هل السيدة زينب (ع) معصومة؟

إن الالتزام بالأحكام الشرعية مع مراعاة الاحتياط والابتعاد عن الشبهات تولد لدى البعض درجة عالية من التقوى تعصم الانسان من الوقوع في الذنوب وان الاقبال على الله تعالى ودوام الذكر له تعالى يولد لدى الانسان حالة من الذكر بحيث لا يحصل عنده النسيان.

فاذا قلنا لزينب (عليها السلام) عصمة فلا يكون الا من تلك العصمة المكتسبة التي تحصل عند الانسان في زمن الاقبال على الله تعالى والوصول الى درجة عالية من التقوى وهذه العصمة المكتسبة تختلف عن العصمة التي نثبتها للأنبياء والائمة المعصومين (عليهم السلام) فإنها ثابتة لهم منذ الولادة والى الممات من جميع الذنوب ومن السهو والنسيان والخطاء.

وان هذه العصمة المكتسبة تعني عدم المفارقة عن طريق العدل والطاعة وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية. والذي شهد لعصمة سيدتنا زينب الكبرى (سلام الله عليها) بالمعنى المتقدم:

1ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) حملها مقداراً من ثقل الامامة أيام مرض الامام السجاد (عليه السلام) وأوصى اليها بجملة من وصاياه، وأنابها الامام السجاد (عليه السلام) نيابة خاصه لبيان أحكام الدين واثار الولاية، كما نلاحظ في حديث (اكمال الدين للصدوق ص45 ج27) و(الغيبة9 للشيخ الطوسي الذي جاء فيه: "ان الحسين بن علي أوصى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في الظاهر وكان ما يخرج من علي بن الحسين ينسب الى زينب بنت علي تستراً على علي بن الحسين (عليه السلام)".

2ـ قول الامام السجاد (عليه السلام) لها بعد خطبة الكوفة في حديث حزيم بن شريك الاسدي في (الاحتجاج): (انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة)، فان هذا العلم غير المحتاج الى التعليم هو من شأن المعصوم فيكشف علمها عن عصمتها. (راجع العقائد الحقة ص345).

المصدر: مركز الأبحاث العقائدية

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات