الحسين .. نسبه ونسله .. الجزء الرابع

هذا الكتاب هو الرافد الدافق الرابع من السلسلة الحسينية الشريفة أجراه علم من أعلام الفكر والأدب والتحقيق وهو المحقق الكبير الشيخ محمد صادق الكرباسي وفيه يختم سلسلته بعد أن أفاض في بحثه حد الكمال، واستوفى جميع متطلباته وألم بكل جوانبه وتفرعاته ليخرج سجلاً مشرقاً في تاريخ الإمام الحسين وليضاف إلى سِفره الخالد وموسوعته الفريدة (دائرة المعارف الحسينية).

يواصل الكرباسي في هذا الجزء مبحثه عن تفرعات النسل الحسيني الطاهر حيث اختتم في الجزء الثالث الفصل الرابع وهو في نسل الإمام الصادق (عليه السلام) ليبدأ الفصل الخامس بنسل الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) مفتتحاً كتابه بجدول توضيحي ضم أسماء أولاد الإمام الكاظم وبناته، ثم يترجم سيرة الإمام وأولاده وبناته ونسلهم ثم الفصل السادس في الإمام الرضا (عليه السلام) وترجمته وتراجم أولاده وبناته وهكذا حتى يصل إلى الفصل العاشر والذي خصصه للإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وفي هذا الفصل يورد الكرباسي أموراً مهمة حول حياة أمّ الإمام السيدة نرجس بنت يشوعا بن برداس وزير القيصر ميكال الثاني والوصي له على أبيه القيصر تيوفيلوس حيث يحدد بالتواريخ الدقيقة ولادتها والأحداث التي عاصرتها وأسرها ووصولها إلى بيت الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ثم يفند الكرباسي ما تداوله بعض المؤلفين من زواج الإمام وإنجابه ليصل إلى (نهاية المطاف)

بعد رحلة الكرباسي في عالم السلسلة الحسينية الشريفة وما شهدوا من أحداث وما تعرضوا له من ضغوطات وأساليب قمعية من قبل السلطات الأموية والعباسية وما شهده المجتمع على يديهم من الفضائل والمناقب يتدرج بالحديث عن خمسة أمور تتعلق بالنسل العلوي وهي: نقابة الأشراف، وانتشار آل الرسول في العالم، وإحصائيات، والدول العلوية، والأسر العلوية.

ففي مبحث (النِقابة) يتحدث الكرباسي عن جذور هذا التشكيل وأول من حمل لقب النقيب في الإسلام وكان ذلك في السنة الحادية عشرة بعد البعثة ــ عام (2) قبل الهجرة ــ على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وكانوا ستة نقباء من قبيلتي الأوس والخزرج عاهدوا النبي على نشر الإسلام ثم أصبحوا اثني عشر نقيباً.

والنقيب هو شاهد القوم وكفيلهم وسيدهم وقد اختصت النقابة في تاريخ الإسلام بالأشراف وهم الذين ينتمون إلى النبي من فاطمة عبر ابنيها الإمامين الحسن والحسين (عليهم السلام) وهي من المناصب العليا والسامية ذات المنزلة الرفيعة، وتنقسم النقابة إلى قسمين هما الخاصة والعامة، ويعدد الكرباسي بالتفصيل المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتق النقيب في كلا القسمين وتأسيس نقابة آل الرسول في زمن العباسيين وكان أول من تولى هذا المنصب من العلويين هو الشريف الحسين بن أحمد المحدث ابن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهم السلام).

وفي مبحث (انتشار آل الرسول في العالم) وهو المبحث الثاني يرصد الكرباسي الأسر العلوية التي هاجرت إلى أصقاع العالم هرباً من بطش الأمويين والعباسيين ومن هذه البلاد أفغانستان وآسيا الوسطى وإيران وسمرقند وبخارى وإندونيسيا وتركيا والسودان ومصر والمغرب والهند واليمن وغيرها

وفي (إحصائيات) يتحدث الكرباسي عن الأساليب البشعة التي استخدمها العثمانيون وولاتهم ضد أبناء الرسول لينتقل بعدها إلى مبحث الدول العلوية حيث يضع جدولاً توضيحياً لهذه الدول ومؤسسيها وعاصمتها وانتمائها وعدد حكامها وتاريخ فترة حكمها ومن أبرز هذه الدول هي الإدريسية في المغرب والعلوية في طبرستان والفاطمية في مصر والحمودية في الأندلس والصفوية في إيران.

في مبحث الأسر الحسينية في العالم يورد الكرباسي أسماء هذه الأسر وانتمائها المكاني كالقزويني والغروي على سبيل المثال ونسبها الأعلى ومكان إقامتها حسب الحروف الهجائية ولا يخفى ما يمثله هذا العمل من أهمية كبيرة وما يحتاجه من جهد كبير

بعد كل الالمام بحيثيات هذه الرحلة ينوّه الكرباسي في خمس لمع بعض الأمور المهمة في ختام مبحثه، اللمعة الأولى: يتحدث فيها عن آلية البحث عن هذه الأسر وانتمائها وخاصة في البلاد البعيدة كأوربا وغيرها، وفي الثانية يوضح بعض الالتباس الذي وقع به البعض بخصوص بعض الأسر الحسنية والحسينية، وفي الثالثة يتطرق الكرباسي إلى أحوال جعفر ابن الإمام علي الهادي (عليه السلام) المعروف بـ (الكذاب) لادعائه الإمامة بعد وفاة أخيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والذي أثيرت حوله الأقوال فيناقشها الكرباسي ويبت القول الفصل فيه، أما اللمعة الرابعة فتتمحور حول انتساب الشيخ أحمد بن علي الرفاعي بين جده رفاعة وبين بلدة رفاعة العراقية والارباك الذي حصل بهذا الشأن حيث ينقل الكرباسي عن معجم المؤلفين انتسابه إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عبر سلسلة طويلة، لكنه يذكر من يعارضه في الرأي وهو قول ابن عنبة الحسني في عمدة الطالب والذي يقول: (حكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدع هذا النسب وإنما ادعاه أولاد أولاده والله أعلم) ثم ينقل الكرباسي الأقوال المثبتة لهذا النسب والنافية له ثم يبين موقفه من هذه الآراء بالقول: (ومن هنا فنحن في هذا الباب لسنا بصدد الجرح والتعديل بمقدار ما نحن بصدد بيان العوائل المنتسبة إلى هذا البيت الشريف وقد أشرنا إلى ذلك فإذا وردت أسماؤهم في الجدول فلا يعني بأننا نؤكد ذلك أو ننفي بل هو مجرد سرد لا أكثر ولا أقل ...)

أما اللمعة الخامسة والأخيرة فيشير الكرباسي إلى ادعاء بعض الأسر انتمائها إلى الإمام المهدي (عليه السلام) وهو ما نفاه نفياً قاطعاً ثم يعزو هذا الانتماء إلى أحد أمرين وهما الانتحال والخلط

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار