محمد بن حماد الحلي: توفي (1030 هـ / 1620 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (46) بيتاً:
وأذكـرُ مـولايَ الـحـسينَ وما جـرى عليه من الأرجاسِ في طفِّ (كربلا)
فو اللهِ لا أنـسـاهُ بــالــطــفِّ قــائـــلاً لـعـتـرتِـهِ الـغـرِّ الـكـرامِ ومــن تــلا
ألا فانزلوا في هذه الأرض واعلموا بـأنِّـي بـهـا أمـسـي صـريـعـاً مُجدّلا (1)
الشاعر
أبو الحسن محمد بن حماد الحلي المعروف بـ (ابن حماد)، وقد أطلق اسم (ابن حماد) على ثلاثة شعراء عاشوا في فترات مختلفة وهم:
1 ــ علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي البصري المتوفى سنة: (400 هـ / 1010 م)
2 ــ علي بن حمَّاد الأزدي البصري المتوفى سنة (900 هـ / 1494 م)
3 ــ محمد بن حمّاد الحلي المتوفى سنة (1030 هـ / 1620 م)
وقد أطلق أكثر من ذكر أشعارهم وتراجمهم عليهم اسم (ابن حماد) دون ذكر أسمائهم وألقابهم مما حدث إرباكاً في تراجمهم وسهواً في نسبة قصائدهم إليهم فكانت مهمة الحصول على ترجمة لشاعرنا (محمد بن حماد الحلي) عسيرة وسط هذا الخلط في التراجم والأشعار.
قال الشيخ محمد علي اليعقوبي في ترجمة ابن حماد: (الشيخ الجليل الأديب أبو الحسن محمد المعروف بـ (ابن حماد) ــ بالتشديد وزن شدّاد ــ من أفاضل الفيحاء ومشاهير شعرائها وقد تقدّمت الإشارة لذكره في ترجمة معاصره الخلعي وقد ساجله ووازن كثيراً من قصائده في أهل البيت ولكنه انحط عنه ولم يبلغ شأوه ومداه وقصر عنه في مديحه ورثاه، فكان الخلعي أطول منه نَفَساً وباعاً وأرقّ اسلوباً وإبداعاً ولو جمع شعره لكان لكثرته ديواناً مستقلاً. وتوفي في أواخر القرن التاسع وقد عمّر طويلاً ودفن قريباً من قبر الخلعي وقبره مشهور ذكره العلامة القزويني أيضاً في فلك النجاة ...) (2)
وقال الأستاذ علي الخاقاني: (هو أبو الحسن محمد بن حماد الحلي المعروف بـ ابن حماد. شاعر أديب فاضل). (3)
وقال الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً أديباً معاصراً للخليعي مطارحاً له، مبارياً إياه، ينحط عنه، ونظمه أغلبه في أهل البيت عليهم السلام، وله ما يقارب من مائتي قصيدة في المديح والرثاء للحسين عليه السلام توفي في الحلة حدود ٩٠٠ هـ ودفن فيها وقبره يزار). (4)
أما السيد فيستعرض الشعراء الذين أطلق عليهم اسم (ابن حماد) ويذكر بعض أشعارهم فيقول:
(إن جماعة من الأدباء والعلماء يعرف كل منهم بابن حماد.
١ - أبو الحسن علي بن حماد الشاعر البصري من أكابر علماء الشيعة ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه وقد ترجمناه وذكرنا طائفة كبيرة من شعره في الجزء الثاني من أدب الطف ص ١٦٧ وترجمه صاحب الحصون المنيعة ج ٢ ص ٥٦٠ وفي مناقب ابن شهر اشوب كثير من شعره.
٢ - الشيخ كمال الدين بن حماد الواسطي أحد مشاهير العلماء في أواخر القرن السابع الهجري.
٣ - علي بن حماد البصري الشاعر المشهور من المتأخرين، قال الشيخ القمي في الكنى. وقد أورد القاضي نور الله قصيدتين: بائية وتائية لعلي بن حماد في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ولم يبيّن من أيهما كانتا.
