أولاكِ ربُّ الناس

الى السيدة أم البنين عليها السلام.. 

 أولاكِ ربُّ النّاسِ ما أولاكِ

سبحانَهُ وَعلىٰ النّسا أعلاكِ

أعطيتِ ذا الإكرام أقمارًا لذا

بابَ الحوائجِ للورىٰ سوّاكِ 

أمُّ البنينَ وفيكِ باهىٰ المُرتضىٰ

وامَّ الحسينِ المَجد قَد كنّاكِ

والدَّهرُ طأطأ صاغرًا متحيرًا

في سرِّكِ في مُنتَهىٰ معناكِ 

ويقولُ أعييتِ العقولَ بوَقفةٍ

ترجَمتِ فيها للحُسينِ وَلاكِ 

ما كانَ وفّاكِ الكَفيلُ بكَفّهِ

لولا تُعَلِّمُهُ الوفا كفّاكِ 

ولعينهِ - انطفأَت فَأضحَت فَرقَدًا -

كانَت تُلَوِّحُ " لَبِّهِ " عَيناكِ 

أسقَيتِهِ ماءَ الولايةِ فاغتدىٰ

ساقيْ عطاشاها فيا بُشراكِ 

إلّاكِ ما ألفيتُ أُمّاََ قَدَّمَت

أبناءَها لربيبِها إلّاكِ 

وتنَّشقَّت رِئتاكِ ريحانَ الهُدىٰ

حتّىٰ توَطّنَ في مسيلِ دِماكِ 

فَكأَنَّ من أردىٰ الحُسينَ بِطَفِّهِ

مَعهُ علىٰ أرضِ الرّدىٰ أرداكِ 

وكأنَّهُ لمَا هوىٰ من مُهرِهِ

ضمّته قبلَ سقوطِهِ كَفّاكِ 

ما فاضَ منحرُهُ القطيعُ وإنّما

راحَت تَصُبُّ دماءَهُ عيناكِ 

وكأنَّ نارَ خيامهِ مُذ أُضرِمَت

شبّتْ بِكِ ولهيبُها أوراكِ 

فغدوتِ نائحةً يَضيقُ بكِ المَدىٰ

ثكلىٰ ودستورُ النحيبِ بُكاكِ 

هٰذي القلوبُ علىٰ ترابكِ ترتمي

ولهىٰ تعانِقُ بالأنينِ ثراكِ 

إنّا هُنا الحَيرىٰ أَمَضَّ بنا الأسىٰ

جوديْ عَلَينا من فُتاتِ قِراكِ 

جوديْ عَلينا، علّمي أرواحَنا

كيف الورىٰ ترقىٰ علىٰ الأملاكِ 

يا أمَّ كلَّ الثائرينَ تحيةً

بذهولِهِ التاريخُ قد أهداكِ 

وعليكِ صلىٰ الله في عليائِهِ

ما آخَتِ التّحنانَ بنتُ أراكِ 

المرفقات

شاعر : مثيل جبار الزيدي