أهذهِ الشمسُ

أهذهِ الشمسُ مُرداةً.. ومنكسِرًا 

عبورُها.. وخجولًا وجهُها الشَّرِسُ

كأنّها قبلُ لم تفقهْ بسيرتِها 

فصلَ الغموضِ.. وخالتْ أنّهُ القبسُ

قالوا لها : يتُها المغرورةُ انطفئي 

ولم تكنْ بالعنادِ المرِّ تحترسُ

بل أذعنتْ مثلَ ليلٍ واكتستْهُ إلى 

أنِ ارتمتْ.. فهْيَ لا نفْسٌ ولا نفَسُ

وحينَ حرَّكَ عاشوراءُ هيكلَها

كادتْ على يدِهِ الحمراءِ تنغرسُ

كأنّما شجَرُ الآثامِ كانَ بها

معرّشًا.. فهْيَ جذعٌ يائسٌ يبِسُ

وماتَ.. وانثارَ للغفرانِ منزلُها

فآمنتْ من جديدٍ تحتَها الأسسُ

وقالتِ الشمسُ آناءَ استعادتِها

دمَ الضياءِ الذي في الأرضِ ينعكسُ 

في كربلاءَ جِدوني وحدَها.. ودعوا 

ذكراي في غيرِها تخبو وتلتبسُ

أنا المباركةُ البيضاءُ لو شهدتْ

محرّمًا.. حيثُ ذاكَ الرملُ والفرَسُ

وحيثُ تلكَ الخيامُ الخضْرُ ظامئةً

وحولَها النارُ دونَ الماءِ تنبجسُ 

أنا هناكَ.. جنوني شاعرٌ ولظى

روحي أناشيدُ أطفالٍ معي جلسوا 

فإنْ سمعتُمْ بشمسٍ أصبحتْ لغةً

فكربلاءُ.. وباقي العالَمِ الخرَسُ

شاعر : مهدي النهيري