بحضور جماهيري ورسمي ... انطلاق موسم الحزن والاسى من الصحن الحسيني الشريف

تمر السنون وقرطاس التأريخ يكتب أحداثه ومنعرجاته المهمة ومنها مراسيم ليلة الاول من محرمٍ الحرام، ايذانا بانطلاق موسم الحزن السرمدي وطقوسه المقدسة باستبدال راية الثأر الحمراء لقبتي الامامين الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما الاسلام ) براية الحزن والإسى السوداء .

إذ اعتاد الموالون على طقوس استبدال الراية استقبالا لشهر الاحزان والمصائب شهر محرم الحرام كمواساةً لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وتجديد لبيعة الثأر لسيد الشهداء ورهطه المكرمين عند ضريحي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) ، حيث تّشرف جمع غفير من الموالين على الصعيدين الجماهيري والرسمي بحضور مراسيم تبديل الراية الحمراء بالسوداء مودعين عاما هجريا ومستقبلين أخر ليلة الاربعاء 30/ذي الحجة/1436 هـ الموافق 14/تشرين الأول/2015 ، إذ استهلت هذه الطقوس بتلاوة آي من الذكر الحكيم ليلقي بعدها رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة العلامة السيد علاء الموسوي كلمته التي اكد فيها قائلا : " نستبدل اليوم راية الثأر الحمراء براية الحزن السوداء، ودم الحسين عليه السلام لازال يفور في قلوب المحبين والموالين كدم يحيى بن زكريا عليهما السلام ، ذلك الدم الذي يطلب أثر المظلوم من الظالم والمحروم من المتسلط ، ولا زال هذا الثأر يرفرف في قلب صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه لأكثر من الف سنة ينبض بها قلبه وتعيشها مشاعر وهو يتطلع لأمر بارئه عز وجل في التحرك لإنصاف المظلومين والاخذ بثأر سيد الشهداء واهل بيته عليهم السلام ، وكلنا نعلم ان استمرار هذه المراسم وهذه العزاء ما هو الا استمرارا للدين الحنيف الذي اراده الله عز وجل والذي كتب الله جل وعلا له على يد الحسين عليه السلام حياة جديدة " .

كما بين سماحة السيد الموسوي : " اليوم وحيث نستقبل شهر محرم الحرام  بالحزن والدموع والوعي الكامل، نستلهم مضامين كريمة مما وجه به سماحة اية الله العظمى سيد علي الحسيني السيستاني دام ظله على الاستمرار بإقامة العزاء على سيد الشهداء عليه السلام مع تأكيده بضرورة مراعاة الأحكام الشرعية من عفة وحكمة وسداد وحجاب وادب وحفاظ على الصلاة في اوقاتها ، سألين المولى القدير ان يعجل الفرج لمولنا صاحب العصر والزمان وان يجعلنا من المستشهدين بين يديه وان نكون من الاخذين بثأره تحت رايته الشريفة ، والصلاة والسلام على محمد وال بيته الاطهار".

ومن جانبه ، قال امين عام العتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه : " ان ملائكة السماء ونبينا الاكرم محمد صلى الله عليه واله وكل ما في هذه الدنيا قد بكوا الامام الحسين عليه السلام حين ولادته، فلماذا لا نبكيه نحن في كل عام ، كما أن جبرائيل عليه السلام كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليعزيه بمصاب الحسين عليه السلام بعد ولاته ويجدد العزاء لفاطمة عليها السلام باستشهاد ولدها ، فإن الباكين والنادبين على الحسين اليوم ـ في اشارة منه الى الحاضرين والمقيمين للعزاء العاشورائي ـ هم وعد النبي صلى الله عليه واله وسلم الى فاطمة الزهراء عليها السلام بمواساة شيعتها لها ، إذ إن هذا البكاء وهذا الزخم الجماهيري الذي يندب الامام الحسين طيلة ايام عاشوراء في كل عام هو رسالة الى العالم أجمع ، مفادها ان هذا البكاء صنع لنا رجالا ونساء، وقفوا صامدين بوجه داعش ولنا في منطقة امرلي مثالا ، فقد قدم ابناء هذه المدينة الباسلة اروع صور البطولات ـ رجال ونساء ـ رغم قلة السلاح والطعام مستمدين من عاشوراء صمودهم في وجه الارهاب الداعشي ، ولنا مثال أخر في بطولة السيدة الفاضلة ام قصي من الطائفة السنية الكريمة التي انقذت عدد من ابناء قواتنا المسلحة من ايدي الدواعش مستمدة بطولتها من الإمام الحسين واصحابه عليهم السلام, فهذا الحضور، وهذه العزاءات، وهذه الدموع، ليست عواطف فحسب بل انها مصنع للأبطال في مواجهة الاعداء".

كما اشاد سماحته من جهة اخرى بالبطولات التي حققها اهالي امرلي وناحية العلم وابناء العشائر الغيارى ورجال الحشد الشعبي البواسل ، بصمودهم بوجه داعش الارهابي وتحرير مناطقهم من دنسه ، عاّدها من صنع دموع الموالين للإمام الحسين (عليه السلام) ومستمدة من مبادئه وقيمه الإسلامية الاصيلة . 

أحمد القاضي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات