لقد ذُكرت أماكن عديدة كموضع لدفنِ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) , وأُقيمت مشاهد كثيرة في شتّى الآفاق والبلدان الإسلامية؛ رمزاً لحب المسلمين له، وتألّماً لعظيم فاجعته، وتذكيراً بمظلوميته, فالمشاهد والمزارات المتعددة المتقاربة منها والمتباعدة, المتوقعة والمستبعدة, سياسية المنشأ كانت أم عفويّة, بدلالة في الموروث التاريخي أم بلا أي دليل مكتوب كلّها تحكي لنا التأكيد على أهمية زيارته (عليه السلام) ، وإحياء ذكره عبر الأمكنة، بعدما تجلّى ذلك عبر الأزمنة والأوقات؛ إذ لا يترك عيد أو مناسبة إلاَّ وهناك أمر شرعي بزيارته وتجديد ذكراه[1]، وكذلك كل تلك المشاهد المشار إليها أصبحت اليوم رمزاً يحترم ويُقدّس؛ حتى شكَّلت جزءاً من هويّة المجاورين لها، بل كل محبّي أهل البيت عليهم السلام .
ثمّ إنّ لعلماء الأمامية في المقام رأيين: أحدهما: القول برجوع الرأس إلى كربلاء. والآخر: هو القول بدفنه في النجف الأشرف. وإليك تفصيل الكلام في هذين القولين ومستندهما: القول الأول: رجوع الرأس إلى كربلاء المقدّسة
إنّ الرأي القائل بإلحاق الرأس بالجسد الشريف قد ذكره كل من: الشيخ الصدوق، والسيد المرتضى، والسيد ابن طاووس قدس الله أسرارهم وغيرهم، عن غير المعصوم، ويُفهم من كلام ابن نما الحلي كما سيأتي ذكره اشتهاره لدى الشيعة الإمامية، ونستعرض فيما يلي ما ورد في هذا المجال:
الشيخ الصدوق (قدس سره) ت381هـقال الصدوق قدس سره : حدثني محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن نصر بن مزاحم، عن لوط بن يحيى، عن الحارث بن كعب، عن فاطمة بنت علي، قالت:"ثمّ إنّ يزيد لعنه الله أمر بنساء الحسين (عليه السلام) ، فحُبسنَ مع علي بن الحسين عليهما السلام في محبسٍ لا يكنّهم من حّر ولا قرّ؛ حتى تقشّرت وجوههم، ولم يُرفع في بيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلاَّ وُجد تحته دم عبيط، وأبصرَ الناسُ الشمس على الحيطان حمراء، كأنها الملاحف المعصفرة، إلى أن خرج علي بن الحسين عليهما السلام بالنسوة، وردّ رأس الحسين إلى كربلاء"[2].
السيد المرتضى (قدس سره) ت 436هـسُئل السيد المرتضى (قدس سره) : هل ما روي من حمل رأس مولانا الشهيد أبي عبد الله (عليه السلام) إلى الشام صحيح؟ و ما الوجه في ذلك؟ فأجاب (قدس سره) : "هذا أمر قد رواه جميع الرواة والمصنّفين في يوم الطف، وأطبقوا عليه، وقد رووا أيضاً أنّ الرأس أعيد بعد حمله إلى هناك، ودُفن مع الجسد بالطف"[3].
وهذا تصريح من السيد المرتضى، بأنّ إعادة الرأس الشريف إلى كربلاء مما رواه الرواة والمصنفون في كتبهم، ولعل في ذلك تلويحاً إلى ما ستأتي الإشارة إليه في رواية ابن الجوزي، عن هشام وغيره.
ابن نما الحلي (قدس سره) ت 645هـذكر ابن نما الحلي (قدس سره) : "والذي عليه المعوَّل من الأقوال أنه [أي الرأس الشريف] أعيد إلى الجسد بعد أن طيف به في البلاد، ودُفن معه"[4] .
السيد ابن طاووس ت692هـذكر السيد ابن طاووس أنّ عمل الطائفة على هذا المعنى وهو ردّ الرأس الشريف إلى الجسد الطاهر في كربلاء[5]، بل اعتبر التساؤل عن كيفية ضمّ الرأس الشريف إلى الجسد فيه نوع من الجهل وسوء الأدب، كالسؤال عن كيفية إحيائه بعد شهادته.
وجدير بالذكر أنّ القول بردّ الرأس الشريف إلى كربلاء، لا ينافي ما يُراد إثباته في هذا البحث، من وجود رمزيّة خاصّة لمسجد رأس الحسين (عليه السلام) في النجف الأشرف على ما سيأتي.
