وهاب شريف (ولد 1381 هـ / 1961 م)
قال من قصيدة (أرض تنسل المنايا) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام):
أبو الفضلِ والنورُ لليومِ صبحاً غزيراً على ليلـــــــــــكمْ يسكبانِ
عسى أنْ تـذوبَ غيـومِ المآسي فيمطرُ للـــــــــيــــاسمينَ التفاني
لأجلِ الصباحاتِ كمْ (كربلاء) جرتْ من حسينٍ على الإقحوانِ؟ (1)
وقال من قصيدة (خيمة توقد محنة الماء) وهي في الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الشهداء:
ما كانَ سوطي خــائفاً جلدَهمْ بلْ كنتُ أنمو في دمي (كربلا)
أطفالُها يُـلقونَ في حيـــــرتي جـمـــرَ الـعـراقـيــيـنَ لـو أمِّـلا
ساحتْ بجرحِ الشمسِ أيامهمْ يا يُتـمــهمْ في الأرضِ كـم أثقلا
وقال من قصيدة (صلاة الشهادة) وهي في أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام):
ما أكملوا صلواتِهم فـي (كربلا) هـمْ يقنتونَ الآنَ في الشفةِ الفقيرَة
هـمْ فـي الفلاةِ الآنَ ينتــظرونـنـا لكنْ خُطانا مثلَ بهجتِـنا قصــيـرَة
لمَّا وصلنا لمْ نـجـدْ غـــيرَ المكا نِ يضمُّ دمعاً من عويناتٍ صغيرة
ومنها:
لمَّا وصلنـا ضائعينَ تطشّـنـا أهـواؤنـا مـا نـفـعُ كـــــلّمتنا الكبيـرَة
لمَّا وصلنا (كربلاءَ) أصابَنا إنَّ الزمانَ يلمُّ خـيــــــبـتَـه الـغـزيـرَة
والماءُ منكسرٌ يسيلُ تعطّـشاً وعلى ضفافِ الحزنِ تنبتُ قشعريرَة
ومنها:
الوقــــــتُ منذهلٌ لماذا (كربلا ءُ) الطفِّ تبذرٌ (كربلاء) آتٍ كثـيـرة
الــــوقتُ منزعجٌ لماذا لم نصلْ بحسينِنا طرقُ الوصولِ إذن عسيرَة
الوقتُ مرتبكٌ كحاملِ رأسِ منـ تـصـرٍ كأنّ الأرضَ ليستْ مستديرَة
وقال من قصيدة (فارس الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)
وتنفضُ (كربلاءُ) الليلَ عنها وتزهو وهيَ تنجحُ في امتحاني
وتوقــــدني سهامُ القومِ غيماً أطـلُّ عـلـى أخــــي بالأقـحـوانِ
وأغمضُ محنةَ الـدنيا أعاني أمّا وفيّتُ كيف أخــــــي رآنـي؟
وقال من قصيدة (قمرٌ على شجرِ العراق) وهي في أبطال الحشد الشعبي:
فرشَ الحسينُ ذراعَهُ مـــن (كربلا ءَ) لـ (كربلا)، فتنفسَ الأحرارُ نصرا
وَدَعَـــا أخاهُ يموتُ قـبــــلَ زمـانِـه لـمَـا رأى كـيـفَ الـنــخـيلُ يلوكُ تمرا
تركوا فراغاً في الجمالِ لسورةِ الـ ألمِ الذي تحتَ الـثـيـــــابِ يـشـقُّ أمـرا
وقال من قصيدة (نخيلُ الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام):
نخيلُ الطفِّ يــسمو من ولائي وتُورقُ (كربلاءُ) على انتمائي
جَـرَانـي نـــهرُ أوردتي حيائي ويَخجلُ كـلَّـمـا لـبّـى وفــــائـي
لأجلِ الضوءِ أجَّجتُ انتشاري وكنتُ قد اقترحتُ له انطـفائـي
ومنها:
إلى ســبعينَ شادوا (كربـلاءً) تـلـيــــقُ بـنــــفـحـةٍ مـن أنبياءِ
