975 ــ مهدي جاسم الشماسي (1338 ــ 1399 هـ / 1920- 1979 م)

مهدي بن جاسم بن محمد آل نور الدين الشماسي، شاعر وكاتب وقاص ومترجم، ولد في كربلاء، وكان والده الملا جاسم خطيباً، فنشأ الشماسي في ظل المنبر الحسيني والأجواء المفعمة بالعلم والأدب.

مهدي جاسم الشماسي (1338 ــ 1399 هـ / 1920- 1979 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (37) بيتاً:

قُمْ بــــــــادلِ (الطفَّ) أشجاناً بأكــــــدارِ     وامسحْ أساهُ بدمعٍ منـــــــــكَ مِدرارِ

وانقلْ خُــــــطاكَ وئـــيداً في مــــــرابعِهِ     فربّما وطـــــــــــــــــأتْ آثارَ مغوارِ

مِن كلِّ مَن صــــاولَ الدنيا وطـاولـــــها     وحــــاربَ البغيَ في عنفٍ وإصرارِ (1)

الشاعر

مهدي بن جاسم بن محمد آل نور الدين الشماسي، شاعر وكاتب وقاص ومترجم، ولد في كربلاء، وكان والده الملا جاسم خطيباً، فنشأ الشماسي في ظل المنبر الحسيني والأجواء المفعمة بالعلم والأدب.

دخل الشماسي المدارس الرسمية وبعد إكماله الإبتدائية والمتوسطة، دخل دار المعلمين في بغداد، وتخرج منها فعُيِّنَ معلماً في المدرسة الجعفرية في كربلاء، ثم مديراً لمدرسة الحسين فيها، ثم ملاحظاً للإدارة المحلية، وفي أوائل الستينات غادر كربلاء وسكن بغداد وكان يتردد على كربلاء للقاء أصدقائه فيها حتى توفي في بغداد ودفن في النجف الأشرف. (2)

نشر قصائده في جريدة (ندوة الشباب العربي) وكان عضوا فيها، كما نشر في صحيفة النبأ ومجلة العرفان اللبنانية وغيرها من الصحف والمجلات وكان ينشر باسم مستعار هو: (الشاعر المجهول) وهو الاسم الذي أطلقه على ديوانه الأول (الحمأ المسنون المطبوع في القاهرة سنة 1952). (3)

وله أيضاً من الدواوين:

الليل والبحر والصحارى

أفيون وجبال وفاكهة النجف الأشرف سنة 1954 م

حدث في الشارع

نفايات الطريق الرطبة

خفقات السراج الأخيرة

واحسيناه

أنا وأنت والشارع

هي حواء

حوار مع الخيام

المتوالية الحضارية

وله من المؤلفات النثرية والسردية والمترجمة:

العمة لؤلؤة ــ مجموعة نثرية

مع الشعب الإيراني ــ دراسة وتحليل ــ ترجمة

رباعيات أسد نخعي ــ ترجمة من الفارسية

قلوب قاسية ــ مجموعة قصصية

رباعيات الخيام ــ ترجمة

حواشي الديوان

الشعب والسلطان

هؤلاء العامة ــ مجموعة قصصية

قلوب تحت الشمس ــ قصص في جزأين

شعراء يغردون ــ في مجلدين وهي ترجمة لكثير من الشعر الفارسي لشعراء قدامى ومحدثين. (4)

قال عنه الأستاذ الناقد غالب ناهي: (الأستاذ مهدي شاعر من شعراء كربلاء المعدودين، وشعره يمتاز بقوة الديباجة وجمال السبك ورشاقة الألفاظ ودلالة المعاني فهو أنيق في استعمالاته، لذا ترى في شعره عذوبة القراح ونفحة الطيب وللأستاذ قوة خارقة في الإبداع بالوصف). (5)

وقال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (شاعر موهوب، راسخ القدم في دنيا الشعر، وصاحب رسالة سامية، عاش عمره كله للشعر والأدب يتنقل من الشعور بالحب إلى الخيال المبدع الخلاق، وظل متبعا لعمود الشعر العربي الرصين في أكثر ما نظم، ولم يتكلف الغموض، وكان للخيام وفلسفته الأثر الواضح على شعره) (6)