٤ - محمد بن حماد الحلي، وفي الحلة بيت يعرف أهله بآل حماد يزعمون أنهم من سلالة المترجم وذريته). (5)
وقد تطرق السيد محسن الأمين إلى هذا الخلط أيضاً فقال تحت عنوان: ابن حماد:
(يطلق على ابن حماد الشاعر، واسمه علي بن حماد بن عبيد بن حماد البصري العبدي أو العدوي، وربما يطلق على علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي، وعلى الحسين بن علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي، ويوجد في بعض القيود نسبة بعض الأشعار إلى محمد بن حماد ولعله ممن يطلق عليه ابن حماد أيضا). (6)
وقد فصّل القول في هذا الموضوع المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي فقال: (ويضم هذا الديوان مجموعة من القصائد المنسوبة إلى ابن حمَّاد تلك الشخصية التي طالما اكتنفها الغموض وظلّ اسمها مورد جدل بين أرباب القلم وأصحاب المعاجم فوقع الخلط في اسم هذه الشخصية واسم الأب واللقب إلى جانب الانتماء، وعليه اختلف في الفترة الزمنية التي عاشتها وعلى أثره أيضاً وقع الخلط بين نتاجهم الأدبي فنسب شعر أحدهم إلى الآخر.
وظلَّ هذا الخلط فترة طويلة يراوح مكانه دون أن تكتشف الحقيقة بشكل تام إلى أن تمكنا بحمد الله ولطفه، بعد دراسة حياة جميعهم ثم دراسة جميع الأشعار المنسوبة إليهم، إلى تمييز شخصياتهم وفصل بعضها عن البعض الآخر ثم تمييز أشعارهم بشكل يرتفع معه الغموض مشفعين ذلك بالأدلة والبراهين، وإذا لم تكن هي الحقيقة فهي الأقرب إليها.
وتمخضت الدراسة إلى اختيار ثلاث شخصيات عرفوا بنظم الشعر وممارسة الأدب وهم:
1ـ علي بن حمَّاد بن عبيد الله بن حماد العدوي (العبدي) الأخباري البصري المتوفى حدود عام 400 هـ .
2ـ علي بن حمَّاد الأزدي البصري المتوفى حدود عام 900 هـ .
3 ـ محمد بن حمَّاد الحويزي الحلي المتوفى حدود عام 1030 هـ .
وقد اختلط شعر هؤلاء بشعر من لا يحمل هذه الكنية أيضاً مما زاد الأمر إرباكاً، ولكن الله منَّ علينا بفكّ هذا الخلط ...) (7)
وقد اعتمد الكرباسي على ما نقله ابن شهر آشوب المازندراني المولود سنة (488 ــ 1095 م) والمتوفى سنة (489 ــ 1192 م) والذي نقل قصائد علي بن حمَّاد العدوي العبدي فقط لأن الشاعرين الآخرين ــ الأزدي والحلي ــ قد جاءا بعد ابن شهرآشوب، كما اعتمد على نهايات القصائد والتي كان الشاعر ابن حمَّاد العدوي يذيل قصيدته باسمه في طلب الشفاعة.
كما أوضح الدكتور نضير الخزرجي ذلك فقال:
(يكثر في دواوين الشعر وفي الكتب الأدبية اسم الشاعر "ابن حمَّاد"، وقد اكتنفت هذه الشخصية الأدبية الغموض، ولم يتم التثبت من شخصه واسم الأب واللقب والانتماء، فبعض يرجعه إلى القرن الرابع الهجري ويصفه بأنه علي بن حمَّاد بن عبيد – الله – بن حمَّاد العدوي (العبدي) الأخباري البصري المتوفى حدود عام 400 هـ، وبعضهم يرجعه إلى القرن التاسع الهجري ويصفه بأنه علي بن حمَّاد الأزدي البصري المتوفى حدود عام 900 هـ، وبعضهم يرجعه إلى القرن الحادي عشر الهجري ويصفه بأنه محمد بن حمَّاد الحويزي الحلي المتوفى حدود عام 1030 هـ، ولذلك فإن نتاجات ابن حمَّاد الشعرية وقع الخلط في نسبتها إلى أحد هؤلاء الثلاثة.
