المرجعية العليا: التغيير للأفضل يبدأ من الفرد والمجتمع والمؤسسات

قال ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 22/جمادي الاولى/1439هـ الموافق 9/2/2018م" ان منهج التغيير المجتمعي يعد من مجالات الحياة في الاسلام، والمقصود في معنى التغيير هو، ان الفرد معرّض لأن يقع في الكثير من الاخطاء والزلل او ربما يتبنى مواقف خاطئة او منهجاً ثقافياً وعقائد غير صحيحة، فإن دوام هذا المنحى في حياة هذا الفرد يعرّضه الى مشاكل ومحن وشقاء قد يؤدي به في النتيجة الى الهلاك في الدنيا والآخرة.."

ونوّه الشيخ عبد المهدي الكربلائي" احياناً هذه الممارسات الفردية تتسع وتكوّن لدى المجتمع كثير من الاخطاء والزلاّت والعثرات والممارسات والسلوكيات الخاطئة التي تهدد أمنه الاجتماعي، وتؤدي الى أن يقع المجتمع في حالات من الفوضى والمشاكل وبالنتيجة تعاسة وشقاء لدى افراد كثيرة من المجتمع.."

وأشار ممثل المرجعية الى" ان ارادة الله تعالى من الفرد والمجتمع والمؤسسات تفيد بأنكم اذا مررتم بهذه الحالة التفتوا الى النتائج الكارثية والمأساوية كنتيجة متوقعة.. ومن هنا لابد أن تتولد ارادة للتغيير، ففي القرآن الارادة الالهية والمنهج الالهي يقول ايها الانسان اعطيتك عقل واعطيتك قدرة على التفكير والتحليل والابداع وانزلت اليك الكتب السماوية التي تبين لك صلاحك فرداً ومجتمعاً وانزلت اليك الانبياء وارسلت اليك القادة واعطيتك القدرة على التغيير، فعليك ان لا تبقى في الحال السيء، عليك ان تتحرك للتغيير نحو الافضل ونحو تجاوز الحالة الراكدة والحالة السيئة.."

واستدرك الكربلائي" التفتوا الى هذا الحديث الذي يتضمن مجموعة من النظريات، فقد ورد عن ابي عبدالله (عليه السلام): (من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو معلون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو الى النقصان، ومن كان الى النقصان فالموت خير له من الحياة).

وأضاف الكربلائي" هذه الحالة الخطيرة تتطلب من كل فرد ان يراجع نفسه وكذلك المجتمع والمؤسسات تراجع نفسها بكل عناوينها وفق التقييم الثالث الذي مفاده (ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون) بمعنى ان هذا الإنسان او المؤسسة في حالة تراجع في العبادة والاخلاق والسلوك والعمل والخدمة ومن كانت حالته في تراجع فهو ملعون ومنبوذ ومطرود من رحمة الله تعالى ولا يرى الخير.."

ولفتَ ممثل المرجعية العليا الى" ان خطأنا الكبير كفرد وكمجتمع هو اننا نطلب أن يأتي التغيير من الآخرين، فيما انطلاقنا للتغيير يجب أن يكون وفق الآية القرآنية الكريمة: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)... انت ايها الفرد ابتدأ اولا ً بنفسك ثم تغيَّر فالمجتمع سيتغير.. ايها المؤسسة الفلانية ابتدئي بنفسك ايها الطبيب ايها المهندس ايها السياسي وكل واحد من افراد المجتمع بهذه العناوين فرداً ومؤسسات ابتدأ بنفسك لأن الفرد هو خلية المجتمع وهو العنصر الاساسي، فاذا تغيّرَ تغيّر المجتمع.."

 

صباح الطالقاني

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة