كعزِّ الحسينِ

ألا عشْ بعزٍّ ومُتْ في إبا 

ولا ترهبِ الموتَ كي تُرهَبا 

فكم ركبَ الموتَ ذو عزّةٍ

فصارَ الخلودُ لهُ مركبا 

كعزِّ الحسينِ غداةَ اتقى 

هوانَ البقاءِ بأنْ يذهبا 

مضى يطلبُ الخُلدَ لكنّهُ

أبى من سوى الموتِ أن يَطلبا 

أرَتهُ الحميّةُ ماءَ الفرات

أُجاجاً فما مالَ كي يَشربا 

ولكنّهُ مالَ للباتراتِ 

ليرشفَ منهلَها الأعذبا 

فجمعاً أبادَ وخيلاً أذادَ

وموتاً أرادَ وضيماً أبى 

وليسَ لهُ بارقٌ قد نبا 

إلى الآنَ أو سابقٌ قد كبا 

أبا الطفِّ يا كعبةَ الثائرين

يطوفونَ لبّيكِ يا ذا الإبا 

ولا يُحرمونَ بثوبٍ هناك

إذا لم يكنْ بدمٍ خُضِّبا 

وقد كانَ هديُهُمُ أنفساً

أبَت من سوى الضيمِ أنْ تهربا

شاعر : جاسم محمد الزيادي