محسن الأشيقر: (1351 ــ 1428 هـ / 1932 ــ 2007 م)
قال من قصيدة (ثورة أبي الأحرار):
سـبـط الــرســولِ ويـا أبا الأحرارِ وابنَ الغـضنفرِ حيدرَ الكرَّارِ
لــولاكَ ديــنُ مــحــمـــدٍ لــم يستقمْ أكـرمْ بـــخــيـرِ مبشّرٍ ومنارِ
يا صاحبَ اليومِ العظيمِ بـ (كربلا) انصرْ جحافلنا على الأشرارِ (1)
وقال من قصيدة (أبا الحسين):
بـنـوكَ في (كربلا) يشكون من ظمأٍ والماءُ تشـربُه في الطفِّ فُجَّارُ
حتى إذا ما عوى ذئبُ ابنِ سعدٍ بهمْ على مخيَّمِه الأشرارُ قد داروا
وقـدّمَ الــســيــدُ الــزاكــي جـهـابـذةً هُـمُ قـرابينُ دينِ اللهِ قد صاروا
وقال من قصيدة في رثاء خطيب الكاظمية الشيخ كاظم آل نوح والتي ألقاها في الحفل التأبيني الذي أقامه شباب الكاظمية عام (1998):
شيخٌ كريمٌ له فـي جــدِّنــا صـلةٌ عن (كربلا) قد روى أسمى الحكاياتِ
سَــلِ الــمــنـابرَ قد أمستْ متيَّمةً مــن يــعــتــلــيها ثوى في خيرِ جنّاتِ
يروي فجيعةَ يومِ الطفِّ واعجبا أحسُّ جرحهمُ أمــســى جــراحــاتـــي
الشاعر
السيد محسن بن مصطفى الموسوي الأشيقر، ولد في كربلاء من أسرة علمية علوية ينتهي نسبها الشريف إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وقد استوطنت هذه الأسرة كربلاء في القرن العاشر الهجري وكانت تسكن الكاظمية المقدسة، وسبب هجرتها هو طلب العلم ومجاورة سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام). وقد برز من هذه الأسرة العديد من أعلام الفقه والأدب.
أما نسب السيد محسن فقد ذكره بنفسه في مقدمة ديوانه الذي يقع في جزأين وهذا النسب هو:
السيد محسن بن مصطفى بن محمد علي بن أحمد بن محمد علي بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن حسين بن مظفر بن عباس بن حيدر بن الحسن بن علي بن حسين (الأشيقر) بن علي بن عبد الله بن محمد (المحدّث) بن (النقيب) طاهر بن حسين القطعي بن موسى (أبو سبحة) بن إبراهيم (المرتضى) بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السّلام).
وأول من لُقب من هذه الأسرة بـ (الأشيقر) هو السيد حسين بن علي كما هو واضح
حفل تاريخ هذه الأسرة بالمآثر والمواقف إضافة إلى شرف النسب وشرف خدمة المرقد الطاهر الذي تولوا سدانته في فترة من الزمن.
ومن أبرز أعلام هذه الأسرة السيد مهدي بن علي بن باقر الأشيقر الذي قام بثورة ضد العثمانيين مع محمد علي الهر والتي عُرفت بثورة الاشيقر وأبو الهر سنة (1294 هـ / 1876م).
نشأ السيد محسن الأشيقر في جو أدبي علمي فقد كان والده السيد مصطفى خطيباً حسينياً فتلقّن تعليمه المبكر على يديه، ودرس الأشيقر أيضاً عند الكتاتيب في الصحن الحسيني الشريف ومدرسة الخطيب الدينية، كما التزم تعليمه المنهجي فأنهى دراسته الإعدادية في كربلاء ليلتحق بالجامعة المستنصرية في بغداد كلية الآداب / اللغة العربية ويتخرج منها بتفوق.
بعد إكماله تعليمه الجامعي عين الأشيقر محاسباً في مديرية تربية كربلاء حتى إحالته على التقاعد.