القول الثاني : دفن الرأس في النجف الأشرف
إنّ الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام تذكر بقعة واحدة كموضع ومدفن لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) ، هي النجف الأشرف، ولم ترد في موروثنا الروائي أي رواية عن الأئمة عليهم السلام حول أي مكان آخر.وقد جاء في الروايات ذكر مكانين للرأس في النجف:
الموضع الأول: الحنانة
لقد ذكر هذا المكان في أكثر الروايات على أنه ((موضع الرأس))، مضافاً إلى وجود روايات أخرى تدل على دفن الرأس في ذلك الموضع. ولأجل ما نراه من الاهتمام الواسع والبناء المشيد والاحتفاء المناسب بهذا المكان اليوم، لم نذكر في هذا المقال الروايات الخاصة به؛ لعدم تعلّق الغرض بها في المقام، مع ملاحظة أنّ أكثر تلك الروايات تُعبّر عنه بـ : ((موضع رأس الحسين (عليه السلام) )) لا أنّ الرأس قد دُفن هناك، مضافاً إلى أنّ وجود هذا المقام والموضع لا ينافي وجود موضع آخر للرأس الشريف قد حظي بالاهتمام أيضاً من قِبَل أهل البيت عليهم السلام .
الموضع الثاني: عند مشهد أمير المؤمنين ((عليه السلام))
سوف نستعرض فيما يلي تحت هذا العنوان الروايات الدالة على هذا الموقع الشريف، ثم نورد آراء العلماء وبعض المعالم الأثرية التي بنيت لأجله:
الأمر الأول: الروايات الدالة على أن موضع أو مدفن الرأس بجوار مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، إنّ أهم ما ورد حول موضع أو مدفن الرأس الشريف عند أمير المؤمنين (عليه السلام) عبارة عن مجموعة من الروايات الواردة في الكتب المعتبرة، وهي كالتالي:
كتاب الكافي: وقد ذُكرت فيه روايتان، إحداهما تصرّح بدفن الرأس الشريف عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد نقلها ابن قولويه في كامل الزيارات أيضاً. كتاب كامل الزيارات: وقد ذكرت فيه جملة من الروايات الدالة بصريحها على أنّ الرأس قد دُفن عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، إلاَّ أنّ إحدى هذه الروايات تواجه مشكلة الرفع إلى المعصوم (عليه السلام)[6]. كتاب تهذيب الأحكام: وقد ذُكرت فيه روايتان، إحداهما تصرّح بدفن الرأس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً.أولاً: الروايات الواردة في كتابي الكافي وكامل الزيارات
الرواية الأولى: الكافي: عن علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن ((قال لي أبو عبد الله وهو بالحيرة : أما تريد ما وعدتك؟ قال: قلت بلى يعني الذهاب إلى قبر أمير المؤمنين قال: فركب وركب إسماعيل ابنه معه، وركبت معهما حتى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل إسماعيل، ونزلت معهم, فصلى وصلى إسماعيل وصليت, فقال لإسماعيل: قم فسلّم على جدك الحسين بن علي. فقلت: جعلت فداك أليس الحسين بكربلاء؟ فقال: نعم، ولكن لما حُمِل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا، فدفنه بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام) ))[7]. وقد رواها أيضاً ابن قولويه، عن أبيه، وكذلك عن الكليني.
الرواية الثانية: الكافي: عن عِدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزاز، عن الوشاء أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، قال: ((كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ، فمرّ بظهر الكوفة، فنزل فصلّى ركعتين، ثم تقدم قليلاً فصلى ركعتين، ثم سار قليلاً فصلى ركعتين، ثم قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) . قلت: جعلت فداك والموضعين اللذين صليت بهما؟ قال: موضع رأس الحسين (عليه السلام) ، وموضع منزل القائم))[8].
وهذه الرواية أيضاً مذكورة في كتاب كامل الزيارات، إلاَّ أنّه ذكر بدل منزل القائم: ((منبر القائم))، وقد ذكرها بهذا الطريق: حدثني أبي ومحمد بن الحسن جميعاً، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، إلى آخر الإسناد المتقدّم[9]. غير أنّ هذه الرواية الثانية تدل على موضع رأس الحسين، ولم تصرّح بالدفن كالرواية الأولى.
ثانياً: الروايات المختصة بكتاب كامل الزيارات
الرواية الأولى: كامل الزيارات: حدثني محمد بن الحسن ومحمد بن أحمد بن الحسين جميعاً، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، قال: حدثني علي بن أحمد بن أشيم، عن يونس بن ظبيان، قال[10]: ((كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) في الحيرة أيام مقدمه على أبي جعفر في ليلة صحيانة مُقمرة, قال: فنظر إلى السماء، قال: يا يونس، أترى هذه الكواكب ما أحسنها, أما إنّها أمان لأهل السماء، ونحن أمان لأهل الأرض. ثمّ قال: يا يونس، فمُرْ بإسراج البغل والحمار... ولمّا خرجنا من الحيرة، قال: تقدم يا يونس. قال: فأقبل يقول: تيامن، تياسر, فلمّا انتهينا إلى الذكوات الحُمر, قال: هو المكان. قلت: نعم. فتيامن ثم قصد إلى موضع فيه ماء وعين فتوضّأ, ثمّ دنا من أكمة فصلى عندها، ثم مال عليها وبكى, ثم مال إلى أكمة دونها، ففعل مثل ذلك, ثم قال: يا يونس، افعل مثل ما فعلت, ففعلت ذلك, فلما فرغت, قال لي: يا يونس أتعرف هذا المكان؟ فقلت: لا, فقال: الموضع الذي صلّيت عنده أولاً، هو قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) , والأكمة الأخرى رأس الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , إنّ الملعون عبيد الله بن زياد لعنه الله لما بعث برأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام رُدّ إلى الكوفة، فقال: أخرجوه عنها؛ لا يُفتن به أهلها. فصيّره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) , فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس))[11].
