إلى بقية الله

مـن أثّـثَ الـقـلبَ بالآهاتِ واحتجَبا؟ *** وناقةُ العـمرِ أنَّتْ فوق ما وَجَبا

مَن صاحَبَ الوقتَ في غيبٍ بلا ضفَةٍ؟ في قبّةِ اللهفِ مزروعٌ وما اقتربا

نـجـوى تـؤرِّقُنا إنْ مـرَّ خـاطـرُه *** لـيلَ الخميسِ وكان الدمعُ مُختضَبا

يأتي يبلِّغُه ما الـنـايُ سَـجّـرَهُ *** دونَ الـتفاتٍ.. فهل يـدري بِمَ التهبا ؟

متى تسدُّ فراغَ الروحِ محتشِداً * مِن أوّلِ السطرِ في سِفْرِ الهدى سحُبا ؟

حتى النهاياتِ في كـانـونِـهـا لـغـة *** لـلإنـتـظـار وكـان العمرُ مُنسكبا

أثقلْ أماليدَ عـطـرِ الـذكـرِ، قد خُنقتْ *** أنـفـاسُنا بـشميمِ الهجرِ يا عجبا

هذي المسافاتُ أضـنـتـنـا بـجفوتِها *** فليسَ تأتي بكم بلْ زُجِّجت حُجبا 

أنا ونجوايَ مـحـتـارانِ في شغفٍ *** كيفَ الوصالُ لمن عن أفقنا غَربا

شاعرة : حميدة العسكري