وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الواقع المعاصر

تعد وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت من أهم منصات القوة الناعمة ومصادرها التي يسيطر عليها في الغالب مجمع صناعي يضم تابع للدول الكبرى التي تسيطر على العالم في مجالات التطور التكنلوجي.

وقد صرح جوزيف ناي في كتابه القوة الناعمة أن هذه المنصات هي أحد الوسائل والأدوات التي يمكن من خلالها جذب المجتمعات المستهدفة إن لم تكن الأكثر فاعلية وتأثيرا في الواقع حيث قال: (إن هذه القوة ستكون الأخطر والأفعال في القرن الواحد والعشرين).

ويسعى مروجوا هذه الوسائل في العالم إلى تحقيق مجموعة من الأهداف العامة والتي من أهمها:

1- عولمة المجتمعات وربطها بشبكة التكنلوجيا الأمريكية وتعزيز القوة السيبرانية.

2- تعبئة الاحتجاجات وتحريك المظاهرات في المناطق المستهدفة عبر الجيوش الالكترونية والمنصات الإعلامية في وسائل التواصل التي تستخدم للتواصل وبث الإشاعات وتحريك الجماهير ونشر الدعايات الكاذبة التي تساهم في تعبئة الاحتجاجات.

3- ضرب القيم الأخلاقية في المجتمعات المستهدفة اذ أن هذه الوسائل مصممة بشكل يمكن التواصل بين الجنسين بشكل سهل ومتيسر، وقد لوحظ في الواقع المعاصر الكثير من مظاهر العلاقات الغير شرعية والتي أدت إلى التفكك الأسري وتزايد حالات الطلاق والمشاكل الزوجية.

4- الترويج للنمط الاقتصادي الجديد في العالم، فان هذه الوسائل تهدف الى اقامه سوق عالمي في إطار العولمة وتحت مظلة الرأسمالية.

5- تعميم الأسلوب الغربي في المجتمعات وتذويب الهويات الدينية والثقافية.

الاثار الايجابية من وسائل التواصل

ان لوسائل التواصل الاجتماعي ايجابيات متعددة اهمها:

1- سهولة الاتصال والتواصل بين الناس.

2- نشر العلم والمعرفة والعلوم الهادفة.

3- توثيق الاحداث والوعي بقضايا الامة.

4- تكوين جماعات ضغط لنصرة قضايا الحق.

5- سهولة الحصول على المعلومات حول العالم.

6- امكانية توجيه المجتمع بالطريق السليم.

7- امكانية نشر الحق وايصاله الى اعلى مستويات في العالم.

8- سهولة الاستخدامات البحثية لتوفير معلومات ثرية في جميع المجالات.

9- الاستخدامات التجارية فهناك الكثير من الوسائل اصبحت منصات للتجارة المحللة وغير المحرمة.

10- سرعة تدوال المعلومات والاخبار وايصاله للفئات المحددة.

الاثار السلبية من وسائل التواصل

ان لوسائل التواصل الاجتماعي سلبيات عدة اهمها:

1- اضاعة الاوقات في التسلية واللهو.

2- نشر الشائعات والفتن والفساد الاخلاقي

3- تقوية سيطرة الاعداء عبر الحرب الناعمة

4- تزويد الخصوم بمعلومات مجانية تنتشر في وسائل التواصل.

5- ضعف التركيز وكثرة التشتت الذهني في الجوانب الاخرى.

6- ضعف العلاقات الاسرية والروابط الاجتماعية الواقعية.

7- انتشار ظاهرة العزلة والانطواء.

8- انتشر المقاطع والمنشورات الغير لائقة.

9- تسهيل عملية التشهير والتسفيط للأخرين.

10- ضعف الحياء وازدياد التقليد الاعمى للغرب.

11- ضعف المستوى الدراسي والتعليمي لدى الافراد وخصوصا الناشئة لانشغالهم وادمانهم في الالعاب والبرامج الترفيهية.

12- سهولة التعرض لعمليات الاختراق والابتزاز والنصب والاحتيال الالكتروني.

13- ظهور مشاكل صحية من قبيل ضعف البصر وفقدان التركيز واضطراب النوم والخمول وعدم الحركة.

14- تكوين علاقات غير شرعية عبر المحادثات المحرمة التي تقام عبر بعض هذه الوسائل وبطرق شتى.

15- استخدام هذه الوسائل في تهريب وغسيل الاموال عبر منصات خاصة ومروجين محددين.

16- استخدام هذه الوسائل في تجنيد الكثير من الارهابين حول العالم.

موقف الدين من وسائل التواصل الاجتماعي

ان الموقف الاسلامي من هذه الوسائل يكمن في طريقة استخدامها بالشكل السلبي او الايجابي ، فان كل ما يؤدي الى المعصية فهو محرم عند جميع المسلمين وهذا تابع لطبيعة استخدام هذه الوسائل فهناك من يستخدم هذه الوسائل بنشر العلم والدين والتربية الاخلاقية والعقائد الحقة وتعليم المجتمع القيم النبيلة مع الحفاظ على جميع الموازين الشرعية التي يوصي بها الفقهاء والعلماء ، وهناك من هو عكس ذلك تماما فان يستخدم تلك الوسائل في اسقاط الاخرين ونشر الفواحش والمحرمات من الغيبة والنميمة والكذب والفتن والتشبه بالكفار ونشر ثقافتهم واضعاف جبهة الحق والدين وتقوية جانب الباطل والطغاة والظلمة وكذلك يستخدم هذه الوسائل بطريقة الادمان التي يضيع بسببها الكثير من الواجبات ويفوت الكثير من الفرائض فكل هذا مخالف لمنهج الاسلام والقران الكريم والعترة الطاهرة وخلاف الشرع المقدس .

واليوم نحن نحتاج الى مجتمع يعي هذه المرحلة فان العدو يريد من هذه الوسائل لتكون اداة لعولمة المجتمعات الاسلامية وتغيير ثقافته الاصيلة ونشر ثقافة الغرب العلماني الذي يدعو الى الانحلال والتغرب وبث الثقافة الغربية بكل اشكالها عبر برامج متنوعة ومختلفة ومتطورة.

وهذا يحتم على المؤمنين ان يكون لهم دور في مواجهة هذه الاهداف وذلك من خلال التعامل مع هذه الوسائل بشكل جدي وواعي وببصيرة وحكمة عالية يمكن من خلالها استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لا قامة الضد النوعي في المواجهة فكما ان العدو يعمل لان تكون هذه الوسائل ادوات لنشر ثقافة الغرب لابد ان يوجد عندنا مؤسسات ومراكز واجيال وطبقات من المجتمع تعمل بالضد وتحول هذه الوسائل الى ادوات لنشر ثقافة الاسلام المحمدي الاصيل وبطرق علمية ورصينة وجاذبة وناعمة تجذب الاخرين الى قيمنا ومبادئنا وغير منفرة وهذا يتحقق عندما تتكاتف الجهود ويتصدى من هم اهل لذلك من الجيل الواعي المتدين .

: الشيخ وسام البغدادي