هل ارتدت الزهراء (ع) النقاب؟

من كتاب خلفيات كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام) - للسيد جعفر مرتضى - (ج 1 - ص 536 - 538) قال وهو يعلّق على خطبة الزهراء (عليها السلام) بالمهاجرين والأنصار:

والسؤال هو: إذا كانت الزهراء ترى الرجال وتحادثهم، كما كان الرجال يرونها ويحادثونها، فلماذا:

1- نيطت دونها هذه الملاءة يا ترى؟! وقد كان ذلك بأمرها هي!! مع أنه قد كان بإمكانها أن تلتف بعباءتها، وتقف بينهم وتلقي خطبتها؟.

وكيف يمكنه بعد هذا أن يثبت لنا: أنها (عليها السلام) كانت ترى الرجال، ويراها الرجال؟!....

2- ويوم وصل السبايا إلى الكوفة: ( خطبت أم كلثوم بنت علي (عليه السلام) في ذلك اليوم، ومن وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء).

3- وعندما حمل السبايا ورأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام يقول الراوي : ( فلقد حدثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة أنهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن على الحسين (عليه السلام) إلى الصباح. وقالوا : ( فلما دخلنا دمشق ادخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه ) .

4- ويقول ابن طاووس : ( وحمل نساؤه على أطلاس أقتاب بغير وطاء، مكشفات الوجوه بين الأعداء ).

5- عن علي (عليه السلام) : ( أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) استأذن عليها أعمى فحجبته فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله) لما حجبته وهو لا يراك؟ فقالت : إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ( اشهد انك بضعة مني ).

6- استأذن ابن أم مكتوم على النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده حفصة فقال (صلى الله عليه وآله) : ( قوما فادخلا البيت، فقالتا : إنه أعمى فقال : إن لم يكن يراكما فإنكما تريانه ).

وعن أم سلمة : كنت عند رسول الله، وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بالحجاب . فقال : احتجبا . فقلنا : يا رسول الله أليس أعمى؟! قال : أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟.

7- وتذكر رواية أخرى أنها أرادت ان تأتي إلى أبيها فتبرقعت ببرقعها، ووضعت خمارها على رأسها، تريد النبي. والرواية : وان كان فيها إشكال من جهة أخرى لكن هذه الفقرة سليمة عن الاشكال . . فان كان ثمة تصرف في الرواية فإنه في غير هذا المورد .

8- في حديث زواج الزهراء (عليها السلام) بأمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أن أم سلمة أتت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي . ثم اخذ بيدها فوضعها في يدي علي ).

9- قد خطبت السيدة زينب أمام يزيد لعنه الله، فكان مما قالته : ( أمن العدل يا بن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناقل، ويبرزن لأهل المناهل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والغائب والشاهد والشهيد . . الخ ) .

(إشارة وتذكير) بقي أن نشير إلى أن قول هذا البعض بأن الزهراء كانت ترى الرجال، ويراها الرجال، ثم استشهاده له بمجيء الشيخين إليها لاسترضائها. . لا يمكن قبوله لسببين :

الأول : أن النص التاريخي يصرح بأنها حين جاءا لاسترضائها ( شدت قناعها، وحولت وجهها إلى الحائط، فدخلا ).

الثاني: النصوص المتقدمة الصريحة بأنها كانت تتبرقع، وفي أنها تضرب بينها وبين الرجال ستائر، وتخاطبهم من خلفها . . وغير ذلك من نصوص.

المصدر: مركز الأبحاث العقائدية

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات