مرحلة الطفولة هي من أجمل المراحل التي يمر بها الإنسان لأنَّ الطفل هو مستقبل الحياة ورمز الأمل واللبنة الأولى لبناء جيل الغد وصناعة قادة المستقبل ، فإذا أعددناهم إعداداً تربوياً جيداً ، ووفرنا قنوات ثقافية وتعليمية هادفة، وسخرنا بعض الجهد الإعلامي أعددنا جيلاً قوياً مثقَّفاً طموحاً ومن هذه القنوات هي تئهية مجلة سهلة الفهم تعتمد على الصور إعتماداً أساسياً تمتازبالمرح والفرح خصوصاً وإنَّ الطفل يميل بطبيعته للمرح الدائم فيجب أن تتَّسم روح المجلَّة بذلك ،كما يجب أن تهتم بالحركة والحيوية وبالتربية الإجتماعية و الثقافةالإسلامية لتزيد من حماس الطفل من خلال قصص الأطفال والمهرجانات والمُسابقات الثقافية لأنَّ هذه الأمور تقوم بتنمية عقل الطفل وتدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم بالإضافة إلى التنفيس عن رغباتهم المكبوتة وتحريرهم بعض الوقت من القيود الإجتماعية لأنَّ هدفهاً ثقافياً وتربوياً عن طريق نشر معلومة أو حدث علمي وهذا ما سعت إليه الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينية المُقدَّسة من خلال إنشاء برامج خاصَّة تقوم برعاية الطفل وتزيد من تقوية معلوماته الدينية والثقافية والعلمية والفكرية .وعن هذا الموضوع المُهم والحيوي كانت لنا بعض اللقاءات لتوضيح هذا الجانب ولو بشكلٍ يسيرٍ: السيد سعد الدين البَنَّاء مدير مكتب الأمين العام للعَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة والمُشرف على شُعبة رعاية الطفولة تحدَّث" تقوم الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة بالإهتمام بالطفل عن طريق إنشاء جهة مُختصّة بهذا المجال هي شُعبة رعاية الطفولة فبعدَ أن مرت على العراق فترات عصيبة ومظلمة في زمن الطاغية ألقت بظلالها على ركود النشاط الثقافي العام فضلاً عن ثقافة الطفل ، وبعد حدوث التغيير أخذت الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة على عاتقها الرعاية التامّة للطفولة وبذلك تمَّ تأسيس شُعبة تابعة للعَتبة الحُسينيّة تُسمّى "شُعبة رعاية الطفولة" إهتمَّت إهتمام كبير بالأطفال وخصوصاً الأعمار (من 12 سنة فما دون) وأول ماصَدر عن الشُعبة مجلَّة بإسم "الحُسيني الصغير" وبتوفيقٍ من الله سُبحانه وتعالى وبركة الإمام الحُسين (عليه السلام) كان لها قبولاً واسعاً عند أوّل إصدار لها حيث أخذت مساحةً كبيرةً في داخل محافظة كربلاء وعلى نطاق المُحافظات الأخرى وخارج العراق أيضاً، حيث تصدر المجلَّة باللغة العربية واللغة الإنكليزية والفرنسية والفارسيّة والألمانية والروسيّة والتركيّة والآردو ، وحالياً نسعى الى ترجمتها باللغة الكُردية ،والمجلّة لديها فرع في بيروت يتم طباعتها مباشرةً هُناك وكذلك يتم توزيعها عن طريق مكاتب خاصَّة وتُباع المجلَّة بسعرٍ مدعومٍ من قِبل الأمانة العامَّة للعَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة لأنّها مجلّة ترعى الأطفال وليست ربحية وتضم