مهرجان ربيع الرسالة العالمي السابع رسالةُ سلامٍ الى كُلّ العالم

تحت شعار (من هدي النبوَّة نتوّج العالم رسالة سلام) وبمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأعظم وحفيدهُ الإمام جعفر الصادق(صلوات الله عليهم) أقامت الأمانتان العامّتان للعَتبتين المُقدَّستين الحُسينية والعبّاسية مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي السابع للمدة من 15-17 ربيع الأول1434 هجرية،حيث شهد حفل الإفتتاح حظور العديد من الشخصيات الدينية والأكاديمية والأدباء والفنانين وغيرهم ، حيث تمّت دعوة الكثير من الشخصيات والوفود من مختلف دول العالم بالإضافة الى مشاركة عدد من الباحثين الذين يمثلون أكثر من 15 دولة و من مختلف الأديان والمذاهب ، وأقيم أيضاً على هامش المهرجان معرضاً للفن التشكيلي إختص بعرض الأنشطة الفنية التي تخص سيرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلَّم) كما تمّت دعوة العديد من الشعراء الذين صدحت قصائدهم بحب النبي وآل بيته الكرام ، وأقيمت أمسيات قرآنية شارك فيها كبار القرّاء الدوليين . وفي الكلمة الافتتاحية للمهرجان أكد سماحة الأمين العام للعَتبة الحُسينية المُقدَّسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي على ضرورة الإنفتاح على كافة شعوب العالم وتعريفهم بشخصية الرسول الكريم (ص) وذلك من خلال الانفتاح على المؤسسات الثقافية والعلمية ومراكز التأثير على الرأي العام لديهم والإستفادة من وسائل الإعلام الحديثة وتوظيفها في شرح المنهاج الذي أراد الرسول تطبيقهُ في أمَّته ، وأوضح " إنَّ المسؤولية تقع على عاتق المسلمين الذين تغرّبوا في تلك البلاد من خلال إتصافهم بأخلاق النبي محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ومعاشرتهم مع تلك الأقوام وفق المنهاج الإسلامي الأصيل الذي حمله إلينا النبي محمد(ص) وتحمّل من أجله الجهد الجهيد والعناء الشديد لنشره وتطبيقه ، وهنا نحتاج الى التواصل مع المسلمين المغتربين لتوعيتهم بهذه الأمور وحثّهم للمحافظة على هويتهم الإسلامية كما رسمها الإسلام . . " . وعن الأصداء التي أثارها المهرجان لدى المشاركين كانت لنا وقفة مع عدد من المشاركين في مهرجان ربيع الرسالة : كيران باترك من جامعة دبلن – إيرلندا يعمل في إقامة الحوارات بين المسيحية والإسلام والعقائد الدينية المشتركة قال : " لقد تكلَّمت عن كيفية طبيعة المذهب الكاثوليكي والشيعي وكيفية الإرتقاء سويةً بمستوى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين ، وما هي الهوية المقدسة لكل من هاذين الدينين ، و ما هو الحج والعتبتين المقدستين في كربلاء والشفاعة الى الله سبحانه و تعالى وإن الكاثوليك والشيعة تجمعهم عوامل مشتركة كثيرة وباستطاعتهم الشروع بالتعاون المشترك.. في الحقيقة أنا سعيدٌ جداً لحضوري الى مدينة كربلاء المقدسة والعَتبة الحُسينية والعباسية الرائعتين وإنّه حلم بالنسبة لي القيام بمثل هذه الزيارة , وعندما أزور العتبتين ارغب بالبقاء هنا ، أتمنّى من المسيحيين والمسلمين أن يتعاونوا من أجل نشر السلام ولغة التفاهم وتطوير سبل الحوار بين المذهبين " . أما الدكتور عبد الغني عبد الفتاح زهرة عميد اللغة العربية في جامعة الأزهر في مصر فتحدَّث قائلاً : " نريد العالم كله أن يرى في كل مسلم خُلُق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأن تتجسد فيه أخلاقه الكريمة فقد إعتنق الاسلام نصف الكرة الأرضية وكلهم مسلمون بأخلاق الإسلام لم يذهب اليهم جندي مسلم واحد ولكنهم تأثروا بخلق الاسلام وخلق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) فلقد جاء محمد لكي ينشر الحب والتسامح بين الجميع" . وتابع " طالما هنالك رجال سخَّروا أنفسهم للعلم وأهله كما هو حال مشايخنا في العَتبتين الحُسينية و العباسية المقدستين ستظل راية نُصرة الإسلام ورسوله مرفوعة ، ونيابةً عن الحضور من دول الخارج أقدم لهم الشكر الوافر والجزيل على كرم الضيافة داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأن يجعلهم نصراً للسلام والمُسلمين وأن يبارك لنا فيهم" . وفي ختام فعاليات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي السابع أعلنت اللجنة العلمية والمنظمة للمؤتمر الأكاديمي العالمي السادس جملةً من التوصيات وقد ألقاها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور قيس الجنابي وهي : 1- يستنكر المؤتمرون كل أشكال الإساءات للرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . 2- تشكيل هيئة إسلامية عالمية للإسلام، بمشاركة علماء وباحثين من أتباع الحضارات والثقافات المختلفة للعناية بقضايا الإنسان ووضع القوانين العالمية التي تدعو إلى إحترام الديانات والمذاهب وعدم التعرّض لها بأي شكلٍ من الأشكال. 3- تبنِّي الحلول الإستراتيجية التربوية التي يمكن من خلالها تصميم برامج عمل تعنى بغرس المفاهيم والقيم التي تُربط بإحترام الآخر أياً كان معتقده . 