تمهيد
لا يخفى على أحد ما للنهضة الحسينية من صدارة في سجل الحركات الإصلاحية، فهي من أعظم الحركات التي عرفها التاريخ الإنساني على الإطلاق؛ وذلك لأنها اشتملت على كل المبادئ والقيم الإنسانية، وتجسّدت فيها أجمل وأروع صور الشجاعة والصبر، والتضحية والتفاني، والعِزّ والكرامة. والأهم من ذلك كله هو قائدها العظيم الذي صنع التاريخ ورسم المستقبل؛ فقد اهتدى بنهضته المباركة الملايين من البشر، فاستهوى الحسين عليه السلام قلوبهم، وأخذوا يتوافدون إلى قبره الشريف من مختلف البلدان والجنسيات والألوان وبشتى اللغات؛ وما ذلك إلاَّ للمقام الإلهي والكرامة الربانية التي حُبي بها الإمام الشهيد أبو عبد الله عليه السلام.
وهذه الدراسة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ تهدف إلى تسليط الضوء على الروايات الواردة في زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وهي تلك الروايات الدالة على وجوب زيارته عليه السلام، وأن زيارته فرض من الله عز وجل، وحق من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولكن لتنظيم البحث؛ نستعرض فيما يلي الروايات الواردة في استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام بصورة عامة.
الروايات الدالة على استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام
وهي على أنحاء كثيرة، نشير فيما يلي إلى بعضها بنحو الإيجاز:
النحو الأول: ما دل على استحباب الزيارة مطلقاً
وهي الروايات الدالة على الثواب الجزيل والفضل العظيم في زيارته عليه السلام، وآثارها العظيمة في حياة الزائر، وفي دفع الفقر والبلاء عنه، من قبيل ما ورد في التهذيب عن أبي الحسن عليه السلام، قال: ((مَن أتى قبر الحسين عليه السلام في السنة ثلاث مرات أمِنَ من الفقر))[1]. وفيه ـ وفي كامل الزيارات أيضاً ـ عن داود بن فرقد، قال:((قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمَن زار الحسين عليه السلام في كل شهر من الثواب؟ قال: له من الثواب ثواب مائة ألف شهيد، ومثل شهداء بدر))[2]. وعن حسين بن أبي فاختة، قال: ((قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا حسين، مَن خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة، وحطَّ بها عنه سيئة، وإن كان راكباً كتب الله له بكل حافر حسنة، وحطَّ عنه بها سيئة، حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من الصالحين، وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك، فقال له: أنا رسول الله، ربك يقرئك السلام، ويقول لك: استأنف؛ فقد غفر لك ما مضى))[3].
النحو الثاني: ما دل على استحباب الزيارة في أوقات معينة
من قبيل ما دل على استحباب الزيارة في يوم عرفة، فعن بشير الدهان، قال: ((قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين عليه السلام؟ فقال: أحسنت يا بشير! أيُّما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة، مبرورات مقبولات، وعشرين حجة وعمرة مع نبي مرسل، أو إمام عادل. ومَن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة، ومائة عمرة، ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل. قال: فقلت له: كيف لي بمثل الموقف؟ قال: فنظر إليَّ شبه المغضب، ثم قال: يا بشير، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة واغتسل من الفرات، ثم توجَّه إليه، كتب الله بكل خطوة حجة بمناسكها. ولا أعلمه إلاَّ قال: وغزوة))[4].
ومن قبيل ما دل على استحباب الزيارة في الأول من رجب، فعن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ((مَن زار قبر الحسين عليه السلام أول يوم من رجب غفر الله له البتة))[5].
ومن قبيل ما دل على استحباب الزيارة في النصف من رجب والنصف من شعبان، فعن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال:((سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: في أيِّ شهر تزور الحسين عليه السلام؟ قال: في النصف من رجب، والنصف من شعبان))[6]. وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ((مَن أحبَّ أن يصافحه مائتا ألف نبي وعشرون ألف نبي فليزر قبر الحسين بن علي عليه السلام في النصف من شعبان؛ فإن أرواح النبيِّين تستأذن الله في زيارته فيؤذن لهم))[7].
ومن قبيل ما جاء في استحباب الزيارة في أوقات مختلفة من شهر رمضان المبارك، فعن أبي عبد الله عليه السلام، قال:((إذا كان ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم نادى منادٍ تلك الليلة من بطنان العرش: إن الله تعالى قد غفر لمَن أتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة))[8]. وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال:((مَن زار قبر الحسين عليه السلام في شهر رمضان ومات في الطريق لم يُعرَض ولم يُحاسب، ويُقال له: ادخل الجنة آمناً))[9]. وعن جعفر بن محمد عليه السلام أنه سئل عن زيارة الحسين عليه السلام فقيل له: ((هل في ذلك وقت أفضل من وقت؟ فقال: زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين؛ فإن زيارته عليه السلام خير موضوع... قال: فسئل عن زيارته في شهر رمضان، فقال: مَن جاءه عليه السلام خاشعاً محتسباً مستقبلاً مستغفراً، فشهد قبره في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان: أول ليلة من الشهر، وليلة النصف، وآخر ليلة منه، تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه))[10].
ومن قبيل زيارته عليه السلام في يوم عاشوراء، فعن زيد الشحام، قال: ((قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمَن زار قبر الحسين؟ قال: كان كمَن زار الله تعالى في عرشه))[11]. وعنه أيضاً عليه السلام قال: ((مَن زار الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء وجبت له الجنة))[12].
ومن قبيل زيارته عليه السلام في يوم الأربعين، فعن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنه قال: ((علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين، وزيارة الأربعين، والتختُّم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم))[13].
ومن قبيل زيارته في ليلة الجمعة ويومها، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ((مَن زار قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة غفر الله له البتة، ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة منها، وكان مسكنه مع الحسين بن علي عليه السلام))[14].
هذه جملة من الروايات الواردة في مقام الحثّ والتأكيد على زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
الروايات الدالة على وجوب زيارة الإمام الحسين عليه السلام
بعد هذه الإطلالة السريعة على عظمة زيارة الإمام الحسين عليه السلام بشكل عام، يقع الكلام فيما عقدنا البحث لأجله، وهي الروايات الدالة على وجوب الزيارة، وهي على طائفتين: فمنها ما هو نصٌّ في الوجوب، ومنها ما هو ظاهر في ذلك، وسوف يقع البحث في صحة تلك الروايات، وفي استفادة التواتر من مجموعها. ومن ثُمَّ نرى هل أن هناك روايات تعارضها أم لا؟ وعلى فرض وجودها؛ فهل هناك سبيل للجمع بينها أم لا؟ وإن لم يمكن الجمع، فلمَن الترجيح؟
وسوف نجيب ـ فيما يلي ـ عن جميع هذه التساؤلات، وكذا عن بعض الإشكالات، التي من أهمها إشكال الإعراض عن دلالة هذه الروايات على الوجوب.
الطائفة الأولى: الروايات الدالة بالصراحة على الوجوب
سبق وأن نوهنا على وجود طائفة ناصَّة على الوجوب ومصرِّحة به، وهي مجموعة من الروايات الواردة في الكتب الروائية:
الرواية الأُولى: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: ((حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعاً، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسان الهاشمي، عن عبد الرحمن بن كثير مولى أبي جعفر عليه السلام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي عليهما السلامم لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لأن حق الحسين فريضة من الله تعالى واجبة على كل مسلم))[15]. ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب، قال: ((وعنه [أي: محمد بن أحمد بن داود]، عن الحسن بن محمد بن علان، عن حميد بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يزيد، عن علي بن الحسن، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام...))[16]. ورواه الشيخ المفيد في المزار، قال: ((حدثني أبو القاسم [ابن قولويه]...))[17]، وكذلك رواه محمد بن المشهدي في المزار بالسند نفسه[18].
دلالة الرواية: لقد نصَّت هذه الرواية على أن مَن ترك زيارة الحسين عليه السلام فإنه ترك حقاً من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله؛ ثم علَّلت ذلك بأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله تعالى، ثم أكدعليه السلام هذا الفرض بقوله: ((واجبة على كل مسلم))؛ فهذه الرواية صريحة، بل نصٌّ في أن مَن ترك الزيارة فهو تارك لحق من حقوقق رسول الله، وهذا الحق فريضة من الله، وأمر واجب على كل مسلم ومسلمة، ولا يجوز تركه.
