حسين البزاز (ولد 1362 هـ / 1943 م)
قال في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:
فإذا وصلتِ لـ (كربلاء) فقبِّلي أرضَ الإبا وبها إلى اللهِ اسجدي
وقـفـي مـلائكةُ السما بجوارِها بـاركـنَ سـيـدّةِ الـنـسـا بـالـمـولـدِ
ولدَ الإبا سـيـفـاً أبـى أن يُغمدا حـتـى بـه يـحـيـي رســالـةَ أحمدِ (1)
قال من قصيدة في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) تبلغ (28) بيتاً:
وَمَع الرّؤوس لِـ (كربَلاءَ) وَطَفِّها لَمْ تَنْسِيّنَ لـدى اللِقا مَولاكِ
وَبـأرضِ كـوفـانٍ لديكِ خَصيصَةٌ أخرى تَرِنُّ لِوَقعهَا أصداكِ
هذا ابـنُ مـرجـانٍ بـمجلِسِ حُكْمِهِ يـبـدو عليه الـغَيظُ من آباكِ
وقال من قصيدة (موقف قائدين في قضية الحسين) وتبلغ (27) بيتاً:
لَو شِئتَ مِنْ طَـرَفِ المزيدِ شواهداً مِنْ ذاتِ ما ذُكرَتْ وَجَدتَ الأعظما
نَـوِّرْ فُــؤادَك بــــالـيـقـيـــنِ فـــإنَــهُ لِـبُـلـوغِ مَـرمـى الـحَقِّ يُصبحُ سُلَّما
ذي (كربلاءُ) وَتِلكَ بَعضُ دُروسِها لِـلـحَـقِّ تَـبـقـى فـي الـدَّلالَةِ مَـعْـلَـما
وقال من قصيدة (وفود الولاء) وهي في زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (19) بيتاً:
وَلـولا قـيامُكَ في (كربَلاء) لَما رايةُ للِهُدى تُــرفَــعُ
فِداءٌ لِمثْواكَ يا ابنَ الرَّسولِ فِـداءُ مُــحـبٍّ لَـكُمُ طَيّعُ
فكَمْ يتمنّى ضـيـوفٌ تُــقــاةَ جواركَ فيهِ لهُمْ مَوْضِعُ
ومنها:
وكَــمْ يــتـمـنّـون بــعـدَ الرَّحيل بأرضِ الطفّوفِ لَـهُمْ مَضجعُ
فَـذي (كَربلاءُ) تَــموجُ ازدهاءً عَنِ الأَمسِ في زَهوِها أروَعُ
وَذي (كرَبلاءُ) تُضاهي الجِنان لِـمَـا فـي الـنـفـوسِ لها موقِعُ
بـهـا الـشـاهِـقـاتُ تَـضمُّ الوُفود بِـهـا الـروَّضـتَـانِ لَهُمْ مَفزَعُ
قال من قصيدة في رثاء صديقه الحميم الشاعر الكربلائي محمد علي الخفاجي وتبلغ (36) بيتاً:
وأنتَ كما وددتُ أبـا نؤاسٍ بساحتها تضمّكَ (كربلاءُ)
بظلّ نـخـيلِها وشذى رُباها بـظـلِّ سـنائها لكَ تستضاءُ
وعذبِ فراتِها الجاري مُلثاً وشمسِ ربيعِها وكما تشاءُ
وقال من قصيدة تبلغ (12) بيتاً في تقريظ كتاب (ديوان الشعر الانكليزي) وهو من ضمن أجزاء موسوعة دائرة المعارف الحسينية للمحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي:
حَوَيْتَ خِصالاً لا نَـظِـيـرَ لِـمِـثْـلِــهـا وخيرُ المَزايا في العظيِ التّواضعُ
فَـبُـوركَ سِـفْـرٌ قـد تَـعـاظَــمَ شــأنُــه تـظـلُّ بـه الأجـيـالُ جَـمْـعـاً تُطالِعُ
ودمتَ كـذُخـرٍ لـلمُـسَجّى بـ (كربلا) تَـهـيـمُ انْـبِـهـاراً فــيــه حدَّ المَدامِعُ
وقال من قصيدة:
تلاقتْ (كربلا) فيها على حبِّ امِّ درمانِ
وبـاللحظِ الذي التقيا أحـبَّ الواحِدُ الثاني
كـأنَّـهـمـا عـلى علمٍ مـعـاً فـيـهـا يعيشانِ
وقال في تخميسه لقصيدة دعبل الخزاعي التائية:
أفـاطـمُ لـو خـلـتِ الـرضـيـعَ مُـقتّلا
بنبلٍ أتى من طيشِ وغدٍ بـ (كربلا)
وخـدرٍ بـلا مـاءٍ وبـالأسـرٍ تُـبـتـلـى
أفـاطـمُ لـو خـلـتِ الـحـسـينَ مُجدّلا وقد ماتَ عطشاناً بشطِ فراتِ
وقال في تخميسه لقصيدة الجواهري العينية:
لـقـد عــمَّ شـــرٌّ كــشـرِّ الـوبــا
بـغـدرٍ تـمـيَّــزَ لا بـــالـــوفــــا
لما قد جرى في ثرى (كربلا)
ولـم تـخـلُ أبـراجُها في السما ولم تأتِ ضيراً ولم تدفعِ
وقال من قصيدته (خماسية كربلاء الحسين) وتبلغ (195) بيتاً:
(كربلا) تبقينَ نـجـمـاً في العُلا
كـعـبـةُ الـزوَّارِ يـومـاً أمـثــــلا
لـكِ والأنــــعـامُ يــرنـــــو أوَّلا
هـكـذا يـرعـاكِ ربُّ الـعـالمين
نعمة يحظى بها السبط الأمينْ
ومنها:
(كربلا) بلْ كلُّ أرضٍ (كربلاءْ)
مـسـحـةُ الأحـزانِ تـبـقى والبلاءْ
تـعـلـنُ الـعـبَّــادِ فـيـهـا بـالــولاءْ
يـا شـفـيـعـاً عـنـدَ ربِّ الـعالمينْ
يـومَ لا نـفـعٌ لــمــالٍ أو بــنــيـنْ
ومنها:
يا شهيدَ الـحـقِّ يـا رمــزَ الإبـاءْ
يـا سـلـيـلَ الطهرِ يا ابنَ الأنبياءْ
بالهدى فاحتْ وطابتْ (كربلاء)
يـا حـبـيـبـاً فـي قـلـوبِ الوافدين
والـشـفـيـعُ الـمـرتـجـى للمقتدينْ
الشاعر
السيد حسين بن محسن بن محمد بن جعفر الموسوي المعروف بـ (البزاز)، أديب وشاعر ومترجم، ولد في كربلاء في أسرة عرف أبناؤها بالأدب والثقافة، أكمل البزاز دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في كربلاء، ثم دخل كلية الآداب / قسم اللغة الانكليزية، جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1966 وعُيِّن مدرساً على ملاك التعليم الثانوي في إعدادية النجف.
أمضى البزاز في النجف قرابة ثلاث سنوات بعدها عاد إلى مسقط رأسه كربلاء عام 1968 وفيها زاول تدريس اللغة الانكليزية، في مدارس عديدة ومراحل متنوّعة منها إعدادية كربلاء، وإعدادية التجارة، ومعاهد ودور المعلمين والمعلمات، ومدرسة الرشيد النموذجية، كما عمل محاضراً في المعهد الفني في كربلاء، وشارك في الكثير من الدورات التربوية والندوات الثقافية وحضر العديد من الاجتماعات الخاصة بالنشاطات التربوية المتعلقة بتطوير تدريس اللغة الانكليزية في العراق حتى أُحيل على التقاعد عام 1993
سافر إلى اليمن مع عدد من زملائه المدرسين ومارس التدريس هناك ثم عاد إلى الوظيفة في بلده بعد سقوط النظام البائد وأمضى عامين آخرين في التدريس ثم أُحيل الى التقاعد ثانية عام 2006م.
يتقن البزاز اللغات العربية والإنكليزية والفارسية بطلاقة وقد أكسبه عمله التربوي في مدارس متنوّعة ومراحل مختلفة ــ إضافة إلى متابعاته الأدبية المتواصلة ــ الخبرة الواسعة في اللغة والترجمة والتدريس واتباع طريقة مميّزة، فقدّم العديد من النتاجات الأدبية منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وإلى الآن.
عمل البزاز في العديد من المجلات والصحف في مجال الترجمة والتأليف والإعداد مثل: مجلة الحرف، ومجلة الرائد، ومجلة صوت المربي، وصحف الثورة والجمهورية في اليمن، وهو يعمل الآن مترجماً في دار الكفيل للترجمة التابعة للعتبة العباسية منذ أكثر من ست سنوات، ويقوم بمهمة الإشراف اللغوي والترجمة لرسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف الاختصاصات.
نشر العديد من المقالات والدراسات في هذه الصحف والمجلات وغيرها منها:
القيم الجمالية في قصائد كوليرج، من فنون الأدب الانكليزي، من الأدب المقارن/ الطبيعة بين مارفيل والبحتري، أقاصيص الجن أزلية البقاء، فلسفة الحب لدى شكسبير، جون دون بين الترجمة النثرية والشعرية، ويليام بليك / الشاعر المتعدد المواهب، بانوراما مدينة النجف / ترجمة / المستشرقة البريطانية فرايا ستارك، فنون الأدب الانكليزي، الاشراف التربوي بين الامس واليوم، مواقف في السلوك التربوي، وجوب امعان النظر في مثالب ترجمة القرآن، ترجمة المشتركات الفقهية خاص بالعتبة العباسية / الشبهات، ترجمة سيرة العباس (عليه السلام) رائد العقيدة، رؤية في سيرة العباس الجهادية.
إضافة إلى ترجمة الكثير من المقالات والدراسات من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس
له ديوانا شعر هما: (ذكريات الغربة)، (الولاء لآل البيت عليهم السلام). وله أيضاً كتاب (أبدع القلائد في تخميس أروع القصائد) وهو تخميس لقصائد الفرزدق ودعبل الخزاعي وابن العرندس الحلي وجمال الدين الهاشمي ومحمد مهدي الجواهري وأحمد الوائلي في أهل البيت (عليهم السلام) وكتاب باللغة العربية والانكليزية بعنوان معرض الطرائف ــ مطبوع ــ وفيه طرائق متنوعة باللغتين العربية والانكليزية معظمها مترجمة من مصادر عربية.
