لقد غربت الشمس على ذلك اليوم وكأنها تؤذن بالرحيل الأزلي، فالسماء تمطر دماً، وعلامات الغضب الإلهي تحل على الأرض بعد قتل ابن بنت نبيها وسر الله في أرضه، الريح تنذر بالفناء والرهبة وهي تسفي على تلك الأجساد الطاهرة المغطاة بالدماء !!
جمعت زينب بنت علي عقيلة الطالبيين بنات الوحي وربائب الرسالة وهن يبكين وينحن ويندبن ويلذن بها مما دهاهن، وتجمّع حولها النساء والأطفال وهم يبكون ويتصارخون وقد أصبحوا الآن ثكالى وأرامل ويتامى، ثم رأوا جميعا ما أذهلهم !! لقد رأوا وجه العقيلة يفيض بالطمأنينة واليقين وكأنها لم ترَ كل هذه المآسي والفواجع !! رأوها نهضت وراحت تخطو وسط الجيش إلى حيث جسد الحسين ..! حتى الذي لم يعرفها رأى في مشيتها صفات علي فأخذته الرهبة وتراجع ..!!
أكملت زينب مشيها حتى وقفت على جسد أخيها فجلست ورفعت رأس الحسين بيدها ووضعته في حجرها واستقبلت السماء وقالت:
ــ اللهم تقبل منا هذا القربان ...
ثم رجعت إلى مكانها استعداداً لرحلة السبي إلى الكوفة...
2 تعليقات
جزاكم الله خيرا
السلام على بنات آل محمد