أبي وضع السلالةَ في حسيني وفي روحي مناصرُها الفدائي
وأمِّــي الله أبـدعـهـــا أنـيـسـاً عـلـى الـبـلوى لـسيِّـدةِ الـنـسـاءِ
ومنها:
سيركضُ نسلُ هذي الأرضِ ظهراً ليجعلَ مُنتهاها (كربلائـ) ـي
ستهطلُ روحُ غيمــــــاتِ الخُزامى لترويَ مُثخناً بالكبريــــــــاءِ
لترويَ قائماً صلباً مُحــــــــــــاطـاً لآخـرِ دمـعـةٍ بــــــــالأبريـاءِ
وقال من ملحمته (الحسين) عليه السلام التي تبلغ (130) بيتاً:
وأعـودُ أنـظـرُ (كربلاءَ) و(كربلاءُ) زمـانُ أيـقـاظٍ يُـكـرْبِـلُهـا رجـوعـي
والصمتُ تاريخٌ من التوديعِ أقسى من فأضاءِ الحُزنِ يمكثُ في ضلوعي
الحرفُ لم يَـصدأ وهاهـمْ يـولدونَ ويحرسُونَ الشوقَ في مغزى طلوعي
ومنها:
إن كان صبحُ الله لمْ.. إلّا عـــلى دمِ (كربلاءَ) إذنْ فباركْ خُلـدَهـا
تلكَ الأقلّ إلى البقـــــاءِ تدافعـتْ ترجو الحسينَ لكي تمزِّقَ لحدَها
ذاكَ امتحانٌ عاشَ زيـنـبَ طفـلةً مذْ لمْ تجدْ في مُقلتيـهـا مـهــدَهـا
ومنها:
أواهُ من.. يا (كـربلا ء) و(كربلاء) بِنا مُصابَه
وحسينُها ألمٌ يسيـــلُ ويزدهي حولَ الـــغـرابَـه
مهجٌ يطلُّ النورُ منـ ـها حـيـنَ تنسجُه الــكـآبَـه
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
يصحِّحُ دستورَ عينيهِ دربٌ إلى (كربلاءَ) وديـــــــنٌ مُعذّبُ
مسنِّونَ كالإنتـظـــارِ إذا ما تواصوا وغابوا وحزنٌ وأطيبُ
مدانونَ بالحبِّ منذ العراق اصــطفاهُ بأقسى تجاريبِه الربُّ
وقال من حسينية أخرى:
وإنَّ الرضيعَ بـــــريءٌ ولكن جرى (كربلاء) على الغافلين
لكي لا يموتَ العراقُ حسيراً أسيــــــراً يُـساقُ من الجاهلين
عشقناكَ حريةً واخـــضرارا تُـجـسـدُ فـــي القاسمِ الشاهقين
الشاعر:
وهاب بن رزاق بن حسن بن حبيب بن شريف الجبوري المعروف بـ (وهاب شريف)، شاعر وقاص وكاتب وصحفي ومسرحي، يعد من كبار الشعراء الذين أنجبتهم المدرسة الشعرية النجفية الأصيلة في الوقت الحاضر، ولد في النجف الأشرف وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة / جامعة بغداد. (1983)
ترأس تحرير مجلة المنهال، وصحف: النجف اليوم، وصوت النجف، وعراق الرافدين في السنوات من (2004) إلى (2008).
انتمى لاتحاد الأدباء في العراق بعد سقوط النظام البائد عام (2003)
أسس بيت الشعر في النجف الأشرف عام (2007)
ترأس نادي الشعر في النجف الأشرف في دورته الأولى (2016)
مدير ممثلية المبدعين العرب في النجف التابعة لجامعة الدول العربية.
مدير مكتب جريدة المنتدى البغدادية في النجف الأشرف.
يعمل الآن موظفاً في مجلس محافظة النجف الأشرف
تَرجمت له العديد من الموسوعات العراقية عن شعراء النجف والعراق.