بيد أن المحقق الكرباسي استطاع بالأدلة والبراهين أن يفكّ طلاسم هذه الشخصيات الثلاث ويرجع كل نتاج شعري إلى صاحبه، وبخاصة إرجاع الكثير من القصائد إلى علي بن حمَّاد الأزدي البصري الذي ميّزه عن علي بن حمَّاد البصري).(8)
وقد اعتمدنا في ترجمة ونقل أشعار كل من هؤلاء الشعراء الثلاثة على ما ذكره الكرباسي في موسوعته في ديواني القرن الرابع ــ بجزأيه الأول والثاني ــ والقرن التاسع والقرن الحادي عشر ــ بجزأيه ــ
شعره
قال من قصيدة تبلغ (70) بيتاً:
لغيرِ مصابِ السبـطِ دمعُك ضائعُ ولم نحضَ بالحظّ الـــذي أنـتَ طامعُ
ولا أنـتَ فـيـما تـدّعـيـه مـن الولا إذا لم يذبْ من لوعــةِ الـحزنِ سامعُ
فكلُّ مصابٍ دونَ رزءِ ابنِ فاطـمٍ حـقـيـرٌ ورزءُ الـســبــطِ واللهِ فـازعُ
فـدعــني عــذولي والبكاءَ فـإنـنـي أراكَ خــلياً لــم تـرعـكَ الــفــواجعُ
لأيِّ مُــصـــــابٍ اُمْ لأيِّ رزيَّـــةٍ تُـصـــان لـهـا دونَ الـحُسينِ المدامعُ
لـحـا اللهُ طـرفاً لـمْ يَـسحَّ دمـوعَـه بـقـانٍ فـما دمـعٌ علـى الـسبطِ ضائعُ
فـأيـنَ ادِّعـاكَ الودَّ والـعهدُ والولا وقـــولـكَ إنّـــي تـابـعٌ ومُـتــــــابــعُ
وجـسمُ حـسـيـنٍ بـالـدماءِ مُرمَّــلٌ وجسمُكَ في ثوبٍ من الحـزنِ دارعُ
أيا عينُ ابكي للحسينِ وما جـرى عـليهِ ومـا جــرَّتْ عــلـيـه الـخـدائعُ
لـقد كـاتــبــوهُ الـناكثونَ وكثّــروا لـقـولــهــمُ أقـدمْ فـســـعــدُكَ طـالــعُ
ولـيسَ لـنا إلّاكَ يــا ابــنَ مُـحمّـدٍ إمـامـاً وإن الـديــنَ والـــحـقَّ ضائعُ
وأنـفسُنا دون الـنـفـــوسِ وأهلِـها وأمـوالُــنــا تـفــديــكَ والــكـلُّ طائعُ
فـأقبلَ مـولايَ الـحُــســينُ بأهـلِه يـحدِّبهمْ حدبُ الــظـهـورِ الجــراشعُ
فـلمْ يـلقَ إلّا غـادراً ومـنــافـــقـاً وكـل لـعينٍ أحـرَقته الــمــطــامـــعُ
يـسائلهُ مـاذا الذي أنــتَ طـالـبٌ وفـي أيِّ قـولٍ جـئـتَ فـيـه وطـامـعُ
فـقالَ لـهمْ كُــتــبٌ لـكمْ ورسـائلٌ تـخـبِّرُ أنّ الـكــلَّ لـلحـــقِّ طـائـــــعُ
فأبدوا جحوداً واغتدوا وتجبَّروا وبـاحـوا بما كـانــوا بذكراهُ طـالـعوا
وأصبح ممنوعاً من الماءِ وردِهِ وقـد مُــلكتْ دونَ الحُسينِ الـشـرائـعُ
فـيا لـهفَ قلبي لـلـشـهـيدِ وأهلِه وأصـحـــــابِــهِ كـلٌّ هـنــاكَ يُـطـــالعُ (9)
ومنها:
فلما رأى السبطُ الشهـيدُ ضلالَهمْ وكـلُّ لـكلٍّ فـي الـغوايـــةِ تــــــــابـــعُ
دعـا السبط أنصاراً كـراماً أعفّةً وما مــنــهــمُ إلاّ حــمــى وهــو طـائع
فـقال لهم بالحلِّ أمضوا واسلكوا سـبيلَ الـنجا بالــلــيــلِ فــالــبرُّ واسـعُ
فقالوا جميعاً لا رعى اللهَ عـيشةً نــعــيشُ بـها والسبطُ لــلــمـوتِ جارعُ
فقاموا يرونَ الموتَ أكبرَ مـغنمٍ ومــا مــنـهــمُ إلاّ عـــن الــســبـطِ دافعُ
فلله من أقمار ثـمّ تـســاقـــطت على الأرض صـرعى فهي فيها طوالع
ويقول في نهايتها:
فكلُّ مــصــابٍ هــانَ دونَ مصابِهم وكــلُّ بــلاءٍ دونـــه مُـتــواضــعُ
أيـا سـادتي يـا آلَ طـهَ عــلــيــكـــمُ سلامٌ مـتى نـاحَ الحمامُ المُراجِـعُ