سند الرواية: تقدم أن لهذه الرواية سندين:
الأول: سند كامل الزيارات، وفيه إشكال من جهتين:
الجهة الأُولى: الكلام في علي بن حسان الهاشمي؛ حيث رُمي بالكذب والضعف، والغلوّ والتخليط؛ فقد قال الكشّي: ((قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان. قال: عن أيِّهما سألت؟ أما الواسطي: فهو ثقة، وأما الذي عندنا، يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير، فهو كذاب، وهو واقفي أيضاً، لم يدرك أبا الحسنن موسى عليه السلام))[19]. وكذا نصَّ النجاشي وابن الغضائري على ضعفه وغلوِّه وتخليطه[20]، وذكره الشيخ الطوسي مكتفياً بذكر السند إلى كتابه[21]. ولولا التنصيص على كذبه وتخليطه لأمكن حمل ضعفه على غلوِّه؛ لما ستأتي الإشارة إليه لاحقاً حول التضعيف بالغلوّ.
الجهة الثانية: الكلام في عبد الرحمن بن كثير، حيث ضعفه علماء الرجال؛ لأنه يضع الحديث.
قال النجاشي: ((عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، كان ضعيفاً، غمز أصحابنا عليه، وقالوا: كان يضع الحديث))[22]، وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام[23]، وقال العلامة: ((عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ليس بشيء، كان ضعيفاً، غمز عليه أصحابنا، وقالوا: إنه كان يضع الحديث))[24].
نعم، لقد ورد اسم عبد الرحمن هذا في أسانيد تفسير القمي[25]؛ وبناءً على رأي السيد الخوئي في توثيق رجاله، يقع التعارض بين تضعيف النجاشي وتوثيق القمي، إلاَّ أنه مع تسليم هذا المبنى، فإن غايته وقوع التعارض بين التوثيق والتضعيف؛ وأقصى ما يفيد التوقف.
والنتيجة: إن سند كامل الزيارات غير معتبر من جهة علي بن حسان وعبد الرحمن بن كثير.
السند الثاني: سند التهذيب، وفيه مشاكل كثيرة، ففيه ـ بالإضافة إلى عبد الرحمن بن كثير المتقدم ـ مجاهيل، وهم: الحسن بن محمد بن علان، وأحمد بن محمد، وهو ابن رباح، ومحمد بن يزيد، وهو ابن المتوكل.
فهذا السند أيضاً لا يمكن الاعتماد عليه؛ وبذلك تكون الرواية غير معتبرة من جهة السند.
الرواية الثانية: ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد، قال: ((وقد جاءت روايات كثيرة في فضل زيارته عليه السلام، بل في وجوبها؛ فروي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: زيارة الحسين بن علي عليه السلام واجبة على كل مَن يقرُّ للحسين بالإمامة من الله عز وجل))[266].
دلالة الرواية: هذه الرواية واضحة الدلالة على الوجوب، بل هي نصٌّ في ذلك، وصريحة بأن الزيارة واجبة على مَن يقرُّ للحسين عليه السلام بالإمامة، فمَن كان يؤمن بإمامة أبي عبد الله الحسين عليه السلام تكون الزيارة واجبة في حقه ومفروضة عليه؛ وهو يكشف عن الترابط الوثيق بين الزيارة والاعتقاد بالإمامة، وأن الوجوب من الله تعالى،، وليس حكماً خاصاً من أحد المعصومين^؛ كي يقال :إنه حكم خاضع للزمان والمكان. بل هو من الأحكام الإلهية الثابتة، التي أمر الله تعالى بها عباده الذين يؤمنون بإمامة الإمام الحسين عليه السلام.
سند الرواية: بما أن هذه الرواية مرسلة، فهي ساقطة عن الاعتبار من هذه الجهة.
إلاَّ أن يقال: إن الشيخ المفيد اعتمد على كثرة الروايات وشهرتها بهذا المضمون؛ ولأجل ذلك صرَّح بوجوب الزيارة؛ مما يكشف عن أن رأيه في المقام هو الوجوب، ولا يكون رأيه كذلك إلاَّ إذا وصل إليه خبر يفيد الاطمئنان.
الرواية الثالثة: ما رواه الصدوق في الفقيه، قال: ((وروى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي عليهما السلام؛ فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع، وزيارته مفترضة على مَن أقر للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عزز وجل))[27].