اشترك في كثير من النشاطات والمهرجانات الشعرية العراقية، وحصل على عدة ألقاب وجوائز وقد أصدر العديد من المجاميع الشعرية منها: (إشراقات الحب الأول)، (رسائل من دفتر القلب)، (الأمل العاشق)، (مرافئ للعشق)، (الجمر يبتكر المسرة)، (تفسير الأحزان)
كتب عنه العديد من النقاد والأدباء منهم الدكتور حيدر كريم الجمّالي الذي كتب قراءة نقدية عن قصيدته (على طرفي هدى) وهي في حق سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وكانت بعنوان (وهاب شريف وقصيدته على طرفي هدى في المنظور الشعري) قال منها: (إننا أمام شاعر ينتقي كلماته بنفس يغبطها حبه المتلاطم لأهل البيت (عليهم السلام) وبروح عفوية دونما أدنى تصنّع، شاعر عُرف في سوح الشعر النجفي وطافت قصائده في الأفاق وثابة مثلما هو، قد أخذت مكانتها المرموقة في القرن الواحد والعشرين ضمن شعراء العراق. عصارة شعرية تجمعت فيها روح الشعر القديم بنمط حديث..) (2)
كما كتب الشاعر والناقد فاهم العيساوي حول الشاعر وخصائص شعره مقالاً تحت عنوان: (الشّاعرُ وهاب شريف ظاهرةٌ شِعريَّةٌ تستحِقُّ الدِّراسة) يقول منه:
(أنَّ تجربةَ الشاعرِ وهاب شريف باتَتْ ظاهرةً شعريةً متفرِّدَة تستحقُّ الدراسةَ..... فهو يتَّخِذُ من الإيجاز جسراً لإيصال هُمومِهِ ومن الكَلمات، إشاراتٍ لأَكثرَ من قراءةٍ) (3)
شعره
قال من قصيدة (عراق عليٍّ) وتبلغ (25) بيتاً:
دنوتُ إلــى الله كـــلّي لـكُلّي أيخشى عليَّ من الانحنـــاءِ؟
عراقـيةٌ قـــــــامتي بَيْدَ أنـي ألمُّ لدينِ الدمــــــــــوعِ بكائي
يُسمّونني حيدرَ الكرُّ عـندي رفضتُ الخمولَ عن الأشقياءِ
وليْ مقلتانِ اتّقــــــــادٌ لربّي ولي مـــــا أُذَوِّي عتيّاً ورائي
ولي أنْ أعيشَ كمدِّ الترجّي ولي أنْ أموتَ على الارتــقاءِ
وقال من قصيدة (وقف الكفيل) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)
وقفَ الكـفـيـلُ ومـوتُـه يـتـوقّـدُ والـنهـرُ مُـلـتفتاً لهمْ يتوعدُ
هيَ لحظةٌ مثـقـوبةٌ بـيـزيـدِهـم والجودُ من مـلـكوتِهِ يتزوَّدُ
قالَ الحسينُ: إذن بقيتُ بلا أخٍ قال الرَّدى إنَّ الحياةَ محمدُ
وتلاومَ الزعماءُ فيما بيـنــــهم ماذا سنجني قـــامةٌ تُستشهدُ
وكأنَّهم جاؤوا الى تأديـبِــــــنا بدمائِهم أبـقتـــــــلهمْ نتسيّد؟
وقال من قصيدة (خيمة توقد محنة الماء) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه الشهداء
يا قيدَ زينِ العـابـديـن اسـترحْ عطّشتَ من عصيانِكَ السنبلا
يا ضـيـعة النوقِ الـتي أجدبتْ ما كان حـاديـهـا إذنْ مُـرسلا
يا محنةَ الماءِ الذي مـا جـرى لمّا على الماءِ الظميءُ اعتلى
