مدينة الزائرين نَقلة عمرانية نوعيّة في تأريخ العَتبات المُقدَّسة

مدينة الزائرين نَقلة عمرانية نوعيّة في تأريخ العَتبات المُقدَّسة ضِمن الأهداف التي تسعى الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينية المُقدَّسة إلى تحقيقها هو مواكبة التطوّر الحاصل في الدول المُتقدّمة والإستفادة منه في تقديم الخِدمة للزائرين الوافدين لزيارة أبي عبد الله الحُسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) من توفير مساكن فاخرة وخدمات مُتكاملة وهذا ما شرعت بتنفيذه الأمانة العامّة للعَتبة الحُسينية المُقدَّسة ، حيث قامت ببناء مجموعة من المدن للزائرين ، وتمَّ إفتتاح المدينة الأولى التي تقع على طريق حلَّة - كربلاء والتي تشتمل على (35 بناية) تتوفّر فيها جميع الخدمات من إدارة ومضيف وجامع ومركز صحّي وثلاثة عشر بناية يتكون كل منها من طابقين ، إضافةً الى المنشآت الصحية والشُقق السكنية ، والهدف من إنشاء هذه المدن هو إيواء أكبر عدد ممكن من الزائرين الزاحفين لسيد الشهداء بإعداد مليونية وتقديم أفضل الخدمات لهم . وعن هذا الموضوع كانت لنا بعض اللقاءات مع عدد من المسؤولين لتعرف على إنطباعاتهم عن مدينة الزائرين فكانت المحطة الأولى مع سماحة الأمين العام للعَتبة الحُسينية المُقدّسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي فتحدَّث قائلاً: " إن لزائر الإمام الحُسين (عليه السلام) فضلٌ كبيرٌ عند الله ، فكان لزاماً علينا أن نقدّم أفضل الخدمات للزائرين الكرام ومنها بناء مدن للزائرين التي ستشاهدون سعة الأبنية فيها ونوعية الخدمات المتطوّرة التي تقدّمها التي ربّما البعض لم يشاهدها في دولٍ أخرى سبقتنا في مضمار التقدّم والرُقي ، ولم ينجز هذا المشروع إلا بفضل الله وبركات النفحات القُدسية للإمام الحُسين (عليه السلام) ،وقد يتسائل البعض ما الداعي من بناء هكذا مدن بتلك الضخامة وبهذا التصميم وبهذه الخدمات وبهذا التطوّر رغم إنَّ زيارة الأربعين عشرة أيامٍ فقط ، وزيارة عرفة خمسة أيامٍ ، والزيارة الشعبانية خمسة أيامٍ فيكون الجواب على ذلك هو إنَّ هذه المدينة سوف توفّر الخدمات ليس خلال هذه الزيارات فحسب بل خلال أيام السنة لأنَّ العَتبات المقدّسة لايُراد منها أن تكون مزارات فقط بل يُراد لها أيضا أن تكون مركزاً للإشعاع الفكري ، ومركزاً لإستقطاب مُحبي مباديء الإمام الحُسين (عليه السلام) فكيف نستطيع أن نُوفّر الأجواء لإستقطاب الملايين من الزوار ليس فقط في أيام الزيارات لأنَّ هنالك نشاطات ومهام وفعاليات في غاية الأهمية أدّتها العَتبات المُقدَّسة وخاصةً في السنوات (2006 و2007 و2008 ) حيث كان العراق مُهدّداً بالدخول في أتون حربٍ طائفية فكانت وظيفة العتبات إستقطاب العشائر العراقية لتلتقي تحت مظلَّة أهل البيت (عليهم السلام) من جميع الطوائف الشيعية والسُنيّة لتعمق في نفوسهم التآلف والتحابب ليفوّتوا الفرصة على الإرهاب وإفشال مخططه الرامي الى دق إسفين التفرقة بين أطياف الشعب الواحد، وبالطبع هذا كلّه لم يكن نتاج يومٍ أو يومين ، وكان من نشاطاتنا أيضاً إستقطاب طلبة الجامعات العراقية