لقد قتل الحسين ولكن صوته لم ولن يموت.., لقد قطع رأسه لكن هذا الرأس المقطوع روّى شريعة الإسلام التي ستبقى مشعة ومضيئة بتضحياته ودمه.., لقد سُلب ثوبه وردائه لكنه كسا الدنيا ثوب الحرية والكرامة .., لقد دِيس على صدره بحوافر الخيول لكنه زرع في الصدور معنى الإباء ورفض الظلم والتجبّر والاستبداد.
كان من معطيات الثورة الحسينية العظيمة أنها حطمت حاجز الخوف وأزالت حجب الخنوع من النفوس للحاكم الظالم والطغمة الأموية الفاسدة وأوجدت مساحة واسعة للدفاع عن الحقيقة والعدل والمطالبة بالحقوق المغتصبة والدعوة إلى الحرية والوقوف بوجه الظلم والاستعباد, وقد حمل لواء هذه الثورة المعطاء ودعا إلى المبادئ العظيمة التي قام من أجلها الإمام الحسين (ع) في التصدّي للظالمين بعد استشهاده, الأئمة الطاهرون من ولده (عليهم السلام), وقام بأعباء الإمامة بعده ابنه الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي بث المعاني السامية والمبادئ العظيمة التي سعى أبوه إلى تحقيقها وحرص كل الحرص على ترسيخها في ضمير الأمة ودافع عنها من تحريف السلطة الأموية ومرتزقتها الذين حاولوا تشويه الحقائق وتزييف هذه المبادئ بإشاعاتهم وأكاذيبهم بنسبة قائد الثورة وشهدائها الأبرار إلى (الخوارج) !!!
اترك تعليق