عزلة وسنوات عجاف تنتهي ببشارة حلم اصبح حقيقة.. (مريم) ذات الـ(37) ربيعا تروي قصتها وتتوجه بشكرها للإمام الحسين (ع)

سنوات عجاف تحمل في طياتها غصص والالام ولحظات موجعة عاشتها (مريم) من أهالي محافظة كربلاء ذات الـ(37) ربيعا وهي تنتظر مولدا تؤنس به وحشتها ويخرجها من عزلتها.

فتقول مريم "أيام وسنوات صعبة عشتها اتجرع فيها مرارة الانتظار، فالأفكار التي تراودني ترهقني والقلق يلازمني حتى اخفى ملامحي وابتسامتي، وأصبحت اميل الى العزلة حتى لا اسمع اسئلة ممن حولي (لماذا تأخر حملها) والذي كان ينزل كالصاعقة على قلبي".

وتضيف (مريم) في حديثها لموقع العتبة الحسينية المقدسة "رغم الذي مررت به فاني كنت مؤمنة بالله تعالى بانه لن يخيب ظني وانه سبحانه وتعالى يؤخر الارزاق لحكمة ربما يختبر بها صبري وصبر زوجي الذي كان يشد علي يدي، ويطلب مني المزيد من الصبر والتحمل، سيما حديث الأقارب والأصدقاء ممن يقتحمون حياتي بحديثهم واسئلتهم واستفساراتهم التي تجرحني وترهقني، كما كان الأشد الما ان البعض منهم يلجأ الى إخفاء اطفاله عني لأني كنت شديدة التعلق بالأطفال خشية ان احسدهم".

وتشير "كان زوجي يتعامل معي ليس كزوجة فقط بل الملكة في حياته، كما يلجأ في الكثير من الأحيان للتعامل معي كأني طفلته المدللة، ويحثني على تغيير روتين حياتي وان اسافر وغير ذلك، لكني كنت الجأ للعزلة حتى وصل بي الحال الى قطع علاقتي بصديقاتي كوني أصبحت اشعر بأنهن ينظرن لي نظرات شفقة".

وتبين (مريم) ان "وضعي النفسي والصحي في تنازل، وذات يوم تلقيت اتصالا من والدتي طلبت مني مشاهدة مقطع فيديوي عن خدمات مركز عبد الله الرضيع عليه السلام لمعالجة العقم والتلقيح الاصطناعي التابع للعتبة الحسينية المقدسة، فأخبرت زوجي وقررنا مراجعة المركز رغم اننا في وقت سابق أجرينا فحوصات عدة وقمنا بمراجعة عدة مراكز داخل وخارج العراق وانفقنا أموالا طائلة لكن جميع محاولاتنا باءت بالفشل، الا اننا قررنا ان نقصد الامام الحسين عليه السلام ومن ثم نتوجه للمركز الذي يقع جوار مرقده الشريف".

وتؤكد (مريم) "قمت بمراجعة المركز، واكملت جميع الفحوصات، والتزمت ببروتوكول العلاج، وأجريت عملية التلقيح الاصطناعي، والتي قدمت لنا وتقدم للجميع (مجانا) على نفقة العتبة الحسينية المقدسة، وبعد مدة وجيزة واثناء الاختبار الالكتروني ظهر انني (حامل) وحاليا انا في الشهر الرابع وانتظر بفارغ الصبر ان اكحل عيني برؤية طفلي الذي انتظرته طويلا".

وتختتم (مريم) حديثها "أتقدم بالشكر لله أولا وللإمام الحسين عليه السلام وللمرجعية العليا وممثلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي كان ولايزال يسعى لإنشاء مشاريع متنوعة من بينها مشاريع طبية تقدم خدمات نوعية لعموم المواطنين، كما أتقدم بجزيل الشكر للكادر المختص ولجميع العاملين في مركز عبد الله الرضيع عليه السلام لمعالجة العقم والتلقيح الاصطناعي على تعاملهم الإنساني".

الجدير بالذكر ان مركز عبد الله الرضيع لمعالجة العقم والتلقيح الاصطناعي التابع لهيئة الصحة والتعليم الجامعي في العتبة الحسينية المقدسة يقدم خدمات طبية متنوعة لعموم المواطنين (مجانا)".

المرفقات

مراسل : قيس محمد النجار تحرير : ولاء الصفار