حتى لا يضيعوا وسط الغزو الثقافي الشرس على شريحة الشباب الذين هم عماد البلد ، فعملنا على إدخالهم في دوراتٍ قُرآنيةٍ وثقافيةٍ لكي يتواصل إرتباطهم مع الأئمة الأطهار ،كما عملنا على مد جسور التواصل مع أبناء العراقيين المُغتربين الذين هاجروا الى خارج العراق فهم في شوقٍ الى زيارة العَتبات المُقدّسة في العراق لكي يجدّدوا عهدهم مع الأئمة الأطهار ، كما إنفتحنا على الديانات الأخرى مستفيدين من هذا التقدم الكبير في وسائل الإتصال لنشرمباديء أهل البيت (عليهم السلام) والأهداف العظيمة لثورة الإمام الحُسين (عليه السلام). وفي ذات الموضوع تحدَّث السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي قائلاً : " صمّمت مدينة الزائرين بهذا الحجم وبهذا التنسيق الرائع لزائري سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) لأنَّنا نعلم جيداً إنَّ الزائرين لهم المنزلة الكبرى والثواب العظيم عندالله وخدمتهم تزيدنا شرفاً وعزةً ، ولزيارة الإمام الحُسين (عليه السلام) ثواباً كبيراً فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) : (من أتى الحُسين -عليه السلام- عارفاً بحقه غفر الله له ماتقدّم من ذنبه وما تأخّر)وعن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول :(ما من أحدٍ يوم القيامة إلا وهو يتمنّى إنّه من زوار الإمام الحُسين –عليه السلام- لما يرى ويسمع ما لزوار الإمام الحسين عند الله ) مضيفاً " أثني على الجهود المبذولة من قِبل الأمانة العامّة للعتَبة الحُسينية وعلى رأسها الأمين العام للعَتبة الحُسينية في تقديم أرقى الخدمات للزائرين وإخلاصهم الكبير في العمل . أمّا وزير التخطيط الدكتور علي شكري فكان له هذا التعليق : " بعد أن يئست من المشاريع التي تنفّذ في العراق إستعدت الأمل حينما قمت بالإطلاع على مشاريع العتبة الحسينية المقدسة ومنها مشروع مدينة الزائرين التي تمثّل معلماً دينياً وحضارياً فريداً ليس في مدينة كربلاء فحسب بل في العراق لأنَّنا لم نشهد في العراق منذ عام 2003 مشاريعاً بهذا النوع من الإنجاز وبهذه الدقّة والتقنية العالية ، والخاصية التي إمتاز بها هي إنّه أنجز بأيدٍ عراقية خالصة ، فيجب أن تنجز جميع المشاريع في العراق بهذا الإسلوب وبهذه الدقّة ،طالما إنّنا وفّرنا المبالغ الكافية ، وعلى الجميع أن يحذوا حذو الأمانة العامّة للعتبة الحُسينية في آلية وإسلوب التنفيذ وكوزارة تخطيط سوف نقدّم الدعم الكامل لمشاريع العتبات المُقدّسة وهذا واجبٌ نتشرّف به" . أمّا وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي فتحدّث عند حضوره حفل إفتتاح مدينة الزائرين قائلاً : " مشروعٌ موفقٌ جداً ومن دواعي الشرف والفخر والسرور حضورنا لإفتتاح مثل هكذا مشاريع مهمّة ، ونتطلع الى إقامة مشاريع أخرى مُماثلة في المحافظات المُقدَّسة الأخرى ، لأنَّ هذه المشاريع أصبحت ضرورية جِداً لتقديم الخدمات للزائرين ، وكذلك لتكون أماكن لإقامة الفعاليات الثقافية والعلمية التي تُسهم في نشر مفاهيم الدين الحنيف بشكلٍ عام ومفاهيم أهل البيت (عليهم السلام). تحقیق:علي عبدالنبي جبر

المرفقات