الرواية الثانية: كامل الزيارات: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن أسباط, رفعه, قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ((إنك إذا أتيت الغري رأيت قبرين: قبراً كبيراً، وقبراً صغيراً. فأمّا الكبير، فقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) , وأما الصغير، فرأس الحسين بن علي (عليه السلام) ))[12] .
ثالثاً: روايات كتاب تهذيب الأحكام
الرواية الأولى: تهذيب الأحكام: عن أبي القاسم علي بن محمد، قال: حدثني عبيد الله بن خالد التميمي، قال: حدثني الحسن بن علي الخزاز، عن خاله يعقوب بن إلياس، عن مبارك الخباز، قال: ((قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : أسرجوا البغل والحمار في وقت ما قدم وهو في الحيرة قال: فركب وركبت حتى دخل الجرف، ثمّ نزل فصلى ركعتين، ثم تقدّم قليلاً آخر فصلى ركعتين، ثم تقدم قليلاً آخر فصلى ركعتين، ثمّ ركب ورجع، فقلت له: جعلت فداك، ما الأُولتين والثانيتين والثالثتين؟ قال: الركعتين الأُولتين موضع قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ، والركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين (عليه السلام) ، والركعتين الثالثتين موضع منبر القائم (عليه السلام) ))[13].
وهذه الرواية واضحة الدلالة على أنّ الإمام (عليه السلام) قد زار موضع الرأس بعد زيارته لقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ؛ فيستفاد منها أنّ هناك موضعاً آخر للرأس الشريف غير الحنّانة؛ إذ لو كان الموضع هو الحنانة لزاره الإمام (عليه السلام) حين مروره على طريق الحيرة إلى الغري، قبل وصوله إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، وليس بعده كما دلّت على ذلك الروايات التي تنصّ على أنّ الحنّانة هو موضع رأس الحسين (عليه السلام) ويستفاد أيضاً من عبارة: ((ركب ورجع)) عدم الذهاب عكساً. وممّا يؤكّد قرب موضع الرأس هذا من القبر الشريف هو عدم ركوب الإمام الصادق (عليه السلام) بين الموقعين؛ لنصّ الرواية على أنّه: ((تقدم قليلاً)).
الرواية الثانية: وهي مروية في تهذيب الأحكام أيضاً، وتشابه في دلالتها رواية يونس المتقدمة، ولكن بإسناد مختلف، ودلالتها واضحة على دفن الرأس الشريف عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) .
الرواية الثالثة: تهذيب الأحكام: عن محمد بن أحمد بن داوود، عن محمد بن علي، عن عمّه، قال: حدّثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن أبي السخيف الأرجني، قال: حدثني عمر بن عبد الله النهدي، عن أبيه، قال: ((دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ، فذكر حديثاً فحدثناه, قال: فمضينا معه يعني أبا عبد الله (عليه السلام) حتى انتهينا إلى الغري، قال: فأتى موضعاً فصلّى، ثمّ قال لإسماعيل: قم فصلِّ عند رأس أبيك الحسين (عليه السلام) . قلت: أليس قد ذُهب برأسه إلى الشام؟ قال: بلى، ولكن فلان مولانا سرقه فجاء به، فدفنه هاهنا))[14].هذه هي أهمّ الروايات وأوضحها دلالة، وقد ذكرها المتأخرون من علمائنا في كتبهم، نقلاً عن الأجلاء المذكورين.
الأمر الثاني: آراء العلماء في موضع أو مدفن الرأس الشريف
تبعاً لتعدد المنقول تعددت آراء العلماء، وهي تؤكّد على الأقل أنّ هذا الموضع هو موضع تقديس واهتمام من قِبل الأئمة عليهم السلام والعلماء، وأنّه مكان يُزار منه الإمام الحسين (عليه السلام) . ونستعرض فيما يلي أقوال علمائنا الواردة في هذا المجال:
الشيخ الكليني ت 329هـوضع الكليني باباً في كتابه الكافي بعنوان: موضع رأس الحسين (عليه السلام) ، ولم يذكر فيه إلاَّ روايتين تدلان على أنّ موضعه في النجف الأشرف، بالقرب من أمير المؤمنين (عليه السلام) كما تقدم ولم يذكر أيّ رواية أخرى تدل على أي مكان آخر، وقد يستكشف من ذلك ميله إلى هذا المضمون الذي أورده.
