واجه الحسين عدواً دموياً شرساً, وإعلاماً ضخماً, ينعق بالتضليل, وأصناماً اشرأبت أعناقها تدعو الناس إلى عبادتها. واجه الحسين.. ابن الذي كرّم الله وجهه عن عبادة غيره وسليل الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة, أبناء الذين مُسحت جباههم بتمريغها أمام (هبل) و(اللات) و(العزّى) و(منات) و(يغوث) و(يعوق) و(نسر).
في ظل حكّام كهؤلاء، كان القتل، أبسط الوسائل التي تُستعمل تجاه كل من تعرّض لهم أو لم يتعرّض حتى, فالشبهة كانت كافية لأن يُصفّى الإنسان جسدياً وصار التمثيل بالجثث, ودفن الأحياء, وبقر بطون الحوامل, والصلب على النخيل, وتقطيع الأيدي والأرجل, وسمل العيون, وقتل النساء, وألوان العقاب البدني المختلفة هي لغة الحديث اليومية, وكثرت الخيانة والوقيعة والدسّ والتزلّف والسرقة وهتك الأعراض ومصادرة الأموال، وأصبحت هذه السمات هي الطبيعية لتلك المرحلة.
اترك تعليق