لا تَطلعَنْ يا بدرَ شهرِ محرّمِ
لهبٌ شُعاعُكَ قد سرَى في أعظُمي
لا تَطلعَنْ فبِكَ السّماءُ تكَدّرَت
وتحولَ الليلُ المُضيءُ لمُظلِمِ
أنتَ الذي للخلقِ طُراً مُؤنِسٌ
مابَالُها لا تَرتجيكَ بِمَقدمِ
وتنوحُ لو قد لاحَ نورُك في الدُّنا
وتُرَى بحُزنٍ غامِرٍ و تألُّمِ
وتَأنُّ لو ضَوّى شُعاعُكَ في الفَضَا
وتَظلُّ في شَجَنٍ ودَمعٍ دائمِ
بدرَ المُحرّمِ ضوءُ نورِكَ لو بَدا
تَهوي بحُضنِ النّائِباتِ وتَرتَمي
لِمْ لاوفيكَ حسينُ سبطُ المُصطفى
بينَ العِدا في كربَلا دامٍ ظَمي
أهلُوهُ والأصحابُ جمعاً صُرّعوا
وهَوَوْا على تُرب الوَغى كالأنجُمِ
ونِساهُ والأطفالُ فرّتْ بالعَرا
فخيَامُها إتّقَدت بجمرٍ مُضرَمِ
ومشتَ الى أرضِ الشّآمِ سبيةً
مُذ طاحَ حَامي الخِدرِ جنبَ العَلقَمي
يابدرُ لا تَطلعْ بآفاقِ السّما
فالقلبُ يُمسي إنْ طَلعتَ بِمَأتَمِ
لا لُحتَ للأنظارِ يابدرَ الأسَى
نَظري عَسى مِن قبلِ نُورِكَ قَد عُمي
اترك تعليق