المجلَّة مواضيع مُتنوّعة كثيرة نالت رضا وإستحسان شريحة الأطفال اضافة الى أولياء الأمور حيث إنّ الكثير من أولياء الأمور أخبرونا بأنَّهم يقرؤون المجلَّة أوّلاً ومن ثمَّ يعطونها لولدهم دلالةً على إنَّ مجلَّة الحُسيني الصغير لا يقرأها الصغير فقط بل حتى الكبير ، ونحن مستمرين بتنويع المجلَّة وسوف تضاف أبواب جديدة ولا تكون دينية فقط بل مختلف الثقافات العلمية والفكرية والطرائف والمُسابقات وغيرها من الأبواب ،ومن النشاطات التي دأبت عليها شعبة رعاية الطفولة هي إجراء المُسابقات حيث لمسنا لها آثاراً إيجابية حيث يتم تخصيص موضوع مُعيَّن للمُسابقة ويُنشر الموضوع ووجدنا رغبة وإندفاع من الأطفال في الإشتراك بتلك المُسابقات ومن هذه المُسابقات ؛ مُسابقة حِفظ خِطبة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في إستقبال شهر رمضان، وحِفظ مقطع من خِطبة الغدير ، وحِفظ أربعين حديثاً للنبي الأكرم(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، وحِفظ أسماء الله الحُسنى ، وحِفظ حديث الكِساء ، وكذلك مُسابقة (إذا أردت أن تكتب رسالةً الى الإمام المهدي –عجَّل الله فَرَجَهُ- فماذا تكتب له؟) ، والهدف من إقامة هكذا مسابقات هو إبراز مواهب وطاقات الأطفال، ويتِم تكريم الأطفال المشاركين جميعاً حتّى يكون لهم دافع في المُشاركة والتفاعل مع المُسابقات ، ومن خلال ذلك يتم تقوية الرابطة الأسرية لأنَّ الأب والأم يقومان بتعليم الطفل هذه الخُطَب أو الأحاديث وما ذُكِر سابقاً فيكون هنالك تخصيص وقت للإهتمام بالطفل فيشعر الطفل بالترابط الأسري والمعنوي فيعطيه دافعاً أكبر في التواصل مع المجلَّة والإبداع حيث وجدنا كثير من الأطفال يطلب المشاركة عندما تقام إحتفالية بمناسبة تكريمه يطلب المشاركة بفعاليّة قام بالتدرُّب عليها في البيت ، وبدورنا يفرحنا هذا الشىء كثيراً لأنَّنا نجد إنَّ الرسالة التي نحملها وصلت ، وكذلك تقوم الشُعبة بتقديم الدعم المعنوي للأطفال الصائمين الذين بلغوا سن التكليف الشرعي وإعطائهم هدايا لزيادة الدافع المعنوي ، وهناك مكتبات تخصّصية للطفل حيث تمَّ شراء وإستيراد اعداد كبيرة من الكُتب الخاصّة والقصص والمجلّات التي تهتم بالطفل حيث يحضر الكثير من الأطفال الى المكتبة وهناك إستعارة للكُتب والقصص والمجلات ، وهناك نيّة لإقامة مُسابقة تشمل كافّة مدارس العراق ، وكذلك إقامة مهرجان ربيع الطفولة العالمي الأوَّل الذي سيكون بمشاركة عراقية - مختلف المحافظات - ودوليّة. وعن المواضيع التي ركّزت عليها مجلَّة الحُسيني الصغير تحدَّث رئيس تحرير مجلَّة الحُسيني الصغير محمد الحسناوي ركَّزت مجلَّة الحُسيني الصغير على المواضيع المتنوِّعة والتي تفيد في تنمية بناء الطفل بصورة صحيحة لأنَّ في مرحلة الطفولة يبدأ عقل الطفل بإكتساب ما يحيطه من معلومات وقد تكون إيجابة أو سلبية فحرصنا أن نُنَمِّيه في المواضيع الثقافية والعلمية والطرائف والمُسابقات وتطوير حس الإدراك من