شعره
قال من قصيدة في مولد سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (40) بيتاً:
الـيَـومَ تَـحـتَـفِـــــلُ الأكـــوانُ وَالأُمَـــــمُ جَــذلى بمَولِدِ خَــيـرِ الـخـلـقِ كُلِّهِمُ
تُـعِـدَّ فــــي لَـهَـفٍ أَجـــواءَ بــهَـجَـتِـــها بِـمـا يَـلـيَـقُ بـهِ فـــي الشأنِ عِندهمُ
مَـحـافـــــلُ الـبِـشـرِ والـتـبـريـكِ قائِــمَةٌ لَـمِـثـلِ ذا الـيـومِ للآمــالِ تَـــغـتـنِمُ
أَنـوارُ لـيـلـتِـه تـزهــــو بــزيــنــتِــــهَــا ألــوانُ شَتّى كطيفِ الشمسِ تنتظمُ
وَصــاحِــبُ العَصرِ وَالأملاكُ أجمــعُهَا تــشارِكُ الفَرحَةَ الكُبرى وَتـبـتـسِـمُ
يا مَولَدَ الــعَــدلِ حيثُ الـظَّـلُـمُ مُـنــتشِرٌ بَـيـن الـبَــرايا وحَيثُ الوَأدُ وَالعَرَمُ
يا مَـولِـدَ الحَقِّ حَــيــثُ الحَيفُ دَيــدَنُهُمُ وَأكــلُ مـالِ الـيَـتـامى ضِمنَ مالِهِمُ
يا مَولِدَ الـعِـلـمِ بـالـتَــوحــيـدِ حَــيثُ هُمُ لا زالَ رَبُّـهُمُ الأعـلـى هُـوَ الـصَّنَمُ
يـا مَـولِـدَ الــنُــورِ نوِرُ اللهِ حَـــيـثُ لَـهُ الشَّمسُ خَجلى وَنُورُ البَدرِ مُـخـتَرَمُ
تــمــضـي الـدُّهـورُ وَأَنـــتَ القائِدُ العَلَمُ وَأنـتَ لـولاكَ مـا سـادتْ لـنــا أَمَـمُ
يـا رَحـمَـةَ اللهِ فـــي أَرجـاءِ كـوكـــــبِنا وَيا مَلاذَ الـوَرى فـي يَـومِ حَشْرِهِمُ
بُـوركـتَ مِـــن شَـرَفٍ: اللهُ جَــمَّــلَـــــهُ بـخَـيـرِ مَن يَـقتَضي بالرُّسلِ يُختَتَمُ
يَـا مُـنـقِـذَ الناسِ مِن ظَــلــمـــاءِ جهَلِهِمُ والـمُــسـتـغَــاثُ إذا مـا حـاقَهُمْ سَقمُ
فَأنـتَ مَـن أَصـلـحَ الـــدُّنـيا بِــحــكـمتِهِ وَأَنـتَ لــوَلاكَ مـا دامَــتْ لَـنـا قِـيَـمُ
إذ لَـمْ تـكُـن بَـيـنـهــمْ فَـــــظّاً وَلا غَلِظاً كـمـا تَــجــلّـى بـآيِ الـذِكــرِ ذلِــكُـمُ
وَلا كَـذوبـاً لـدَيــــــهِـــمْ فـي مُـعـامَـلَـةٍ بَـل صـــادِقـاً وَأمـيـنـاً بِـاعـتِـرافِـهِمُ
ذا أنـتَ حَـيٌّ فَـقَـــدْ عَـيّـنـتَ وَالــيَــهُـم وَأنــتَ أَدرى بِــمَـنْ أَولـى بـحِـلمِهِمُ
ذا أَنـتَ حَـيٌّ بِـــمـا أودَعـتَـــنـا خَــلَــفاً أَئِـمَّــةً لِـلـوَرى بــالـعَـدلِ قد وُسِموا
تِـلـكُـمْ مَــشـاهــدَهُمْ تَــعــلـو بهمْ شَـرفاً وَالـنـاسُ تَـغـرِقُ مـن آلاءِ فَـضَـلِهِمُ
مَنْ قـالَ: يَـهجُرُ، وَالأكــوانُ فــي يَـدِهِ مُـسَـخَّـــراتٌ لَــهُ، فـالـهـاجرونَ هُمُ
وَهَــلْ يَـمـوتُ بـهِـمْ عِـلـمٌ وَمَــعـرِفَـــةٌ وَأهَـلُ ديـنٍ وَتَـقـوى يَـقـتَــدي بِـهِـمُ
بُورِكتَ من مَولَدٍ فـي الـذِّكــرِ شـاهِـدَهُ وَالاسمُ اسمُكَ بـالـتـنـزيــلِ مُــرتَسمُ
صَـلَّـى عَـلَــيـكَ مَـلـيكُ الناسِ مُفتخِـراً وَأهـلَ بــيَـتِـكَ حَـصـراً ليسَ غيركُمُ
أَنـتَ الـتُّـراثُ وَأنــتَ الــذَّخـرُ أَجَمـعُهُ وَأنتَ أنتَ الذي يــحـلـو بـكَ الـكِـلمُ
الـفَـرِقُ أكـــبَــــرُ مِـمّـا قـد بَــدا لَــهـمُ لو قاربَوا حـاضِـراً بـالأمسِ عِندهُمُ
لَمْ يخَبُ صَوتُ الهُدى والـحقِّ لا أبَـداً قد أدحَـضَ الـواقِع الــمَرئيُّ زَعمَهُمُ
على أديمِ الدُّنى شــادوا مَــدائِـــنَـــهـمْ كــانـوا عـليها فَصارتْ تِــلكَ فَوقَهُمُ
ومـا أفــادوا بـنـي الإســلامِ خــردلـةً عافوا سبيلَ الهُدى عَمداً ومــا نَدِموا
يـا خَـيـرَ مَــنْ مُـخـلِصٌ أدّى رِسـالَتَهُ للهِ فـيـهِ رِضــىً، لـلِـنّــاسِ مُــغــتَـنَمُ
بُــورِكــتَ مِــنْ عَـــلَـمٍ، اللهُ كَــلَّـــلَــهُ بِـوَصـفِــه رَحَـمَـةٌ لـلِـنّاسِ كُـــلِّـــهُـمُ
نَمضي وَذكرُكَ باقٍ فــي خَــواطِـرِنا وَفي قُلوبٍ بنارِ الشوقِ تـضـــطــرمُ
نـمـضـي وأَعـيُـنـنـا تـرنــو إليكَ غَداً يــا خَـيرَ مَن يُرتَجى مِنهُ ويُــغـــتـنَمُ
مِـن عـالَـــمِ الــنّــورِ كُـرّمـنـا بِـمولِدِهِ كَرامَةً مَـعَـهـا تُـسـتَــدرَرُ الـنِــــعَــمُ
نُـورُ الإلــهِ جَـلــيٌّ فَـــوقَ جَـبْــهــتِـه أَمـامَـهُ تَـنــجَــلي الأكــدارُ وَالـظُــلَمُ
يَـدعـو لِأمّــتِـــهِ حُــبّـــاً ومَــكـرُمَــةً عِـلـمـاً بـيـومٍ بِـهِ لا يَـنــفــعُ الــنَّـــدَمُ
دُعـاؤه مُـسـتـجـابٌ لا يَـضـيـعُ سُدىً وَهُوَ النبيَّ الذّي للِعَرشِ يَـســـتَـلِــــمُ
مَـنْ مِـنْ رَســولٍ حَوى قَدراً وَمَنزِلةً كـمـا حَـواهُ بـمـا قـد خَــطَّه الــــقَــلَمُ
مَن مِن رَسولٍ بهِ يُسرى إلى جهةِ الـ أقـصى ويُعرَجُ لــلأبــراجِ دونَــــهُـمُ
جَـنائنُ الخُلدِ من رضـوانَ فــي يَــدِهِ تُــلقى مفاتيحُها وَالـكـوثـرُ الــفــــخِمُ
مَـن مِـثـلُ أكــرمَ خَــــلـقِ اللهِ كـلـهـمُ يـحـلـو بـمـولدِه الانـشـادُ وَالـنَّـغَـــــمُ
وقال من قصيدة (الزهراء .. الكوثر المعطاء) وتبلغ (48) بيتاً:
فـي الـذرِّ ذلِــكَ يـا نَـبِـــيُّ مُــــقَـــدَّرُ لِرضاكَ يا مَولايَ، يُهدى الكوثرُ
لـيـغـيـظَ شـانــئِـكَ الـذي من بُغـضِهِ قـد قـالَ مُـدَّعِـــيـــاً بــــأنّــكَ أبتَرُ
زهــراءُ، لا أبــداً يكـونُ كـمِـثـلــهـا فـي عــالَـمِ الأكـوانِ مـا هُوَ أزهَرُ
الـمـسـكُ يَـعـبـقُ بـالشذى في نُسكَها لـيـلاً وفي المِحرابِ يزهو العنبرُ
وَعَـلائِــمُ الـتـقـوى رَديـفُ حـيـاتِـهَا يُـوحـي بـذلِـكَ مـا يَـبـيـنُ المَظهَرُ
وَالـلَّـيـلُ لـلـزَّهـراءِ فـي صَــلَـواتِها بـالـذِكرِ والــدَّعَــواتِ لَـيــلٌ مُقْمِرُ
هـيَ هـكـذا روحـي فِـداهــا تَزدهي وَبـكُـلِّ أنـواعِ الــمـكــارِمِ تــزخَرُ
هِـيَ فـي الـطّـبـيـعَةِ والبُنى قارورةٌ لـكِـنّــهــا لا تـنـثــنــي أو تُــكَـسَرُ
جَـمُّ الـمَـصـائِـبِ فَـوق كـاهِـلِها وَلا يـومـاً عـلـى أكـــدارِهـا تـتـطـيّـرُ
هـيَ فـي الـشّـدائِـدِ لَـبَـوَةٌ مِـقـــدامَةٌ وَعـلـى الـخَـصومِ عَصِيَّةٌ لا تُقهَرُ
وَهيَ الـحَـصـيــنـةُ بالكساءِ وولِدُها وَالـمُـصـطفى خيرُ الملا والحَيدَرُ
زَهـراءُ سَـيّـدَةٌ الــنـساءِ على الدُّنى لَـقَـبٌ لَـهـا حَـصْـراً بـهِ تـسـتــأثِرُ
زَهــراءُ مـفـخـرةُ الــزمانِ وزهوِهِ لـعِـلُـوِّ رتَـبـتِـهـا تدانــتْ أعــصُـرُ
إنـسـيّــةٌ حــورِيّـــةٌ مَــنْ مِـثــلُــهـا وهـيَ الـتـي عـنـدَ الـعَليِ الجَوهرُ
مِن صُلبِ أطَهرَ طاهرٍ تسمو على كـلِّ الـخـلائـقِ بـالـصفاتِ وتفخَرُ
هِـبـةٌ بِـها يحظى الوَلّيُ المُرتضى وَالـمُـصـطـفى ذاكَ البشَيرُ المُنذِرُ
وَهـيَ الـلّـبـوءَةُ عِـدلُها اللَّيثُ الذي شَـهَـدَ الـعِـدا فـي أنّ ذلِـكَ حَـيْـدرُ
أَلـفٌ مِـنَ الأمـلاكِ عِـنْـدَ زَفـافِــها لِـلـحـفـلِ طـوعـاً بـاحتفاءٍ تَحضَرُ