لمّا على المكسورِ من وجهِهم نـدّى حســيـنُ اللهِ مـا أخـجـلا
فـاقـتْ حــروفُ اللهِ أقـفـالـهـا مـنْ أجَّ في المذبوحِ ما أقـفلا؟
وقال من قصيدة (عليُّ الأرض):
وأَمـــامَ عينِكَ يا عليّ جموعـهمْ لعَبٌ أغرُّ من الـرجـــــــاءِ وأفقرُ
مَـــرَجَ الغواةُ اسْتنزفوا غيماتهِمْ ورؤاكَ في شوقِ الـتـستاؤلِ أنهرُ
هـــاهمْ غزاهـمْ ضـيقُهمْ يتثاءبو نَ وأنتَ في عقل المجرّة تــبصرُ
أكلوا أصـابعَ لؤْمِهمْ وتآكلـــــوا مذْ أنت في صخرِ الرجولةِ تحفرُ
القصْـدُ لمْ يقصدْ سواكَ ولمْ ينمْ الوردُ يهمسُ والريـاحُ تُـكَرْكِـــــرُ
وقال من قصيدة (عليُّ الأمير):
سَـجَـدَ السـؤالُ رآكَ أبّـهـةَ الإجـابَـة فتفتّحَ الكونُ البهيُّ عـــــــلى المهابَة
نهضتْ بكَ الصحراءُ تقطفُ حظها فتخيَّرتكَ ضمانَــــــــها عندَ الصلابَة
وتـأنـقـتـكَ أميـــــــرَها يـتـسـلـقُ الـ إصباحُ من شفتيــكَ أغـصانَ الدعابَة
يا وردةً بفمِ اليتيمِ تــــــــــــيـقّـظـتْ من أمسِها محنُ الزمـانِ على صبابة
هـذا عـلـيٌّ نخلها اللا يـنـحـــــــنـي إلّا إلى الفــقراءِ فـي لــيـلِ الـخـرابـة
وقال من قصيدة (صلاة الشهادة):
يا أيُّها الفمُ هل رسـولُ اللهِ قبّـ ـلكَ انتصاراً للمعـــــــــــاناةِ المـريـرَة
أمْ أنَّ نـحرَكَ مــوعـدٌ لمْ ينثلمْ للسيفِ يلــــــــــقى فيه غايتُه اليسيرَة؟
اللهُ يـا نحرَ الحســــيـــنِ أكلّما نبكي يشقُّ الحزنُ نهراً فـي الجزيرة؟
أو كلّما نمشي إلـــيـكَ تجدَّدتْ ســيـقـانُــنـــا أمـلا لتبتكرَ الـمـسـيـرَة؟
أو كلما شقّ النخيلُ قيودَه اسـ ـتعرَ الصبـاحُ بـنـا ليسكبَ زمهريـرَه؟
وقال من قصيدة (فارس الطف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)
تـأكّـدَ لـــي بأنَّ أبــــي انـتـقـانـي لـيـومِ الـطفِّ من جودِ المعاني
أرادَ لأجـلِ ديـــــــــن الله نهـري ونـهـرَ أخـي حـسـيــناً يجريانِ
وينمو في ظـلالِ الشوقِ صبري وانتظـرُ الطفوفَ مـــتى أواني
أخي نبضُ الرسالةِ في ضميري ورغم سهامهمْ عطـشي حماني
وكـفّـي فوق كفّي تأتــــــــــــيانِ إلى حيث ارتفعْتُ على لسانـي
لأبقى طـولَ نـخـلي أحمــــــديـاً ترابيّاً يرتّلنـــــــــــــي زمـانـي
وقال من قصيدة (يا سيد الكونين):
يـا سيَّدَ الـكونــيــنِ مـا الـ ـكـونـانِ إلاّ بــــــعضُ كـلّا
نهضتْ بـهـا ضـدَّ الـظـلا مِ مـحــــبّـةٌ تـستافُ طـفـلا
شـمـخَ الـبـهـاءُ بـهـا فصا رَ رديــــــفـهـا فــيـلوذُ ظلا
وتـلاقحتْ سحــبُ المحبّـ ـةِ حين وجهُ الأرضِ ضلّا
وتـهيَّأتْ للـصــــبـحِ قُــل هـوَ فـانـتـشـى ولـهـا أطـلّا