الشيخ الطوسي ت460هـنُقِل عن الشيخ الطوسي أنه من القائلين برد الرأس إلى الجسد الشريف، وذلك لما رواه ابن شهرآشوب، حيث يقول: ((وذكر المرتضى في بعض مسائله أنّ رأس الحسين رُدّ إلى بدنه..، وقال الطوسي: ومنه زيارة الأربعين))[15] .
لكن بعد الاستقصاء والبحث لم نقف على هذا الرأي في كتب الشيخ، ((في يوم العشرين منه كان رجوع حرم سيدنا الحسين (عليه السلام) من الشام إلى المدينة، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر ... من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله (عليه السلام) ، فكان أول من زاره من الناس. ويستحب زيارته (عليه السلام) وهي زيارة الأربعين))[16]. فلم يذكر ردّ الرؤوس، بل ولا زيارة عيال الحسين (عليه السلام) لكربلاء، وإنما ذكر زيارة جابر فحسب.
ثمّ إنّ الشيخ لم يذكر حول هذا الموضوع إلاَّ الروايتين المتقدمتين، دون ذكر رواية الأمالي للمرتضى، أو الإشارة إلى ردّ الرأس الشريف للجسد الطاهر، ولكنه ذكر رواية مهمة في كتابه مصباح المتهجّد تفيدنا في المقام، وهي كالتالي: ((روى محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغري بعدما خرج أبو عبد الله (عليه السلام) من الحيرة إلى المدينة فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، فقال لنا: تزورون الحسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) من هاهنا .وأومأ إليه أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) ، وأنا معه ـ قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في يوم عاشوراء، ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وودّع في دبرها، وقد جاء في هذه الزيارة قوله (عليه السلام) :أتيتكما زائراً ومتوسلاً إلى الله ربّي وربكما ... وقوله (عليه السلام) : إنّي أنقلب عنكما ...))[17] ، وهذه الرواية واضحة الدلالة على أنّ لهذا الموضع مكانة خاصّة يُزار منها الحسين (عليه السلام) ، بالإضافة إلى الروايتين السابقتين، حيث تدل إحداهما ـ كما تقدم على أنه موضع رأس الحسين، والأخرى على أنه دُفن هاهنا، ولعلنا نستكشف من ذلك كلّه ميل الشيخ الطوسي إلى القول الثاني.
الشيخ الطبرسي ت548 هـلقد تابع الطبرسي الكليني والطوسي فيما أورده من الروايات في كتابه تاج المواليد[18]. وهو مع تقدمه زماناً على السيد ابن طاووس عبّر عن القول الأول بهذا التعبير:((وأمّا رأس الحسين (عليه السلام) ، فقال بعض أصحابنا: إنّه رُدّ إلى بدنه بكربلاء من الشام، وضمّ إليه)). ولم يُشر إلى الاشتهار ولا الإجماع عند الأمامية.
ابن شهرآشوب ت588 هـقد تعرض ابن شهرآشوب أيضاً لذكر بعض الروايات المتقدمة، وهو مع ذلك أيضاً لم يذكر الاشتهار، ولم يُبدِ موقفه ورأيه في المسألة، ولم يذكر الإجماع، وإنّما حكى مسألة ردّ الرأس الشريف إلى الجسد عن السيد المرتضى في بعض رسائله[19].
محمد بن المشهدي ت610 هـ .روى ابن المشهدي في كتاب المزار زيارة للإمام الحسين (عليه السلام) في مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ؛ مستنداً في ذلك إلى ما جاء في الأثر، من أنّ رأس الحسين (عليه السلام) هناك. والملاحظ أنّه أورد ذات الرواية التي يرويها الشيخ الطوسي، والتي جاء فيها: ((يا سيدي يا أمير المؤمنين ومولاي، وأنت يا أبا عبد الله, وسلامي عليكما متصل ما اتصل الليل والنهار...))[20].
السيد ابن طاووس ت692هـالسيد ابن طاووس مع أنّه تبنّى القول برجوع الرأس كما تقدم، لكنّه مع : ((قم فزر الحسين من عند أمير المؤمنين عليهما السلام )) [21]، مما يؤكّد خصوصية موضع الرأس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) .
الشيخ الحر العاملي ت1104هلقد أفرد الحر العاملي قدس سره في كتاب الوسائل باباً بعنوان: ((استحباب زيارة رأس الحسين (عليه السلام) عند قبر أمير المؤمنين، واستحباب صلاة ركعتين لزيارة كلٍّ منهما))[22] ، وذكر فيه ثمان روايات, وبعد ذكره رواية محمد بن خالد الطيالسي لزيارة صفوان مع بعض الأصحاب وقوله: ((نزور الإمام الحسين من عند رأس أمير المؤمنين))، وأنه قال: ((زرت مع سيدي أبي عبد الله، وفعل مثل هذا))ـ يقول الحر العاملي: ((أقول: هذا يحتمل قصد الزيارة من بُعد، ويحتمل إرادة زيارة رأس الحسين (عليه السلام) )) [23]، وهذا كله يؤكّد ما أشرنا إليه من الخصوصيّة. ثمّ بعد ذكر تلك الروايات يقول: ((وقد روى السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب الملهوف وغيرِهِ: إنّ رأس الحسين (عليه السلام) أعيد فدفن مع بدنه بكربلاء. وذكر أنّ عمل العصابة على ذلك, ولا منافاة بينهما)) [24].
