عُرف السدر من آلاف السنين فهو قديم قدم الإنسان وله عدة أسماء منها، النبق، والغسل، والأردج والزفزوف والعرج، ويطلق على ثمارها أسماء النبق والعبري والجنا.. والموطن الأصلي للسدر بلاد العرب وتنتشر في الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام، والعراق لها شارع في كربلاء يعرف بشارع السدرة وعرف في الشرق العربي من أقدم العصور، أذ تنمو بشكل طبيعي، وتستخدم جميع قشورها وأوراقها وثمارها وبذورها.
النبات المقدس
نبات شجيري شائك، بري وزراعي ينبت في الجبال والرمال وهو ذو ورق وثمر عظيمين، شوكه قليل لا ينثر أوراقه وتعيش الشجرة حوالي 120 عاما، ظلالها وارفة.. وتكثر زراعتها للزينة والظل في الحدائق والشوارع، كما تزرع كمصدات للرياح وحماية التربة من الانجراف.. خشبها قوي جيد متعدد الاستعمالات.
ويؤكد المتخصصون وخبراء الزراعة أن أشجار السدر تعد من أفضل الأشجار المثمرة من الناحية الاقتصادية فهي لا تكلف أصحاب البساتين أي جهد، مثل الجهود التي يبذلونها في زراعة الحمضيات وغيرها من الأشجار أو الفواكه، فضلا عن قدرتها على التكيف مع التغيرات الجوية والتقلبات المناخية، وشجرة السدر يمكن أن تزرع في أي وقت من السنة أو في أي فصل من الفصول، عدا مدة قصيرة وهي اشتداد البرد في فصل الشتاء، والأهم من ذلك أنها تعطي ثمارها مرتين في السنة، مع أواخر الشتاء وبداية الربيع، كما يطلق عليها النبات المقدس
والسدرة.. غير متعبة للمزارعين ولا تحتاج إلى نفقات فهي لا تريد إلا الماء والتقليم وبعض السماد.
وتختلف ثمار شجرة السدر عن بعضها البعض من حيث الحجم والشكل واللون والمذاق، فهناك النوع المعروف باسم "التفاحي" للشبه الكبير بينه وبين التفاح، وهناك الزيتوني لشبهه بالزيتون ويتميز بحجمه الكبير الذي يكون أحيانا أكبر من الزيتون، فضلا عن العديد من الأنواع وتحظى كلها بإقبال شديد لحلاوة مذاقها ورائحتها ونكهتها الطيبة.
في القرآن
وقد ورد ذكر"السدر" في القرآن الكريم أربع مرات، فهي من أشجار الجنة يتفيأ تحتها أهل اليمين حيث قال تعالى: “وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ. فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ. وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ. وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ” (الواقعة: 27-30). وقال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَأ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ. فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ” (سبأ: 15- 16) وقال الله سبحانه: “عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى” (النجم 14 – 16).
فوائده
وعن فوائده حسب ما ذكرته كتب طب الاعشاب ..إنه إذا غلي وشرب قتل الديدان وسحيق ورقه يلحم الجروح وينقي البشرة ونواه يجبر الكسور.
وثمر النبق نافع للمعدة، فاتح للشهية، ينقي الأمعاء والدم، ويعيد الحيوية والنشاط للجسم، ويعالج الأمراض الجلدية والتهابات الحلق والقصبة الهوائية.
وأن قدماء المصريين استخدموا السدر في التحنيط من بين المواد التي كانوا يستخدمونها.. واتجه العديد من الدول حديثا لإنتاج العسل من السدر والذي يعد أجود وأغلى أنواع العسل.
معتقدات غريبة
السدرة حسب المعتقدات شجرة أسطورية محفوفة بالقداسة والأسرار والعوالم الغيبية، تجتمع في كينونتها المتضادات والقدرات، فهي مكان ولادة الجن، ومحط استراحتهم في الليل، وفي النهار ظل للإنس، وثمرتها(النبق)غذاء لهم، واوراقها(السدر)طيبُ يُغسل به موتاهم ودواءُ يستحم به مرضاهم إذا سُحروا أو أصابهم مسُ من الجن، وأغصانها مكان حسن لتعليق السحر أو الطب
سعاد البياتي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق