مشروع طبي يضاف لسلسلة مشاريع العتبة الحسينية وبنسبة إنجاز متقدمة ركزت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة خلال السنوات القليلة من إدارتها للعتبة المطهرة على إقامة المشاريع الخدمية المهمة التي من شأنها أن تسهم في تخفيف الزخم الحاصل على المؤسسات الحكومية التي تعنى بتقديم خدماتها المجانية للمواطنين في العراق لاسيما ومع النقص الموجود في عدد كبير من هذه المؤسسات ومنها الصحية حيث يشهد العراق بشكل عام وكربلاء تحديداً ضمور وضعف في الجانب الصحي مع عدم إنشاء مستشفيات متطورة وان وجدت هذه المشاريع فهي متلكئة أو خجولة. أن التركيز الذي اعتمدته إدارة العتبة الحسينية المقدسة في المشاريع الصحية هو لشعورها بالمسؤولية لهذا الجانب المهم الذي اصبح يستنزف أموال المرضى الذين عجزوا عن تلقي العلاج الكافي داخل البلاد؛ فضلاً عن فائدة مثل هذه المشاريع في تقليص الزخم البشري في المستشفيات والمراكز الصحية وللحد من ظاهرة العيادات الطبية الخاصة التي بدأت تنهش بجسد المواطن، ولتوفير أفضل الخدمات والأجهزة الطبية المتطورة وغير المتوفرة في المستشفيات الأخرى. فقد شيدت العتبة الحسينية المقدسة عدداً من المراكز والمستشفيات الطبية في الأعوام القليلة الماضية والتي تقدم خدماتها اليوم بمستوى يتناسب وطموح المواطن وبالشكل المجاني كـ "مستشفى سفير الأمام الحسين(عليه السلام)" الطبي قرب باب الراس الشريف، ومركز صحي ضمن سلسلة الخدمات المقدمة في مجمع سيد الشهداء الخدمي بمنطقة باب الخان، ومجمع الإمام الحسين(عليه السلام) الطبي في حي الموظفين، ومركز آخر بمواصفات عالية تم تشييده في مدينة الزائرين ـ طريق بابل، وعملت على تجهيز كافة المراكز الصحية بأحدث الأجهزة والوسائل الطبية المتطورة إذ احتوى البعض منها على غرف للمعاينة والفحص والأشعة وكذلك صالات خاصة للطوارئ وصيدليات بالإضافة لذلك تم إنشاء وحدة طبية خاصة لطب المجتمع وغرف للرنين والسونار والمفراس وفحص سرطان الثدي وعيادات لطب الأسنان وغرف للولادة وصالات للعمليات الصغرى. أما المشاريع التي هي قيد الإنجاز فهناك أعمال مستمرة قد وصل العمل في البعض منها إلى درجات عالية من الإنجاز والبعض الآخر منها دخلت حيز التجهيز على مستوى الأجهزة الطبية التي يتم استيرادها من مناشئ عالمية متطورة كـ "مستشفى الإمام زين العابدين(عليه السلام) الواقعة في شارع الشيخ احمد الوائلي، ومستشفى الإمام الحسين(عليه السلام) لمعالجة الأورام السرطانية بناحية الحر جنوب كربلاء والتي بدأ العمل بها مؤخراً من قبل شركة إسبانية متخصصة في المجال الطبي، ومستشفى خاتم الأنبياء(صلى الله عليه واله) لأمراض القلب الواقعة في شارع السيد جودة، وهناك مراكز صحية تُشيّد في مدن الزائرين المقامة على طريقي النجف وبغداد، إضافة للمفرزة الطبية الموجودة بالعتبة المقدسة والمتنقلة منها". وتمثّل مستشفى الشيخ أحمد الوائلي من كبرى هذه المستشفيات التي تنجزها العتبة الحسينية المقدسة؛ وهي بسعة 50 سرير والواقعة عند منطقة الإسكان والمنفذة من قبل شركة تركية متخصصة اعتمدت فيها ارقى التصاميم الهندسية وافضلها. وتمّ تشييد المستشفى على مساحة (1150م2) وبمعدل ستة طوابق أضف لذلك السرداب الذي خصص ليضم "مرآب للعجلات، والخدمات، وغرف للميكانيك والمعدات الأخرى التي يحتاجها المشفى". أما الطابق الأرضي فيضم بناية الاستعلامات، الخدمات، الطوارئ والمختبرات، بينما تمّ تخصيص الطابقين الأول والثاني لإنشاء غرف لرقود المرضى وغرف للأطباء وغرف التشخيص الأولي، فيما جمعت الأشعة والرنين والمفراس في الطابق الثالث، بينما احتوى الطابق الرابع و الخامس على ثمان ردهات للعمليات لكل طابق أربع ردهات. ومن الجدير ذكره إن التكلفة المالية للمشروع الطبي بلغت ما يقارب الـ19مليار دينار عراقي ولمدة تنفيذ تصل لـ(22) شهراً وبنسبة إنجاز بلغت (30%) وبإشراف ومتابعة من قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة. صفاء السعدي
اترك تعليق