أما نشاطه الأدبي فيحدثنا عنه السيد سلمان هادي آل طعمة فيقول: بدأ نشاطه الأدبي منذ صباه وذلك بالانتماء إلى لجان أدبية كانت تعقد في كربلاء والمساهمة في الكتابة بالنشرات الجدارية، ثم بدأ يقرض الشعر، فحقق له شهرة كان يطمح إليها، ولم يلبث أن تعشق الأدب العربي فقرأ دواوين الشعراء قديمها وحديثها، حتى أخذ يرسل إبداعاته في مجالي الشعر والنثر إلى الصحف والمجلات المحلية، وأبرزها مجلة (الحرف) التي كانت تصدرها مديرية تربية كربلاء في مطلع عام (1969) وكان عضواً في هيأة تحريرها كما نشر قصائده فيها ومن خلال تلك القصائد استطاع أن يفرض نفسه على الساحة الأدبية وهو بعد ذلك شريف النفس كريم الأخلاق طيب السيرة والعشرة عالي الهمة محبوب لدى الجميع أصدر ديوان شعر يقع في جزأين
شعره
قال من قصيدة عند إدائه فريضة الحج:
قصدتُ اللهَ يغمرنـي الـبـكـاءُ ومالــي من رجـا إلّا الــدعـاءُ
أتـيـتُ إلـيـهِ فـي قـلبٍ كـسيرٍ ليغفــرَ لـي الـذنوبَ كما يشاءُ
تركتُ الأهلَ والخلّانَ طوعاً وإنّــــي مـن بوارقِــهـا بــراءُ
أمـالـكَ رقّـنـا يـا ربِّ صـفحاً أتـيـتُــكَ عـارفـاً أنتَ الـرجاءُ
فـعـتـقـي من عذابِكَ خيرُ زادٍ أغثنـي قد أحاطَ بـيَ الـبــلاءُ
أغثني يـا رحـيـمُ أغث سقيماً فـأنـتَ لـه الـدوا أنتَ الـرواءُ
فأنتَ الـمرتجى فـي كـلِّ أمـرٍ ولـلـمـسـتـغـفـريـنَ لهمْ وقاءُ
وجئتكَ مـحرماً يا ربِّ أسعى إذا بالناسِ في المسعى سواءُ
وقال من قصيدة عند إدائه زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله):
كـحـلتْ عيوني بالسنا والعسجدِ مُــذ لامــسـتْ قـبــرَ النبيِّ محمدِ
وتفـتّــحَ القلبُ الحزينُ بروضةٍ أنــوارُها فـــاقــتْ ســنــاءَ الفرقدِ
وتـرنّــحتْ نفسي بزهوِ صبابةٍ سَـكـرى بنفـحاتِ الرسولِ الأمجدِ
تتسابــقُ الأفواجُ نحوَ ضـريحِهِ مِــن ذاكــــرٍ للهِ أو مـــتـــهـــجّـدِ
فسألــتُ نفسي هل يبـيتُ موحِّدٌ وله ذنـوبٌ بـعـد رؤيــةِ أحــمـــدِ
فإلـيـــكَ يـا جـدَّ الـحـسينِ تحيةً مـن عـاشـقٍ ولـهٍ ضـعـيفٍ مُنشدِ
تـتـفــاخـرُ الأقـوامُ فـي أنسابِها ضلَّ الذي في غيرِ نورِكَ يهتدي
وأقـولُ فيكَ قصائداً مـنـظـومةً فـلـعـلـنـي أحـظـى بـبـردةِ سـيدي
فــلقدْ خلعتَ لمِنْ هدرتَ دماءَه أفــلا خــلــعتَ لمن بهديكَ يقتدي
تتعانقُ الرحماتُ فوق جوانحي وتــخــورُ آثـامي وما فعلتْ يدي
وقال من قصيدة في زيارته لأمير المؤمنين (عليه السلام):
يـــا زائـــراً قـــبــــرَ الإمــامِ الأوَّلِ قبرَ الوصيِّ فذاكَ مـــولانــا علي
وانــشــرْ يــديــكَ مُــقـــبِّـــلاً أعتابَه واسعدْ بما قد نلتَ من خيرِ الولي
واشممْ ضريحَ المرتضى ستنالُ من طــيبِ الحبيبِ من الزمانِ الأولِ
واذرفْ دمــوعــاً بـالضريحِ وقلْ له بكَ يــا أمــيــرَ المؤمنينَ سنعتلي
والثمْ ضريحَ المرتــضــى بـتـلــهّفٍ فالنارُ حتماً لـســتَ فيها تصطلي
واعـــلــمْ بــأنَّ اللهَ يـرضـى عنكَ ما قدّمتَ واعلمْ أنّ هـمَّـــكَ يــنجلي
يــا بــابَ عـلـمِ الـمـصـطفى وحبيبَه يـا عــــدَّةً لـــلــمـتّــقــيــنَ الكُمَّلِ
يـــا ســاعياً للهِ مُـــذ أرضــــيـــتـــه لـــكــنــه عـــنّــا فــلــمْ يــتـحوَّلِ
الــحــوضُ يـومَ الـحـشرِ أنتَ ملكته أفــلا مـلـكـتَ حيـاضَ كلِّ مُعوَّلِ
.....................................................
1 ــ ترجمته وأشعاره عن: شعراء كربلاء ج 4 ص 119 ــ 132
اترك تعليق