حازم الحلي: (ولد 1354 هـ / 1935 م)
قال من قصيدة (ذكرى المحرم) التي تبلغ (31) بيتاً:
مصابُ أبيُّ الضيمِ في يومِ (كربلا) مصابٌ متى يسمعْ به الطفلُ يهرمِ
غــداةَ أتـى سـبـط الـرسـولِ مُـيمِّمَاً عــــراقَ الـمـآسـي وهو خيرُ مُيمِّمِ
فـقــد سـاءه أن يَصـرعَ الحقَّ ظالمٌ وأن يــــنـتـهـي أمـرُ الـبلادِ لمجرمِ (1)
ومنها:
وأضــــرمَـهـا نـاراً فـكـان وقـودُهـا جماجـمُ أبطالٍ وكلُّ فتىً كمي
وغصَّتْ بقتلاها السهولُ بـ (كربلا) وسالتْ بطاحُ الغاضريةِ بالدمِ
وكُدِّسَ قتلاها على الـسـهـلِ والرُّبى وأطعِمَ منها كل وحشٍ وقشعمِ
ومنها:
فليتَ أمير المؤمنينِ بـ (كربلا) تريهِ وطيسَ الحربِ في الطفِّ إذ حمي
وتـبصرُ عيناهُ الحسينَ وقد بدا وحــــــيداً متى يحملْ على الجيشِ يُهزمِ
يـشــدُّ عـلـى جـمـعٍ فيأتيهِ آخرٌ ويـخـــــــرجُ مـن جـمـعٍ عـظـيمٍ لأعظمِ
الشاعر
السيد الدكتور حازم بن سليمان بن مرزة بن عباس بن علي بن حسين الحكيم بن سليمان الكبير الحسيني الحلي، شاعر وأديب وباحث ولد في قرية الحصين في الحلة من أسرة علمية وأدبية وهو حاصل على:
بكالوريوس في اللغة العربية / كلية الفقه في النجف الأشرف
ماجستير في اللغة العربية من كلية العلوم / جامعة القاهرة ــ 1978
دكتوراه من كلية الآداب / جامعة بغداد ــ 1984
وهو من مؤسسي ندوة عشتار الأدبية في الحلة عام (1972)
شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والمهرجانات الشعرية داخل العراق وخارجه
عمل تدريسياً في جامعة الكوفة حتى عام (1991) وجامعات ليبيا ثم هاجر إلى ألمانيا
أصدر من المؤلفات:
1 ــ ابن جني وأثره اللغوي والصرفي
2 ــ أصول التلاوة
3 ــ دراسات في الحديث النبوي ونهج البلاغة
4 ــ الشريف الرضي وجهوده النحوية
5 ــ الكوفيون والقراءات
6 ــ القراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة
7 ــ أثر المحتسب لابن جني في الدراسات النحوية
8 ــ أطوار المعجم العربي
9 ــ ركن الدين الاسترآبادي وكتابه البسيط في شرح القافية
10 ــ إطلالة الفجر (ديوان شعر) (2)
شعره
قال من قصيدته (ذكرى المحرم):
قصيديَ جمرٌ قد تسـاقط من فمي أجـدِّدُ فيــــــه اليومَ ذكـرى محرَّمِ
لقد عادتِ الذكرى وعاد ضرامُها فجدَّدَتِ الأحـــــزانُ في كلِّ مسلمِ
فـأيِّ فـؤادٍ فـي الـمـحــــرَّمِ مـسلمٌ بنارِ الأســــى والحزنِ لم يتضرَّمِ
ومن يسمعِ الخطبَ الجليلَ ووقعَه يسلْ دمعَ عينيه على الخدِّ من دمِ
وأيِّ فـؤادٍ فــي الأنــــامِ لـسـامـعٌ تـمـــــرُّ بــه الـذكـرى ولـمْ يـتـألّـمِ
ومنها:
(وآثرَ أن يسعى على جمرة الوغى) على أن يرى أمــــرَ البلادِ لعبشمي