وقال من قصيدة (قمرٌ على شجرِ العراق) وهي في أبطال الحشد الشعبي:
سنراهُ مثلَ جـديلةِ الأحلامِ جسْـرا يضعُ العراقَ على العراقِ لكي يمرّا
هذا الوقوفُ على الردى جريـانُنا نـحوَ الـتـألّـقِ فـي الـسـمـاءِ ليستمـرّا
نـظـرَ الفقيرُ إلى أميرِ المـؤمـنــيـ ـنَ يريدُ ثوباً للـعـراقِ فـقــد تـعــرّى
الـشـمـسُ مـن فمهِ تضيءُ لأجـلهِ كفُّ الـشهادةِ تـــــمـسكُ الفادين نهرا
منذُ الطفوفِ الحشدُ هـيَّـأَ روحَــهُ للآنَ شريانُ الحيــــاءِ يبـوحُ عـطـرا
مـلأ الحسينيـون آنـيـةَ الــــــعـرا قِ بـطولـةً فـتـفـتَّـحَ الــقـرآنُ فــجــرا
وسيقرأ الأولادُ في الأشجارِ عن حشدٍ إذا صـلّى أضاءَ النصرَ بشرى
وقال من قصيدة (نـخـيـلُ الـطـف) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام)
دعاني الطفُّ أنْ أشتــــــــدَّ دِيناً أبي وأخي.. فمي.. كفي.. دعائي
أنا العباسُ والطــــــــفُّ ابتدائي وسـبطُ الأرضِ محورُهـا النهائي
حسينُ اللهِ صــــارَ غدي أمامي وعشــبُ المـوتِ في الدنيا ورائي
صبرتُ أرى الزمانَ يسيلُ ليلاً ويـؤلـمُ صــــــــبحَـه فجرُ الـبـكـاءِ
فصــــــــرتُ ألمُّ حبّاتِ الرجاءِ وأزرعُ فــيــــــه عـاطـفـةَ الـلـقـاءِ
وقال من قصيدة (راية المظلوم تشعل التأريخ) وهي في سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام)
الأرضُ أوجزتِ الرجالَ بحيدرٍ ليظلـــلَّ مجدُ محمـدٍ من فاطمَه
لكريــــمِ أهلِ البيتِ بذرةُ حكمةٍ في ذروةِ التغييرِ تـبقى عاصمَه
للصلحِ مـــــــدَّخَرٌ للهفـةِ خيمـةٍ في حسرةِ الأيـامِ تنهضُ باسمَـه
تـلقي براعمَـــــــها حنانَ محبةٍ تزهو فتفضحُ مـا تجيزُ الظالمَـه
يا أيُّها الحسنُ الـوضيءُ بعتمةٍ ألقمتَ دهراً موجِـعاً في الحاكِمَه
لقَّـنتَ منهزمينَ بحراً من لظى أرسيتَ كيفَ تـكونُ تـلكَ مقاومَه
يا رايةَ المظلـــــومِ يومَ كريهةٍ ثقّفْتَ بالحُسنى وصغـتَ ملاحِمَه
مهَّدتَ للوطنِ الحسيـنيِّ المَدى فتحاً مبيـنـاً لـلــدروبِ الــقـادمَـه
وقال من قصيدة (دموعٌ على صوتِ الوحي) وهي في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
أنا مِنْ مدينةِ زاهـدٍ أحـــببتُه وهواجسيْ من عدلِـهِ فـرجــوتُـه
ألّا يكثّفَ عدلَه مــــعَ شاعرٍ ضحكَ الإمامُ وقالَ لي: أنا عِفْتُه
أنا هذهِ الدنيا بعفطةِ عنزِ ما ساويتها واخترتُ مـــا رجَّحــتُـه
أفحمتني يـا سيدي ماذا أقـو لُ إذا كتابٌ نـاطـقٌ كـــــلّـمْــتُـه؟
ملأ الإنــــــاءَ محبةً وتلاوةً وأنا ابن آدمَ ما ارتويتُ سـكـبـتُـه