خلال أبواب المجلَّة المختلفة منها التعليمية التي تهتم بالمعلومات العامَّة التي تنمِّي تراكميّة الأفكار لدى الطفل ، وكذلك الأبواب الدينية والثقافية والترفيهية ، وطريقة تناول الرسوم التي من خلالها يعجب الطفل بالموضوع لأنَّ الطفل يهتم بكثرة الرسوم وألوانها ونحنُ نحاول إيصال الموضوع عن طريق الرسوم وذلك من خلال كوادر خاصَّة بهذا الجانب ، هذا ما يخص الرسم وكذلك كتابة القصص تختلف عن كتابة الموضوع العلمي والثقافي لأنَّنا دائماً نُركِّز على أصحاب الإختصاص في هذا المجال وذلك لإعطاء المجلَّة أكثر من لمسة وبالتالي يزيد في نجاح المجلّة ، وذلك لأنَّ الطفل دائماً ما يركِّز على الألوان والتصميم والرسوم والمواضيع ، ودائماً ما نربط موضوع التسلية بقضيّة زيادة المعلومات لدى الطفل ، وهناك تواصل بين الأطفال وأولياء أمورهم من جهة وإدارة المجلَّة من جهةٍ أخرى ، وقد لمسنا ذلك من خلال باب المُشاركات الموجود في المجلَّة وهذا ليس على نطاق كربلاء بل على نطاق المُحافظات ونطمح أن تصِل مجلَّة الحُسيني الصغير الى جميع مُحافظالت العراق ونحنُ الآن بطور إنشاء مراكز بيع في مُحافظات العراق خضوعاً للطلبات التي تردنا من الزوَّار الذين يتوافدون من جميع المُحافظات لزيارة مَرقد أبي الأحرار الإمام الحُسين (عليه السلام) . وعن طريقة الرسم وكيفيّة إختيار الألوان قال أحد رسامي المجلَّة زاهد المُرشدي بالنسبة لرسوم مجلَّة الحُسيني الصغير لقصص الأطفال نبدأ المرحلة الأولى بقراءة النص جيداً ثمَّ نُقسِّم النص الى محاور وبعدها يتم معرفة أبطال القصَّة وبقيّة الأشخاص الأخرى ، ثم نبدأ برسم الشخصيات الموجودة بشكلٍ مبسَّطٍ لأنها تتناول أعمار صغيرة ، وبذلك نحاول أن نرسم رسوم قريبة من عقل الطفل من حيث الخطوط المُبسَّطة والأشكال المُفرحة والمبهجة ، بالإضافة الى آلية إختيار الألوان ، ودائماً ما نختار ألوان قزحيّة لأنَّ الطفل دائماً ما يحب ألوان الأصفر والأحمر.. وبإعتبارالرسم المصدر الأساسي في جذب الطفل للمجلَّة فيجب أن نراعي هذه الأمور . وخلال التحقيق إلتقينا بعض أصدقاء المجلَّة: "عباس" طالب في المرحلة الإبتدائية ، العمر 9سنوات قال:" دائماً اتابع مجلّة الحُسيني الصغير لأنَّها تطرح مواضيع متنوِّعة وجميلة وأنا من معجبي فريق الفُرسان والكابتن عقيل لأنها تعلمني الرياضة وكيف أصبح رياضي جيِّد وأتعلَّم حركات كرة القدم التي تفيدني في هذه اللعبة أمَّا بقيّة المواضيع فهي جداً جميلة". أمَّا "فاطمة" طالبة في المرحلة المتوسطة ، العُمر 11سنة تقول:" إنِّي وزمليتي في المدرسة من مُحبِّي قِصَّة "العَمَّة هُدى" ودائماً نتشوَّق الى الحلقات القادمة من قصَّة العَمَّة لأنَّها تتناول مواضيع هامَّة ومعلومات تفيدنا في حياتنا اليومية من خلال قصص الأنبياء، وسيرة أهل البيت ،وصلة الرحم ،وكذلك الطبخ مع "بسمة" أمَّا بقيَّة المواضيع الأخرى في المجلَّة فهي جداً جميلة " . تحقيق: علي عبد النبي جبر
اترك تعليق