السفير الرابع للحسين عليه السلام
لم تحدد بالضبط مصادر المؤرخين المكان الذين أرسل فيه الحسين عليه السلام سفيرهُ الرابع الى مسلم بن عقيل ع ولكن قطعا سيكون من الخزيمية أو من زرود قبل أن يصل خبر مقتل مسلم وهاني رضوان الله عليهما. كان سفيره هذه المرة هو عبد الله بن يقطر الحميري وكانت أمه حاضنة للحسين عليه السلام ولذلك قيل فيه أنه أخوه من الرضاعة، فتلقته خيل أبن زياد بالقادسية وسرحوا به الى أبن زياد في الكوفة الذي لم يتوان أن امر بألقاءه من فوق القصر بعد أن سب الكذاب أبن سمية، وطلب النصرة للحسين عليه السلام والذي هو قادم في طريقه الى الكوفة، وما أن سقط على الارض حتى تكسرت عظامه وكان به رمق فاتاه عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه فلما عُيب ذلك عليه قال :(إنما أردت أن أريحه) وقد ولي القضاء بعد الشعبي في الكوفة وتوفي سنة 136.
المنزل السابع : زرود
وهي بين الخزيمية والثعلبية بطريق الحاج من الكوفة وتسمى زرود العتيقة وهي دون الخزيمية بميل فيها بركة وقصر وحوض وكان فيها يوم مشهور بين بني تغلب وبني يربوع التميمين ، وفي هذا المنزل اخبر بكير بن المثعبة الاسدي القادم من الكوفة بني عمومته عبد الله بن سليم والمذري بن المشمل العائدان من الحج واللذان لحقا بالحسين ع في ذلك الموقع فسألاه ، عن خبر الكوفة فأجاب بكير بأنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهاني بن عروة رضوان الله عليهما ورأى القوم يجرون بأرجلهم فافترقا حيث ذهب بكير لمكة وأبني عمومته سايرا الحسين عليه السلام حيث يسير .
المنزل الثامن: الثعلبية
وهي من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية وهي ثلثا الطريق وأسفل منها ماء يقال له الضوية على ميل منها مشرف وسميت نسبة الى ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء لما تفرقت الازد بينما يذكر الزجاجي وأبن الكلبي أنها سميت نسبة الى ثعلبة بن دودان بن أسد خزيمة.
وفي هذا المنزل أخبر الاسديان الحسين عليه السلام بما حصل في الكوفة ومقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رضي الله عليهما فردد الحسين عليه السلام مرارا:(( أنا لله وانا اليه راجعون))، وناشداه الاسديان الانصراف من هذا المكان حيث لا ناصر له بالكوفة ولا شيعة، وعند ذلك وثب بنو عقيل وقالوا: (لا نبرح حتى ندرك ثأرنا أو نذوق ما ذاق اخونا)، فقال الحسين عليه السلام: (( لا خير في العيش بعد هؤلاء)).
وقد وصل الحسين عليه السلام هذا المنزل مساءا، وخرج منه بعد أن أكثر غلمانه من الماء سحرا.
المنزل التاسع: زُبالة
منزل معروف بطريق مكة من الكوفة وهو قرية عامرة بأسواقها بين واقصة والثعلبية حسب وصف الحموي لها وقال أبو عبيدة السكوني أن زبالة بعد القاع من الكوفة وقيل الشقوق وفيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد.
وقد وصل الى الحسين عليه السلام مقتل أخيه من الرضاعة عبد الله بن يقطر الحميري، وقد خطب عليه السلام بالناس بعد أن أخرج كتاباً وقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، و عبد الله بن يقطر، وقد خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام ))، فتفرق الناس عنه وأخذوا يمينا وشمالا، حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة.
اترك تعليق