وقال من قصيدة (إليه تحجُّ الأماني) وهي في الإمامِ موسى بن جعفر الكاظمِ (عليه السلام):
لجدرانٍ يركِّعُهَا السُّجُــــــــودُ تَزاحمَ عندَ كاهِلِهَا الصُّمُودُ
لنهرٍ قانتٍ والأرضُ تــــذوي تفطَّرَ من تـــلاوتهِ الوُجُودُ
يُقشِّرُ من تَجــــــــــلّدِهِ المَنَايا تباركَ ساجـدٌ وازدانَ عُـودُ
لموسى الكــاظمِ العبدِ المُنقّى من الدنيا الــــتي فيها يَسودُ
تحجُّ ذنوبُ مَنْ فرّوا ضياعاً لمغفرةٍ يُسوِّرُهــــــا الخلـودُ
وقال من قصيدة (تجربة الفراق) وهي في شهداء الحشد الشعبي الأبطال:
لمنْ تَكرارُ تــــجربةِ الفِراقِ على عرشِ النبوَّةِ كمْ عراقــي
نودِّعـــــــهمْ على نَـمَطٍ قديمٍ ونذرفهمْ على نفسِ الـسِّـــيَـاقِ
صباهُم في المَقابرِ حـلمُ عيدٍ تغرِّدُهم فساتيـنُ الـمــــآقـــــي
كسنبلةٍ تُهاجرُ مـــن جـفافٍ على مضضٍ لتشتعلَ السـواقي
بمقبرةِ السلامِ الوقتُ يـنوي بأن يقضي بذمَّتِهِ التــــــــلاقـي
وقال من قصيدة (مضوا متأنّقين) وهي في شهداء سبايكر:
تبيّنَ أنَّهمْ غرَقُــــوا فـــــــمـاتوا ولمْ تنفعْ مع الذّكرى حــــــياةُ
وعادَ البحرُ مُنكسـراً أســـــــيفاً تُتَمْتِمُ في مدامعهِ الـــــــصلاةُ
تبيّنَ أنّهمْ عافوا بــــــــــــــلاداً على أوجاعِها انتعشَ الــــوِلاةُ
فما أن بانَ ثغرٌ من خـــــلاصٍ تهيَّأَ نحو مجهولٍ سُــــــــــعاةُ
يُقالُ: بأنّها كانتْ بــــــــــــلاداً تُحبّ الموتَ، لا، كذبَ الـرواةُ
وقيلَ: بأنّهم صبَـــــروا وملّـوا لأجلِ فسيحِ غُربتِها استـــماتوا
أيدري الماءُ ما ضمّتْ جيوبٌ تصـــــــــــاويرٌ تريدُ أباً بناتُ؟
وأطفالٌ بــــــــــلا كتبٍ عراةٌ ويومياتُ فـــــــرحتِهـم حَـصـاةُ
مضــــــوا متأنِّقـيـنَ حياةَ عزٍّ وخـلفـهـمُ أذلآّءٌ مُــــــــــشـــــاةُ
رثاهم كبرياءُ المــوتِ صمتاً فهل ناموا وهلْ فزَّ الــــــــسّباتُ
وقال من قصيدة (كلمسةٍ عيدِ ظهيرةِ طفـلٍ) وهي في الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف):
سواءٌ عــــلـيـنـا إذا مـا جـرَيـنـا تـألّـقَ مـهـديُّـنـا فــــــانـحــــنَينا
وما كـــلّ من سالَ خابَ انحناءً سـراجُ المعــــــالي إناءً لــــدينا
بـــــــــــلايا اللئامِ إذا ما تحدَّتْ جداراً تــــــمرُّ على مـا رمـيـنـا
ويدري الذين ارتدوا ما خسرنا نــــــحُوكُ صباها بعقلِ إصبعينا
سواءٌ علينـــا إذا ما انـسـكـبـنـا همومَ النهاياتِ مِّما ابتــــــــــدينا
فمنْ يوقظُ الصبحَ لوْ غـطّ فجرٌ ومن سوف يصحو إذا ما انتهينا
ويدري الذين استبـــاحوا كـثيفاً رفيفُ السبايا يدوّي حـــــــــسينا