جَـذلـى وفـي الآفــاقِ عـقدُ قِرانها بـالـيُـمـنِ والـبُـشـرى لـهـا يـتـقَرّرُ
وَمِـنَ الـثـرَّى حـتـى الثُّريا بالكوا كـبِ والـمـبـاهِـجِ ذا الزفافُ مُـنَوّرُ
مِـن قَـبْـلِ بـدءِ حَياتِنا في الـذِرِّ ذا مُـسـتـنـسَـخٌ لِـكـلـيـهِـمـا وَمُـصَـوَّرُ
رَيْــحــانَــةٌ، اللهُ وَقّـــرَ شـــأنَـــها وَكـذا الـنـبـيُّ بـشــأنِ ذاكَ يُـــوَقِّـرُ
يَـسـتـأذنُ الـــزّهـراءَ عِندَ ورودِه لا يـشـتـكـي أمَـــراً وَلا يَـتَـــذَمُّـــرُ
الـبـنـتُ بـنـتُـكَ إذ تـقولُ فلا أَرى فـي الأمــرِ مـن شـيءٍ بـه تــتحيَّرُ
والـبـيَـتُ بَـيـتُـكَ لا خِـلافَ بشأنِه فـلأنـتَ فـيـمـا تـرتـأيــهِ الآمِــــــرُ
بـنـتٌ وأمٌّ ثــــمَّ زوجٌ ذاتُــــهــــــا دُرَرٌ وَمِـن أنــدائِـــهــا نَــســتدررُ
زهـراءُ لُــؤلؤَةُ الدهورِ مَع المَدى صَـلّـوا عـلـيـهـا يـا عـبَادُ وكبَّرَوا
بـابُ الإلـهِ لِـطـــارقٍ مُـتَـوسِّــــلٍ مُـتـهَـالِـكٍ، مِـن جـوعِـهِ يَـتَــضَوّرُ
ورجـاءُ رائَــدِ حـاجـةٍ يـسعى لها مـن فـقـدِهـا لـهـفـاً لـهـا يـتـحَـــسَّرُ
وغـيـاثُ قَـومٍ يَـومَ نَـحـسٍ حاقَهُمْ فـي حـينهِ غَضَبُ السَّما فتصحّروا
وإذا بِـفَـضْـلِ دُعـائِـهـا وصـلاتِها قد كُرِّمـتْ مِـن رَبّـهـا فـاستَمطروا
لَـو لامَـسَـتْ يـدُها الترابَ وَجدَتَهُ فـي الـحـالِ دونَ كـلالــةٍ يَـسـتَـتبرُ
هِيَ هكذا روحـي فـداهـا تـزدهي وبـكـلِّ أنـواعِ الـفـضـائـلِ تـزخِــرُ
ولأجلِها شاءَ العزيزُ على الـنصا رى يـومَ بـاهَـلَـهـمْ مُـحَـمــدُ يُنصَرُ
وَلـبـعْـلِـهـا وابـنـيـهـمـا لـحـقـيـقةٌ تـبـقـى على طولِ المَدى لا تُـنـكَـرُ
زَهـراءُ كـالــطَّـودِ الأشَــمِّ ثـباتُها وَلَـدى الـنّـوازِلِ كُـلُّ حـيـنٍ تَـصبرُ
فَـصـمـودُهـا دَرسٌ لــنـا ولـعـلّـنا مِـن صَـبـرِهـا وإبـائِـهـا نـسـتعـبِـرُ
زَهـراءُ مَـدرسـةُ الحـقوقِ بِعدلها لابُـدَّ مـن قَـبَـســاتِهـا نَــسـتـبـصــرُ
زهراءُ ما فَدَكٌ وما ؟ وَهيَ التـي فـي الـخُـلدِ يشـملها النَّصيبُ الأوفَرُ
في جَـنّـةٍ أمـلاكُـهـا تـسـعـى إلى تـحـقـيـقِ مـا قــد تَـرتـأيـهِ وتــأمــرُ
شـهـدَ الـطـغاةُ لِما لَها من منطقٍ فـيـمـا تـقـاضـي خـصْـمَـهـا والمنبَرُ
فـبـهِ تُـخـرّسُ دونَ شـكٍّ ألُــسـناً وَبـهِ الـقـلـوبُ بـدونِ رَيــبٍ تَـؤسَــرُ
تِـلْـكُـمْ هَـيَ الـزّهـراءُ فـي آلائِها لا بُـدَّ أنْ مِـن وِردِهــا نَــسـتـكـثِـــرُ
مَن يُرضِها في حَقِّها يُرضي إلـ ـهَ الـعـالَـمـيـنَ وبـالـجِــنــانِ يُـبَـشّـرُ
وَإذا نَـوى إغـضـابَـهـا مـتـعـمِّداً بِـجَـهَـنَّــمٍ عـنـدَ الـقـيـامَــةِ يُــحـشــرُ
يـا لـلـكـراماتِ التي حُظيتْ بها عَـقـبَ الـفـرائـضِ حـينما هيَ تُذكرُ!
تَسبيحَةُ الـزَّهـراءِ تـلـكَ كـرامَـةً فـي ذاتِـهـا وَشـهـادةٌ لا تُــضْــــمَـــرُ
زَهـراءُ دائِـمـةُ الـغِـنى ثَرّ العَطا ءِ لِـعـارفـيـهـا وَالـمـعَــيـنُ الـكــوثَرُ
وقال في رثاء الزهراء (عليها السلام) من قصيدة تبلغ (22) بيتاً:
مـاذا نَـقـولُ عـن الــذي جـــافــــاكِ وَعَن الذي مِن بُغضِهِ عاداكِ؟
وعـن الـذي سَـفَـهـاً يُـتـابـعُ نَـهِـجَـهُ وبـنـفْسِ ذاكَ الـحقدِ قد وافاكِ؟
أوَ مــا جَــرى قَـولُ الـنَـبـيِّ بسمعِهِ أرضـى بهِ اللهَ الـذَي أرضاكِ؟
أوَ مـا بـقـولـهِ قـد أشــــارَ مــؤكِّــداً قد أغضبَ الجبّارَ مَـن ناواكِ؟
أم أنّـه نَـسِـي الـذي قـد خـــصّـــــهُ خَـيـرُ الـعـبـادِ بـما بهِ أسْـداكِ؟
أمْ كـانَ يَـسـكـنُ كـوكـبـاً غير الذي قـد عـاشَ فـي أَجـوائِهِ أبَـواكِ؟
أمْ كـان حُـبّـاً فـي مــتـــاعٍ زائِــــلٍ قد طالـهُ الـشيـطانَ في إيـذاكِ؟
أمْ أنّـهُ أصـغـى لِـصـوتِ مــيـــولِهِ وَأصمَّ سَمْعاً عن صـدى آلاكِ؟
أَمْ شــاءَ يُـغـشـي سَـمـعُـهُ بِــردائِـهِ مُـذ لَـم يَـرُق لِـمـزاجـهِ عَلْياكِ؟
أَو كــانَ ذا وَقــرٍ فـمـا أصـغى لَمِا خَـصَّ الـنـبيُّ بِشأنِ مـا أوْلاكِ؟
ذا أيَّ ديــنٍ، أيُّ إيــــمــــانٍ لَـــــهُ حَـتـى يُـبَــرِّرَ حَـرقَـــهُ مأواكِ؟
وَيَـبـيـحَ كـسـرَ الـبـابِ حين وَراءَهُ قَـد لُـذتِ، لـكـن عِنـدَها أرِداكِ!
ما هَـمَّـهُ الـمـسـمارُ حينَ بصدرِها أودى ومُـحـسـنُـها بـغَيرِ حِراكِ
فَحديثُ كَسرِ الضلعِ صار ظُـلامةً زادَتْ عـلـى فَـدَكٍ بـــهِ بَـلــواكِ
الله أعـلَـمُ كَـم بَـدا مِـن ظُـلْــمِـــــهِ وَمِنَ الأسى كم منه قـد أضناكِ؟
لا أدري كـيـفَ أردهَــا في حينها طـمـعـاً بِـمـاذا بَـعـدمــا أبـكـاكِ!
أعـرابُ أقـربُ لـلـبَـداوةِ طـبـعُهُم ما أثّـرَ الإسـلامُ فــــي أعـــداكِ!
بالاسـمِ يُـقـرأ بَـالـهَــويـــةِ مُـسـلِمٌ وَالإسـمُ يَـعـمَـلُ خـارجَ الإدراكِ
لَـمَ هـكـذا أجـرى الأمــورَ بعُرفهِ أَوَ لَـمْ يُـعـاهِـد فـي الغَديرِ أباكِ!
في قـولِـهِ فـيـهـا (وإن) ذي سـنَّةٌ قَـدْ سَـنّـهـا لأبـيــكِ ثُـــمّ أتـــاكِ!
أوَ لـم يـكـن يَدري بحُرمَةِ دارِها وَبـكـيـفَ كـانَ مُـحـمّــدٌ يــلقاكِ!
أمّا إذا جــرّ الـحـديـثُ لِـغـيـرِ ذا يـكـفـيـهُـمُ مـا قُـلـتِ فـي أعداكِ!
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وتبلغ (41) بيتاً:
لكَ يا ابنَ طه المصطفى نُبدي الحَـزَنْ فـقـلـوبُـنـا حَـرّى بِـفـقـدِكَ يا حسنْ
عـظـمـتْ مـصـائـبُنا وحاقَ بِنا الأسـى مِّـمَـا ألـمَّ بـنـا عـلـى مَــرِّ الــزَّمـنْ
قـد راعَـنـا هـولُ الـفـجـيـعـةِ أن نــرى أحبابَ من حـمـلَ الـرسـالةَ تُمتَهنْ
لاقـيـتَ مـا لاقـيـتَ يـا عـلــمَ الــهُــدى مـن كـيـدِ أهـلِ الكيدِ أنـواعَ المِحنْ
نـأسـى لـحـالِـكَ يـومَ نــالـكَ كـيـــدُهــمْ والـسُّـمُّ قَـطَّـعَ كـلَّ أوصـالِ الـبَدنْ
واحـرَّ قـلـبِــكِ فــاطــمٌ لـمــصــابِــــــه ومُصابِ من تَركَ الأحبَّةَ والوطنْ
صـبـراً عـلـى الـبـلـوى وأنــتـمْ أهـــلُهُ فـالـصَّـبـرُ يـبـرأ مـن تولّاهُ الحَزَنْ
أودعـتَ فـي كـلِّ الـقـلـوبِ مـواجِـــعـاً ومِن المدامعِ ما تفيضُ مِن الشجنْ
يا قـدوةً لـذوي الـبـصـائرِ في الــورى فيما تَقدَّرُ أن تكونَ الــمُــمْــتــحــنْ
يا طـاهـراً والـذكـرُ شـاهـدُ طـهـــرِكمْ مِـنْ كـلِّ رجــسٍ جـــاهليٍّ أو درنْ
يـا وارثـاً عـلـمَ الـنـبــيِّ وطــيـــــبَـــه والودَّ والإحـسانَ والوصفَ الحسنْ
بكَ باهلَ المختارُ يا ابـنَ الـمـرتــضى عـنـدَ الـنصارى أهلِ نجرانِ اليمنْ
ولـكَ الإمــامــةُ نــصُّــهـا بـحـــديــثِـه وكذاكَ خَـصَّ بـه الحسينَ المؤتمنْ
ولـكَ الـمـكـانــةُ فــي الــجـنانِ بـقـولِه قـد خصَّها بكما فـمَـنْ يـنـكرهُ مَنْ!