فـواللهِ مـا لـي في الــمــعـادَ ذخيرةٌ ولا عملٌ فيه انمحى الذنبُ طائـعُ
سوى حبكم يا خير من وطأ الثرى وإنّـي بـذاكَ الـذخرِ راضٍ وقانـعُ
لـعلَّ ابـنَ حـمـــادٍ مُـحـــمّدَ عبدُكمْ لـه فـي غـدٍ خـيــرُ الـبـريةِ شافـعُ
عـليكم سـلامُ اللهِ ما هــبَّـتِ الصَّبا ومـا لاحَ نجمٌ في دجى الليلِ لامعُ
وقال من قصيدته التي تبلغ (42) بيتاً وقد قدمناها
مصابُ شهيدِ الطفِّ جــســميَ أنحلا وكدّرَ مِن دهري وعيشيَ مـا حـلا
فـما هـلَّ شـهـرُ العشرِ إلاّ تــجــدّدتْ بـقـلـبـيَ أحـزانٌ تـوسَّـدُ فـي الـبـلا
وأذكـرُ مولاي الحُسين ومـا جــرى عليهِ من الأرجـاسِ في طفِّ كربلا
فـو الله لا أنـساهُ بـالــطـفِّ قـــائـــلاً لـعتـرتِهِ الـغرِّ الــكـــــرامِ ومَـن تلا
ألا فانزلوا في هذهِ الأرضِ واعلموا بـأنّي بـها أمـســي صـريـعـاً مجدلا
وأسـقى بها كأسَ المـنـونِ على ظما ويـصـبـحُ جـسـمـي بـالدماءِ مُغسَّلا
فـاثنى عـلى أهـلِ الــعــنـــادِ مُبادراً يـحـاميَ عن دينِ المهيمنِ ذي العلا
وصـالَ عـليهم كـالــهـزبرِ مـجاهداً كـفـعـلِ أبـيهِ لـن يُـذلَّ ويُـخــــــــذلا
فـمالَ عـليهِ الـقــــومُ من كلِّ جانبٍ فـألـقـوهُ عـن ظـهرِ الـجــوادِ مُعجّلا
وحُـزِّ كـريمُ الـسبطِ يـا لكِ نــكــبـة بـها أصـبحَ الـدينُ الـقويمُ مُـــعــطّلا
فـيا حـسرةً مـا تـنقضـي ومصيــبة إلـى أن نـرى المهديَّ بالنصرِ أقـبلا
إمــامٌ مـقيمُ الـديـــــــنِ بـعد خـفائِهِ إمـامٌ لـه ربُّ الـســمــــاواتِ فـضَّلا
وقال من قصيدة تبلغ (70) بيتا
حقيقٌ لدمعيَ فـوقَ خـدِّيَ يُـهـمَلُ ونارُ الأسى في داخلِ الـقـلبِ تُشعلُ
وللجنبِ يجفو لـلـفراشِ وطـيـبِـهِ وللـجـسـمِ مـن فـرطِ الـصـبابةِ ينحلُ
أقولُ لعذّالي على الـنـوحِ والـبكا أقيموا على طولِ الـلـيـالي وأعـذلوا
ففي السمعِ وقرٌ عن مـلالـةِ لائـمٍ وفي الـقـلـبِ حـزنٌ ثــابتٌ لا يحوَّلُ
تـريـدونَ مـنـي يـا عـواذلَ سلوةً عن الحزنِ هذا مطلـبٌ ليسَ يحصلُ
فو اللِه لا أنسى مصائبَ سـادتـي إلى أن تواريني الـلـحـودُ وجــنــدلُ
إذا ذكرتْ نفسي مـصـابَ أحبِّتي يـظـلُّ فـؤادي والـحـشـا يـتـقـلـقـــلُ
وعندي من اللذّاتِ واللهوِ شاغلٌ وعشرُ الذي عندي عن اللهوِ يشغلُ
فأوطانُ قلبي بـالـهـمــومِ مـلانـةٌ وبابُ سرورِ الـقـلـبِ بـالحزنِ مقفلُ
فـأيَّ نـعـيـمٍ خـلّـفَ الــطفُّ بعدَه وأيَّ ســرورٍ بـالأســــــى لا يـبـدّلُ
فكيفَ وسبطُ المصطـفى وحبيبُه ومـهـجـتُـه فـوقَ الـتــرابِ مُــجـدّلُ
تجرُّ عليهِ الـعـاصـفـاتُ ذيـولَـها ثــلاثَ لــيــالٍ بــالـــدمـا لا يـغـسَّلُ (10)
وقال من قصيدة تبلغ (47) بيتاً:
بـكـاؤكَ إن بــكـيـتَ عـلـى الـقتيلِ بأرضِ الطفِّ والرزءِ الجليلِ
ودمـعُـكَ إن جــرى يــومــاً عليهِ أحـقُّ مِـنَ الـمـنازلِ والـطلولِ
فـمـا يُـبــكــيــكَ مــــن دارٍ قِـــفارٍ وما يـشـجـيكَ من ربعٍ محيلِ
فـإن تـبـكي الــديــارَ لـفــقـدِ قــومٍ كرامٍ في الـلـقـا آسـادِ غــيــلِ