ورواه أيضاً في الأمالي، قال: ((حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي بن فضال...))إلى آخر السند والمتن المتقدمين[28]. ورواه المفيد في المقنعة مرسلاً[29].
ورواه أيضاً ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: ((حدثني أبي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، وقال محمد بن الحسن: وحدثني محمد بن الحسن الصفار جميعاً، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال...))، إلى آخر السند والمتن المتقدمين[30]. وأيضاً رواه بسند آخر مع اختلاف يسير في المتن، قال: ((حدثني أبي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، ومحمد بن يحيى العطار، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام؛ فإن إتيانه يزيد في الرزق، ويمدُّ في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يُقرُّ للحسين بالإمامة من الله))[31].
وروى الشيخ المفيد في المزار عن ابن قولويه روايته الأُولى، قال: ((باب وجوب زيارة الحسين صلوات الله عليه، حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهما الله...))[32].
وروى ما يقرب منه الفتال النيسابوري في روضة الواعظين مرسلاً[33]. وقد ذكر ابن المشهدي في المزار، باباً بعنوان: ((فضل زيارته عليه السلام وحدّ وجوبها في الزمان على الأغنياء والفقراء))[34].
أقول: وإن تعددت الأسانيد، وأضيف في المتن، إلاَّ أن الظاهر أنها رواية واحدة بقرينة الراوي المباشر ومَن روى عنه، وبقرينة المتن نفسه أيضاً.
دلالة الرواية: لقد أمر الإمام الباقر عليه السلام أصحابه بأن يأمروا الشيعة بالزيارة، ومن المعلوم فإن الأمر بمادته وهيئته دالٌّ في الوجوب على مختلف المباني الأصولية، سواء بالوضع أم بحكم العقل أم غير ذلك.
على أنه ليس هو محل الشاهد في الرواية، بل الشاهد في الفقرة الآتية التي علَّل بها الإمام عليه السلام ذلك الأمر، وهي قوله: ((فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقرُّ للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عز وجل))؛ فإنها صريحة في الوجوب؛ حيث بيَّن الإمام الباقر عليه السلام أن الزيارة أمر مفروض على كل مَن يؤمن بإمامة الإمام الحسين عليه السلام، ويكون المعنى أكثر وضحاً عند مراجعة استخدام كلمة الفرض عند الفقهاء، وكذا بمراجعة كلمات اللغويين؛ حيث أردفوا الفرض بالوجوب[35]؛ ولهذا السبب أدرجنا الرواية في القسم الأول من الروايات.
فهذه الرواية صريحة في الوجوب، ويكون معناها قريباً من معنى الرواية السابقة وخصوصياتها التي استظهرناها.
سند الرواية: تقدم أن للرواية أكثر من سند، والرواة في الجميع من عِلية الأصحاب، ومن الأجلاّء الثقات الذين عليهم المعتمد والاستناد.
إذن؛ فهذه الرواية تامة من حيث السند، كما أنها صريحة من حيث الدلالة على وجوب زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وأن هذا أمر إلهي مفترض عل كل مَن يعتقد بإمامة الإمام الحسين عليه السلام.
الرواية الرابعة: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: ((حدثني محمد بن جعفر الرزَّاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد الأحمسية، عن أبي عبد الله عليه السلام، قالت: قال لي: يا أم سعيد، تزورين قبر الحسين؟ قالت: قلت: نعم. فقال لي: زوريه؛ فإن زيارة قبر الحسين واجبة على الرجالل والنساء))[36].
دلالة الرواية: هذه الرواية صريحة في الوجوب؛ فبعد أن أمر الإمام الصادق عليه السلام أم سعيد بالزيارة، علَّل ذلك بكون زيارة الحسين واجبة على الرجال والنساء؛ وهذا يكشف عن أهمية الزيارة، وأنها تفضل الكثير من الواجبات؛ وذلك لاختصاص بعض الواجبات بالرجال، وخصوصاً بعض العبادات العامة، وفي المقام يؤكد الإمام عليه السلامم وجوب الزيارة على الرجال والنساء. فالرواية نَصٌّ صريح في الوجوب.
سند الرواية: الكلام في سند هذه الرواية في أمر واحد، وهو أم سعيد الأحمسية؛ حيث لم يرد فيها توثيق صريح، وقد عدَّها الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام[377].