بـأبـي وأمِّي يـا ابـنَ فـاطـمَ يـــومــهـا جاهدتَ مُحتسباً وعزمُكَ مـا وَهـنْ
أدّيــتَ مــا لـزمَ الــمـقـــــــــــامُ أداؤه بـكـيـاسـةِ الـعـقـلاءِ مِنْ أهلِ الفِطنْ
إذ حـيـنـمـا كـثـرَ الــذيــنَ تـمــــرَّدوا وتفرقَ الأشياعُ والـبـاغـي اسـتـكـنْ
وخـشـيـتَ مـن فـتـنٍ على دينِ الهدى يـلـقـى هـوانـاً إثــرَ هـاتـيـكَ الـفِـتنْ
ووجـدتَ خـصـمَـكَ ســادراً فـي غَيّهِ يـرقـى الـخلافةَ بالوعـيـدِ وبـالـمِـننْ
وكـذاكَ جـهـلُ الـجـاهـلـيـنَ عن الذي يجري بسـاحـةِ مـن بهِ لا يُـؤتــمَـنْ
وعـلـمـتَ رأي الأشـــعـــريِّ ودورَه حين ارتـأى تركَ الجهادِ وبـالـعـلـنْ
صـالـحـتَ مُضطراً وجـرحُكَ نازفٌ والـصـبرُ سيفُكَ يومـذاكَ لـتـحـفظنْ
وحـقـنـتَ حـيـنـئــذٍ دمـــاءَ صـحـابةٍ عـلـمـاً بـجـدوى شــأنُها أن تُـحـتـقنْ
وحـفـظـتَ عـزَّكَ فـي مـنـاورةِ العدا لا أن تُـسـلَّـمَ كـالأســيـرِ الـمـرتــهنْ
وهـمـمـتَ فـي خـلقِ الظروفِ لثورةٍ يـسـعـى لـهـا من لا يُبـالي بـالـثـمنْ
جـاوزتَ خـصـمَـكَ بالتصالحِ حكمةً فـعـلـوتـه شـأنـاً بــــذاكَ وأي شـــأنْ
ويـلٌ لـكـمْ يـا آلَ سـفـــيــــانٍ فــقـــد شـرَّعُـتـمُ فـي الـظــلـمِ أنواعَ السُـننْ
أغـويـتـمُ امـــرأةً بــقـتـلِ حـلـيـلـهـــا وعداً بآخـرَ حيثُ كــانَ الـوعدُ ظنْ
كـادتْ بـه ظـلـمـاً وقـد كـدتــمْ بـــهـا مـاذا جـنيتمْ أو جنتْ عبرَ الــزمـنْ!
أغـرتـكـمُ الــدنــيـا بـبـارقِ زهــوِها فـرددتــمُ لــلـجـاهـلــيــةِ والــــوثــنْ
وتـركـتـمُ يـومَ الـغـديـرِ وشـــأنَـــــه وبـمَـنْ له أوصى محمدُ في الـعــلنْ
ولـذي الـوصـي بـيـومِــه هـــنَّــأتُــمُ وبـخٍ بـخٍ قـد قـلـتـمُ لأبـي الـحـســنْ
قـد كـانـتْ الـشـورى سبيلَ رشادكمْ فـجـعــلـتـمـوهـا لـلـوراثـةِ والـفـتــنْ
يـا بـئـسَ مـا خـلّـفــتــمُ فــي أمــــةٍ خـســرانَ آخــرةٍ ولـعـنـةُ مــن لَــعَنْ
قـلـبَ الـزمـانُ بـحـكـمِـه سـلـطانكمْ وأتـى عـلـى مـن كادَ منـكمْ أو فــتـنْ
خـسـأ الـذي لـزمَ الـضلالةَ وافترى كَـذِبـاً عـلـيـكَ بـدونِ عـلـمٍ أو طَــعَنْ
وتـجـاهـلَ الـتـاريـخَ واعتمدَ الهوى وتـعـمَّـدَ الـتضليلَ من دعـوى لــظِنْ
لـهـفـي لـمَـنْ سـكـنَ الـبـقـيـعَ فـإنَّها لـولاهــمُ فـيـهـا لـمـا طـابَ الـســكنْ
لـمـصـابِـكـمْ تجري الدموعُ سواكباً وتـسـيــحُ مــن قـلـمٍ بـحـبِّـكـمْ افــتتنْ
لكَ يا حبيبَ المصطفى والمرتضى كرَّستُ ما في الوسعِ من جهدٍ وفــنْ
فـاقـبـلْ يـسـيـرَ الـنـظـمِ هـذا وليكنْ سـنـداً يـوثّــــقُ بـــالولاءِ ويُــقـتــرنْ
وقال في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (32) بيتاً:
يا أمَّـة الإســلامِ هــيّـــا زغــــردي وبـذي الـولادةِ كـالبلابلِ غـرِّدي
يا أمَّـةَ الـقـرآنِ تـيـهـي بــهـــجـــــةً قد هلَّ مصباحُ الـهدايةِ فاشـهدي
هـنّـوا ولـيَّ الـعـصـرِ فـي أفـراحِكمْ بـالـمـولـدِ الـمـيـمونِ دونَ تـردُّدِ
الـقـائــمَ الــمـهـديَّ يــهـتـفُ داعـــياً مُـدُّوا أياديـكــمْ أمُـدُّ لـكـمْ يـــدي
لـلـفـرحـةِ الـكـبـرى بـمـولدِ مُـنـــجدٍ لـلـعـالـمـينَ ويـا له من مُـنــجـدِ
لـنـزفَّ بُـشـرانـا إلـى الـزهراءِ والـ ـمولى الـوصــيِّ ولـلـنبيِّ مُـحمدِ
بُـشـراكِ قـد وِلــدَ الـحـسـيـنُ فـهللي هـتـفَ البشيرُ مـع الوليِّ الأمـجدِ
بُـشـراكِ بـالـمـولـودِ وارثِ جـــــدِّهِ في العلمِ والتقوى وطيبِ المـحتدِ
بُــشــراكِ يــومَ بـه يــبــاهــلُ أحمدٌ فـيـحـوزُ نصـراً غامراً بالسـؤدَدِ
بُـشـراكِ فـي إصـلاحِــه وإبـــائِــــهِ وجهادِه في وجـهِ أرذلَ مُــعــتـدِ
بُـشـراكِ فـي بـطلٍ بسيفِ الحقِّ سو فَ يـعـيـدُ لـلأيـمــانِ دولةَ أحمدِ
قـريِّ بـهِ عــيــنــاً لــكــامـلِ طهرِهِ مِن كلِّ رجـسٍ جـاهلٍ بـالـمـوردِ
قرِّي بـهِ عـيـنـاً وزيــدي فــرحــــةً فـهـوَ الإمــامُ الألــمـعيُّ المهتدي
يا أنجـمَ الأكــوانِ حـيـلـي لـيــلةَ الـ ـمـيـلادِ صــبـحـاً لـلـوليدِ المرشدِ
يا أنـجـمَ الأكــوانِ لـلأرضِ انـزلي وتـرجَّــلـيْ ســيـراً لأقدسَ مشهدِ
فـإذا وصــلــتِ لـكـربــلاءَ فـقـبِّـلـي أرضَ الإبا وبها إلى اللهِ اسجدي
وقـفـي مـلائـكـةُ الـسـمـا بــجوارِها بـاركــنَ سـيِّــدةَ الــنــسـا بالمولدِ
ولِـدَ الإبــا سـيـفـاً أبــى أن يُــغــمدا حـتـى بـه يـحـيـي رســالةَ أحمدِ
حـتـى بـه لـيـلُ الــضــلالــةِ ينجلي ويُعادُ صرحُ الحقِّ في فجرِ الغدِ
ولِـدَ الـذي سـيـصـونُ عــزَّةَ أمَّــــةٍ مِـن أن تُــذلَّ كـبـائــسٍ مُـسـتعبدِ
وِلِـدَ الـذي سـيـقــولُ: لا لــمــذلـــةٍ بـلْ سـلــةٍ تــوحـي بـنُبلِ المقصدِ
سـيـقـولُ: لا، فـالـعـمرُ لا معنى له فـي ظِـلِّ طـاغٍ أخـــرقٍ مـتـبـــلّدِ
ولـد الأبـيُّ مـنـارُ هــدي لــلــورى قـد جـرَّهــا بـالـظـلمِ حكمُ المفسدِ
وِلِـدَ الأبـيُّ لـمـوقـفٍ كـالطودِ يصـ ـمـدُ فـي مـحـاربـةِ الذي لم يـهتدِ
وِلِـدَ الـذي يـأبـى الـرضـوخَ لحاكمٍ مُـسـتـهـتـرٍ، للهِ غــيــرُ مــــوحِّـدِ
وِلِـدَ الأبـيُّ لـدحـضِ بـاطـلِ مــدّعٍ بـالـحــكـمِ، مرتكبُ الفظائعِ مُلحدِ
يا سـيِّــدَ الـشـهـداءِ، يا لوذَ الورى وسفينةَ الـمنجى ورَجوى المقتدي
الـكـلُّ يـهـتـفُ يـا حـسـيـنَ لعلمِهمْ بـعـظـيــمِ قـدرِكَ عـنـدَ ربٍّ أوحدِ
بـابُ الإلــهِ لــوالــــهٍ مُـتـلــهِّــــفٍ يـأتـيـكَ مُـبـتـهـجـاً بـيـومِ الـمـولدِ
يـأتـيـكَ يـرزحُ تـحـتَ ثـقـلِ مــآثمٍ يـأتـيـكَ مُـنـكـسـفـاً، حطيمَ المسندِ
مُـتـيـقّــنــاً أنَّ الـذي يــحـبـبــكَ لا يُـغـضـى بـيـومٍ مـالَـه مـن مُـنـجدِ
نمضي عن الدنيا ويمضي غـيرُنا ويـظـلُّ يـا مولايَ ذكرُكَ سرمدي
وقال من قصيدته من وحي العترة وهي في مدح الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وبيان فضلهم على جميع الخلق وتبلغ (85) بيتاً:
يـمـتـازُ بـالـغـلِّ مَـن فــي قـلـبِه سِـــقَمُ يناصبُ الحقَّ عـن جهلٍ ويختصــمُ
أدلـةُ الـحـقِّ مـثـلَ الــشـمـسِ بـيِّـــنــةٌ عـنـها يـزيغُ كـمنْ في سمعِه صَـمَـمُ
ومَـن يـجـادلْ بــــديـنِ اللهِ جــاهـلـهَـمْ يزيدُ فـي الجهـلِ جهلاً فوقَ جهلــهمُ
عُـدنا لـصـفـينَ حـيثُ الحربُ قــائـمةٌ فـيـهـا الـفـريــقـانِ بالـفرقانِ تحتــكمُ
بالمكرِ حِيكتْ وعينُ الشــمـسِ بازغةٌ والـحـقُّ أصــبـحَ مـوقـوفاً لمكرِهــمُ
يـبـغـونـهـا عِـوجـاً نـنـحو بــمـذهبِـهمْ كـأنهمْ هــمْ عـلـى حـقٍّ بـما زعــموا
مـا يـدَّعـونَ عـلـيـنـا مـا بــضـائــرِنـا الحقُّ كالشمسِ، ليسَ الجهلُ والظلـمُ
والحقُّ يــعـلو ولـو هــمْ كـارهـونَ لـه يـبـقـى حـقـيـقـاً وإن مــادوا بـغـيِّهمُ
مـديـــنــةُ الـعـلـمِ طهَ طـابَ مـدخلُـهـا كـلُّ الأئـمَّـةِ مـنـهـا كـان عـلـمُـهـــمُ
