ما أشبهه برسول الله... فليخرج إلى ميدان العشق
وقف الإمام الحسين (عليه السلام) ينظر إلى عليٍّ الأكبر، فلذة كبده، وهو يهمّ بالرحيل نحو ميدانٍ لا رجعة منه، وقف يرقبه، لا كأبٍ يودّع ولده، بل كرسولٍ يزفّ أعظم رسائله إلى السماء.
فرفع يديه إلى العليّ الأعلى، وقال: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ أَشْبَهُ النَّاسِ خَلْقاً وَخُلُقاً وَمَنْطِقاً بِرَسُولِكَ، وَكُنَّا إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ نَظَرْنَا إِلَيْهِ...".
هذه الصورة تُجسّد لحظة مفصلية ومؤثرة من واقعة الطف، حين خرج علي الأكبر (عليه السلام) إلى ساحة القتال، ووقف الإمام الحسين (عليه السلام) يودّعه رافعاً يديه إلى السماء، وقد خنق الدعاء بصوته عبرةٌ تُذيب الفؤاد.
خرج عليّ الأكبر (ع) وهو يعلم أن طريقه لا يؤدي إلا إلى الجنة، ومع ذلك، كان قلبه مليئاً بالشوق، لم يكن طالب نصر، بل طالب لقاء، وساعياً لاحتضان الخلود بين سيوف الطف.
حين رآه الأعداء، قال بعضهم: "لَئِنْ مَرَّ عَلَيْنَا لَيُفْلِكَنَّا بِحُسْنِ وَجْهِهِ"، قاتل قتال الأبطال، وارتفع فوق السيوف كأجمل ما تكون الكلمات عند الحسين.
وحين خرّ عليّ الأكبر جريحاً، عاد ينادي والده نداء المودّعين: "يا أبتاه، عليك منّي السلام، هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى...".
فأسرع الإمام الحسين (عليه السلام) إليه، وضع خدّه على خدّه، وقال وهو يمسح الدم عن وجهه النوراني: "جزاكَ اللهُ من ولدٍ خيرَ ما جزى ولداً عن والده...".
ثم انكسر صوته، وأدركه الحزن، وصاح بنداء هزّ قلوب الملائكة: "على الدنيا بعدك العفاء يا علي...".
هذا النص تم توليده بالذكاء الأصطناعي.
اترك تعليق