بكاء الطف

وجراحُ قدسٍ لم تزلْ تُبكي دمًا   بدلَ الدموعِ الحُجةَ المِفصاحا 

يا حرَّ قلبي للفجيعةِ نادبًا   رُزءَ الحسينِ عَشِيَّةً وصباحا 

للآنَ تندبُهُ حليلةُ حيدرٍ   جزعًا وتلطمُ خدَّها المُلتاحا

تلكَ الجراحُ لفاطمٍ كمْ آلمت   لفؤادِها كمْ أثخنتهُ جراحا

أللهُ أيُّ دمٍ أُسِيلَ بكربلا   لَمَّا يَزلْ رغمَ الدُّجى مصباحا 

منعتهُ شربَ الماءِ آلُ أميَّةٍ   حتّى روَوْا من نحرِهِ الأرماحا

وأتَتْ لمصرعِهِ بناتُ مُحمّدٍ   وأقمنَ فوقَ جراحِهِ الأتراحا

هذي تُقبِّلُ مَنحراً وجداً لهُ   بكتِ الملائكُ زفرَةً ونُواحا

لِمْ زينبٌ تَبكينَهُ ؟ حسبي لكي   تسقيهِ من ماءِ العيونِ قُراحا 

شاعر : جعفر رشيد العاملي