فـلـو تـبـارى رجـالُ الـعـلـمِ يـومـئـــذٍ مـعَ الأئـمَّـةِ في عـلـمٍ لـمـا غـنــمـوا
عـشـرٌ واثنانِ آلُ الـمـصــطــفى عدداً أئـمـةٌ لـلـورى لـكـنـهــم ظُـلـمـــــوا
ومنها في أمير المؤمنين (عليه السلام):
بـحـجـةٍ مـن عـلـيٍ فـــي تـــواردِهــم كـمـا تـأكّـدَ فـي الـسـريـانِ ذكـرهــمُ
إن الـنـبـيَّ بـــمـــا قـد جـاء عـلّـمـنــا نـمـضي مع الحقِّ إذ أوصـى بحبِّـهمُ
وبـاهـلَ الـنـاسَ فيهمْ فاعــتــلى شرفاً والـكـلُّ مِــن آلـهِ بـالـفـخـرِ خـصَّهــمُ
ولّى علـيـاً عليهمْ وسطَ مــحــضرِهمْ يـومَ الـغـديـرِ فـلـم يـوفـوا بـعـهــدِهِمُ
والله شـــاهــدُ حــقٍّ فــــي ولايــــتِـهِ نـيـلُ الــبــتــولِ مـقـامٌ جَــلَّ عـنــدهمُ
لـقـد جُـبـلـنـا صِـغـاراً فــي مــحبـتِـنا لآلِ طـه ويــبــقـى حـبُّـــنـــا لـــهـــمُ
ونـحـنُ إذ نـــقـــتـفـي آثــارَهـمْ أبــداً حـيـثُ الـشـفـاعـةُ يـومَ الـجـمعِ تُغتنمُ
ما حادَ أو مادَ مــنــهمْ عن عـقـيـدتِـه فـيـمـا طوى الـدهـرُ من أيّــامِ عزِّهمُ
فـذا عـلـيٌّ ولـيـدُ الـبــيـــتِ حـــيـدرةٌ مُـكـرَّمُ الـوجـهِ لــيــثٌ لــيــسَ يُقتحمُ
هـذا الـذي نـوّرَ الإســــلامُ جـــبـهـتُه وكـانَ بـعـدُ فـتـىً تـعـلـو بـه الـهِمـمُ
هذا الذي خــصَّ بالـرحــمنِ طاعـتَـه مِن بادئِ البدءِ، لا مَـن ربُّـهِ الـصنمُ
هــذا الــذي ينبري في كلِّ مُـعـضـلةٍ هـذا الـذي لـن تفـي فـي وصفِهِ الكلمُ
هذا الـذي نـهـجُه نـبـراسُ مـذهــبِــنا فـيـمـا احـتـوى مِن بـيـانٍ قد أصمَّهمُ
حقائقٌ قد بدتْ في الــنـهـجِ شاخصةً والـشـقـشـقـيـــةُ ردٌّ حــاســمٌ لــهــــمُ
وفي الإمام الحسن (عليه السلام):
وذا أبــو قــاســمٍ زانــتْ مـواقـــفَــه الـحـلـمُ والـصـبـرُ والأيــمــانُ والقيمُ
الصلحُ مـنـطــقُ حقٍّ كانَ في زمــنٍ مـع ابـنِ سـفيانَ حيثُ الغلُّ يضطرمُ
مُـمـهِّــداً لـلـحـسـيـنِ السبطِ غايـــتَـه كـيـمـا يـردَّ بـسيـفِ الحقِّ كـيـدَهـــمُ
مضى شهيداً بـسـمِّ الـغـدرِ يـومــئــذٍ مُـخـلـفـاً لـلـورى آثــارَ جــرمِـهــــمُ
وفي الإمام الحسين (عليه السلام):
وذا الـحـسـيــنُ شهيدُ الــحــقِّ مبدؤه لا يـسـلـمُ الــــحـقُّ إلا أن يُــراقَ دمُ
قد جاهدَ الكفرَ بــالإيــمانٍ مُـنـتـفضاً بـكـلِّ مـا تـقـتـضي الأخلاقُ والشيمُ
وراحَ يـومـــئـــذٍ يـلــقــي رســالــته مُـبـيِّـنـاً لـلـعـدا أبــعــادَ زيــــفِـــهــمُ
لـمْ يُـثـنِــه الـجـمـعُ عـن عزمٍ لغايتِه حـتـى يُـلـبِّـــي نـداءَ الــحــقِّ بـيـنهمُ
لا تذرفِ الدمعَ عن ضعفٍ ومسكنةٍ إنَّ الـحـسـيـنَ قـويٌّ صــارمٌ شـــهـمُ
كمْ حزّ بالناسِ يومَ الطفِّ مـصرعُه وكـمْ دمـاءً لــه فــاضــتْ عـيـونُــهمُ
حـتـى الـسـمـاءُ بـكتْ مدهوشةً كمداً مـن فـرطِ مـا بـلـغَ الاعـدا بـظـلمهمُ
فـابـكـوا عـليهِ على حبِّ الرسولِ له فـكـمْ حـديـثٍ بـهـذا الـحـبِّ جـاءهـمُ
مـزارُه اليومَ روضٌ، بلْ منارُ هـدىً الـنـورُ يـسـطـعُ مـنـه، أيـنَ نورُهمُ؟
يـطـاولُ الــدهــرَ فـي عـلـياءِ موقعِه ويـشـمـخُ الـعــزُّ فـيـهِ فــوقَ ذلّــهـمُ
وتـحـتَ قـبَّـتِــهِ حــولَ الـضـريحِ له الـعـربُ تـهـتـفُ واويــلاهُ والــعـجمُ
تـهـوي إلـيـه قـلـوبُ الـوالــهـيـنَ لـه لـو يـفـتـحُ الدربُ فتحاً تـلـتقي الأممُ
وفي الإمام زين العابدين (عليه السلام):
وذا عـلـيٌّ كـمـا قـد قــال واصــفُــه (هـذا الـتـقـيُّ الـنـقــيُّ الطاهرُ العلمُ)
جـهـادُه مُـسـتبانٌ في صـحـيــفِــتــه فـفـي مـضـامـيـنِـهــا قـد تمَّ فضـحهمُ
لـلـمُـتـقـيـنَ إمــامٌ بــلْ وقــدوتُــهــمْ بـكـلِّ ما يـنـبـغـي قـد لـمَّ شـمـلـهــــمُ
وذاعَ صـيـتـاً بـزيـنِ الـعـابـديـنَ لما بـدا مـنـه زهــدٌ فــــاقَ ظــــنَّـــهـــمُ
كـنّـاهُ قـومٌ بـسـجَّـــادٍ مــفــاضــلـــةً بـكـلِّ أمـــرٍ يــخــصُّ الــديـنَ فـاقهمُ
الـوافـدونَ لـه يـحـظـونَ مـن كــرمٍ مـا مـثـلـه أبــداً جــــودٌ ولا كــــــرمُ
(يـزيـد) يـعـرفُـه أصـلاً بــلا ريـبٍ ومـنـه يـخـشـى إذا مـا شـاءَ يختصمُ
يـدلُّ مُـعـتـرفـاً مـن ذا يــكونُ ومَن لـو قـامَ يـخـطـبُ فـيـهـمْ لـم يـعـقه فمُ
اللهُ حـافـظـه مـن شـــرِّ شــــانــئــه أبـقـى لـنـا نـسـلَ طـه رغـــمَ أنــفِـهمُ
وفي الإمام محمد الباقر (عليه السلام):
مـحـمـدٌ نـجـلـه فـاضــتْ مـعـارفُــه لـم يـنـقـطـعْ عـنـده الـقرطاسُ والقلمُ
ولـم يـكـن يـبـتـغـي كـبراً ومـنــزلةً كـان الـتـواضـعُ أمـراً فـيـه يــتَّــسـمُ
يـدعو إلى الوحدةِ الكبرى لمـجـتـمعٍ يُـبـنـى على العدلِ بالإنصافِ يلتزمُ
وكـان مـثـلَ أبـيـهِ زاهـــــداً ورعــاً مُـفارقاً نهجَ من ساسوا ومَن حكمَوا
فـي الـفـقـهِ رسَّـخَ بابَ الاجتهادِ بِما رأى به مـا وهذا الـشـرعُ يـنـسـجــمُ
بـكـلِّ عـلـمٍ لـه بــاعٌ يُــشــارُ لـــــه وفـضـلُـه فـي الـهـدى جـازٍ لقصدِهمُ
وفي الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):
وجـعـفـرٌ فـي عـلـومِ الـدينِ مدرسةٌ كــلُّ الـمـذاهــبِ جـاءتْ مـنــه تلتهمُ
الـفـقـهُ مـوروثــه عـن عـلـمِ والــدِهِ كـذلـكَ الـزهـدُ والإيـــمــانُ والــكـلمُ
بغـضـاً وجـهلاً تناءتْ عن أصالتِها تـلــكَ الـمـذاهـبُ إذ تـاهتْ بها الأممُ
يـبـقـى الـسـؤالُ مُـلـحّـاً عـند ملتزمٍ أيُـتـركُ الــرأسُ والأطــرافُ تُـلتزمُ؟
إنَّ الـبـكـاءَ لـديــهِ خـيــرُ مُــلــتمَسٍ يُـشـفـي غـلــيـلَ الذي في صدرِه ألمُ
والـصـدقُ بـالـقولِ بلْ والفعلُ ديدنَه مـن ذا يـجـاريهِ لو جـاءوا بجمعهمُ؟
وفي الإمام موسى الكاظم (عليه السلام):
وذاكَ مـوسـى كظيمُ الغيظِ ذو ورعٍ لاقـى مـن الـظـلمِ ما لاقى بــحكمِهمُ
(بـابُ الـحوائجِ) معروفٌ بذي كرمٍ مـا سـائـلٌ عـادَ إلّا وهــوَ مُـــغـتـنــمُ
يـقـابـلُ الـسـوءَ بـالإحـسـانِ ملتمساً إصـلاحَ مَـن فـيـهِ يـومـاً يــنفعُ الندمُ
وهـوَ الـمُـكـنّـى بـعـبدٍ صالحٍ شرفاً ورفـعـةً وبـهـا يـحـظـى بـعــصـرِهمُ
فـي الـكـاظـمـيـةِ دارٌ تـلكَ روضته تـعـجُّ بـالـنـاسِ آلافـــاً فــتـــزدحـــــمُ
وفي الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام):
ذاكَ الــرضـا نـجـلُـه أحيا شعائرَنا بـأرضِ طـوسٍ حـواهُ الـعـزُّ والـكرمُ
ومـا لـجـاهٍ سـعـى يـومـاً لـيـشـغله عـمَّـا لـدى الـنـاسِ مـن أمـرٍ يـهـمُـهمُ
وفي الإمام محمد الجواد (عليه السلام):
وذا الـجـوادُ الذي في الخالداتِ له بـجـنـبِ، مـوسـى مــزارٌ زانَه الحرمُ
مضـى شـبـابـاً بـسـبـعٍ في إمامتِه يـا ويــلـتـاهُ، فـمـنْ بــالــقـتـلِ يُـتّــهـمُ؟
قـد زوَّجَ الـحـاكـمُ الـمـأمونُ ابنته إلـيـهِ تـغـطـيـةً كــي تُــرفـــعُ الــتُّــهـمُ
