هدايا ونذور ونفائس من شتى اصقاع العالم اجتمعت في متحف يقع في الزاوية الجنوبية الغربية من الصحن الحسيني الشريف بعد ان كانت حبيسة داخل صناديق في مخازن العتبة الحسينية.
وبحسب اخر احصائيات لرواد المتحف الذي افتتح في الثالث من شعبان لعام 2011 بلغ اكثر من 6 مليون زائر من جميع الجنسيات العالمية اذ يحظى المتحف باهتمام الزائرين لما يحتوي من نفائس ثمينة .
ويقول معاون مدير المتحف المؤرخ سعيد زميزم للموقع الرسمي ان "متحف الامام الحسين عليه السلام من المتاحف المهمة في العراق لما يحتوي من نفائس قيمة وثمينة اهديت من قبل المحبين والملوك والسلاطين في القرون الماضية.
ولايضم المتحف جميع النفائس الخاصة بمرقد الامام الحسين بسبب السرقات المتتالية التي تعرض لها مرقد الامام الحسين عليه السلام منذ عام ( 200 الى 1991م ) وكان اشد عمليات السرقة هي الحملة الوهابية على كربلاء عام 1801 م.
ويمضي زميزم بالقول ان "من اثمن المعروضات في المتحف هي "شعرة السعادة " المنسوبة للنبي محمد (ص) والتي تعرض مرة واحد في السنة, فضلا عن تربة الامام الحسين عليه السلام التي تحولت دما في عام 2012 يوم العاشر من محرم.
ويتابع, صمم المتحف وفق معايير هندسية خاصة اذ ان الاعمدة والممرات في المتحف تشكل من الاعلى كلمة "حسين" وبالوان الاخضر والابيض التي تعطي روحانية وعبق خاص للمكان.
ويضيف ,تم الاستعانة بخبرات عراقية وايطالية لتدريب كوادر المتحف وكيفية صيانة المقتنيات المتنوعة من سجاد واسلحة ومخطوطات.
ويضم المتحف بين كوادره موظفين مختصين يجيدون التكلم بأربع لغات هي الانجليزية, والعربية , والفارسية والاوردو.
مقتنيات المتحف
اول المقتنيات المعروضة بعد عبور البوابة الرئيسية للمتحف هي عمود من الرخام يستند الى كلمة "حسين" في عمل فني رائع.
وتعد مقتنيات متحف الامام الحسين عليه السلام من النفائس الثمينة والمتميزة على المستوى العالمي, حيث تحتل الاسلحة مكانا بارزا فيه, ويعود تاريخ اقدم قطعة الى 200 عام، وقد اهديت هذه الاسلحة من ملوك وامراء وسلاطين تركيا وايران وحتى باكستان.
كما تحتل اسلحة الثوار العراقيين في "ثورة العشرين" عام 1920م والتي تحتل مساحة واسعة من المتحف, وقد اهداها احفاد الثوار الى العتبة الحسينية المقدسة قبل تأسيس المتحف.
وفي عام 2018 احتل سلاح ابو تحسين الصالحي المقاتل في صفوف الحشد الشعبي مكانه في متحف الامام الحسين عليه السلام ليكون ضمن المقتنيات التي لها تأثير نفسي على الزائرين, والى جانب الاسلحة تحتل السيوف مكانة مميزة لقدم عمرها فمنها العربية والتركية والفارسية والمغولية.
كما يحتوي المتحف على العديد من السجاد القديم والنفيس المصنوع من الحرير والكاشان من ايران وتركيا ويعد من جود انواع السجاد اليدوي في العالم.
ويحتوي المتحف على قطعتين من السجاد يعتقد ان احدهما الاغلى في العالم حسب قول المؤرخ سعيد زميزم, حيث صنعت احداهما من الحرير ونقش عليها بالذهب اسماء "اصحاب الكساء".
كما يحتوي المتحف على عملات اجنبية قديمة وكتب ومخطوطات نادرة الوجود خطت بماء الذهب, فضلا عن ابواب من الفضة بالاضافة الى باب ينسب الى مذبح الامام الحسين عليه السلام.
ويتوسط المتحف الشباك الفضي القديم لضريح الامام الحسين عليه السلام الذي تم نصبه على القبر الشريف عام 1938 واستبدل بعد سقوط نظام صدام.
واكثر مقتنيات المتحف عرضا هي الاختام التي تعود الى العهد السومري والاكدي, وبعض الزجاجيات التي تعود الى العهد الساساني.
وتعد الدروع المتواجدة في المتحف من النفائس الثمينة لقدمها حيث تعود الى العهد الجلائري بالاضافة الى الحراب اليمنية.
ويشير زميزم الى ان "المتحف اهديت اليه بردة باب التوبة التي كانت معلقة على استار الكعبة، مبينا ان وجودها مهم بالنسبة لأي متحف عالمي لما تحتويه من قدسية ورمزية عالية في نفوس المسلمين في العالم".
ويقول حسام عبد الحسن عبود الفني في صيانة النفائس المعدنية ان "هنالك طرق مخصصة لديمومة القطع المعدنية سواء من الفضة والنحاس والذهب تم التدريب عليها على يد كادر ايطالي متخصص".
واضاف ان "الطريقة الاولى هي الميكانيكية باستخدام اماكن وآلات خاصة لإزالة الاكسدة ومواد اخرى، اما الطريقة الثانية فهي الكيميائية عن طريق المختبر واضافة مواد خاصة وتم مؤخرا جلب مادة من المانيا وايطاليا لإكساء النفائس المعدنية للحفاظ عليها لمدة طويلة".
مصطفى احمد باهض
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق