مازالت المواكب والهيئات المعزية تتوافد الى العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بمواكب (الزنجيل) بدخولها الأول لصحن العتبة العباسية المقدسة مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين وانتهاءً بالصحن الحسيني الشريف بأعدادها الكبيرة التي يصدح من بين ثناياها أصوات الضرب على الطبول لتنظيم عملية سير الموكب وضرب (الزنجيل) على الأكتاف مع قراءة الرادود الحسيني الذي يسير مع الموكب المعزي , اليوم ونحن داخل الحرم الحسيني نلتقي بالحاج عبد الأمير رسول المسؤول عن موكب عزاء هيئة شباب المنتظر ليحدثنا عن تاريخ المواكب المعزية قائلاً : كانت هنالك أربع فقط من المواكب سابقاً تدخل الى العتبتين المقدستين منها (هيئة شباب المنتظر والزينبية وعزاء الفاطمية وعزاء الترك ) وأول عزاء يدخل الى العتبة العباسية المقدسة وانتهاءً بالعتبة الحسينية المقدسة هو هيئة شباب المنتظر بعدنا تدخل المواكب المعزية الأخرى ويكون منهاجنا ودخولنا بشكل يومي يلحقها يومٌ أخير هو اليوم الثالث عشر من محرم الحرام , اما اليوم فقد كثرت المواكب المعزية وفاق عددها حتى أصبحت لا تعد ولا تحصى .ولكن رغم إحصائيات التي أعدتها العتبتين المقدستين الى ما يقارب (600) موكب سجل هذا العام وهذا مؤشر حسيني جديد يضاف الى برنامج الذي تعده كربلاء المقدسة سابقاً بعفوية مطلقة حيث ان للذكريات شواهد على ما نقول والدليل ان كبار السن ومجايلي الهيئات الحسينية القديمة كانت تتنافس في حضورها الى الحرمين الشريفين. اليوم العتبتين المقدستين هي من تضع هذا البرنامج لتبعد العشوائية في سير المواكب إضافة الى ذلك الكثرة الكاثرة من الهيئات الحديثة التي وضعت بصمة واضحة المعالم في الشارع الكربلائي وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى .فيما قال السيد رضا سالم الاعرجي من موكب الغاضرية : نحن نعرف ان كربلاء المقدسة تنفرد بالأيام العشرة من محرم الحرام بمواكبها فقط ولا تقتصر على خدمة الزائرين لان لخدمة الزائرين وجوب مقدس دائم الحركة من الصباح الى المساء لذا تكون المواكب الكربلائية بمناطقها المشهودة والمعروفة تعد على أصابع اليد وهذا ما شاهدناه بأعيننا ابان السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وهم يجوبون كربلاء بالهتافات الحسينية التي يكتبها كبار الشعراء , اما اليوم اختلفت الموازين تماماً ليس في كربلاء فقط وانما في العالم اجمع اصبحت كربلاء موجودة في الصين وبلجيكا وانكَلترا وهولندا ناهيك عن الدول العربية كلها تعد مواكب حسينية وكأنها في كربلاء فلا تستغرب زيادة الموالين الحسينيون وزيادة المواكب فهذا الحسين دائم الوجود ان كانت كربلاء تعد اكثر من (600) موكباً حسينيا اعتقد العام المقبل سيفوق العدد ليصل اضعاف إضعاف هذا العدد وبخبرتنا الحسينية نحن نستعد لأربعين حسينية قد تفوق مئات الملايين.اما صاحب موكب هيئة شباب الكوثر (سعد مجيد النجار) تحدث عن تاريخ موكبه فقال: ان هيئة شباب الكوثر هي جزء من هيئة شباب الفسحة والاثنان ضمن جمهور باب الخان كما تسجله هيئة المواكب والشعائر الحسينية في العتبة الحسينية المقدسة، تم تشكل الموكب بعد زوال الطاغية وبدأت اعيد ما بناه ابي الحاج مجيد النجار المعروف بصيته الحسيني في كل الازمان فكانوا كبار المحلات ياتون الى شارع الفسحة فاذا شاهدوا مجيد النجار يوزع الشاي والكعك قال اليوم بدأ محرم وستنزل المواكب رغم الظروف القاسية التي كانت تعيشها كربلاء في ظل العصابات البعثية التي كانت تحارب مسيرة الحسين عليه السلام ..اليوم وبفضل بركات الحسين امتدت شعائره الى الكون كله وليس في كربلاء وحسب.. ولا يضيرنا كثرة المواكب بل هذا توفيق من الله ان يوسع حجم الشعائر الحسينية. وبنفس الوقت جميع المواكب تزل معزية بنظام اعدته مسبقا العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ولم يتغير حركة سير الموكب نهائيا منذ مئات السنين..مضيفا تبدأ المواكب بعد صلاة المغرب والعشاء حيث تتوافد المناطق الكربلائية كل حسب وقته باتجاه الامامين عليهما السلام يبدأ موكب الصفارين والمخيم والصائغة والعباسية والنجف وباب الخان وباب السلامة... وجميع هذه الاطراف متكاتفة ومتعاونة في خدمتها للزهراء عليها السلام في ذكرى مصيبة عاشوراء الحسين عليه السلام.ياسر الشمري
اترك تعليق