العلامة المجلسي (قدس سره )ت1111 هـذكر العلامة المجلسي في تحفة الزائر، وبحار الأنوار الحديث المتقدّم المروي عن يونس، والذي يقول في نهايته الإمام الصادق (عليه السلام) : ((فصيره الله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فالرأس مع الجسد، والجسد مع الرأس))، وقد علّق المجلسي على ذلك قائلاً: ((أي بعد ما دُفن الرأس هنا ألحقه الله بالجسد، وإنما يُزار ويصلّى هاهنا لكونه محلاً للرأس المقدس وقتاً ما، ويحتمل على بُعدٍ أن يكون المراد أنّ جسد أمير المؤمنين (عليه السلام) كالجسد لهذا الرأس الشريف، فكان الرأس لا يفارق الجسد. والله العالم))[25].
وفي باب رأس الحسين ومحل دفنه، يقول المجلسي بعد استعراض الآراء المختلفة لأهل السنة ((هذه أقوال المخالفين في ذلك, والمشهور بين علمائنا الإمامية أنّه دُفن رأسه مع جسده, ردّه علي بن الحسين عليهما السلام . وقد وردت أخبار كثيرة في أنّه مدفون عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وسيأتي بعضها، والله يعلم))[26] ، وقد خصّ المجلسي قدس سره عنواناً في البحار, سمّاه: ((في أنّ رأس الحسين كان عند أمير المؤمنين عليهما السلام ))[27] ، ويقول في باب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((أقول: ينبغي أن يُزار الحسين عند قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، مما يلي رأسه، مما ذكره محمد بن المشهدي في المزار الكبير. وذكر أنّ الصادق (عليه السلام) زار رأس الحسين (عليه السلام) عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وصلى عنده أربع ركعات. ويذكر الزيارة، وفيها: أتيتك يا مولاي يا بن رسول الله))[28].
العلامة السيد بحر العلوم (قدس سره) ت1212هـذكر السيد بحر العلوم لبعض خواصّه على ما حكي عنه أنّ مسجد الرأس موضع رأس الحسين، وأنّ المسجد بُني عليه ولأجله. وقد أمر قدس سره بتشييده ثانياً[29]، وهي ترميمات وإصلاحات[30].
الشيخ صاحب الجواهر قدس سره ت1226هـبعد أن أورد الشيخ صاحب الجواهر رواية يونس، ورأي السيد ابن طاووس, قال: ((ولعلّه لا منافاة؛ لإمكان دفنه مدّة، ثمّ نُقل إلى كربلاء، ولا بأس بالصلاة وزيارته بمكان وضعه))[31]. ثم بعد ذكره القائم من الغري يقول: ((إنّه يمكن أن يكون هذا المكان موضع دفن الرأس الشريف بعد سلخه, فإنهم لعنهم الله تعالى نقلوه بعد أن سلخوه. وعلى كل حال، فينبغي حينئذ أن تكون الصلاة عند أمير المؤمنين (عليه السلام) اثنتي عشرة ركعة: ثمان ركعات لزيارته، وركعتان لزيارة الرأس الشريف، وركعتان لمنبر القائم أو منزله...))[32]
الميرزا النوري ت1320هـذكر الميرزا النوري في مستدركه في باب استحباب زيارة رأس الحسين (عليه السلام) عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) , ثلاث روايات, يذكر في الثالثة أنّ ابن المشهدي في مزاره يروي أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) زار رأس الحسين (عليه السلام) عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وصلى عنده أربع ركعات، ثم ينقل نصّ الزيارة، فلاحظ [33].