أبـوهُ قـد مـاتَ مـسموماً وليسَ لنا سـوى دلـيـلٍ لــه حـتـى مَ نُـهـضتـــمُ؟
وفي الإمام علي الهادي (عليه السلام):
وذا عـليُّ إمــامُ الــحـقِّ قـدوتـنــا نـخـطـو خُـطـاهُ وبـالـرحـمـنِ نـعتصمُ
لـه لـفـتـيــاهُ عـنـد الـنـاسِ منزلةً لا بـلْ وشـأنٌ لـدى ذي الــجـاهِ مُحترمُ
هـوَ الـذي لـقِّــبَ الـهادي لموقعِه فـي نـشـرِ مـا يـنبغي في الوعي بينهمُ
إنَّ (الـزيـارةَ) بـعـضٌ مِن مآثرِهِ وهـوَ (التقيُّ) كـمـا قــد لــقــبـوهُ هُـــمُ
وفي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
والــعـسـكـريُّ إمـامٌ زانَ مجلسَه طـيـبُ الـتـعـامـلِ فـي تـدبـيـرِ أمــرِهمُ
قـد كـانَ فـي زهـدِهِ صنواً لوالدِه وأكـثـرُ الـنـاسِ جــاهــاً فـي زمــانِــهمُ
لـكـنَّ حـكـمَ بـنـي الـعباسِ يومئذٍ مـا كـانَ يـرجـو لـه خـيــراً بـظـلــمِـهمُ
مـقـرَّبـاً عـنـد بعضٍ لم ينله أذىً ومُـبـعـداً عـنـد بـعـضٍ رهـنَ جــورِهمُ
قـضـى بـسـمٍّ بـقبوِ الحيرِ يومـئذٍ يـفـتِّـتُ الـقـلـبَ مـرأى الـقـبـوِ، ويــلهمُ
وفي الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف):
نـهـفـو إلى نجلِه المهديِّ مفزعُنا بـالـعـدلِ يـقـضـي وصرحُ الكفرِ ينهدمُ
تـنـوَّرَ الــكــونُ مــزهـوَّاً بمولدِهِ حـتـى بـه دوحـــةُ الــمــخــتـــارِ تُختتمُ
للهِ درَّكَ مـن أجـــدى لــنــا مثلاً (ألـيـسَ هُــمْ خــيــرُ خــلــقِ اللهِ كــلهمُ)
وقال من قصيدة (الغاية الواحدة) وفيها يدعو الشاعر بالتمسك بأهل البيت (عليهم السلام) فهم الصراط القويم وحبل الله المتين وقد قرأها في ملتقى باليمن:
حـيّـاكـمُ الله بــدارِ الــحـكـيــمْ حيّا الذي قد راحَ فيها يـقيــمْ
تَـزوّدوا مـا شِـئـتـمُ بـالـتُـقــى وادِّخِـروا الزادَ ليومٍ عـظيــمْ
هَـل مـالُــنـا بـنـافـعٍ والـبـنون إلّا الـذي يـأتـي بقلبٍ سـلــيمْ
صـلـوا عـلى خيرِ الملا أحمدٍ وآلهِ كــي تـــروّنَ الـنـعـــيـمْ
وسـارِعوا لـلـبـرِّ فـي مــالـكمْ فـإنَّ فَـضـلَ اللهِ فـيكمْ عـمـيمْ
مـا نـفـعُ مـن يدعو إلى جـنـةٍ وفعلهُ يُفضي لدارِ الـجــحـيمْ
يا قشعةَ الخيرِ وأهلَ الـتـقـــى إلتزموا بالآي، آي الــكـريـمْ
فـآلُ طـه لـــلــورى قــــــدوةٌ وبـلـسـمٌ شـافٍ لــداءِ الـسـقيمْ
فـحـبُّـهـمْ واللهِ يُـفـضـي بـكــمْ لـجـنَّـةٍ فـيـهـا الـنــعيمُ المـقيمْ
لا تغفلوا عن ذكرِ أفـضـالـهم وهـلْ يُجافي الحـقَّ الا الـلئيمْ
أينَ وصـايـاهُ، أَلــمْ يــوصِـنـا مـحـمـدٌ بـهـمْ لِـكــي نـستقيمْ!
مَن كتبَ التاريخَ؟ مـن خـطهُ مُحرّفاً عن وضـعهِ المستقيمْ؟
فـنـحـنُ فـي أصـولـهِ نـلـتـقـي وبـعضُنا للبعـضِ صِنوٌ حميمْ
أمّـا فـروعُ الـديـن مـا شـأنُها تـجـاهَ مـا نــملكهُ في الصميمْ
لا أنـتَ عـلّامٌ بــمــا عـنـدنـا ولا أنـا بــمـا لـديـكـمْ عَـلــيــمْ
فـلـنـقـطعَ الجدالَ من عِـرقِـه ونـبـتـعــدْ عـن كـلِّ أمرٍ ذميمْ
من يـتّـجـه لـلآلِ فـي نـهـجِه يستنشقُ الطيبَ وعذبَ النسيمْ
ومن نوى في ظلّهم ينضوي يَحـظـى بما يَهوى بدارِ النَعيمْ
وقال من قصيدته (الإبداع الإلهي) وتبلغ (25) بيتاً وفيها يصور الشاعر إبداع خلق الله (جل وعلا):
إلـهُ الـكـونِ قـد خـلـقَ الـجـمالا وأبدعَ فيهِ فـاسـتـوفـى كــمــالا
ونـوّعَ لانـتـظـامِ الـكـونِ خـلـقاً بـه الأضــدادُ تـكـتـمـلُ اكتمالا
وأودعَ ضمنَ حفظِ النوعِ وزناً وعـيَّـنَ لـلـبـقـاءِ لـه الـمـجـــالا
فـمـا عـنـدَ الـخـلـيقةِ من محالٍ فـعـنـدَ اللهِ لـــن تـــجــدَ المُحالا
ترى العجبَ العُـجابَ بكلِّ أمرٍ أحـاطَ بـه فـأوردَه مـــــثــــــالا
تصوَّر كيفَ كـانَ الـكونُ لولا طـلـوعُ الـفـجرِ بعدَ الليلِ حالا؟
وكيفَ الليلُ في الـظـلماءِ يبدو بــلا قــمـــرٍ ولا نـجـمٍ تـــلالا؟
وكيفَ الكونُ دونَ الشمسِ فيه وكيفَ الشمسُ لو زادتْ خبالا؟
وكيفَ الماءُ لو لم يأتِ قـطـراً فـيـنـزلُ فـوقَ كـوكـبِـنـا مُسالا؟
وكـيـفَ بـنـا إذا ما اختلَّ يوماً نظامُ الكونِ فـي الدنيا اخـتـلالا؟
وقال في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) من قصيدة تبلغ (28) بيتاً:
مَـنْ يَـنـبـري لـبـيــانِ بُــعــدِ مَــداكِ أو يَـرتـقـي سَـبَـبـاً إلى عَـلياكِ؟
وَمَن الذي شَهِدَ الطفوفَ وهـلْ رَأى أبَعادَ صَبرِكِ في احتواءِ بَـلاكِ!
يا زَيـنـبـاً، يـا فَـخـرَ أمّـــةِ أحـــمَــدٍ كل الـسبايا صَرنَ تـحـتَ لِـواكِ
بالأمسِ قد حامى الكفيلُ عن الحِمى لـكـنَّــهَنَّ الـيـومَ تـحـتَ حِــمـاكِ
فـبـذلِـتِ ما بذَلَ الرّجالُ بــدورِهـــمْ بِـثـبـاتِ عَـزمِـكِ واعـتـدادِ إباكِ
لَولاكَ ما اكتملَ الـمَسارُ إلى الـهُدى وَلـضـاعَ كـلُّ الـمـرتجى لولاكِ
وَلَـكـانَ ديـنُ الـحَــقِّ يُـمـحـى ذِكرُهُ لَـمْ يُـــحــــــيَ ديــنَ اللهِ ذا إلّاكِ
أنـتِ الـمُـكَـمِّــلُ لـلــحـسـيـنِ جِهادُهُ بـعـد الـشـهـادةِ واثِــقــاً بخُطـاكِ
سَـبَـيٌ وأَطِـفـالٌ أقضَّ بِـهـا الـظـمـا الـكُـلُّ يـهـتِـفُ قـــاصــداً إيّـــاكِ
الـشـامُ تـحـفُـلُ بـانـتـصارِ غَرورِها وَالـجـهـلُ بــالأحــداثِ قـد آذاكِ
الـنـاسُ جُـذلـى دونَ وَعــي مِـنـهُـمُ جَـعَــلـوهُ عـيـداً زادَ مـن شَقْواكِ
ذا مَوْجُ بُحرِكِ حاقَ بالطاغي الذي قَـد صـارَ فِرعَوناً عـلى الأَملاكِ
كـيـفَ الـتَـقَـفـتِ عِصِيَّةُ في قَصِرهٍ يـا صِـنْـوَ مُوسى بالعَـصا الفَتّاكِ
ماذا فَـعَـلْـتِ بِـهِ فـزمـجَـرَ غـاضباً فَـكـسَـرتِ شـوكَـتَـهُ بصـارِمِ فاكِ
ألَـقـمْـتِـه حَـجَـراً فَـشُـلَّ لـسـانُـــــهُ وَقَـلَـبـتِ مَـجْـلِـســهُ بِــغيرِ عرِاكِ
لو شـاءَ قَـتـلَكِ حين ذاكَ فَمن يقفْ لَـكِ مــانِـعـاً إيّـــاهُ سَـــفــكَ دِماكِ
هـذا دَلـيــلُ إبــاكِ فِــي تَـقـريـعِــهِ ما راعَ قَـلْـبَـكِ سَــطـــوَةُ السّفَـاكِ
لَـو كُـنـتِ آنــئــذٍ طَـعَـنــتِ بخنَجرٍ أَجـدى لَـدَيــهِ مِن غَلـيظِ عَصـاكِ
مـا أروعَ الـكَــلِــمِ الــذي أَلـقَـيــتِـه فَـلَـقَــد تـحـقّــقَ لـلِــــورى أنـباكِ
لَـمْ يـلـبـثِ الـطـاغـي طويلاً بعدما قـد لاحَـهُ مـا بَــان فــي رُؤيـــاكِ
وَقـفَـلـتِ عـائِـدةً مـع الـركبِ الذي أضـحـى قـيـادَتُـه بـرَحــبِ هُداكِ
وَمَع الرّؤوسِ لِـكـربَــلاءَ وَطَـفِّــها لَـمْ تَـنْـسِـيّــنَ لـدى الـلِـقـا مَولاكِ
وَبأرضِ كوفانٍ لديكِ خَـصـيـصَـةٌ أخـرى تَـرِنُّ لِـوَقــعِــهَــا أصداكِ
هـذا ابـنُ مـرجـانٍ بـمجلِسِ حُكْمِهِ يـبـدو عـلـيـهِ الـغَــيــظُ مــن آباكِ
مُـتـهـكِّـمـاً، مُـتـغـاويــاً يَسعى إلى طَـمـسِ الـحَـقـائِـقِ هــازئاً بِعُلاكِ
تـاللهِ صَـوتُ الـحَـقِّ عِـندَكِ حينَها قـد كـان أقـوى مـن قــوى أعداكِ
وَالـحـقُّ أنـتِ بـأيِّ حـالٍ، يا تُرى مَـذهـولَــة، مَـشـغـولــةَ بــأســـاكِ
