عقد مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ندوة لمعالجة (ظاهرة التسول) قراءة في أبعادها الاجتماعية وسبل معالجتها وذلك في قاعة الندوات بمجمع سيد الشهداء (عليه السلام) اليوم السبت (14/2/ 2015م الموافق 24/ ربيع الثاني 1436هـ) بحضور عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة الحاج فاضل عوز ومدير المركز الأستاذ عبد الأمير القريشي والأستاذ الدكتور مكي الربيعي من جامعة كربلاء والأستاذ مهدي خليبص الجبوري والمقدم جميل عبد مسلم مدير الأمن السياحي وبحضور المعنيين في هذا الجانب.
وقال الأستاذ عبد الأمير عزيز القريشي مستشار الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة لمراسل الموقع الرسمي : لا يخفى على أحد أن ظاهرة التسول هي ظاهرة عالمية ولا تقتصر على العراق فقط ولكن في العراق بدأت تتنامى هذه الظاهرة ؛ بسبب الوضع الذي يعيشه هذا البلد نتيجة الحروب والإرهاب خصوصاً وأنه خاض حربين من عام 1980م إلى عام 1990م مع الجارتين إيران والكويت وهذه الحروب خلّفت العاطلين والمعوقين والأرامل والأيتام ثم الإرهاب الصدامي الذي كان يمارسه ضد معارضيه ،مضيفاً إن هذه الممارسات خلفت الكثير من الأيتام والعوائل الفقيرة بالخصوص بعد سقوط اللانظام ولهذه الساعة يعيش العراق حالة إرهاب وتفجيرات كثيرة وحروب كثيرة وأنشأت هذه الحالة شبكة كبيرة من المعوزين التجأوا إلى التسول قسم منهم بعوز حقيقي والقسم الآخر امتهنها كمهنة ويوجد مقاولون لهذه الظاهرة."مبيناً" أن الدولة -مع الأسف الشديد- لم تقم بأية معالجة لهذه الظاهرة وهي جزء كبير لتنامي هذه الظاهرة بسبب ضعف الخدمات التي تقدمها للمواطنين وعدم وجود مراكز لرعاية الأطفال والمسنين توفر لهم المتطلبات الضرورية التي تكفل حياة حرة كريمة لهؤلاء وبالتالي عدم إيجاد هذه الوسائل دفعت الناس إلى ظاهرة التسول والاستجداء ، مؤكداً أن محافظة كربلاء لها النصيب الأكبر في احتضان هؤلاء المتسولين باعتبارها مدينة سياحية ويفد إليها الملايين من الزائرين سنوياً فكانت دافعاً إلى وجود المتسولين بأن يتخذوا من هذه المدينة ملاذاً لهم لتحقيق مأربهم . من جانبه قال الدكتور عبد عون عبود جعفر المسعودي رئيس الجلسة : تناولنا ظاهرة التسول الخطيرة أمنياً وتربوياً واجتماعياً وكانت هناك مداخلات من قبل الحاضرين حاولنا في هذه الندوة أن نستعرض الأسباب والعلاجات في هذه الظاهرة ووضعنا مجموعة توصيات منها (تكوين لجنة متابعة من العتبة الحسينية المقدسة مع مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية ، وبناء مكان إيواء للمشردين الذي لا يوجد لديهم عوائل وترحيل بعض الساكنين الذي يمتهنون التسول داخل كربلاء وهم من محافظات أخرى إضافة إلى تفعيل دور الإعلام في توعية الناس للتعامل مع هكذا ظاهرة وخصوصاً إذا تحولت هذه الظاهرة إلى مهنة) . فيما قال الحاج فاضل عوز عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة: كما معروف ظاهرة التسول ظاهرة سلبية وأصبحت ظاهرة يمكن اختراق الجانب الأمني من خلالها والجانب الأخلاقي وأصبحت مدينة كربلاء في هذه الفترة مأوى وحضناً لهذه المجموعات ونحن من خلال عملنا ومتابعتنا لهذا الأمر نعتبر أكثر من 80% من هؤلاء المتسولين يعتبروها مهنة وذات مردود عالٍ من خلال استغفال الزائرين باصطحاب قسم من الأطفال وقسم من المعوقين واسترحام الزائرين لإعطائهم مبالغ خيالية ونتمنى من الجهات المعنية وبالأخص السادة القضاة ومدير شرطة كربلاء ومدراء مراكز الشرطة معالجة هذه الظاهرة وسبق أن كانت هناك لجنة مشكلة عملت مدة أكثر من ستة أشهر في هذا الجانب وحصلت على نتائج إيجابية للحد من هذه الظاهرة بشكل ملحوظ...
أخيراً نتمنى رعاية هذا الجانب إضافة إلى رعاية المستحقين وإيجاد دور لإيوائهم .
ياسر الشّمّريّالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق