الجهود المجتمعية والفردية للوقاية من تعاطي المخدرات

هنالك واجب يقع على عاتق الجميع الناس بجميع مستوياتهم ومكانتهم في المبادرة والعمل كفريق واحد للحد من هذه الظاهرة فليس من الصحيح أن يقع العتاق على جهة واحدة وإنما لابد على الجميع أن يشعر بالمسؤولية إتجاه هذه الظاهرة الخطير ومن هنا لابد أن تتوزع الجهود على الجميع بالشكل التالي:

1-  الجهود الفردية

  وهي الجهود التي تقع على بعض الافراد ومن موقع عملهم كرجل الدين والطبيب النفسي، والإخصائي الإجتماعي والمثقفين والمهتمين بالشؤون الإجتماعية فكل هؤلاء عليهم مسؤولية التثقيف المستمر وبيان مواطن الخطورة من ظاهرة تعاطي المخدرات كل حسب أختصاصه، وتوضيح ذلك للمتعاطين وغيرهم وبيان آثاراها على الشخص نفسه وعلى الأسرة والمجتمع وما تؤدي اليها المخدرات من عواقب دينية وطبية وإقتصادية وبدنية وغيرها.

فعلى جميع هذه الأصناف الإهتمام ببرامج ثقافية وتوعوية ودينية للمتعاطين وأسرهم ولجميع أصناف المجتمع لكي يتم الحد من هذه الظاهرة.

 

 

2-  الجهود الجماعية

  وهذه الجهود تقع على عاتق العديد من الجهات المتعلقة بالمجتمع ومن أهمها:

أ: وزارة الشؤون الاجتماعية.

  يقع على عاتق وزارة الشؤون الإجتماعية دور كبير في مواجهة مشكلة التعاطي للمخدرات لاسيما أنها وزارة ذات الإختصاص فعليها أن تقوم بدورها في الإشراف وتوفير الرعاية الإجتماعية للمواطنين وعلاج أسباب الإنحراف وتقصي دوافع التعاطي والعمل على توفير برامج توعوية يشرف عليها أخصائيون إجتماعيون ذات كفاءة عالية وعلمية وعملية في تقديم الإرشادات علاجية، ووضع بدائل وحلول واقعية يمكن أن تساهم في إنقاذ المتعاطين من هذا الإنحراف.

ب: وسائل الاعلام

  إن لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الإجتماعي دور أساسي في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات، وخصوصا وزارة الإعلام فأنها قادرة على وضع برامج توعوية وتثقيفية وتكوين رأي عام ضد اي ظاهرة في المجتمع وخصوصا ظاهرة تعاطي المخدرات، وذلك عبر برامج هادفة من إستضافات المتخصصين في جميع النواحي الدينية والطبية والإقتصادية والإجتماعية والنفسية، كذلك إنتاج الأفلام والمسلسلات وبرامج تلفزيونية تساهم كلها في الحد من هذه الظاهرة.

 

 

ج: وزارة الصحة

  إن لوزارة الصحة الدور الأساس في الحفاظ على الصحة العامة للشعب، والإشراف على علاج مدمني المخدرات عبر التعاون مع الإدارات والأقسام الصحية ذات العلاقة بوازرة الصحة، والتي خصص في بعضها أجنحة لعلاج مدمني المخدرات.

فضلاً عن الدور الأساسي والمحوري لوزارة الصحة في الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، إلّا أن الدور يبقى منقوصا، فهي بحاجة للتعاون والتنسيق بين الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة لإقامة ورشات عمل وندوات وتوجيهات ونشر إصدارات يبينوا فيها أهم ما تخلفه المخدرات على الفرد والمجتمع من الجانب الصحي وخطورتها على حياة الفرد والمجتمع والتوجيه المستمر نحو هذا الأمر.

د: المدارس والجامعات

   للمدارس والجامعات دورٌ هام ورئيسي في مواجهة ومكافحة تعاطي المخدرات، وذلك عن طريق الإهتمام بدورها التربوي والتعليمي،  وعدم الإقتصار على دورها التعليمي فقط، حيثُ أن تربية الطلاب من خلال المدارس المختلفة، والجامعات  تهيئ لهم فرص الوقاية اللازمة، بالإضافة إلى توعيتهم بأضرار المخدرات، سواء على المستوى الفرد، ام على مستوى الأسرة، أم على مستوى المجتمع، وهذا يحتاج إلى جهود من قبل المعنيين والمسؤولين على التربية والتعليم وبذل الجهود لعقد الجلسات والدورات والورشات التثقيفية والتعاون مع جميع المؤسسات الحكومية وغيرها عبر تشكيل فرق عمل تثقيفية تعمل على توجيه الأفراد والمجتمع نحو خطورة وأضرار وتبعات تعاطي المخدرات .

 

هـ: المؤسسات والمراكز الدينية

  إن للمؤسسات والمراكز الدينية دور أساسي في تحصين المجتمع من إنتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وذلك من خلال بيان الموقف الديني والأخلاقي والسلوكي الذي يدل على حرمة تعاطي المخدرات وخطورتها على الفرد والمجتمع فينبغي التركيز على هذا الجانب من قبل تلك المؤسسات والمراكز الدينية والمنابر الإسلامية عبر البرامج التثقيفية من المحاضرات والندوات والمؤتمرات والجلسات والإصدارات التي تهتم بهذا الشأن وإستغلال المناسبات الدينية الكبرى ذات الحضور الجماهيري الغفير في التثقيف لهذه الجوانب.

و: الجهود الأسرية

   تشكل جهود الأسرة في الوقاية من المخدرات إحدى أهم الحلقات التي تساهم في الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات وإنقاذ الأبناء من هذا السم الخطير الذي يفتك بشبابنا واولادنا وينبغي أن لا يقتصر دور الأسرة على توفير الرعاية والإهتمام بالأبناء فقط، بل يتطلب مراقبتهم ومتابعتهم في سلوكهم العام والتعرف على أصدقائهم، لتساعدهم على تجنب مخاطر الإدمان وينبغي أن تقوم الأسرة بدورها في متابعة أبنائها في حل مشكلاتهم، والعمل على المحافظة على صحتهم النفسية وتجنبهم المخاطر والصراعات النفسية التي تدفعهم للإدمان، ويجب أن يكون هناك حوار دائم بين أفراد الأسرة، على أن يكون هذا الحوار إيجابياً يعبرُ عن مدى إهتمام كل فرد بالأسرة بسماع الأخرين والإستجابة لما يقولون، وبذلك تصبحُ الأسرة ملجأ آمنا، ودرعا لحماية الأبناء ، وحصنا للوقاية من الإدمان.

 

 

س: الوزارات الامنية

  من الأمور المهمة في الحد من مشكلة تعاطي المخدرات هو أن تأخذ الوزارات الأمنية المعنية دورها في هذا المجال من خلال ملاحقة مصادر تصدير هذه السموم، ومعاقبة المهربين والمروجين، والمتاجرين بالمخدرات، وكذلك ملاحقة المتعاطين للمخدرات.

ولا يقتصر دور المؤسسات الأمنية على ذلك بل ينبغي أن يقوموا بالتعاون مع المؤسسات المعنية بإقامة دورات وورشات عمل وندوات ومحاضرات تثقيفية للمتعاطين على جميع المستويات الصحية او النفسية او الدينية وغيرها فهذه كل تساهم في الحد من هذه الظاهرة.

 

 

 

: الشيخ وسام البغدادي