وقال السيد الخوئي: ((أم سعيد الأحمسية: من أصحاب الصادق عليه السلام، رجال الشيخ. وعدَّها البرقي أيضاً من رواة أبي عبد الله عليه السلام من النساء. روت عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنها أبو داود المسترق))[38].
وقال النمازي: ((أم سعيد الأحمسية؛ من أصحاب الصادق صلوات الله عليه. روى الحكم بن مسكين وعبد الله بن سنان عنها، عن الصادق عليه السلام، وكذا ابن أبي عمير، ويونس بن يعقوب وغيرهما، عنها، عنه عليه السلام، ومن هذه الروايات تُستفاد حسن عقيدتها وإماميَّتها))[39].
أقول: وروى عنها أيضاً أحمد بن رزق الغمشاني[40]، والحسين الأحمسي[41]، إلاَّ أنه لم أجد رواية ابن أبي عمير عنها.
نعم، روى ابن أبي عمير عن الحسين الأحمسي، وهو عنها[42].
وقد روي عنها في الفضائل ما يدل على حسن عقيدتها، وأن لها منزلة ومقاماً عند أهل البيت^، من قبيل ما رواه ابن جرير الطبري الشيعي، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: ((قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله، اجعل في يدي علامة من خروج القائم. قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته، فذاك عند خروج القائم))[43].
ومن قبيل ما رواه البرقي في المحاسن، عن الحسن بن علي بن يقطين، عمَّن حدَّثه، قال: ((رأيت أم سعيد الأحمسية، وهي تأكل رماناً، وقد بسطت ثوباً قدَّامها تجمع كل ما سقط منها عليه، فقلت: ما هذا الذي تصنعين؟ فقالت: قال مولاي جعفر بن محمد عليه السلام: ما من رمانة إلاَّ وفيها حبة من الجنة. فأنا أحب ألاَّ يسبقني أحد إلى تلك الحبة))[44].
فهذه الروايات وما شابهها قرائن على حسن عقيدتها، بل ورسوخها، وهذا أمارة على حسن حالها وإمكان الاعتماد عليها.
ولكن المناقشة واضحة في هذا الوجه؛ وذلك لأن الرواية الأُولى لم تثبت عنها لوجود المجاهيل فيها، كأحمد بن زيد مثلاً، وأما عدم ثبوت الرواية الثانية؛ فللإرسال على الأقل، بالإضافة إلى أنها هي الراوية.
نعم، لقد روى عنها الأجلاَّء الثقات: كعبد الله بن سنان، ويونس بن يعقوب، وأحمد بن رزق الغمشاني، والحسين الأحمسي وغيرهم، وقد كانت لها صحبة مع الإمام الصادق عليه السلام؛ ومن مجموع رواياتها يُطمأن إلى أنها أهل ومحل للنقل عنها، مضافاً إلى أنها كانت من المعاريف الذين لم يطعن فيهم؛ وهذه أمارة أخرى على وثاقتها وإمكان الاعتماد عليها؛ وبذلك يكون سند الرواية معتبراً، ويصح الاعتماد عليه.
إذن؛ فهذه الرواية تامة من جهة السند، ونصٌّ من حيث الدلالة على وجوب زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
الرواية الخامسة: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: ((حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي القرشي، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عمَّن حدثه، عن علي بن ميمون، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو أن أحدكم حج ألف حجة، ثم لم يأت قبر الحسين بن علي عليهما السلام لكان قد ترك حقاً من حقوق رسول اللهه صلى الله عليه وآله. وسئل عن ذلك، فقال: حق الحسين عليه السلام مفروض على كل مسلم))[45].
دلالة الرواية: ذكر الإمام الصادق عليه السلام أن مَن لم يزر الحسين عليه السلام؛ فإنه يكون بذلك تاركاً حقاً من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن حق الحسين عليه السلام مفروض على جميع المسلمين، وقد سبق بيان المراد من الفرض في الرواية الثالثة، وأنه يُرادف الوجوب معنًى؛ فهذه الرواية صريحة في الوجوب.
