ممثل المرجعية العليا: القرآن مشروع إلهي لبناء الإنسان وصناعة الشخصية المتفكرة ووحدة الأمة

أكد ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للتلاوة والحفظ، بل هو مشروع إلهي لبناء الإنسان وصناعة الشخصية القرآنية المتفكرة، القادرة على مواجهة التحديات وتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وفق المنهج القرآني،جاء ذلك خلال استقباله الفائزين في مسابقة جائزة كربلاء الدولية الرابعة لتلاوة القرآن وحفظه وتفسيره، التي نظّمتها العتبة الحسينية المقدسة.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي،إن "علينا أن نتساءل، هل المسابقة القرآنية تقرّبنا من رضا الله تعالى؟ وهل تقربنا من روح القرآن؟"، مبينا أن "القراءة والحفظ مقدمتان مهمتان، لكن الغاية الأسمى هي العمل بمضامين القرآن، والتخلق به، والاتحاد تحت رايته".

وأوضح أن "الحفظ مطلوب، والصوت الحسن والقراءة الجميلة تحبب القرآن إلى النفوس، لكنها لا تغني عن ضرورة الفهم العميق والتدبر في المعاني".

ودعا إلى " تخصيص جائزة لأفضل نشاط قرآني يهدف إلى تقريب المجتمع من القرآن الكريم"، مشيرا إلى أن "القرآن يجمعنا كمسلمين، وعلينا أن نجعله وسيلة عملية لتقريب المذاهب وتوحيد الصف الإسلامي".

وأكد على "ضرورة الحذر من اقتصار التعامل مع القرآن على اللفظ دون المعنى، فالألفاظ وسيلة، والمعنى المقصود هو الذي يجب أن يترجم إلى عمل. والحفظ يجب أن يكون حفظًا واعيا لا آليا، فكما قيل (لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا في قراءة ليس فيها تدبر)".

واستطرد قائلا إن " القرآن جسّدته سيرة النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، الذين كانوا قرآنًا ناطقًا، ومن خلالهم يمكننا أن نفهم مراد الله بدقة ووعي"، لافتًا إلى "أننا نأمل من هذه الفعاليات أن تثمر مجتمعا قرآنيا، وشخصيات تعيش القرآن في الفكر والسلوك، وأن تكون هذه الجائزة وسيلة للتقريب بين المسلمين".

مراسل : مصطفى احمد باهض