إن مذهب أهل البيت عليهم السلام لم يقم بتربية معتنقيه على حالة الخضوع، والخنوع، والاستسلام والطاعة المطلقة للعدو الذي يريد استعبادهم وخضوعهم وطمس هويتهم الدينية، وإنما لابد من المواجهة والصلابة والاستعداد والجهوزية على جميع المستويات في التصدي لهكذا هجمات قال اللَّه تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فلا بد على المؤمنين دائماً ان يكونوا أقوياء في مواجهة العدو، ولا يخافون لومة لائم وأن لا يهدئ لهم بال ولا يغفلون ولو للحظة واحدة عن العدو فإن العدو يخطط، وينفذ بسرعة فائقة تستدعي الجهوزية العالية، والمواجهة المستمرة وعدم الغفلة. لأنّ الغفلة تودي الي تلقي ضربات موجعة ومؤثرة من قبل العدو فأنه يتربص في كل لحظة، ويصرف ملايين الدولارات من أجل توجيه ضرباته للمستضعفين، وكما أن العدو لا ينام ويترصد في كل لحظة لتوجيه ضرباته العسكرية أو الاعلامية في الوقت المناسب، كذلك ينبغي على المنتظرين المقاومين أن يكونوا مستعدين ومتربصين للعدو، ولا ينامون لحظة عن مخططات العدو ومشاريعه، وأن يكونوا قادرين على صد الهجمات قبل نفوذها وتوغلها في صفوف المؤمنين.
وقد حث أهل البيت عليهم السلام على أهمية التربص واليقظة وعدم الغفلة عن العدو في عصر الانتظار المهدوي ففي تفسير قوله تعالى: (فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) قال الإمام الباقر عليه السلام:(التَّرَبُّصُ انْتِظَارُ وُقُوعِ الْبَلاءِ بِأعدائهم).
وقال اللّه تعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً).
وقَالَ أَمِيرُ المؤمنين عليه السلام:(وَإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الْأَرِقُ ومَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عَنْهُ).
وقد أوصى امير المؤمنين عليه السلام مالك الأشتر بعدم الغفلة عن العدو حتى لو تقرب اليه حيث قال عليه السلام: (الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فأن العدو ربما قارب ليتغفل فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن) وهذا بعد آخر يوضحه الإمام عليه السلام وهو ضرورة الحذر من العدو حتى عند التصالح لأن العدو يستغل الفرص واوقات الغفلة ليحقق مآربه واهدافه التي يريد تحقيقها، ومواجهة ذلك يكون عن طريق اليقظة والحزم عند المواجهة.
اترك تعليق