تـلـكـمْ هـيَ الحَوراءُ في أوصافِها فَـلَـكٌ يَـدورُ بــعــالـــمِ الأفــــلاكِ
وقال من قصيدة (موقف قائدين في قضية الحسين) وتبلغ (27) بيتاً، وهي في الفارق بين الموقف المشرف للشهيد الحر الرياحي (رضوان الله عليه) الذي اتبع الحق، والموقف الجبان والمخزي لعمر بن سعد الذي تبع الغي الضلال:
كُــنْ لِــلـحَـقـيـقــةِ واعِـــيـــاً مُـتَـفَهمَّا وَاحـذَر شَـبـيـهَ الـحَـقِّ كـونَـكَ مُسِلما
فَــالــحَــقُّ لَــيـسَ كَــشـبُـهِهِ في غايَةٍ كالصّوتِ لَيسَ كَما الصّدى إِنْ دَمدَما
وَالـحَــقُ مَـقـرُونٌ بـصـدقِ مَــســارِهِ وَشَـبـيـهُــهُ بـالـمَـكـر يَـظَـهُـر مُوَهما
وَالـحَـق وجـهُ الـشـمسِ إيَّانَ الضحى لـكـنَّ ظـلَّ الـحـقِّ يـبـقـى مُـعـــتــــما
فـدلـيــلُ هَــدي الــمـتـقـيــنَ يـقـيـهــمُ ودليلُ من ضلَّ السبيلَ هــوَ الــعــمى
لـزِمـوا الــضّـــلالّــة مَـسْـلكاً بجهالةٍ أو مَـطـمْــعٍ قـدْ زادَ فـيـهـمْ مَــأثـــمــا
ذو العَقلِ يَـظـفـرُ بــالـصَّــوابِ بَعَقِلهِ وَتَـرى الـجَـهولَ لِجَهلهِ مُــســتَـــسِلما
ذا مـوقِـفٌ بـالـطـفِّ أصـبـحَ واقِـــعـاً لَـمْ يـبـقَ شيءٌ في الحقيقةِ مُــبــهَــما
حَـسِـبَ ابــنُ سَــعــدٍ يـومَ أمـهِلَ ليلةً بِـقـرارِ مَـوقـفِــهِ يَــطـالُ الأَنـــجُــمــا
وَيَــرى بـأُمَّ الــعـيـنِ بـعدَ الطفِّ في دَنـيـاهُ مَـنـزِلَـــةً وَمــلـكــاً أقــــومـــــا
وَبــســاعــةٍ قَــد بــاعَ جُـــلُّ يـقـيـنِـهِ مُـسـتَـبـشِــراً بِــقَـــرارِهِ مُــتَـــرَنَّــمـا
ظـنّـــاً بــأنَّ اللهَ يُــمـهــلُ مُــذنَــبَــــاً حـتـى يَـتـوبَ لــكـي يـقـيهِ جَـــهــنّـما
صَلّى وَجَمهَرةُ الـعَـسـاكِــرِ خـلَـفــهُ خُــدِعــوا بــهِ مُـسـتـسِلمينَ تــوَهْــمــا
وَبذاتِ يَــومِ الـطــفِّ كانَ الـحُـرُّ قد أبَــدى بــمـوقـفِــهِ قَــــراراً مُــبــرَمــا
لَـحـظـاتُ إلــهـامٍ بَــدَتْ فـي صَحوةٍ لـلـذّات فـاتّــخـذَ الـقَـرارَ الأحَـــسَـــما
قد أذهَـلَ الأعــداءَ فـــي إجـــرائِــه مـا ظَـنّـهُــمْ يـغـدُو بِــذاكَ مُــصَــمِــمَّا
عَـرِفَ الـحَـقـيـقـةَ فـانـبَـرى ببـسالةٍ نَـحَـوَ الـحُـسـيـنِ غــدا يـبثُّ تــنـــدُّمـا
بالأَمْسِ أرعَبَ أهْــلَ بـيـتِ مُــحـمَدٍ وَالـيـومَ جـاءَ لـنِـصَرِهِـم مُــســتــسلِما
وَالــكُــلّ يَــعـلَــمُ بـأسَهُ عِندَ الـوغى بِـالألــفِ عُــدَّ مَــقـامُـــهُ إنْ أقـدمَـــــا
اللهُ يــهــدي مِــنْ يَــشـــاءُ لِـــنـورُهِ وَيُـضِـلُّ مَــنْ بــالـكُـفرِ ظَلَّ مــعـــتَّما
وَاللهُ حـقَـقَّ لِـلـحُـسـيـنِ دُعــــــــاءَه مَـنْ مِـنْ جـلاوزَةِ الـــنِــفّاقِ تــكـــرَّما
هَلْ يا تُرى غنِمَ ابنُ سعدٍ بَعـدَما اقـ ـترَفَتْ يداهُ مِن الــفَــضَـائِـعِ مــغــنَـما
مـا كُـلُّ مَـنْ لـبِـسَ الـعِـمامةَ مؤمِنٌ تُـسـلِـمـه أمِـرَكَ إذ تَراهُ مُــــــعَـمَّــمــا
مَـهـمـا يَـطـولُ الـجـهلُ في ظلمائِهِ لابُدَّ شَمسُ الـحـقِّ تـطـلعُ في الـــسَّــما
لَو شِئتَ مِنْ طَرَفِ المزيدِ شواهداً مِــنْ ذاتِ مــا ذُكـرَتْ وَجَدتَ الأعظما
نَـوِّرْ فُـؤادَك بــالــيــقــيــــنِ فـإنَـهُ لِـبُـلـوغِ مَـرمى الــحَــقِّ يُـصبحُ سُـلَّـمـا
ذي كربلاءُ وَتِلكَ بَعضُ دُروسِـها لِـلـحَـقِّ تَـبـقـى فـــي الـدَّلالَــةِ مَــعْــلَــما
وقال من قصيدة (حسن العاقبة) وتبلغ (22) بيتاً وفيها يدعو إلى التمسك بأهل البيت (عليهم السلام) والاهتداء بهديهم:
مـاذا نَـقـولُ إذا يَـومُ الـحِـسـابِ دَنا وَاللهُ يَـسـألُـنـا عَـمّــا فَـعَـلـنـــاهُ
أوزارُنـا كـالـحَصى لا عَدّ يجمَعُها مـاذا بِـرَبِّـكَ لِـلأخـرى كَنَزناهُ!
عـارُ الـكَـبـائِـرِ لِـلأُخـرى يُـلاحِقُنا بِـأيِّ وجـهٍ بِـهـذا الـشّـكِل نَلقاهُ!
اللهُ يَـعـلـمُ مـا تُـخـفـي سَــرائِـــرُنا وَنـحـنُ نَـعِـرفُ حَقِّاً ما اقترفناهُ
ماذا نقولُ وهَلْ في الـقَولِ من أثَرٍ يُغني عَنِ الفِعلِ يَوماً ما وَجَدناهُ
وَهَـلُ نُـكّـذِبُ أيــديــنــا وأَرجُـلَـنـا إذا نـطَـقَـنَ بـيـومٍ يُـقـفَـلُ الـفــاهُ
يَـقـولُ سـبـحـانَـهُ يَـومَ الـمَعـادِ لَنا أمـا وَعَيتُمْ – عِبادي- ما بَـعَثناهُ
الرُّشـدُ وَالـغـيُّ مَـعـروفٌ بَيانُهُما فــي الـذِّكـرِ عِـنَـدكُـمُ آيـاً كَـتَبناهُ
هذا طَريقُ الهُدى ما ضاعَ سِالِكُهُ إلـى الـجـنِـانِ سَـبيلاً قد بَسَـطناهُ
وَذا طَـريـقُ الهَوى قَد ضَلَّ تابِعُهُ إلـى جَـهَـنَّـمَ يُـفـضي قد ذَكـرَناهُ
يَـقـولُ سُـبـحـانُـهُ إنِّـي خَـلَـقْـتُـكُـمُ بِـأروَعَ الـحـالِ فـيـمـا قد خَـلَقناهُ
حَـبَـوتُـكُـمْ لُـغَـةً تَـبـدو بـمَـنطِقِكُمٍ هـذا الـذي لـكُـمُ حَـصـراً وَهَـبناهُ
وَأحـسَـنَ الـخَـلـقِ تَقويماً وَمَنزِلَةً وَأعـقَـلَ الـخَـلِـقَ تـفكـيراً جَعَـلناهُ
أودَعتكُمْ رَحْمَتي عَـهداً عليّ لَكُمْ لا يَـبـتـئـسْ مُـؤمِنُ مِمّا شَرَعـناهُ
يَنالُ رَحَمَتنا مَنْ كانَ مُـحـتِـسـبـاً لِلهِ يَـدعـو كـثـيــراً فـي مُـصَــلّاهُ
فَـذا الـنَـبـيُّ شَـرى بـالـنّفسِ أمّتَهُ رَغمَ الذي قَد بِـدا مِـنـهـمِ، فــآذاهُ
وَذي البتولُ بفَضلٍ من سَماحَتِها يُـحـقِّـقُ اللهُ مــا ترضى فَيرضـاهُ
وَذا عـلـيُّ الـهُدى جَلَّتْ مَواقـفُـهُ في كُلِّ مُعتَركٍ جَـمّـتْ عَــطــاياهُ
وَذي أئِـمّـتـكُـمُ هَـمّـوا لِـوحدَتكُم في نهجِهم يُعْرفُ الإسلامُ مَــعناهُ
أمَا بـثِـقـلَـيـن قَـد أوصـى نَـبيّكُمُ فـكـم بـمـضـمـونِ ذا مـنكمْ تَــبَنّاهُ
رَبّـاهُ، نَـعَـلَـمُ ذا، رُحـمـاكَ ربّاهُ يـا ويـلَ مِـن مُـنكرٍ إيّاكَ، وَيـــلاهُ
وقال من قصيدة (وفود الولاء)
أبـا الـشُّــهــداءِ أتَــتــكَ الــوفـــــــودُ لِـلـقـيـاكَ مِـنْ لَـهـفِـها تَمزَعُ
قـوافِــلُ تِــأتي وَأخـــــــرى تــؤوبُ وَلو كانَ في الوِسْعِ لا تَرجعُ
بــإسـمِـكَ بـاتَـتْ تُــنــادي الـجُـموع وَهُمْ في رِحابِ الـهُدى خُشّعُ
كـمـا الـمـاءُ يـجـري يَــدومُ الــوَلاءُ كما الشمسُ مِن برجِـها تطلَعُ
ولِـدتَ مــنــاراً لــنــا يــا حُــسـيــنْ إلـى الــيَـومِ نُـورُكَ ذا يَسْطَعُ
وَلــولا قــيــامُــكَ فـــي كــــربَــلاء لَـمـا رايــــةٌ لــلِــهُــدى تُرفَعُ
فِــداءٌ لِـمـثْـــواكَ يــا ابــنَ الـرَّسولِ فِــداءُ مُـــحــبٍّ لَــكُــمْ طَــيّـعُ
فـكَـمْ يـتـمـنّــى ضـيـــوفٌ تُـــقــــاةَ جـوارَكَ فــيـهِ لـهُــمْ مَــوْضِعُ
وكَـمْ يـتـمـنّـــونَ بــعــدَ الــرَّحــيـل بأرضِ الطـفّوفِ لَهُمْ مَـضجعُ
فَـذي كَــربــلاءُ تَـمـوجُ ازدهـــــاءً عَـنِ الأَمسِ في زَهوِها أروَعُ
وَذي كــرَبــلاءُ تُــضــاهـي الجِنان لِـمَـا فـي الـنـفــوسِ لها موقِعُ