وأمـثـالِ الــسـعــالـي ضـامــراتٍ وشـبَّـانٍ كـأمـثـالِ الــشـبــولِ
أحــقُّ مــنــازلٍ تــبــكــي عـلـيها وتـبـدي لــلـنـيـاحـةِ والـعويلِ
مـنـازلِ آلِ يــاســيـــنٍ وطـــــــهَ خـلـتْ مـن بعدِ أولادِ الرسولِ
خـلـيـنَ مـن الـنـبـيِّ ومِــن عـلـيٍّ وفاطمةِ الـمـطـهَّـرةِ الـبـتـولِ
وأضــحـى شـمـلـهـمْ فـي كلِّ فجٍّ وأضحى فيؤهمْ في كلِّ جـيـلِ
فأيِّ رزيَّــةٍ أبـــكـــي عـلـيــــهــا ويشجى جفن عيني بالـهمول
على المقتولِ في المـحرابِ ظلماً أمِ المسمومِ أبكي يا خـلـيـلـي
أمِ الـمـغـصـوبـةِ الـمـيراثِ قهراً وما لاقتْ من الأمرِ الـمـهولِ
قضتْ نحباً وضربُ السوطِ فيها يزيدُ بها رسـوماً كالـحـجـولِ
ومـاتتْ وهـيَ تـبـكـي مـن أذاها بضربِ مـعـانـدٍ عـلـجٍ جهولِ
وحـرقِ خـبـائِـهـا إحـراقُ قـلبي وسقط جنينِها زاغتْ عـقـولي
أمِ الـمـذبـوحِ ظـلـمـاً مـن قــفـاهُ أمِ الجسمِ الـمـبـضَّـعِ بالنصولِ
أمِ الـرأسِ الـذي قـد ركّـــبــــوه فـويـقَ مـثـقّـفٍ لـدنٍ طــويــلِ
فـوالـهـفـي له في الأرضِ ملقىً بـلا دفـنٍ هـنـاكَ ولا غــسولِ
أقـامَ ثـلاثـةً مــن غــيـــرِ غسلٍ عليهِ الـريـحُ سـاحـبـةُ الـذيولِ (11)
ويقول في نهايتها:
بنو الـمـخـتارِ يا خيرَ البرايا ويا أزكى العناصرِ والأصولِ
جـعـلـتكمُ ليومِ البعثِ ذخري إذا مـا جـئـتُ بـالـوزرِ الـثقيلِ
وإنَّ محمداً في الـــحشرِ يرجو بكمْ شربَ الرحيقِ الـسلـسبيلِ
وحاشا أن يضيعَ ولايَ فيكمْ وصفو محبتي ويضيعُ قـيـلـي
وصلى اللهُ يـا خـيـرَ الـبرايا عـلـيـكـمْ بـالصـباحِ وبالأصيلِ
وما صاحتْ مطوَّقةٌ وحـنَّـتْ لـفـقـدِ فـصـيـلِـهـا أمُّ الـفصيلِ
.......................................................
1 ــ ديوان القرن الحادي عشر ج 1 ص 213 ــ 218 عن منتخب الطريحي ص 17 / بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٢٦١ ــ 264
2 ــ البابليات ج 1 ص 142 ــ 143
3 ــ شعراء الحلة ج ٤ ص ٣٨٦
4 ــ الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ج ٩ ص ٢٣٦
5 ــ أدب الطّف ج 4 ص 307
6 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 226
7 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن التاسع ص 38
8 ــ أشرعة البيان ــ قراءة موضوعية في الموسوعة الحسينية ص 63
9 ــ ديوان القرن الحادي عشر ج 1 ص 171 ــ 179 عن المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 472
10 ــ ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 197 ــ 203 عن المجموعة الحسينية الأولى المخطوطة بمكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف بالرقم 79
11 ــ ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 222 ــ 227 عن المجموعة الحسينية الأولى المخطوطة بمكتبة الإمام الحكيم في النجف الأشرف بالرقم 423
كما ترجم له:
السيد حيدر موسى الحسيني / مزارات الحلة الفيحاء ج 1 ص 197
جعفر الهلالي / معجم شعراء الحسين ج 3 ص 363 ــ 394
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 4 ص 307
اترك تعليق