نعم، قد يقال: إن هذه الرواية تعارض الروايات المتقدمة من حيث سعة الوجوب على المكلفين؛ لأن تلك الروايات حددت الوجوب بمَن يؤمن بإمامة الإمام الحسين عليه السلام، مع أن هذه الرواية توجب الزيارة على جميع المسلمين، فهل نحمل هذه على الوجوب وتلك على التأكيد؟ أو أن هذه الرواية عامة وتلك خاصة؟ أو أن المسلم الحقيقي هو الذي يؤمن بإمامة الحسين عليه السلام؟ وجوه لا يخلو بعضها من النقاش، والكل خارج عن هدف هذه الدراسة؛ إذ يكفينا القدر المتيقن، وهو الوجوب على المكلفين في الجملة.
سند الرواية: ليست هناك أيُّ مشكلة في سند الرواية؛ فإن جميع رواتها ثقات غير أنها مرسلة؛ وذلك لعدم معرفة مَن روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب.
إذن؛ فهذه الرواية وإن كانت صريحة من جهة الدلالة على وجوب الزيارة، إلاَّ أنها غير معتبرة من جهة السند؛ للإرسال.
الرواية السادسة: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: حدثني أبي، وجماعة من مشايخي، عن أحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي عمن حدثه، عن صندل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ((سألته عمَّن ترك الزيارة ـ زيارة قبر الحسين بن علي ـ من غير عِلَّة. قال: هذا رجل من أهل النار))[46].
دلالة الرواية: لقد أخبر الإمام الصادق عليه السلام بأن مَن ترك زيارة الإمام الحسين عليه السلام فإنه من أهل النار، ومن الواضح جداً أن الشخص لا يكون من أهل النار إلاَّ إذا ترك واجباً، بل من الواجبات المهمة التي لا مجال لتركها؛ لأنه ليس كل مَن ترك واجباً فإنه من أهل النار؛ وذلك لأن هناك واجبات يمكن الغضُّ عن تركها في الآخرة قبال بعضض الأعمال الصالحة، مع أن الإمام هنا أخبر جزماً: بأن تارك الزيارة من أهل النار؛ وبذلك تكون الرواية صريحة في وجوب الزيارة، بل من أهم الواجبات.
سند الرواية: إن هذه الرواية مرسلة؛ وذلك لأن مَن روى عنه العمركي غير معروف، فهي ساقطة عن الاعتبار من هذه الجهة؛ فهذه الرواية وإن تمت دلالتها بالصراحة على الوجوب، إلاَّ أن الإرسال يوهنها.
الرواية السابعة: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات، قال: ((وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ قال: قلت: جعلت فداك، ما تقول فيمَن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟
قال: أقول: إنه قد عقَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وعقَّنا، واستخف بأمر هو له، ومَن زاره كان الله له من وراء حوائجه، وكُفي ما أهمَّه من أمر دنياه، وإنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلاَّ وقد مُحيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتحت له أبواب الجنة، ويدخل عليه روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذُخر ذلك له، فإذا حُشر قيل له: لك بكل درهم عشرة آلاف درهم، وإن الله نظر لك وذخرها لك عنده))[47].
وقد رواها بسند آخر أيضاً، قال: ((حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم...))، إلى آخر السند والمتن[48].
ورواها الشيخ الطوسي في التهذيب، قال: ((محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن إسماعيل السلمي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن...))، إلى آخر السند والمتن[49].
دلالة الرواية: الرواية صريحة الدلالة على وجوب الزيارة؛ ذلك لأنها عبرت عمَّن تركها بأنه عاقٌّ لرسول الله صلى الله عليه وآله، وعاقٌّ لأهل البيت^، ومن الواضح جداً أن العقوق لا تكون إلاَّ بترك الواجب، بل لسان الرواية لسان التهديد والتوعد؛ حيث إنها عدّت تارك الزيارة من المستخفين العاقِّين؛ فهذه الرواية صريحة في المطلوب، وهو وجوبب زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وأنها حقّ ثابت لا يجوز تركه أو الاستخفاف به، إلاَّ لعذر يوجب عدم القدرة على الزيارة.
سند الرواية: إن الخلل في سند هذه الرواية من جهة راوٍ واحد، وهو عبد الله بن عبد الرحمن؛ فإنه وارد في سندي ابن قولويه، وكذا في سند الشيخ الطوسي، وهو الأصمّ كما صرَّح بذلك ابن قولويه، وبقرينة الراوي والذي يروي عنه يتعيَّن في سند الشيخ أيضاً، وعبد الرحمن هذا ضعيف.