وهاجتْ جموعُ الكفـرِ من كلِّ جانبٍ وقد زحفتْ تســـعى بجيشٍ عرمرمِ
وقـد طـلـعـتْ مـن كـــــــلِّ فجٍّ كأنَّها جيوشُ سحـــــابٍ حالكِ اللونِ أدهمِ
وحفّتْ بهِ الأعداءُ من كــــــلِّ جانبٍ تـحــــــيـط بـه مثلَ السوارِ بمعصمِ
وقد خيَّروهُ أن يعيـشَ بـذلّـــــــــــــةٍ أو الموتَ فاختارَ الردى غيرَ مُرغمِ
وقال من قصيدته (البطل الثائر) وتبلغ (38) بيتاً (3):
تخلّـدتَ مـن بـطـلٍ ثــــــــــائرِ وبُـوركــتَ من قـائدٍ ظافرِ
تمرُّ السنونُ تخـــــــبُّ الخطى وأنـتَ عـلــى شـفةِ الـذاكرِ
ويومُكَ أروعُ من أمـــــــــسِـه وأوسـعُ مـن أفـقِ الـنـاظـرِ
تخلّدتَ من ثائـــــــــرٍ لم يـزلْ يُـقضّ بـه مـضجعُ الـجائرِ
مناراً به يهتدي الثــــــــائرون إذا أســفـعَ الـدربُ بـالسائرِ
لقد أوغلَ الرجـــــسُ في بـغيهِ وأمـعنَ في غــيِّـهِ الــسافرِ
ومـالَ الـشـقـــــــــيُّ لأهــوائِهِ وأصـغـى لـشيطانِهِ الـماكرِ
أرادتكَ تعطــــــيهِ كفَّ الـذليلْ تـبـايـعـه بـيـعـةَ الـصــاغرِ
ودارتْ عليكَ جموعُ الضـلالْ تـهـدِّدُ بـالـعـــــــددِ الـكـاثرِ
وقفتَ وقد أقبلتْ كالـــــــظلام ووجـهُـكَ كالكوكبِ الزاهرِ
(ركينٌ وللأرضِ تحتَ الكماةِ رجيفٌ) من الموقفِ الذاعرِ
وجاءتك تعرضُ ذلَّ الــــحياةِ على حينِ مالكَ من نـاصـرِ
وكشّرتِ الحربُ عن نابِـــــها فلم تخشَ من نابِها الــكاشرِ
وحكّمتَ سيفَــــكَ في قـولِـهـمْ فـأخـرسـهـمْ منطقُ الــــباترِ
ويقول في نهايتها:
فيا صـــارماً لم يزلْ مُصلتاً لـيـوصـلَ ما مرَّ بالحاضرِ
حـــملناكَ نـوراً بـه نـهـتدي وفكراً حـملناكَ في الخاطرِ
وتبقى السراجُ المشعُّ المنيرُ ونـورُ الـــهـدايـةِ لـلـسـائرِ
سلامٌ علـيكَ أبا الـخـالـديـن سـلامٌ علـى روحِكَ الطاهرِ
.................................................................
1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 22 ــ 23
2 ــ نفس المصدر ص 20 ــ 21
3 ــ نفس المصدر ص 23 ــ 25
ترجم له وكتب عنه:
الدكتور صباح نوري المرزوك / مؤلفات الحليين المطبوعة في اللغة والأدب
كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 3 ص 555
المنتخب من أعلام الفكر والأدب / كاظم عبود الفتلاوي ص 95
مجلة الموسم للأ ستاذ محمد سعيد الطريحي، العدد 18 ص 321
الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ص 46
الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 28
محمد فارس نعمة ــ حازم سليمان الحلي وجهوده في اللغة والنحو، رسالة ماجستير جامعة ذي قار
اترك تعليق