اقوال علماء السنة:وفي ختام هذه النقطة لا بأس بالإشارة بنحو الإجمال إلى أقوال علماء السنّة في هذا المجال، حيث إنّ لعلماء السنّة في تحديد موضع رأس الإمام الحسين (عليه السلام) أقوالاً متعددة وكثيرة، منها الأقوال التالية:
المدينة المنورة, وأنّ الرأس الشريف للحسين (عليه السلام) قد دفن عند فاطمة÷ في البقيع[34]. ـ الشام[35] بقي في الخزائن الأموية، إلى أن وَليَ سليمان بن عبد الملك الخلافة، حيث دفنه في مقابر المسلمين، وبعد مجيء العباسيين أخذوه إلى جهة غير معلومة [36]. القاهرة، بعد ما نقله الفاطميون من عسقلان[37]. وصل مرو، وعليه بناء مشيّد[38]. كربلاء، وذلك بطريقين: الأول: ما رووه من أنّ عمر بن عبد العزيز أخرج الرأس الذي دفنه سليمان بن عبد الملك، ولا يعلم ماذا فعل به، لكن تعويلاً على تدينه؛ يُعتقد أنّه أرسله وألحقه بالجسد[39]، الثاني: ما قاله سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص: ((أشهر الأقوال: أن يزيد ردّه إلى المدينة مع السبايا، ثم رُدَّ إلى الجسد بكربلاء. وقد ذكره هشام وغيره)) [40].الأمر الثالث: المعالم الأثرية
عند مطالعة النصوص بشأن مسجد الرأس تتكون في النظرة الأولية صورة واضحة على أنّه ينتسب إلى رأس الأمام الحسين (عليه السلام) ، ومن الدلائل التي تؤكّد هذا المعنى: ما تقدم ذكره عن العلامة بحر العلوم، من أنّه ((بُني لأجل الرأس الشريف))[41] ، وما ورد من تأكيد العلماء على أنّ موضع دفن الرأس الشريف بجانب رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ونضيف في المقام بعض الإشارات إلى ذلك، فمثلاً: إنّ الرحّالة أبا طالب في زيارته للنجف الأشرف عام 1213هـ 1799م يقول: ((والزوار الصالحون بعد أن يقوموا بواجب زيارة القبر، يأوون إلى زاوية من زوايا المشهد، ويقرؤون مرثية في الحسين وكلاماً في مناقبه. وكان ابنه ـ كما قيل ـ قد جاء بالرأس الشريف إلى النجف الأشرف، ودفنه عند أمير المؤمنين))[42].
ولكن تقدم أنّ الروايات تنصّ على أنّ الذي جاء بالرأس الشريف، هو أحد موالي أهل البيت عليهم السلام .
ثمّ إن هذا الأثر قد بقي إلى عهدٍ قريب من عصرنا؛ حيث يروي الشيخ محمد حرز الدين: أن السيد داوود الرفيعي ينقل عن أبيه، عن آبائه أنه: ((في المسجد الغربي المتصل بالساباط أي مسجد الرأس إيوان صغير مربّع في الجدار القبلي، بين محراب المسجد والساباط فيه قبر، وعليه شبّاك فولاذ ثمين، وله باب صغيرة وفيها قفل, وهو قبر موضع رأس الحسين (عليه السلام) كما عليه الروايات)).
ثمّ إنّ السيد الرفيعي قد أوقف الميرزا هادي عليه, وكانت على القبر قطعة ستار خضراء، وإلى جانب هذا الإيوان صخرة مربّعة مكتوب عليها بالخط الكوفي[43], وكان الهنود الإسماعيلية يزورون هذا القبر، ولما تكاثر زواره؛ فتحت إدارة الأوقاف العثمانية في النجف باباً للمسجد من التكية البكتاشية، وسدّت بابه الأولى من الساباط, وصار الهنود وغيرهم من الزائرين يدخلون التكية, ثمّ سدّوا هذا الباب، وبقي المسجد مغلقاً سنين عديدة، حتى احتلال العراق من قِبل الإنكليز وتشكيل الحكومة العراقية[44].
ويذكر المؤرّخون أيضاً: ((أن غازان ملك التتار الايلخانيون حينما جاء زائراً لمرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة 698هـ أمر أن يُبنى مسجد على الموضع المعروف قديماً بموضع رأس الحسين))[45] ، وهو ما أكّده العلامة بحر العلوم قدس سره كما تقدم، من أنّ المسجد شُيّد على موضع الرأس[46].
ويشهد أيضاً على أنّ ذلك الموضع الشريف لم يكن مجرد مسجد عند رأس الأمير أنّه: لم يُسمَّ مسجد بالا سر أي مسجد ما فوق الرأس كما في باقي المشاهد، بل هو مسجد سَر ـ أي مسجد الرأس ـ كما كان يسميه الإيرانيون في النجف.
وعلى كل حال، فإنّ في هذه الشواهد ما هو قوي، وفيها ما هو ضعيف، ولكن بعضها يقوّي البعض الآخر؛ فتكون الشواهد بمجموعها مؤكّدة على اهتمام السلف الصالح بتجسيد الرواية الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام في تحديد موضع الرأس، وسعيهم لإحياء الأمر الصادر عنهم عليهم السلام في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) .
والحاصل: إنه قد تبيّن أنّ أصل عمارة المسجد في مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) قائم على أساس الرمزيّة والدلالة؛ مما يتطلّب إنشاء مَعلَم عمراني ومَفصل معماري للترميز، والإشارة إليه والدلالة عليه، ولعلّ عمل السلف الصالح من المؤمنين في إنشاء معلم معماري وبناء مسجد للرأس هو الأقرب للصواب مما نراه اليوم.