وكتب الناقد الأستاذ داود سلوم عن ديوانه (الحمأ المسنون) فقال: (أما الشاعر المجهول هذا فهو السيد مهدي جاسم من كربلاء وفيه عرض شعري لخلق البشرية ومناقشة الأخلاق البشرية وبواعثها ونتائجها وهو متشائم في الطبيعة البشرية وفي حياة الإنسان) (7)

وقال عنه الشيخ موسى إبراهيم الكرباسي: (في كل مراحل دراسته ومسيرة حياته دائب ومواظب على تنوير فكره بالثقافة الأدبية والاطلاع على ما تضمه هذه الثقافة بين دفتيها من آراء ونظريات فضلا عن كونه يحسن اللغة الفارسية ويجيدها إجادة تامة فقد أضفى هذا الجانب على ثقافته لونا قشيبا يبهر الرائي... ) (8)

وقال عنه الشيخ محمد صادق الكرباسي: (امتهن الخطابة والتعليم وكان شاعراً موهوباً) (9)

شعره

قال السيد سلمان آل طعمة: (بارع في الوصف يضفي على الصور المرئية في فنه العبقري روعة وتهاويل..) (10)

قال الشيخ موسى الكرباسي: (ومن يتصفح شعر الأديب مهدي يلمس وضوح العبارة ولطافة الخيال وسهولة المبنى وقوة في الوصف ورقة في معاني الألفاظ..) (11)

شعره

قال من قصيدته التي قدمناها:

قُمْ بــــــــادلِ (الطفَّ) أشجاناً بأكــــــدارِ     وامسحْ أساهُ بدمعٍ منـــــــــكَ مِدرارِ

وانقلْ خُــــــطاكَ وئـــيداً في مــــــرابعِهِ     فربّما وطـــــــــــــــــأتْ آثارَ مغوارِ

مِن كلِّ مَن صــــاولَ الدنيا وطـاولـــــها     وحــــاربَ البغيَ في عنفٍ وإصرارِ

ما فيهمُ في الــــــــوغى إلّا أخـو ثـــــقةٍ     تاللهِ يسعى لدينٍ لا لــــــــــــــــــدينارِ

طودٌ مِن الحقِّ عــالٍ لا تحيـطُ بــــــــــهِ     إلّا مـــــــــــــــــــظناتِ آراءٍ وأفكارِ

وموئلٌ للتقى العلــــــــــويِّ مـــــــــنبعُه     يــــــضيءُ إن لــــحظته ذاتُ إبصارِ

سلمٌ لمَن سالمَ الباري بمــــــــــــــــسلِكهِ     حربٌ لمَن حـــاربَ القرآنَ والباري

أخو جنانٍ كمثلِ الصلبِ ملــــــــــــمسُه     لا يـــــــــــــــــستجيبُ لتهديدٍ وإجبارِ

قد هاجَه ما رأى في الدينِ مِن بـــــــدعٍ     أربتْ على العدِّ في حصــــرٍ ومقدارِ

(خليفةُ اللهِ)! للّذاتِ مُــــــــــــــــــــنقطعٌ     يعاقرُ الخمرَ في جـــــــهرٍ وإسرارِ!

وينثني من فتاةٍ نــــــــــــــــــحوَ غـايتهِ     تشدو على نــــــــغمتي عودٍ ومزمارِ

وإن أرادَ اعتدالاً جــــــاءَ حـــــــــــلبتَه     أو اختلى بقرودٍ أو بـــــــــــــــــأطيارِ

يشدُّ مِن أزرِهِ قــــــومٌ شــــــــــــعارهمُ     الحكمُ والنفعُ قنطـــــــــــــــاراً بقنطارِ

تباركَ اللهُ فــــــي أرضِ (الطفوفِ) لقد     جمعتِ بيــــــــــــن جنانِ الخلدِ والنارِ

وَوِطِّدُ الـــــدينُ فـي واديكِ مـــــــــعقُله     وشـــــــــوِّهتْ صفحةُ الطغيانِ بالقارِ

أطــــــــــهارُ يـثربَ مِن آلِ النبيِّ وهل     إن جاء ذكرهمُ يعبأ بأطــــــــــــــــهارِ

جــــــاؤوا وحـــــبُّ فناءِ النفسِ يدفعُهم     لا يحفلونَ بــــــــــــــــأرواحٍ وأعـمارِ

