كان الإمام الحسن العسكري عليه السلام يؤكد كثيراً على ولاية أهل البيت وضرورة التمسك بالعترة الطاهرة التي جعلها رسول الله ص عدلاً للقرآن كما في حديث الثقلين المتواتر والمروي عند الفريقين ( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ) .
قال الإمام العسكري عليه السلام: ( قد صعدنا ذُرى الحقائق بأقدام النُّبوة والولاية، ونوَّرنا سبْع طبقات أعلام الفتوّة والهداية، فنحنُ ليوثُ الوغى، وغيوثُ النَّدى وطِعان العِدى، وفينا السَّيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والحوض في الآجل، وأسباطنا حُلفاء الدّين، وخُلفاء النَّبيين، ومصابيحُ الأمم ومفاتيح الكرم. فالكليمُ أُلْبِسَ حُلَّة الاصطفاء لَمَّا عهدْنا منهُ الوفاء، ورُوح القُدس في جنان الصاقورة، ذاقَ مِن حدائقنا الباكورة - أي أوّل ما يُدرك مِن الفاكهة-، وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزّاكية صاروا لنا ردْءاً وصَوناً، وعلى الظَّلَمةِ إلْباً وعَونا-أي مجتمعين على عداوتهم -، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان، بعد لظى النيران، لتمام آلِ حم، وطه والطَّواسين مِن السنين)....
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ولاية علي حسنة لا يضر معها شيء من السيئات وإن جلت، إلاّ ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجو منها بشفاعة مواليه الطيبين الطاهرين، وإن ولاية أضداد علي ومخالفة علي سيئة لا ينفع معها شيء ،إلاّ ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة، فيردون الآخرة ولا يكون لهم إلاّ دائم العذاب)....
واكد الامام العسكري عليه السلام على ضرورة مواساة الفقراء والمساكين من الشيعة وتقديمهم على غيرهم بالعلم فضلا عن المال.. فقال الإمام العسكري عليه السلام (وإن من محبي محمد وعلي مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء، وهم الذين سكنت جوارحهم وضعفت قواهم عن مقاتلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ويسفهون أحلامهم. ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الأعداء الظاهرين النواصب وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتى يهزموهم عن دين الله ويذودوهم عن أولياء آل رسول الله، حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم، قضى الله تعالى بذلك قضاءً حقاً على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) ....
وروى محمد بن الريان عن العسكري عليه السلام قال: (جعلت فداك روي لنا أن ليس لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الدنيا إلا الخمس؟! فجاء الجواب : ( إن الدنيا وما عليها لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم )... وهذا ما يؤكد وجود السلطة التكوينية للنبي ص واهل البيت عليهم السلام ...
وبعد ما تقدم يبرز السؤال التالي ...
هل يجب على الشيعة الدعوة إلى ولاية امير المؤمنين عليه السلام؟!!
من المؤكد أن الدعوة إلى الحق تكون من افضل المهمات ليهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وهو يدخل من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا تحقق في الشخص شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأدعوه وهو ان يكون منتهيا اي سامعا لما تقول وعنده حب لأهل البيت عليهم السلام وان تحرز عدم ضرره عليك خاصة في بلدان التقية، فعلى الشيعي ان لا يندفع في الدعوة بعد ماعرف الحق ويريد كل الناس ان ترى النور كما حصل معه.
وبصورة عامة ان الدعوة لا تعتمد الإكراه وإنما التخيير بعد طرح وبيان الحقيقة للناس فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر اما عدم الكلام عند البعض وانه يجب الصمت بدون مبرر فهو إخلال وتقصير ونكث عن تبليغ رسالات الله قال تعالى ( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).
اترك تعليق