وأخيراً: المشهد العلوي اليوم.بعد عرض هذه الروايات التي وردت في الكتب المعتبرة عند الشيعة، وعرض آراء علمائهم، والنظر في الشواهد التاريخية والمعمارية؛ يثبت لنا بشكل واضح أنّ هناك مكاناً خاصّاً لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) قرب مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قد أحياه أهل البيت (عليه السلام) في أكثر من مناسبة، من خلال الزيارة والصلاة والتقديس، حتى إنهم قد أمروا أصحابهم بذلك، وقد عمل السلف الصالح على بنائه وتشييده. وأمّا الأقوال الأخرى التي تؤكّد على نقل الرأس الشريف إلى كربلاء، فهي وإن كانت لا تعتمد على رواية واضحة عن أهل البيت عليهم السلام , ولكن مع ذلك لا تنافي على فرض صحتها ما نروم إثباته، من ضرورة إحياء هذا المقام، والاحتفاء به.
وبعد افتتاح مسجد الرأس، نهيب بالإخوة القائمين بالخدمة في الروضة الحيدرية أن لا يتناسوا آثار أهل البيت عليهم السلام في هذه المدينة المقدسة، وأن يسعوا أيضاً لإحياء مقام الإمام الصادق (عليه السلام) في الجهة الغربية من الحرم الشريف أو مقام الرأس، وذلك من خلال إعلام الزائرين بقدسية المكان، وارتباطه الخاص بالإمام الحسين (عليه السلام) ، أو بالإمام الصادق (عليه السلام) , كأن يُصرّح باسم مسجد رأس الحسين (عليه السلام) ، ووضع الزيارة المخصوصة للمقام المذكورة في الكتب المعتبرة، كما مرّت علينا ـ إلى غير ذلك من الطرق والأساليب.
ونؤكّد مرّة أخرى على وجوب الاستفادة من هذه الفرصة, كي نُحيي معالمَ كان من الواجب علينا رفعها وإبرازها؛ لئلا ندخل في شبهة التعتيم التاريخي.
والمُلفت للنظر، أنّ هذا المشهد والمقام لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) هو من بين المشاهد المشرّفة القليلة المنتشرة في العالم الإسلامي، والتي وردت روايات إثباته عن أهل البيت عليهم السلام . والأجدر بنا ونحن في مهد التشيّع أن نحترم ذلك ونحتفي به؛ لذلك ينبغي علينا أن لا نترك رمزاً واضحاً، ومعلماً مذكوراً ومسطوراً ومشيداً، ومدعوماً بالروايات، وجهد علمائنا، ومحبي أهل البيت عليهم السلام ، وأن لا نتركه يذهب بسهولة بقصد أو بدونه. بل لو لم يقم السلف بإنشاء رمز معماري لإحياء زيارة رأس الحسين (عليه السلام) عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، لكان الأجدر بنا أن نقوم بذلك، فكيف بنا إذا كان المبنى مشيداً والرمز قائماً.
الشيخ موحد همام حمودي
[1] بل يستحب في كل يوم وكل شهر ـ حسب رواية الإمام الصادق عليه السلام ـ كما أورده الكفعمي، تقي الدين، إبراهيم العاملي, المصباح: ص650.
[2] الصدوق, الأمالي: ص231. يذكره أيضاً: الفتال النيسابوري, روضة الواعظين: ص192.
[3] الشريف المرتضى، رسائل المرتضى: ج3، ص130.
[4] الحلي، ابن نما, مثير الأحزان: ص85.
[5] اُنظر: السيد ابن طاووس، علي بن موسى, اللهوف على قتلى الطفوف: ص114.
[6]المراد من المرفوع في علم الدراية: هو كون سند الحديث لم يُذكر بالترتب من حيث سلسلة رواته، وإنما أضيف إلى المعصوم مباشرة ومن دون واسطة. اُنظر: الشهيد الثاني، زين الدين، الرعاية في علم الدراية: ص98.
[7]اُنظر: السيد ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف على قتلى الطفوف: ص83. وأيضاً, الكليني، محمد بن يعقوب, الكافي: ج4 ص1157،ح8119. ورواه عنه السيد ابن طاووس في فرحة الغري، والحر العاملي في وسائل الشيعة: ج14 ص400، والمجلسي في البحار: ج100، ص249.
[8] الكليني, محمد بن يعقوب, الكافي: ج4، ص572.
[9] ابن قولويه, جعفر بن محمد, كامل الزيارات: ص83.
[10]اُنظر: السيد ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال: ج3، ص98 -99، ذكر أعمال صفر.
[11] ابن قولويه، جعفر بن محمد, كامل الزيارات: ص86 ـ 87.
[12] المصدر نفسه: ص84.
[13] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام: ج6، ص777، ح 7076.
[14] المصدر نفسه: ج6، ص777، ح7077.
[15] ابن شهرآشوب, مناقب آل أبي طالب: ج3، ص231.
[16] الطوسي, محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص548.
[17] المصدر نفسه: ص539.
[18] الطبرسي, تاج المواليد: ص33.
[19] ابن شهرآشوب, مناقب آل أبي طالب: ج3، ص231.
[20] ابن المشهدي، محمد، المزار: ص517.
[21] ابن طاووس، علي بن موسى, مصباح الزائر.
[22] الحر العاملي، محمد بن الحسن, وسائل الشيعة: ج14، ص398.
