إعلان الولاية في الإسلام

يوم الغدير: إعلان الولاية في الإسلام

يوم الغدير: إعلان الولاية في الإسلام

يُعدُّ يوم الغدير من أعظم المناسبات في التاريخ الإسلامي، إذ شهد إعلان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ولاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المسلمين بعده، ويُخلّد المسلمون هذا الحدث لما له من دلالات عميقة في مسار الرسالة الإسلامية وتحديد القيادة بعد النبي (صلى الله عليه وآله).

المشهد العظيم في غدير خم

في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، من السنة العاشرة للهجرة، وعقب حجة الوداع، توقف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في منطقة تُعرف بـ"غدير خم"، وهي تقع بين مكة والمدينة، وكان برفقته جمع غفير من الصحابة يُقدر بعشرات الآلاف، وبعد أن أمر بردّ من تقدم منهم، وانتظر من تأخر، خطب فيهم خطبة جامعة تحت حرارة الشمس، مستخدماً أقتاب الإبل منبراً له.

نص الخطبة واللحظة الفاصلة

قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في خطبته: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟

قالوا: "بلى يا رسول الله"

فقال (صلى الله عليه وآله) : "من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله."

ثم رفع يد الإمام علي (عليه السلام) أمام جموع المسلمين، مُعلِناً ولايته بشكل صريح، ومُبيّناً مقامه الروحي والقيادي في الأمة.

الوجوه في الصورة

تُجسّد الصورة المرفقة هذا الحدث المفصلي في التاريخ الإسلامي، حيث يظهر النبي (صلى الله عليه وآله) رافعاً يد الإمام علي (عليه السلام)، بينما النور الإلهي يحيط بوجهيهما، دلالةً على طُهرهما واصطفائهما، فالحشود الغفيرة تمثل الأمة التي شهدت هذا الإعلان، وملامحهم تعكس الهيبة والانفعال بعظمة اللحظة.

الدلالة العقائدية والروحية

حديث الغدير لم يكن مجرد إعلان محبة، بل تأكيد على الولاية والإمامة، بما يتناسب مع سياق الخطبة وموقعها الزمني بعد حجة الوداع، فقد جمع النبي الأمة في ظرف حرج ليؤكد على من يخلفه في الهداية بعده.

واقعة الغدير لحظة تاريخية ومفصلية

واقعة الغدير تُمثل لحظة مفصلية توحدت حولها القلوب والنفوس، وكانت رسالة خالدة لكل الأجيال بأن القيادة ليست توريثاً ولا رغبة دنيوية، بل اختيارٌ إلهي مبني على التقوى والعلم والولاء المطلق لله ورسوله، ويظل حديث الغدير منارة لكل باحث عن الحقيقة، وشاهدًا على مقام الإمام علي (عليه السلام) في الإسلام.

تصميم : اسامة الشمري إعداد : علي رحال