لمهدينا طال عودُ اليتــــــــامى وأثمرَ لـمّا فَتَحْنـــــا يـديـــــــــنـا
وآمـالـنـا فـي بريقِ انتظـــــــارٍ لآتٍ ســيـمـلأ روحـاً وعـــــيـنـا
على خيطِ بُشرى نسجنا ضـياءً وأحلى عـــــــــذابٍ شفيفٍ رَقَينا
وقال من قصيدة (جود من الرحمن) وهي في الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
وأعطينا له الـــــــبـشرى صبيَّا ليطويَ علمَ مَنْ عـلّاهُ طـــــيَّا
وكان الــــــنهرُ يجري والـمنَايا وفوقَ الحاكـمينَ سَـــــــما أبيّا
ولمّا آنَ أنْ يــــزدانَ مـــــــــاءً تحدّى كالضُّحى قفــراً دعـــيّا
تـعـبّـدَ روحَ سنبــــــلةٍ تنامـــتْ لتحنو عـنفـوانــاً ســـــرمديّــا
تفتّحَ فـي البهاءِ فتىً إمــــــــاماً وعافَ الوقتَ سُــلطـــاناً عـتِيّا
ليتلو آيةَ الـتـطهيـــــــرِ نجــوى مفاتحَ للضياءِ قــفـــتْ نـبـيّـــا
محمدٌ الجوادُ ضميــــــرُ أرضٍ يُقال لها انهضي قالتْ: عـــليّا
يرى جسراً من الصلواتِ يرقى لـيتـــــركَ خلفَه ليلاً عصــــيّا
ويرسمُ في الجمـــالِ نخيلَ أهلٍ على حبِّ الحسينِ يطولُ سعيا
وتكبرُ عنـــــــــــده جدوى فقيرٍ ويصغرُ عنده طغيـــــانُ دنـيا
محمدٌ الجوادُ اشتــــــــــدَّ شمساً ليملأ يقظةَ الـفـقــــراءِ ضـيّــا
وقال من قصيدة (عاشر الأنوار) وهي في الإمام علي الهادي (عليه السلام):
في ثرى الروحِ عاشرُ النورِ نخْلُ تـوَّجَ الكائنــــــــــاتِ فجراً يَطلُّ
نـــــــــجلُه العسكريُّ سرُّ المرايـا عـندمـا أشـرقَ الإمــــامُ الأجَـلُّ
عندما نـــــــــسلُه الهدى سارَ فينا مـهدَويَّاً وهـاديـــــــــاً يُـسْـتَـظَـلُّ
باعثُ الوردَ فـــــي الندى والنوايا كيفَ مـن اقحوانهِ الأرضُ تخلو
المضيئونَ لا يبــــــــــــالونَ هلّوا والـمسافــاتُ بـيـنـنـا تـضـمَحِـلُ
وحدَه النور في مدى الغـــيبِ يتلو قدرةَ العرشِ حيثما العرشُ يعلو
وقال من قصيدة (على أعتابِ الطهر) وهي في السيدة الزهراء (عليها السلام)
أتتْ ركعةٌ أولى أتمَّتْ ســــــجُوداً فكانتْ من العرشِ البتولُ الرشـــــيدة
إذا ما أراد اللهُ أمــــــــــــراً شديداً على البغْيِ سهلاً في النفوسِ السعيدة
هيَ المرشدُ الرشدُ الإلهُ اصطفاها لترسيخِ أفكـــــــــــارِ العقولِ السديدة
وليستْ كما ظنَّ الفــــــراقُ انتهاءً ولا من معانيـــــها الغيومُ الوئـيــــدة
بها مدَّتْ الأشجــــارُ جذرَ التحدّي أمامَ انثيـــــــالات الحياةِ البلـيـــــــدة
وكان البليغُ البحرُ يسمـــــــو عليّاً وأمواجُه في الــــمشرقينِ الـولـيــــدة
وقال من قصيدة (أم البنين.., وقربة العباس):
يا قربةً لدمــــــوعِ نهـري من جودِها أضرمتُ فجـري