بـهـا الـشـاهِـقـاتُ تَــضــمُّ الـوُفــود بِـهـا الـروَّضـتَــانِ لَهُمْ مَفزَعُ
وَفـيـهـا الـمـآذِنُ، فـيـهـا الــقِــبــابُ بِـلأَلاءِ أنـــوارِهـــا تــطــلـــعُ
وَفـيـهـا تـرى الـحـافِــلاتُ الحِسانُ تَـقِـلُّ الــحُــشــودَ ولا تَـجـزَعُ
وَمَـنْ يـأتِـهـا فـي غــــدٍ زائِـــــــراً يَـرى مـا يُــسِــرُّ وَلا يَــشْــبَعُ
أبـا الــشُــهــداءِ مَـلـكـتَ الــقُـلـوبَ قُـلـوبـاً لِأمـرِ الـهُــدى تخضَعُ
تَـقَـبّـلْ وَبـــارِكْ لَــنـــا سَــعــيـــنـا وَكــلّ الـذيّــنَ إلــيــكَ سَــعــوا
أَلا في رِضـــاكَ رِضاء الـحَـبـيبْ وَفـيــكَ رِضــا ربِّــنِــا مُــودَعُ
فَـما غـيـرَكُـمْ آلُ بـيــتِ الـهــــدى بِـيــومِ الـمـعـادِ لَــنــا يَــشـــفَـعُ
وقال من أخرى:
ذا مَـنـهَجٌ فيهِ الصّـلاحُ لمنْ وَعوا وَجَـهَـنَـمٌ لُـمـخـالِـفـيــهِ وَمَــرْتَعُ
وَرَفيـقُ مَـن للهِ واكَـــبَ سَــعــيَـهُ وَلِــكـلِّ مَـنْ لَـزَمَ الـهـدايَـةَ ينفَعُ
فـيهِ الـزَّيـاراتُ الـتـي يَـحـتـاجُـها فــي كُـلِّ حـيـنٍ بـالقِراءَةِ يَخشَعُ
فـالـمـيـمُ مَـعـروفٌ نَـقـومُ لأمــرهِ والـنـونُ نَـهيٌ عَن قَبائِحَ تُصنَعُ
وَالـهـاءُ هَـدْيُ الـعالمينَ إلى التُقى وَالجيمُ جَنّاتُ الخُلودِ لَمنْ سَعُوا
لـكِـنّ مَـعْـكـوسَ الـــكـلامِ جَـهَـنَـمٌ لِـلـمُـشـركــيـنَ ولِـلطُغاةِ مَصنَّعُ
فـالـجـيـمُ ذاكَ جَـهَـنّــمٌ لِـعُـتـاتِـهِـمْ وَسَـعـيـرَهُ لا شَــيء مِـثـلهُ يَلْذَعُ
والهاءُ هَيْهاتِ الـنَـجـاة لمَن طَغى وَبَـغـى وَراحَ مَـعَ الهَوى يَتَمَتّعُ
وَالـنـونُ نـارٌ لا قـرارَ لِـعُـقْـمـهـا تَصْلى بِمَنْ لا يَرْعوي أو يُردَعُ
وَالـمـيمُ مَوْتٌ لِلطُغاةِ لـمـا جَـنَـوا وَلِـبُـغْـضِـهِـمْ لِـلآلِ لَـمْ يَتَوَرَّعوا
إنْ كُنتَ تَشكو مِنْ ذنوبِكَ وزْرَها وَصَحيفةُ الأعمالِ تُقرَأ (بـلـقـعُ)
لا تَـمْـتَـقِـع أَبَـداً فَـرَحـمَـةُ رَبِّـنــا في الـعَـفوِ في يَوْمِ المعادِ مُوَسَّعُ
مَنْ شـاءَ يَنجو فالطريقُ لَـواضِح وَاقولُها صِـدْقـاً لمنْ شاءوا يَعوا
هـذا رَفــيـقُ الـصـالـحينَ أمامَكمْ أَنـوارُهُ لِـلـعـالـمـيـنَ تَـشَـعْـشَــعُ
وقال من (أنشودة العتبة الكاظمية)
هـذهِ الـجـنَّــةُ لا جـنَّــةُ عــادْ هـذه جـنّـة مــوسى والجوادْ
أزلـفـتْ لـلـمـؤمـنـينَ المتّقين (فـــادخـلوهــا بسلام آمنين)
هـيَ حـصـنٌ ومـلاذٌ لـلـعبـادْ
هـذه جـنّـة مـوسـى والـجوادْ
روضةٌ تحرسُها عينُ السماءْ هـبطتْ فــيها قلوبُ الأنبياءْ
وإذا مـا المرءُ أفضى للدعاءْ سوفَ يـــأتـيـهِ مـن اللهِ نداءْ
(ووضـعـنـا عـــنـك وزرَكْ)
(الــذي أنــقــضَ ظـــهـرَكْ)
هـذه جـنّــةُ مـوسـى والجوادْ
روضةٌ زيَّـنـهـا ربُّ رؤوفْ دانـــيـاتٌ للملا فيها القطوفْ
أنـبـيـاءُ اللهِ تـأتـيـهـا صفوفْ وبها الأملاكُ تسعى وتطوفْ
صـنـتَ يــا زائـــرُ قــــدرَكْ
(ورفــعــنـــا لـــكَ ذكـــركْ)
هذه جنّةُ مـوسى والــجـــوادْ
إنَّما الحجُّ لدى البيتِ الحرامْ حــجَّــةٌ واحــدةٌ فـي كلِّ عامْ
ها هنا كعبةُ مـوسى والمقامْ كــلُّ يــومٍ فــيــه حـــجٌّ للأنامْ
يـمِّــمــوا ربً بــصــيـــــرا
واذكـــروا الله كــــثـــيــــرا
خـدمـةُ الــزائرِ باب المراد
هــذه جـنّـة موسى والجواد
وقال من قصيدة تبلغ (12) بيتاً في تقريظ كتاب (ديوان الشعر الانكليزي) وهو من ضمن أجزاء موسوعة دائرة المعارف الحسينية للمحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي:
تَـوالَــتْ عطاءً مِنْ لَدُنْكَ البَـدائعُ وشَـعَّتْ على الدنيا سَناءً رَوائِعُ
وفـي كُـلّ مـولـودٍ جَديدٍ حَبَـوْتَنا ومِنْ ذلـكُمْ قدْ لاحَ (نَثْرٌ وساجعُ)
وقدْ آنَسَ الأغرابُ منكمْ تَجـاوباً فـمـنهمْ دُعاةً قدْ حَوَتْها الـمـواقِـعُ
ومنهمْ رأى فيما دَعَوْتَ مَلاذَهُمْ فليسَ إذَنْ فـيـمـا خَـبِرْتَ مَطامِعُ
ولا بالـذي جـاراكَ مِـنهُم بِرأيِهِ فـلـيـسَ لِـمَـنْ والى حُسَيناً تَراجِعُ
تراجِمُ أغرابٍ تَـوَلَّـيْتَ شـأنَـهُـم لِما يقتَضي نحو الحُسينِ النّوازِعُ
فَخطّكَ في هذا المَـسارِ لَواضِحٌ كما الشّمسِ تجلو قدْ جَلَتْهُ الوَقائِعُ
سَماحتُه كنزٌ تَراءى لَـدى المَلا رَاوفِـدُ نُــعــمـى كـلّـــه ومَــنــابِعُ
مـنـاهِلُ فِكْرٍ لا انقطاعَ لِوِرْدِها يَـشـيـدُ المَلا في فَضلِها والمَراجِعُ
حَوَيْـتَ خِصالاً لا نَظِيرَ لِمِثْلِها وخيرُ المَزايا في العظيِّ التّواضعُ
فَبُوركَ سِـفْـرٌ قـد تَعـاظَمَ شأنُه تـظـلُّ بـه الأجـيـالُ جَـمْـعـاً تُـطالِعُ
ودمتَ كذخرٍ للمُسَجّى بكربلا تَـهـيـمُ انْـبِـهـاراً فـيــه حدَّ المَـدامِـعُ
عُرف البزاز بدماثة خلقه وحبه لوظيفته ومتعاوناً مع زملائه ومحبوباً لدى زملائه المدرسين وطلابه ويمتلك روحاً مرحة، ونقاء سريرة، وكانت تربطه بأحد زملائه المدرسين في اليمن وهو (أحمد السوداني) علاقة صداقة، فكتب له أبياتاً لتبقى رمزاً للصداقة وذكرى طيبة للعلاقة الحميمة فيما بيننا بعنوان (وفاء وذكرى):
ســـلامٌ بـيـنَ إخـوانِ عـراقـيِّ وسـوداني
أرادَ الله جــمــعَـهـما بـمـدرسـةٍ بـمـقـبانِ
تـلاقـتْ كربلا فـيـها على حبِّ امِّ درمانِ
وباللحظِ الذي الـتـقيا أحبَّ الواحِدُ الـثاني
كـأنَّـهـما عـلـى عـلمٍ معاً فيها يـعـيـشــانِ
فـأحـمـدُ كـلّـهُ حـمـدٌ حُبي بجزيلِ إحسانِ
لنشئِ الجيلِ قد راما بـأرقـى مـا يرومانِ
فيا ربِّ الـعُلا باركْ وحـقِّـق مـا يـريـدانِ
وقال من أبيات يوثق فيها قيام بعض زملائه المدرسين من مدينة الحلة بإعداد وليمة باسم الإمام الحسين (عليه السلام) في ذكرى استشهاده في مدينة تعز باليمن طلباً للثواب:
هِـمـمٌ تـشـدُّ عـزيـمـةَ الأُصَــلاءِ لـتـفـي لآلِ البيتِ بعضَ وفاءِ
إحياءُ ذكـرى فـي القلوبِ مقامُها فـيـها عزاءُ النفسِ أيَّ عزاءِ
فـي يـومِ عـاشوراءَ تُوَّجَ سعيهم عـمـقُ الـولاءِ لـسـيدِ الشهداءِ
في أرضِ تعزٍ حيث لا تلقى بها أثـراً لـتـعـزيـةٍ ولا لـــرثـــاءِ
عـبـاسُ واحـدهـمْ وآخــرُ راجحٌ سـعـيـاً لـمـأدبـةٍ لــوقتِ غداءِ
قـد شـمَّــرا لـلـخـيرِ فيه سواعداً طـلـبـاً لـوجـهِ اللهِ دونَ ريــاءِ
الله نـدعـو أن يُـثـيـبَ كـلـيـهـمـا يومَ الجزاءِ بخيرِ، خيرِ جزاءِ
ثم يقول البزاز: (وقد شعرت وأنا أتمم هذه المقطوعة بأنني قد شاركت في تقديم ما أمكن تقديمه من خدمة في هذه المبادرة الكريمة التي توثقت من خلال هذه الأبيات التي تعبر عن الولاء الصادق المطلق لآل البيت (عليهم السلام) في يوم استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في إحياء ذكراه في يوم عاشوراء ونحن في بلد الغربة)
.......................................................
1 ــ ترجمته وقصائده في كتابه: أبدع القلائد في تخميس أروع القصائد / مطبعة السراج ـــ كربلاء المقدسة 2012
اترك تعليق