[23] المصدر نفسه: ج14، ص401.
[24] المصدر نفسه: ج14، ص403.
[25] المجلسي، محمد باقر, بحار الأنوار: ج97، ص 244.
[26] المصدر نفسه: ج45، ص146.
[27] المصدر نفسه: ج97, ص241.
[28] المصدر نفسه: ج97, ص293.
[29] اُنظر: الشيخ جعفر، الشيخ باقر, ماضي النجف وحاضرها: ج1، ص104.
[30]اُنظر: الحكيم، حسن عيسى, المفصل في تاريخ النجف الأشرف: ج3، ص80، وقد رجح الدكتور الحكيم أن يكون الرأس الشريف قد دُفن بالنجف بعدما قارن بين المواضع المختلفة. المفصَّل: ج3، ص41 ـ 53.
[31] الجواهري، محمد حسن, جواهر الكلام: ج20، ص93.
[32] المصدر نفسه.
[33] اُنظر: الميرزا النوري, مستدرك الوسائل: ج10، ص227.
[34] يرى البعض أنّ هذا القول هو الأقوى تاريخياً؛ لرواية ابن سعد ذلك.
[35] ابن كثير, البداية والنهاية: ج 8، ص222.
[36]الذهبي, تاريخ الإسلام: ج 5، ص107: (حدثني ريان أنّ الرأس مكث في خزائن السلاح حتى وَليَ سليمان الخلافة، فبعث إليه..، فجعله في سمط وكفّنه، ودفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة ـ الثوار ـ سألوا عن موضع الرأس؛ فنبشوه وأخذوه. والله العالم).
[37] الحموي، ياقوت, معجم البلدان: ج 5، ص142, ويذكر المقريزي تفاصيل نقل الرأس الشريف.
[38] السمعاني, الأنساب: ج3، ص370.
[39] آل عكة، طاهر, رأس الحسين: ص174، نقلاً عن النويري, نهاية الإرب.
[40]اُنظر: الأمين، سيد محسن, لواعج الأشجان: ص248، نقلاً عن: سبط بن الجوزي, تذكرة الخواص: ص275.
[41] الشيخ جعفر، الشيخ باقر, ماضي النجف وحاضرها: ج1, ص104.
[42]أبو طالب خان, الرحلة: ص397، عنه الحكيم، عيسى, المفصل في تاريخ النجف: ج3، ص38.
[43]ثم إن تلك الصخرة كانت موجودة في موضعها المذكور قبل التهديم الأخير لغرض التوسعة، وهذا التهديم من المؤاخذات الملحة على المشروع التي أفقدت الحرم كثيراً من معالمه ومفاصله المتميزة, وقد أثارت اهتمام الآثاريين, يذكر السيد عبد المطلب الخرسان في كتابه قصة هذه الصخرة ـ كشاهد عيان ـ فقال: (أقول: هذه الصخرة عليها كتابة بخط كوفي, كانت موجودة في المكان الذي ذكره الشيخ حرز الدين, وكانت صخرة أخرى على هيئة محراب مثبتة في محراب المسجد, ولهاتين الصخرتين قيمة أثرية, ففي عام 1965م جاءت بعثة من الآثار وقد جلبوا معهم كاميرات حديثة لتصوير بعض الآثار, وسألوني عن هاتين الصخرتين , فدللتهم عليهما, وسألتهم عنهما, فأخبروني أن إدارة الآثار صورت هاتين الصخرتين عام 1937م, وأن هاتين الصخرتين من الحجر المعروف بالحديد الصيني, وهما من النوع النادر منه؛ حيث إنهما ملونتان, والحديد الصيني يكون عادة أسود, وعند هدم المسجد تم نقل الصخرتين إلى المخزن لحفظهما من التصدع). الخرسان عبد المطلب, مساجد ومعالم في الروضة الحيدرية المطهرة: ص23.
وعليه؛ فيجب إعادة هذه الصخرة إلى موضعها كما يعمل على إرجاع صخرة المحراب الآن، وهما من نفس الحقبة التاريخية , وهي الحقبة الإيلخانية، كما أكد الخبراء أنها ترجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي، أي: قبل أكثر من 700 سنة، ونؤكد أنهما من أقدم ما موجود من بناء في الحرم الشريف؛ فإن العمارة الإيليخانية أقدم بناء كان موجوداً إلى ما قبل التهديم، ولم تبقَ منها شيء يذكر غيرهما.
[44]اُنظر: حرز الدين، محمد, معارف الرجال: ج3، ص241 242، ذكره محمد حسين حرز الدين العقيلي المسلمي, تاريخ النجف الأشرف: ج1، ص388 389، والحكيم, المفصل: ج3، ص39.
[45]حرز الدين، محمد حسين, تاريخ النجف الأشرف, ج1، ص386، ينقل عن محمد حرز الدين, معارف الرجال: ج3، ص272.
[46] الشيخ جعفر، الشيخ باقر, ماضي النجف وحاضرها: ج1، ص104.
اترك تعليق