فنارات محمَّديّة

إلى حبيب إله العالمين الصادق الأمين محمد (صلى الله عليه وآله)

إذا وَجْهُكَ البَشَرِيُّ اخْتَرَقْ وَجِبريلُ عادَ.. وَإلّا احْتَرَقْ

وَأدَّيْتَ في سِدْرَةِ المُنتهى صلاتكَ.. إذ لا ضُحًى.. لا غَسَقْ

وَدونَ حِجابٍ أجَبْتَ الإلهَ وَروحُكَ أوَّلُ وَعْيٍ نَطَقْ

فَإنَّكَ أمْنَعُ كلِّ ارْتفاعٍ بِهِ لايُحيطُ النُّهى والحَدَقْ

وقُرآنُ رَبِّكَ أوكِسْترا تُفَسِّرُ أكْوانَنا في النَسَقْ

تَقاسيمُها لُجَجٌ وَبِلاجٌ وبُشرى انْبِلاجٍ بغُرْبَةِ حَقْ

وَصَوْتُكَ ذاكَ الضميرُ الدؤوبُ على النُّصْحِ لَمْ يَعْتَرِضْهُ العَوَقْ

وَآلُكَ أهْلُ الثباتِ العجيبِ  وَكُلٌّ بِمُهْجَتِهِ قدْ سَبَقْ

وَنَهْجُكَ نَهْرٌ على ضفَّتَيْهِ نخيلُ الأماني علينا بَسَقْ

على كلِّ عَصْرٍ لَهُ آيَةٌ وَبُرْهانُ عِلْمٍ دقيقٍ صَدَقْ

فعِلْمُ الفضاء وما بَثَّهُ وما حازَهُ.. مِنْ رُؤاكَ انطَلَقْ

وَعِلْمُ النَّواةِ وأسْرارُهْ وَمِفتاحُهُ مِنْ هُداكَ انبَثَقْ

وَأنَّ الوجوداتِ وِفْقَ الجمالِ تدورُ بِفَنِّ إلهٍ خَلَقْ

تُطِلُّ علينا بِرَمْزِيَّةٍ تَأمُّلُها يسْتثيرُ الحَذَقْ

فَنُبْصِرُ كَوْنًا يُوازي.. وَكَوْنًا يُضادِدُهُ.. في سُطورِ الورقْ

وَأقْسَمْتَ بالقَلَمِ المُسْتنيرِ على أنَّنا طَبقًا عنْ طَبَقْ

سَنَرْكَبُها للقاءِ الأخيرِ وَأنفُسُنا يَحْتويها القَلَقْ

وَأنتَ هُناكَ الشفيعُ الذي بِهِ يستجيرُ أسيرُ النَّزَقْ

فَرِفْقًا بنا يومَ ذُلِّ الوجوهِ وَسَفْعِ النواصي.. وَسَدِّ الطُّرُقْ

وَخُذْ مِنْ بصيرٍ بِأسْرارِنا أمانًا يُعيدُ إلينا الرَّمَقْ

وَيُبْعِدُنا عنْ شقاءِ الرجيمِ وَهَوْلِ الجحيمِ.. وَضيقِ النَّفَقْ

سأحْلِفُ يا سيدي بالحُسينِ حبيبِكَ سيفِ الهُدى المُمْتَشَقْ

إذا جِئتُ أسْعى.. فؤادي هواءٌ وَطَرْفي كَليلٌ على المُفْتَرَقْ

على صِدْقِ قولي وَسِرّي.. ولا يُحَبَّبُ إلّا إليكَ المَلَقْ

لِأنِّي أحِبُّكَ حَدَّ التماهي بِتَسْبيجةٍ في جَلالِ الشَّفَقْ

وفي الليلِ ساعةَ يسمو الدعاءُ وَ بَدْرُ الدُّجى في السماءِ اتَّسَقْ

فَيا قابَ قَوْسَيْنِ مِنْ وَحْيِهِ وَيا رَحْمَةً تَتَحَدّى الرَّهَقْ

عذابي بِعِشْقِكَ أغلى العذابِ وَأجلى الحضورِ.. وأحلى الغَرَقْ

وَغَيْبوبَتي فيكَ أصْلُ النعيمِ وَمَوْجُ التفاني.. وَطُهْرُ الدَّفَقْ

يُؤكِّدُنا في الكيانِ المَنيعِ وَيُنقذُنا مِنْ مَهاوي الزَّلَقْ

المرفقات

شاعر : حيدر احمد عبد الصاحب