قال النجاشي: ((عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ المسمعي، بصري ضعيف، غالٍ ليس بشيء. روى عن مسمع كردين وغيره. له كتاب المزار، سمعت ممَّن رآه، فقال لي: هو تخليط))[50].
وقال ابن الغضائري: ((عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ المسمعي، أبو محمد. ضعيف، مرتفع القول. له كتاب في الزيارات، ما يدلّ على خبث عظيم، ومذهب متهافت، وكان من كذابة أهل البصرة))[51].
وقال العلامة في الخلاصة: ((عبد الله بن عبد الرحمن الأصم المسمعي، بصري ضعيف غالٍ، ليس بشيء، وله كتاب في الزيارات يدلّ على خبث عظيم، ومذهب متهافت، وكان من كذابة أهل البصرة، وروى عن مسمع كردين وغيره))[52].
وقال السيد الخوئي ـ بعد أن ذكر كلام النجاشي وابن الغضائري المتقدم ـ : ((أقول: ظاهر كلام النجاشي أنه ليس بشيء، أنه ضعيف في الحديث، فلا اعتماد على رواياته))[53].
أقول: إن كتاب ابن الغضائري لم تثبت نسبته إليه، وكلام العلامة يرجع إلى ابن الغضائري كما هو واضح، فلم يبقَ إلاَّ تضعيف النجاشي، وبما أن تضعيفه من جهة الاتّهام بالغلوّ، فقد لا يكفي في تضعيف الراوي، بل قد ذهب بعض الأجلَّة إلى أن مجرد الاتّهام بالغلوّ أمارة وقرينة على الاعتبار وحسن الحال؛ وذلك لأنه لو كان هناك ما يدعو للغمز غير الغلوّّ لذُكِر؛ فتكون ساحة الراوي مبرّأة من كل تهمة أخرى غير الغلوّ، وبما أن الغلوّ صار أمره معلوماً؛ فيكون أمارة على اعتبار الراوي.
ولكن مع ذلك، لا يمكن توثيق الأصمّ؛ لقول النجاشي فيه: ((ليس بشيء)) كما ذكر السيد الخوئي. بالإضافة إلى التخليط الذي نسبه النجاشي إليه، خصوصاً وأن التخليط في كتاب المزار، ومن المُطمأن إليه أن هذه الرواية من ذلك الكتاب؛ لوحدة الموضوع.
نعم؛ قد يقال: إن الموجود في كتاب المزار هو أحد مظان الاتّهام بالغلوّ في تلك الأزمنة؛ لأن فيه الفضائل الكثيرة التي كان من الصعب تقبّلها من بعض روّاد المدرسة القمّية؛ فيحمل كلام النجاشي: ((ليس بشيء)) على التخليط في كتاب المزار، خصوصاً وأن النجاشي لم يرَ كتاب المزار.
ولكن لو سلّمنا ذلك، تبقى وثاقة الأصمّ غير ثابتة؛ لعدم ما يدل عليها.
وأما بقيّة رجال السند، فهم ثقات؛ لأن المراد بالحسين هو الحسين بن المختار، وهو ثقة، وأما الحلبي، فهو إما أحمد أو عبيد الله، أو محمد، وكلهم ثقات، وإما يحيى الحلبي، ولعله هو الراجح، وهو ثقة ثقة، كما صرّح النجاشي.
الرواية الثامنة: ما جاء في نوادر علي بن أسباط، عمَّن رواه، عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: ((يا زرارة، ما في الأرض مؤمنة إلاَّ وقد وجب عليها أن تُسعِد فاطمة عليها السلام في زيارة الحسين عليه السلام))[54].
دلالة الرواية: إن الرواية واضحة الدلالة على المطلوب؛ حيث بيَّن الإمام عليه السلام أنه يجب على جميع المؤمنات أن يُسعدن فاطمة عليها السلام بزيارة الإمام الحسين عليه السلام، فالرواية نَصٌّ في الوجوب، وهو واضح.
سند الرواية: الرواية غير معتبرة من جهة السند، كما هو واضح.
