من أقصى جنوب العراق، حيث تتقاطع المعاناة بالصبر، يطل مستشفى الثقلين لعلاج الأورام في البصرة التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة، كنافذة أمل جديدة للمرضى، حاملا رسالة إنسانية تتجاوز الطب إلى الرحمة، بعد أن أعلن عن تشغيل مجموعة من أحدث الأجهزة العالمية في تشخيص ومعالجة الأورام السرطانية، ضمن مبادرة علاجية مجانية تمتد حتى نهاية العام.
وقال مسؤول قسم الهندسة الطبية في المستشفى المهندس رضا علي في حديثه لـ(الموقع الرسمي)، إن "العتبة الحسينية المقدسة أرادت من خلال مستشفى الثقلين أن تجعل من الجنوب مركزا للعلاج لا للمعاناة، فتم تجهيز المستشفى بأحدث الأنظمة الطبية في المنطقة، ليكون صرحا متكاملا لعلاج السرطان، وليس محطة انتظار للألم”.
وتابع أن "المستشفى يضم منظومة متكاملة من الأقسام التخصصية وهي العلاج الإشعاعي، والطب النووي، والأشعة والراديولوجي، والعناية المركزة، والعمليات، والطوارئ، والمختبر، والعلاج الكيمياوي، وكل قسم فيها صمم ليقدم خدمة طبية توازي ما تقدمه المراكز العالمية”.
وأوضح أن "قسم العلاج الإشعاعي في المستشفى يعد من أكثر الأقسام تطورا في العراق، إذ تم تزويده بجهاز (Linear Accelerator) مدعوم بتقنية (Virgin RT) الحديثة، وهي تكنولوجيا تركز الأشعة على الورم فقط، مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة"، مضيفا أن “هذه التقنية لا تتوفر إلا في مستشفى الثقلين ومستشفى وارث الدولية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة في كربلاء”.
وأشار إلى أن "المستشفى يمتلك أيضا أجهزة متخصصة مثل (HDR Brachytherapy وCT Simulator)، فيما يضم قسم الطب النووي أجهزة (PET Scan وSPECT CT)، إضافة إلى (Cyclotron) لإنتاج الجرعات الدوائية النووية محليا، ما يختصر الوقت ويزيد دقة العلاج”.
ونوه "أما قسم الراديولوجي، فيحتوي على أحدث أجهزة التصوير الطبي مثل (MRI وCT Scan) وسونار وماموغرافي، ليشكل منظومة متكاملة للتشخيص المبكر، لأن كل دقيقة قد تصنع فرقا في حياة مريض".
ولفت إلى أن “قسم العناية المركزة (ICU) في المستشفى يضم غرف عزل وتجهيزات إنعاش متطورة، إضافة إلى سيارات إسعاف مزودة بأجهزة مراقبة طبية متكاملة لنقل الحالات الطارئة بأمان”.
وفي حديث يحمل بعدا إنسانيا عميقا، قال "نشكر ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي على رعايته لهذه المبادرة التي جعلت العلاج المجاني حقا إنسانيا لمرضى الأورام من ذوي الدخل المحدود، حيث أن هذه المبادرة لا تعني توفير الدواء فقط، بل تعني أننا نقف مع المريض، ونمنحه الأمل، ونقول له لست وحدك”.
وأكد أن "مستشفى الثقلين ليس مجرد مبنى أو مشروع صحي، بل وعد بأن يبقى الإنسان أولا، وأن تتحول رعاية العتبة الحسينية المقدسة إلى فعل يومي يعيد للمرضى كرامتهم قبل صحتهم. هنا، فالطب لا يمارس فقط بالأجهزة، بل بالرحمة أيضا”.
ويجسد مستشفى الثقلين في البصرة التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة معنى الطب الإنساني حين يتحول العلاج إلى رسالة أمل، مؤكدا التزام العتبة الحسينية المقدسة بخدمة الإنسان.

اترك تعليق