حلمُ الترابيينَ يوقِـــــدُه الـ ـنـدى بـرمـــــــــــادِ ذُعــري
وبشارةُ الآتينَ يحرسُها الـ أسـى ويــصـيــــــــحُ مُــرِّي
يـا قـربـةً قـدحـتْ فـــمَ الـ ـغيمــاتِ واشـتعلتْ بصدري
ولسوءِ حظِ سهامِـــــــــها لـــــلآن مـن عــينـيَّ تجـري
وقال من (ملحمة الحسين عليه السلام)
يـا أيُّهذا الـقـلـبُ ما قلــــبـتْ مـودّ تـه الظنونُ تعشّقاً هـلْ كــانَ قـبـرا؟
يا مشهدَ الطوفانِ ذابَ الـعمرُ عنـ ـد رصيفِ بسملةٍ بسرِّ الحـاءِ أدرى
يا حاءَ يـومِ الـطـفِّ يعجزُ كـلُّ إبـ ـداعِ الـقـلائدِ أنْ يقــولَ اليـومَ عُذرا
ماذا جرى؟ هلْ كانَ حرملةً وحيـ ـدَ نـذالـةٍ أمْ كانَ كلُّ الحــقـدِ شِمرا؟
ماذا جرى؟ أتـقطّــعُ الأوداجُ والـ أوتارُ كي يقتاتَ بؤسُ العـودِ شعرا؟
ما زال من ذبحِ الرَّضيعِ يُرتِّلُ الـ ـقـرآنَ بـيـنَ الناسِ وهو يعـيشُ كفرا
والوردُ ملءَ الدمـــــعِ يسبحُ قانتاً ما زالَ في سيــنِ السؤالِ يـشقّ نهرا
يا سيِّدَ الرأسِ الذي قـــــد ضيّعوا وهــــو الدليلُ إلـى الصبـاحِ ليستمرا
في أيّما يمضــــــــونَ أنَّ سيوفَهم فـي غيرِ ما نطقتْ دماءُ الحرِّ تَترى
ولأيَّما يتحرَّرُ الطلقــــــــــاءُ للطـ ـلقاءِ صارتْ تؤخذُ الآهــاتُ أسـرى
وبـلـوعـةِ الأزهارِ أرّخـــتِ الشفا هُ أناملَ الثكلى خيوطَ الشمسِ حَيرى
ولمحنةِ السيقـــــــانِ أوراقُ الذبو لِ تكادُ تطلقُ صرخةً فتبـوحُ جـمـرا
وبكلِّ ساقيةٍ ببســـــــــمتِـها على مضضٍ فضيحةُ ظالمٍ تجتازُ مجـرى
ولكلِّ عصفورٍ قـضى ضيماً حكا يةُ عاشــقٍ ضـوئـيِّـةٍ بـالـيُـتـمِ حـرَّى
.............................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وأشعاره عبر الانترنيت
2 ــ موقع النور بتاريخ 6 / 8 / 2012
3 ــ صحيفة المثقف بتاريخ 28 / 2 / 2017
كما ترجم له وكتب عنه:
عبد الرضا فرهود / النجف الأشرف أدباؤها كتابها مؤرخوها ص 76 ــ 78
كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 326
آلاء علي جعفر حسن ــ الشعر العمودي عند وهاب شريف دراسة في الموضوعِ والفن، (رسالة ماجستير) كلية التربية للعلوم الانسانية، جامعة كربلاء، 2022
قصي حميد اللهيبي ــ الرومانسية المعاصرة في شعر وهاب شريف (رسالة ماجستير)، طهران، جامعة مازندران، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم اللغة العربية وآدابها، 2020
عبير عباس العوادي ــ خصائص الأسلوب في شعر وهاب شريف ديوان “مزامير” نموذجاً (رسالة ماجستير)، جمهورية مصر العربية، جامعة طنطا، قسم اللغة العربية2021
اترك تعليق