مِــــــن هاشمٍ تُضـــربُ الأمثالُ بأسُهمُ     إمَّا انـــــــــــــتصارٌ وإمّا موتُ أحرارِ

والجحفلُ الـــحرُّ مِن كــــــرَّاتِ خيلِهمُ     يرتدُّ مِن وجلٍ فــــــــــــــي غيرِ إنكارِ

لهمْ به كالنظـــامِ الـــــــموجِ مضطرباً     في البحرِ تلــــــــحظه في يومِ إعصارِ

كأنَّ بيضَهمُ والـــــــــــــــــــنقعُ فوقهمُ     ليلٌ بهِ لمحُ أضواءٍ وأنـــــــــــــــــــوارِ

أزرتْ نفـــــــــوسُـهمُ بالموتِ إذ ثبتوا     بضاربينَ بــــــــــــــــــقلبٍ غيرِ خوَّارِ

عـــــــــــــنِ الإمامِ وآلِ البيتِ حربهمُ     ومـــــــــــــا يُرادُ بهمْ مِن لطخِ أوضارِ

حتى إذا ما قضوا حقَّ العلى صُرعوا     وأصبحوا نـــــــــــــهبَ هنديٍّ وخُطارِ

فاللهُ أكــــــــــــــبرُ إذ حلَّ الأذانُ وما     منهـــــــــــــمْ سوى بعضِ أشلاءٍ وآثارِ

قضوا على العلقــــــميِّ العذبِ منهلُه     عـــطشى وما رشفوا من مائهِ الجاري

كــــــــأنني بأبيِّ الضـــــــــيمِ مُنفرداً     يغري الصفوفَ كليثٍ مغضبٍ ضاري

وطفلُه وهوَ صــــــــــــديانٌ على يدِهِ     يرجو له شربةً تُعطــــــــــــــى بمقدارِ

إذ جاءه السهمُ شُلّتْ كـــــــفُّ حرملةٍ     فيه المنايا لـــــــــــــــطفلٍ غيرِ ضرَّارِ

تقولُ حربٌ لــــــــــها مِن هاشمٍ ترَةٌ     فإن يكُ الثأرُ هذا بئــــــــــــــسَ مِن ثارِ

هــــــذا ابنُ فاطمةٍ مِن بعدِ مصرعِه     وحَزِّ منــــــــــحرِهِ فـوقَ الثرى عاري

وجسمُـــــــه وجسومُ الأكرمينَ على     وجهِ الثرى نــــــــــــــهبُ خطيٍّ وبتَّارِ

ودارُ آلِ نبـــــــــــــــيِّ اللهِ تضرمُها     أيدي بني الشركِ والطـــــــــغيانِ بالنارِ

والهاشمياتُ تسعــــــــى دونَ ملتجأٍ     حواسراً بينَ أوبـــــــــــــــــاشٍ وأشرارِ

أميَّةٌ خُذلتْ إيَّان إن نُــــــــــــصرتْ     وصارَ تــــــــــــــاريخُها في ذمَّةِ العارِ

وسجَّلَ الحقَّ ربُّ الحقِّ مِـــــن دمِهِ     وحرَّرَ الكونَ مِن قـــــــــــــــيدٍ وأوزارِ

والحقُّ لا بدَّ أن يغدو على ظـــــفرٍ     وإن أصيبَ بــــــــــــــــــنكساتٍ وإدبارِ

.............................................

1 ــ شعراء كربلاء ج 6 ص 57 ــ 58

2 ــ نفس المصدر ص 50 ــ / البيوتات الأدبية في كربلاء ص 381

3 ــ نفس المصدر ص 52

4 ــ نفس المصدر ص 69 ــ 70

5 ــ دراسات أدبية ج 2 ص 109

6 ــ شعراء كربلاء ج 6 ص 50

7 ــ الأدب المعاصر في العراق (1938 ــ 1960) ص 171

8 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 381

9 ــ دائرة المعارف الحسينية ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 1 ص 274 الهامش

10 ــ شعراء كربلاء ج 6 ص 53

11 ــ البيوتات الأدبية في كربلاء ص 381

كما ترجم له:

الشيخ عبد الرضا النجفي / مقدمة كتاب إلزام النواصب لمفلح بن راشد ص ٣٣

كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 340

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار