ اللهِ أصبحَ صارخاً لإنقاذِ حقٍّ بــاتَ أكــلــةَ بــــاطــلِ
فسلَّ حساماً زعزعَ الشركَ وقعُه بهِ انـقـطـعـتْ أنـفاسُ كلَّ الأراذلِ
فلو أنَّ ثهلاناً لقى لـفـحَ ضـــربِهِ تعرَّضَ صدعاً سالَ سيلَ الجداولِ
فـكـمْ فــلَّ جيشاً لـلـضـلالِ فرندُه وكـمْ رايــةٍ قــد لــفَّــهـا لمْ تحاولِ
وقال من أخرى تبلغ (31) بيتاً:
شهمٌ رأى آيَ الـكـتـابِ تـبـدَّلـتْ أحــكـامُها وحدودُها لم تــنــقــذِ
والـدينُ مُـنـهـدمـاً فـقـامَ مُـبادِراً يـبـنـيـهِ مِـن عـزمـاتِــــهِ بمشّحَذِ
ونضا حساماً ماضيَ الحدَّينِ للـ أرواحِ عـزرائـيـلُ قـالَ لـه خُــذِ
وكـسـا ذكـاءَ وغى غلالةَ عـثيرٍ فـكـأنـه إذ شـبَّـها المسكُ الشذي
وسطا بعزمتِهِ الـتـي لـو تـلـتقي بالموتِ قالَ الموتُ هلْ مِن مُنقذِ
................................................
1 ــ قصائده عن: ديوان المدح والرثاء للشيخ حسين القديحي ــ صححه وعلق عليه حسن عبد الأمير محمد ــ انتشارات المكتبة الحيدرية 1424 هـ ص 356 ــ 446
2 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 1 ص 304
3 ــ رياض المدح والرثاء ص 356
4 ــ منتظم الدرين في أعيان الإحساء والقطيف والبحرين ج 2 ص 90
5 ــ معجم الأدباء ج 3 ص 58
6 ــ أدب المحنة ج 1 ص 174
كما ترجم له
الشيخ فرج العمران القطيفي / الأزهار الأرجية ج 5 ص 9
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 9 ص 84
السيّد علوي هاشم حسين الهاشمي / شعراء البحرين المعاصرون ص 23
أحمد عبد الرسول جبر الشجيري / موسوعة أعلام الخليج العربي ج 1 ص 64
سالم النويدري / أعلام الثقافة الإسلامية في البحرين
مكي محمد سرحان / موسوعة شعراء البحرين
اترك تعليق