4- وضع برنامج ثقافي يعمل على تفعيل المشتركات العامة للثقافات الفرعية وإيجاد المشتركات التي تعكس الهوية الإسلامية وتلغي النظرة غير الصحية التي رسمها الإعلام الغربي للإسلام والمسلمين من خلال تبنِّي برامج تخصّصية في القنوات الإعلامية لا سيما الإسلامية منها. 5- نتيجة للتطورات غير الطبيعية التي يمر بها العالم لا سيما دول العالم الإسلامي ، وما نتج عنها من تداعيات سيكون لها وبالتأكيد أثراً كبيراً ينعكس بصورة أو أخرى على الشعوب الإسلامية وعلى الإنسانية بصورة عامة، نقترح تأسيس ( مركز للبحوث والدراسات الإستراتيجية) و( مركز لإستطلاع الرأي ) على أن يكون المركزان مستقلان ومحايدان ، وليس أكثر من العتبتين المقدستين حياداً يمكنهما تبني هذان المقترحان لما لهما من أهمية كبيرة في تبيان الحقائق وتشخيص الخلل واقتراح الحلول المناسبة. 6- إيجاد آليه مناسبة يمكن تطبيقها لمعالجة ظاهرة العنف عند المتطرفين والمتشددين من كل الديانات، لا سيما الإسلام إذ إن هذه الظاهرة ما هي إلا نتيجة لتفاعل عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وهي تلقي بظلالها وتداعياتها المدمرة على البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمسلمين، من خلال حث الدعاة والمرشدين على تبني الخطاب المعتدل والذي يدعو بدعوة الإسلام الحقيقية. 7- يوصي المؤتمرون باستمرار الجهد الأكاديمي في محاولة تقديم الحلول المتعلقة بالتحديات التي تواجهها الإنسانية في كل مكان وحث الجهات المعنية كـ(وزارات العليم العالي والتربية والثقافة والمؤسسات البحثية ذات العلاقة ) على تقديم الدعم اللازم لمثل تلك النشاطات، إذ يؤكد المؤتمرون على أن جميع الديانات والشرائع السماوية جاءت لتراعي وتحقق حفظ الناس والمال والدين والعقل والعرض للفرد والمجتمع. 8- تفعيل الدراسات التي تعنى بالتقريب بين المذاهب والأديان بما يخدم الأمن والسلم العالمي، وبما يرتقي بالإنسان نحو الأفضل، إذ إن المؤتمر يؤكد على إن الإسلام يَعُدُّ التمايز والاختلاف بين الشعوب أمراً طبيعياً، كما يؤكد المؤتمرون على أن الديانات السماوية عامة تدعو إلى الحوار واحترام مبادئ العدل والمساوات بين الناس، وأحترام خصوصية كل دين أو مذهب ضمن المجتمع الواحد. 9- زيادة الإنفاق الحكومي على البحث العلمي وتطوير التعليم على أسس حديثة ورصينة بما يرتقي بالمجتمع نحو الأفضل، وبما يبعد عن ركب التطرف الأعمى من خلال التثقيف على حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في المؤسسات الأكاديمية، وفق المعطيات الإسلامية والتي منها وثيقة المدينة وعهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر النخعي ورسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) . 10- يؤكد المؤتمرون على أهمية العناية بالتعريف بالإسلام الحقيقي عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمواقع الإلكترونية ، وضرورة العمل على تفعيل مواقع إليكترونية تحت أسم السلام العالمي الإنساني، وتشرف عليها شخصيات إسلامية من علماء دين وأكاديميين لتبنّي بث فكرة السلام والتسامح بين الناس خدمة للإنسانية، والاضطلاع بمشروع إسلامي حضاري للسلام له منهاج واضح بوسائل هادفة ومتميزة تبين الصورة المشرقة للإسلام، وتحاول إزالة كل ما ألتصق به من افتراءات تهدف إلى تشويه صورته في العالم. 11- أن تعاد كتابة السيرة النبوية وفق المسارات الآتية : المسار المعرفي والمسار الإعلامي والمسار التاريخي، وذلك لسد الثغرات أمام المستشرقين الذين أساؤوا استعمال الكثير من المصطلحات ووضعوا تحتها مادة لا تليق بشخص النبي الكريم (صلّى الله عليه وآله) بوصفه لا ينطق عن الهوى والدين الإسلامي بوصفه ديناً سماوياً. 12- طبع البحوث المشاركة في المؤتمر في مجلة العميد المُحكمة. 13- أستثمار ذكرى ولادة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في تبنّي دوائر الدولة كافة لإقامة مناسباتها وتكريم مبدعيها وعلماءها في هذا الأسبوع المبارك لما لهذه المناسبة من أهمية في حياة المسلمين فضلاً عن حث المواطنين على إقامة مناسباتهم السعيدة من زواج جماعي وكفالة يتيم خلال هذا الأسبوع . 14- يدعو المؤتمرون إلى الاستمرار بتنظيم المؤتمر سنوياً في كربلاء المقدسة لما لهذا المكان من قدسية وتأثير فعال في استلهام قيم الرقي الإنساني من آل البيت الأطهار (عليهم السلام) وإعادة النظر في عقد مؤتمر آخر للأكاديميين ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة العالمي الذي كان معمولاً في المهرجانات السابقة. 15- إنَّ توصيات مؤتمرنا هذا تؤكد على أن الإسلام بريء من الأعمال الإرهابية التي تسيء للإنسانية بكل أشكلها تلك الأعمال والتصرفات التي يراد منها تشويه صورة الإسلام المشرقة إذ أن الإسلام يأتي منسجماً مع نظرة الإسلام إلى الإنسان من حيث مكانته وتكريمه ومراعاة حقوقه. تحقيق : علي عبد النبي جبر

المرفقات