هذه مجموعة من الروايات التي نصَّت على الوجوب أو هي صريحة فيه، وقد اتضح أن دلالة هذه الروايات تامة، وأن بعضها تام سنداً أيضاً؛ وبذلك يتبيَّن أن زيارة الإمام الحسين عليه السلام واجبة من حيث المقتضي، أي: إن الدليل في نفسه تام على الوجوب، وسوف نستعرض الروايات التي تدلّ بظاهرها على الوجوب أيضاً، ومن ثُمَّ الإشكالات الواردة في المقام؛ لنرى هل هناك ما يمنع من العمل بدلالة تلك الروايات على الوجوب أم لا؟ كل ذلك سنذكره في أبحاث لاحقة تأتي تباعاً إن شاء الله تعالى.
الكاتب: الشيخ رافد عساف التميمي
مجلة الإصلاح الحسيني - العدد الأول
مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية
______________________________
[1] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص 48.
[2] المصدر نفسه:ج6 ص52. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص143.
[3] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص43.
[4] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي ج4، ص580. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص316.
[5] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص48.
[6] المصدر نفسه: ج6، ص48.
[7] المصدر نفسه: ج6، ص48.
[8] المصدر نفسه: ج6، ص49. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص341.
[9] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص546.
[10] ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج1، ص46.
[11] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص278.
[12] المصدر نفسه: ص324.
[13] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص52.
[14] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص341.
[15] المصدر نفسه: ص237.
[16] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6: ص42.
[17] المفيد، محمد بن محمد، المزار: ص27.
[18] اُنظر: ابن المشهدي، المزار : ص341. واُنظر: العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج14، ص428. والمجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص3.
[19] الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجالالمعروف برجال الكشي: ج2، ص748، رقم: 851.
[20] اُنظر: النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي: ص251، رقم: 660. ابن الغضائري، أحمد بن الحسين، رجال ابن الغضائري: ص77.
[21] اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، فهرست الشيخ الطوسي: ص163، رقم: 427.
[22] النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي: ص234، رقم: 621.
[23] اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الشيخ: ص237، رقم:3230.
[24] العلامة، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال: ص374.
[25] اُنظر: القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي: ج2، ص131.
[26] وعنه في الوسائل: ج14: ص445. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص133.
[27] الصدوق، محمد بن علي، مَن لا يحضره الفقيه: ج2، ص582.
[28] اُنظر: الصدوق، محمد بن علي، أمالي الصدوق: ص206.
[29] اُنظر: المفيد، محمد بن محمد، المقنعة: ص468.
[30] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص236.
[31] المصدر نفسه: ص284.
[32] المفيد، محمد بن محمد، المزار: ص26.
[33] اُنظر: النيسابوري، الفتال، روضة الواعظين: ص194. واُنظر الحر العاملي، محمد بن الحسن، الوسائل: ج14، ص444.
[34] المشهدي، محمد بن المشهدي، مزار ابن المشهدي: ص339.
[35] اُنظر: الزبيدي، مرتضى، تاج العروس: ج10، ص118، مادة فرض.
[36] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص237.
[37] اُنظر: الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الشيخ: ص327، رقم:4911.
[38] الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج24، ص202.
[39] النمازي، علي، مستدركات علم رجال الحديث: ج8، ص554.
[40] اُنظر: ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص218.
[41] اُنظر: المصدر نفسه: ص296.
[42] اُنظر: المصدر نفسه: ص296.
[43] الطبري، ابن جرير، دلائل الإمامة: ص484.
[44] البرقي، أحمد بن محمد، المحاسن: ج2، ص542.
[45] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص357. واُنظر: الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج14، ص432.
[46] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص356. واُنظر: الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج14، ص433.
[47] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص246.
[48] المصدر نفسه: ص553.
[49] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص45. واُنظر: الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة: ج14، ص429.
[50] النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي: ص217: رقم:566.
[51] ابن الغضائري، أحمد بن الحسين، رجال ابن الغضائري: ص76.
[52] العلامة، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال: ص372.
[53] الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث: ج11، ص259.
[54] علي بن أسباط، نوادر علي بن أسباطضمن كتاب الأصول الستة عشر: ص123، واُنظر: المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج98، ص75. النوري، حسين، مستدرك الوسائل: ج10، ص259.
اترك تعليق