حسن جليل الطفيلي (ولد 1371 هـ / 1951 م)
قال من قصيدة (سر الخلود) وتبلغ (30) بيتاً:
سلامٌ على الأجداثِ في أرضِ (كربلا) وكلُّ أبيٍّ يرفضُ الظلمَ والـقـهـرا
يـظـلُّ كـتـابُ الـطـفِّ سِـفــراً مُـخـلّـــداً تـلـوذُ بـه الـدنـيـا وتـحـملهُ سِفرا
سـنـحـفـظ هـذا الـسـفـرَ بـيــنَ ضلوعِنا ونبديهِ لا زجراً نخافُ ولا شِمرا (1)
الشاعر
حسن بن جليل بن هيجل بن شعبان الطفيلي، ولد في الحلة، وتخرج من دار المعلمين فيها عام (1970)، وعمل في التعليم، ثم حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من الكلية التربوية المفتوحة عام (2010).
اعتقل من قبل النظام البعثي البائد في الأعوام (1974) و(1976) بتهمة انتمائه لحزب الدعوة الإسلامية، وبعد سقوط النظام أصبح مشرفاً فنياً في مديرية تربية بابل، وهو الآن رئيس مؤسسة السجناء السياسيين في بابل.
شارك في مؤتمرات ومهرجانات فكرية وثقافية وشعرية عديدة، ونشر نتاجه الأدبي والفكري، وله ديوان مخطوط.
شعره
قال من قصيدته:
تحدّى صروفَ الدهرِ فاختـزلَ الدهـــرا وسجَّلَ في التاريخِ أعـظـمَـهـا ذكــرا
بـمـلـحـمـةٍ حـمـراءَ مــا مــرَّ مـثـلـــهــا ولنْ تشهدَ الأيامُ مِـن مـثـلِــهــا أخرى
سـتـبـقـى لأنَّ الـصــدقَ بـعضَ قوامِــها وبعضُ الـذي تـبـغـيهِ أن تطلقَ الفِكرا
وبـعـضُ الـذي تـبـغيهِ أن تـحكمَ الســـما وأنْ يـصـفعَ الباغونَ أو يبتروا بـتـرا
حـسـيـنٌ عـطـاءُ اللهِ مــثــــــلَ كـتــــابـهِ تـظـلُّ مـعَ الأيــــامِ آيـــاتـــهِ تــتــرى
مـنـارٌ يـشـعُّ الـعـلـمَ والـنــورَ والــهـدى فخُذ منهُ ما تختارُ إن شئتَ أن تــثرى
حـسـيـنٌ يـريـدُ الـمـرءُ حُــرَّاً ومــؤمــناً فلنْ يعرفَ الإيمانَ مَـن لـمْ يـكـنْ حُرَّا
ولـيـسَ يُـنـالُ الأجـرَ إلّا مـــــعَ الـتّـقــى ومَـن يـتّــقِ الـرحــمـنَ يعظمْ لهُ أجرا
حـسـيـنٌ ســــمـاويٌّ هـــــواهُ ورأيـــــهُ فـحـلّــقَ فـي الآفـــاقِ واســعـةً نـســرا
أشاحَ عن الـدنـيـا فـأسـرى مـعَ الــعُـلى كما جــدّه الــمـخـتـارُ حــلّقَ بالمسرى
إلـيـهِ شـكـا الإســلامُ ظـلـــــمَ أمـــيَّـــــةٍ فــلـبّى وحاماهُ ولمْ يــلــتــمــسْ عُـذرا
لقد جَلَّ مَن سـوَّاكَ يـا مـنـتهى الـــنّـهـى فلمْ ندرِ ما مــعـنـاكَ ربِّي هوَ الأدرى
أفــاضَ عـلـيـــــكَ اللهُ وافـرَ حـــــبِّــــهِ وأحـبـبـتـه حـتـى بــذلـــتَ لــه الـنحرا
أخـذتَ مـن الــكــرارِ نـاصـيـةَ الإبـــــا وغذّتكَ نفحَ الطيبِ فــاطــمـــةُ الزهرا
لقد أضرمتْ ذكراكَ أرواحَنا جــــــوى وجـنّـتْ نـيـاط الــقـلــبِ والكبدُ الحرّى
فللهِ آيــاتٌ يُــجــارُ بــهــا الـحِــــــجــى وأنتَ أبا الأحــرارِ آيــتُــه الــكــبــرى
خـلـودُكَ سـرٌّ أعـجـزَ الـخـلـقَ غــــورُه وليسَ سوى المعصومِ قد علِمَ الـــسِّرَّا
عـطـاؤكَ يـومَ الــطـــــفِّ للهِ خــالــصاً حصلتَ به الأولى وحُزتَ به الأخرى
فأعـطـيـتَ مـا أبـقـيــــتَ نفساً وصحبةً عطاءً سديدَ الرأي قد ضمنَ الـــنصرا
فـلـيــسَ يُـنــــالُ الـنــصرُ إلّا بـحـكـمـةٍ وذلكَ مــا تـعـنـيــهِ وقـفـتُــــكَ الـــغرَّا
ومِـن بـيـــــنِ ما تعنيهِ أن يـشـمـخَ البنا وتغدو مروجُ الأرضِ يانعةً خـضـــرا
سلامٌ على الأجداثِ في أرضِ (كربلا) وكـلُّ أبـيٍّ يـرفـضُ الظلمَ والـقــهــــرا
يـظـلُّ كـتـابُ الـطـفِّ سِـفــراً مُـخـلّـــداً تـلـوذُ بـه الـدنـــــيـا وتــحـملهُ سِـــفرا
سـنـحـفـظ هـذا الـسـفـرَ بـيــنَ ضلوعِنا ونـبـديـهِ لا زجـراً نـخافُ ولا شِـــمرا
لــقـد ظـلَّ ديـنُ الـسـبـطِ حـــيَّــاً ونـيِّراً ودعوى الزنيمِ الفظّ قد ذهــبتْ هـــدرا
مـحـبُّ حـسـيـنٍ فـي المعادِ له البشرى فـلا يـمـنـةٌ تجدي هناكَ ولا يُـــســـرى
تـحـنُّ إلــى مـثـواهُ أفــئـــدةُ الــــــورى فـيـزداد هـــديـاً أو تـحـط بـــــه وزرا
وتـأتــيــهِ شــوقــاً كــي تــبــلَّ غـلـيلَها وتـكـنـزُ مِـن أزكــى غـنـائــمِـــه وفرا
حـسـيـنٌ وبـيـتُ اللهِ مــهــوى قــلــوبِـنا فـنـسـتـافُ مـسـكـاً أو نُـــزادُ بهمْ قدرا
ثـراكَ الـذي يـشـفـي القلوبَ من العمى ويـشـفـي الـذي تـشـكـو مـسامعُه وقرا
.....................................................
ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 165 ــ 167
اترك تعليق